الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطريق لعودة سوريا الى الجامعة العربية . هل هي سالكة

ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)

2023 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


الطريق لعودة سوريا الى الجامعة العربية. هل هي سالكة
ادهم ابراهيم 

بعد اكثر من اثني عشر عاما من الازمات والحروب في سوريا ، تبادر بعض الدول العربية لاعادتها الى محيطها العربي .
ورب سائل يسأل هل كانت الصراعات فيها عبثية وحان الوقت لتجاوزها ، ام ان هناك اسبابا جديدة تفرض نفسها على الوضع السوري .    خصوصا بعد المصالحة السعودية الايرانية والحرب الاوكرانية ؟
ام الرغبة في اخراج الوجود الايراني والتركي من سوريا لاعتبارات عربية ودولية ؟ 

النظام السوري المدعوم من إيران وروسيا ، مازال معزولا عن محيطه العربي والاقليمي ويعاني من عقوبات امريكية واوروبية لايمكن تجاوزها . ومخلفات حرب اهلية تسببت في هجرة الملايين الى الدول المجاورة واوروبا تتطلب حلولا جذرية لاترقيعية .

      وقد كانت هناك مبادرات عديدة في الخفاء والعلن لإيجاد حل سياسي للصراع الاقليمي والدولي فيها باءت كلها بالفشل .
    سوريا المقسمة فعليا من الناحية الواقعية بين مناطق نفوذ امريكية وروسية وايرانية وتركية ، اصبحت الان محط انظار الدول العربية ، وخلفها المصالح الدولية والاقليمية .

 ويبدو ان بعض الفرقاء المعنيين بالوضع السوري اصبح لديهم الرغبة في عودة سوريا الى الحضن العربي مجددا . 
قد تكون سياسة المملكة العربية السعودية فيما يخص تصفير الازمات في المنطقة ، هي الدفعة التي يبحث عنها النظام السوري ، من الناحية الاقتصادية على الاقل . ولكن ذلك لن يأتي دون ثمن مما يتطلب بالتأكيد ان تنأى دمشق بنفسها عن طهران .

وقد كانت هناك دعوات متقطعة للمصالحة مع النظام السوري،  عندما قامت البحرين بتبادل السفراء . وكذلك اعادة فتح المعبر الحدودي مع الاردن لتعزيز التبادل التجاري بين الاردن وسوريا .
      كما كانت زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بمثابة تغيير في العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين .

ورغم ذلك فمازالت الولايات المتحدة ترفض التطبيع مع النظام السوري . 

لا احد يعلم مآل التحركات الجارية لعودة سوريا الى الجامعة العربية . وقد اختصر وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان هذا الموضوع بقوله  "لا يوجد بعد مسار واضح لتحقيق كل أهدافنا ، ومن هنا ضرورة تحقيق هذا الهدف من خلال الحوار مع سوريا".

ويأتي التقارب السوري مع الدول العربية في أعقاب المصالحة السعودية الإيرانية ، خصوصا بعد رغبة النظام السوري للتقرب مع الإمارات ودول الخليج الأخرى .

ولكن كيف سيلتزم النظام  السوري بالشروط المطلوبة كحد ادنى .
فهل سيتخلى عن الوجود الايراني اوالعلاقات الاقتصادية الوثيقة معها ؟
وهل لديه الرغبة الحقيقية لإبعاد حزب الله اللبناني والميليشيات الموالية لإيران عن الساحة السورية ؟

وهل هو قادر فعلا على ضبط الحدود وايقاف او منع تهريب الكبتاغون الى الدول المجاورة ؟ 

اواجراء مصالحة حقيقية ، والسماح للاجئين بالعودة إلى مدنهم وقراهم؟

كل هذه الاسئلة مازالت بحاجة الى ايجاد اجوبة عليها !

وفي المقابل تأتي زيارة الرئيس الايراني لسوريا مؤخرا لتأكيد الوجود الايراني في سوريا ، واشارة واضحة للدول العربية بعدم تجاوز او اهمال العلاقات السورية الايرانية الوثيقة . خصوصا وأن الدول العربية ليس لها نفوذ فاعل داخل الاراضي السورية ، على عكس روسيا وإيران وتركيا والولايات المتحدة ، التي اوجدت لها قواعد وقوات في مختلف مناطق الدولة .

    من كل ذلك يتضح صعوبة احراز تقدم كبير في عودة سوريا بالكامل الى محيطها العربي في الوقت الحاضر . وان الامر يتطلب جهدا" كبيرا" على المستوى العربي والإقليمي ، خصوصا وان  بعض الدول العربية مازالت رافضة للتطبيع معها .
رغم ان الحاجة لضمان الامن العربي ومواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها المنطقة العربية تتطلب اعادة اللحمة العربية .
ولكن تجري الرياح بما لاتشتهي السفن 

ادهم ابراهيم 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة