الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليق ورد توضيحي بخصوص مقاربة أوجلان لحل القضية الكردية

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2023 / 5 / 8
القضية الكردية


كتب أحد الأصدقاء تعليقاً يقول فيه؛ "أستاذ بير أرجو أن تراجع منشورك" -وهو يقصد بوستي عن اتهام البعض للعمال الكردستاني لتركيا، بالرغم إنه جزء من الائتلاف الخاضع للاستخبارات التركية حيث شبهتهم بحكاية العنزة والنعجة وكيف أن الأولى تسخر من الأخيرة بالقول؛ إنها عندما تمشي وتهز بذيلها تبان عورتها مع أن عورتها هي دائمًا مكشوفة- ويضيف الأخ المعلق قائلاً؛ "وتقرا الكتاب لعبد الله اوجلان وأرجو أن تشرح لي هذا الجزء من كتابه

(( دفاعي منعطف على مسار الحل الديمقراطي))

في الصفحة 173 في السطر السابع يتابع ويقول :

بقدر ما نسعى إلى إبعاد تركيا وإنقاذها من المخاطر الكبيرة المنتظرة ،فإننا أيضاً نود عودة تركيا إلى القوة والعظمة التي كانت تتمتع بها في السابق
ويتابع السيد أوج آلان :

فمع التسوية النهائية سوف تدخل الإمكانيات والقدرات العسكرية الحربية لـ(PKK) في خدمة الجمهورية التركية ،وستزول المخاطر المهددة لوجودها. والتي تقودها بعض مركز القوى العالمية ، مستغلة القضية الكردية منذ 200 عام لإحتلال تركيا وتحويلها إلى ساحة حرب وبؤرة مضطربة أبداً ،كما فعلوها في ــ كوسوفو – لبنان – البوسنة والهرسك – العراق ، ومن أهم المخاطر المهددة لتركيا هي الكيان القائم في شمال العراق بشكل خاص تحت تسمية "الكيان الكردي"

ويتابع السيد أوج آلان قائلاً :

إن تكاتف واتحاد الأكراد مع الجمهورية الديمقراطية تعني تحول تركيا إلى قوة إستراتيجية مهيبة بالمعنى العسكري . فالتسوية تقدم هذه الميزات والفرص لتركيا ، والتي تعني الاستثمار الاستراتيجي العظيم للمستقبل . لا ننظر مقابل ذلك من تركيا تنازلاً عن حق ، بل رد الحقوق الديمقراطية والثقافية المشروعة والطبيعية للأكراد، كما هو الحال في أنحاء كثيرة من العالم الديمقراطي .

إنها تسوية سهلة وبسيطة وغير مكلفة ، ومطلب ضروري في نفس الوقت . إذا لم تتحقق التسوية المطلوبة فإن الأحداث اليومية لضحاياها ومخاطرها ستكون شاهدة على المستقبل القاتم .

إن مقولة " السلام الأسهل والأصعب " تعبر عن ماهيتها هنا بكل وضوح . إذا أمعنا النظر جيداً فسنجد أن الخلاص من المصاريف العسكرية الباهظة جداً ، وقطع الطريق أمام مزيد من الضحايا والأضرار ستقوي من مركز ووضع تركيا أمام الدول الطامعة والمتربصة بها ، وسيدخل الاقتصاد التركي المهترأ إلى مرحلة جديدة قوية ومتينة .

وسيشهد المجالات الاجتماعية والسياسية والثقافية تطورات وتحولات إيجابية جداً . وستضع تركيا رجليها في مواقع جديدة من العالم بما فيها الاتحاد الأوربي ، وستأخذ دور الريادة الإقليمية بين دول الجوار . اختصاراً هذا هو ما أقصده من عبارة " إنقاذ تركيا ".

ويتابع السيد أوج آلان في الصفحة 179 من نفس الكتاب قائلاً :

على هذا الأساس سينفتح الطريق أمام دولة تركية قوية ومرهوبة الجانب ، تستطيع التأثير على دول البلقان والقفقاس، وحتى جمهوريات آسيا الوسطى ، إن مراجعة العلاقات من جديد على أسس ديمقراطية يعني الحصول على قوة إستراتيجية مشابهة للتي حصلت خلال الفترات الماضية ، ولكن على أسس ديمقراطية .(( كان موضحاً السيد الفترات الماضية في الصفحة 175 من نفس الكتاب " دعم وصداقة الأكراد للاتراك في معارك " مالازكرد وجا لديران وأرضروم " )).

وإلى الآن لم يتحقق هذا الهدف المنشود ، لذلك تخاطر تركيا بانفصال جزء من أراضيها الداخلة في إطار " الميثاق الوطني "المللي" واستنزاف طاقاتها باستمرار .

لهذا يتوجب وضع حد لهذه الأزمة الخانقة ، ولهذا الصراع المرير ، والتطلع إلى كسب المستقبل والاستفادة منه فكما أن الإصرار على عدم الحل يؤدي إلى أضرار كثيرة ، فإن الحل يؤدي إلى مكاسب جمة .
………………………………………..

إنني وضعت التعليق كاملاً لغايتين؛ أولهما كي لا أحذف شيء مما أورده وأحافظ على الأمانة وتاليًا؛ ليطلع كل الأخوة على موقف أوجلان بخصوص حل القضية الكردية في إطار ما يسمى ب"أخوة الشعوب والأمة الديموقراطية" والدولة الفيدرالية أو الكونفيدرالية الشرق أوسطية، طبعاً الرجل له رؤيته وقراءته السياسية في إطار المراجعة السياسية لرؤية المنظومة أو ما يمكن القول؛ المرحلة الثانية من المشروع السياسي لأوجلان ومنظومة العمال الكردستاني حيث الأولى كانت المقاربة لنيل حق تقرير المصير للشعب الكردي على ضوء النظرية والفلسفة الماركسية الثورية مطعمة باجتهادات شخصية منه ومن الماوية وبعض التنظيرات والاجتهادات الثوروية الطوباوية الأخرى وذلك قبل الانتقال إلى ما تسمى ب"مشروع الأمة الديمقراطية" وذلك كرؤية فلسفية جديدة للمقاربة وحل المشكلات العالقة في المنطقة وذلك بعد أن فشلت الدول والنظريات القومية من ايجاد حلول لمشكلاتنا، بل تحولت هي نفسها لمشكلة جديدة، لكن ما يؤخذ على مشروع أوجلان والكردستاني هو التالي والذي لخصته في ردي التوضيحي لذاك الأخ صاحب التعليق حيث كتبت له قائلاً:

للأسف أوجلان مأخوذًا بفكرته ومشروعه السياسي وفق نظرية أخوة الشعوب والأمة الديمقراطية يجد بأن الحل الأمثل هو في الدولة الفيدرالية الديمقراطية بين مكونات المنطقة وبالتالي الدول والكيانات القومية تشكل خطراً على ذاك المشروع السياسي وعندما يأخذ الإقليم بالاسم كونه يشجع باقي الكرد وبالأخص في شمال كردستان (تركيا) لحل مشابه وهو ما يصيب مشروعه في مقتل بقناعته وأنا هنا أختلف معه تمامًا، بل بقناعتي لا يمكن تشكيل دول فيدرالية أو حتى كونفيدرالية دون أن تنال كل المكونات حقوقها وتبلور هويتها وشخصيتها في كيانات سياسية ومن ثم تتحد بإرادتها وذلك على شاكلة دول الاتحاد الأوروبي، أما نموذج فرض المشاريع السياسية الطوباوية مثل نموذج الاشتراكية والأممية الشيوعية أو الأمة الاسلامية فهو لن يكون لها النجاح، كون فرضت عليها من الأعلى وليست نابعة من إرادة تلك الدول والشعوب كما في التجربة الأوروبية وهذه إحدى نقاط خلافي مع المشروع المطروح من قبل أوجلان بخصوص الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب.

طبعاً الموضوع يحتاج للكثير من النقاش والجدل وما طرح هنا لا يشكل إلا توضيحًا مبسطًا وجزئيًا لقضية معقدة وجد شائكة وربما تحتاج لمجلدات وبرامج ومراكز بحثية للوقوف عليه ولم أقدم هنا إلا توضيحًا مبسطًا وسريعًا لموضوع مهم وشائك. وبالمناسبة علينا أن نعلم؛ بأن أوجلان عندما يتحدث عن تركيا فهو يتحدث عن تركيا الجديدة الديمقراطية وبعد حل كل المشاكل وفي المقدمة المسألة الكردية.. وبالتالي لا يجوز أن نجزء الموضوع كمن يقول؛ لا تقربوا الصلاة.. ودون أن يكمل الباقي، ثم على افتراض اوجلان قالها فقط بالصيغة التي يرددها البعض، بالرغم إنها ليست كذلك، فها نحن نرى بأن هناك جماعة تنسق علنًا مع تركيا، بينما غيرهم وبافتراض البعض يعملون لصالحها، لكنها ليست علناً، وهنا الا ينطبق مثل الحكاية التي أوردتها في بوستي السابق عن عورة كل من العنزة والنعجة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط