الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوثائق البريطانية واهميتها في كتابة تاريخ العراق الحديث

ابراهيم خليل العلاف

2023 / 5 / 9
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات



اكثر من مرة ، كتبتُ عن الوثائق البريطانية ، واكثر من مرة ذكرتُ بأنني ذهبت الى لندن حيث دور الوثائق ومنها دائرة السجلات العامة P.R.O .. واكثر من مرة قلت انني استخدمتها كما استخدمها غيري من الباحثين العراقيين والعرب والاجانب .ومن حسن الحظ ان هناك عددا من الباحثين ممن اهتموا بالوثائق البريطانية واشير بشكل خاص الى المرحوم الاستاذ نجدت فتحي صفوت الدبلوماسي والباحث السابق والاخ الدكتور مؤيد الونداوي الاكاديمي والباحث المتخصص بالعلوم السياسية .
اتذكر انني عندما كنتُ طالبا قبل 50 سنة كان اساتذتنا ينوهون بأهمية الوثائق البريطانية ومنهم الاستاذ الدكتور عبد الامير محمد امين وكانوا يقولون انها مهمة لكتابة تاريخ العراق الحديث منذ القرن 17 وحتى لحظة كتابة هذه السطور .
وفي بريطانيا كما في الهند وكانت مستعمرة بريطانية وثائق بالاطنان عن العراق وانا عملتُ في زيارتي الى العاصمة البريطانية سنة 1977 على الوثائق البريطانية في دائرة السجلات العامة وفي مكتبة المتحف البريطاني وفي مكتبة الهند ووثائقها .
ما يهمني في هذه المقال الاشارة الى ما كتبه المرحوم الاستاذ نجدت فتحي صفوت في كتابه ( خواطر وأحاديث في التاريخ) ونشر ببغداد سنة 1983 وبعنوان (لماذا الوثائق البريطانية؟ ) وكما هو معلوم فالانكليز اهتموا بالعراق منذ القرن 17 واحتلوه سنة 1914-1918 وانتدبوا عليه 1920 الى 1932 وكثير من الاساتذة والطلبة والمهتمين من الباحثين العراقيين استخدموا الوثائق البريطانية في بحوثهم وكتبهم ولرسائلهم واطروحاتهم .وطبيعي فالوثائق البريطانية تعبر عن وجهة النظر البريطانية مكتوبة من زاوية مصالحهم الاستعمارية.كان العراق بولاياته الثلاث الموصل - بغداد - البصرة مهما لبريطانيا العظمى وعلى طريق الهند وظل العراق وثيق الصلة ببريطانيا خاصة بعد احتلاله مرتين الاولى 1914 والثانية 1941 . وكان هناك قائد قوات الاحتلال وكان هناك الحاكم المُلكي (المدني ) العام ، وكان هناك المنوب السامي ، وكان هناك السفير البريطاني وكان هناك موظفون انكليز ومستشارون انكليز وهنود وكان يدار من قبل وزارة المستعمرات ثم من قبل وزارة الخارجية بعد الاستقلال .ولدينا الاف مؤلفة من التقارير البريطانية المتبادلة عن شؤون العراق السياسية والادارية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية .
انا كتبتُ عن التعليم في العراق والسياسة التعليمية في العراق 1914-1932 ؛ فوجدت اطنانا من الوثائق البريطانية .كانت ثمة تقارير واوراق واضابير بريطانية عن كل شيء في العراق عن الشخصيات وعن الدوائر وعن المؤسسات .
والوثائق البريطانية (موجودة ) وبكميات هائلة وتتضمن المهم وغير المهم والسري وغير السري ، ولابد من غربلتها والرجوع اليها لايعني تقديسها والاخذ بما جاء فيها على عواهنه وعلاته .
ونقطة مهمة اشار اليها المرحوم الاستاذ نجدت فتحي صفوت وهي ان استخدام الوثائق البريطانية لايعني اهمال الوثائق الوطنية العراقية وهي كثيرة ايضا توجد اليوم في دار الكتب والوثائق .كما ان هناك وثائق فرنسية مثلا ووثائق عثمانية وتركية وفارسية وعربية في بلدان اخرى ، ولديهم في بريطانيا تقليد وهي اظهار الوثائق التي مرت عليها مثلا فترة (25) اسنة وقسم تحجب ل(50) سنة وقسم تحجب نهائيا ولايتم الاطلاع عليها ابدا .
طبعا ما ترونه الى جانب هذه السطور وثيقة بريطانية نشرها الاخ الدكتور مؤيد الونداوي تتعلق بوزارة ناجي طالب في العراق آب - اغسطس سنة 1966 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقعات بزيادة الاحتجاجات في إسرائيل مع استقالة غانتس.. وخبرا


.. ضيافة حجاج عمان بالقهوة العربي فور وصولهم إلى مكة المكرمة




.. قتلى وجرحى في انهيار جدار -بئر ماء تاريخي- بجامع المهدي الأث


.. أخبار الصباح | صعود أقصى اليمين في الانتخابات الأوروبية سيؤث




.. أخطاء شائعة وتصرفات غريبة يفعلها المسافرون.. لا تفعلها!