الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كذبة كبيرة أسمها.... العراق

سعدون محسن ضمد

2006 / 10 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من سيجهز على من؟
الحكومة على الإرهاب أم العكس؟.. من الذي سينتصر؟ نفايات الماضي أم ما نصنعه من المستقبل؟ مجموعة المخربين أم مجموعة من (يعدوننا) بأنهم إصلاحيين؟
بين المتحاربين هناك عوامل تتحكم بالنصر وهذه العوامل معروفة، عليه ليس من العسير التنبؤ بنتيجة الحرب. جسد المحارب وآليته في الحرب وغايته منها، ثلاثي المكونات هذا هو الذي يمكن له أن يفرز لنا المنتصر أخيراً.
الإرهابيون نجحوا في إيجاد جسدهم المتين، تشكيلهم المتماسك. مجموعة أفراد، يتفرعون عن مجموعة مؤسسات داخلية وخارجية، يعملون جميعاً لخدمة وتفعيل هدف واحد، هو إشاعة الفوضى من أجل إجهاض مشروع الحكومة الوطنية. هؤلاء الأفراد ـ نسبياً ـ يثقون ببعظم، يدعمون بعظهم، ولا يعملون على إفشال مخططات بعضهم البعض داخل مشهد حراكهم. والخطير في الأمر أنهم نجحوا في اختراق جسد الدولة، ما مكنهم من تحويل بعض أجهزتها لخلايا إرهابية تدعم بل تنتمي لجسدهم المتماسك. لهذا السبب فالإرهابيون يزدادون قوة وخطراً يوماً بعد يوم.
بالمقابل هل نجح (الحكوميون) في إيجاد جسدهم الخاص، تشكيلهم المتماسك؟
هل أنجبت الساحة السياسية مجموعة قادة يجمعهم هدف واحد. يثقون ببعظهم ويدعمون بعظهم ولا يعملون على إفشال بعضهم البعض؟ هل أفرز المجتمع العراقي، بسياسييه، ومتدينيه وفلاحيه وعماله ووو الخ، تشكيل يستطيع أن يواجه ما تشكل من جسد الإرهاب؟
ما يتضح يوماً بعد آخر، أن الإرهابيون يقتربون من بعضهم البعض، يفهمون استراتيجيات بعضهم، ويعملون بشكل جماعي، ولا يبدوا على فعالياتهم أنها تتقاطع مع بعضها البعض، ومن جهة أخرى، وبالمقابل يبتعد سياسيونا عن بعضهم لأنهم لم ينجحو إلى الآن في أن يفلتوا من زمام مصالحهم ويتفقوا على برنامج عمل مشترك، ما يرجح أنهم لن يفهموا بعضهم، وبالتالي سيقطع كل منهم الطريق على غيره خلال أداءه الخاص.
لكن كيف حدث كل هذا؟
كيف حدث أن مجموعة من القتلة واللصوص استطاعوا أن يتغلبوا على خزيننا الستراتيجي من النخب المثقفة (سياسيين عسكريين اقتصاديين اداريين...) كيف؟ كيف حدث أننا أصبحنا بكل هذا العجز؟ هل بات الشلل وشيكاً؟ هل نحن على أعتاب الدمار؟ أمن المعقول أن مخاض العراقيين لثلاث سنوات لم يستطع أن ينجب غير هؤلاء العاجزين الذين يتقافزون كالـ(.....) خلف أسوار المنطقة الخضراء، بينما نتقافز نحن كالدجاج بين المفخخات والأمراء والـ(صكاكه)؟
ربما علينا الاعتراف بأننا كمجتمع لم نتأهل بعد لتجاوز مرحلة الاستبداد، قد تكون أيام (صدام) هي أيامنا الحقيقية، أي أننا بحاجة لقائد قذر يتشبث بكرسي قذر ويستعمل أدوات أكثر قذارة. ربما علينا الاعتراف بأننا كذبة، وحدة شعبنا التي نتشدق بها دائماً، تماسك مكوناتنا التي نصدِّق بأنها أقوى من الإرهاب، حضارتنا الضاربة بأعماق التاريخ، مساميرنا التي وشمنا بها جسد الطين، قوانيننا، زقوراتنا، تاريخنا الممتد، كل ذلك عبارة عن كذبة عاقر لن تستطيع أن تنجب لنا غير أوهامنا الفارغة، غير مجموعة من نسميهم بالسياسيين وهم ليسوا أكثر من ثلة بسطاء لا يحملون في جعبهم غير شعارات فضفاضة ووعود كاذبة وخزين هائل من المصالح والأكاذيب.
حقاً قد يكون علينا الاعتراف بالهزيمة أو أن نفعل شيئاً.. أي شيء آخر غير أن نتحول لقطيع أغنام في (مصلخ) مليء بالقصابين (أمراء وصكاكة... معاً).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية