الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السبت في الذاكرة اليهودية المغربية

عساسي عبد الحميد

2006 / 10 / 27
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


للسبت مسميات عديدة نذكر منها ("شفات شالوم "= سبت السلام ) (" شفات قودش" =السبت المقدس) ( " شفات منوحة " = يوم الراحة) و غيرها من الأسماء ......
و لهذا اليوم مكانة عظيمة عند يهود شمال إفريقية و إن اختلفت بعض من العادات في مصر وتونس و الجزائر و ليبيا عنها في المغرب فإن المضمون و جوهر المعتقد يبقى واحدا فاﻹختلاف يلحظ مثلا في أنواع الأطعمة المحضرة للسبت المقدس واللهجات المستعملة في بعض الترانيم و الأدعية و اللباس الذي يرتدى في هذا اليوم تماشيا مع عادات و تقاليد كل بلد إن لم نقل كل منطقة....
هناك أجواء خاصة تتميز بالدفء و الشاعرية تعيشها الأسر اليهودية المغربية ابتداء من يوم الجمعة إذ تنهض كل النسوة مبكرا لتحضير الفطائر و الحلوى والأطعمة والقيام بعمليات التنظيف و ترتيب كل شيء من صحون و موائد و شموع السبت ﻹستقبال هذا اليوم حتى رب الأسرة يبدي حرصا كبيرا على المشاركة بنفسه في كل الأعمال استعدادا للسبت و الكل يظهر مشاركته بجدية و فرح بما فيهم الأطفال و الخدم و حتى الألبسة الجميلة و المفضلة فإنها تنتقى بعناية لكي ترتدي في هذا اليوم فكل هذه اﻹستعدادات توضح مدى إجلالهم و تقديسهم للسبت و المكانة التي يحظى بها في وجدانهم و مشاعرهم إذ يسميه البعض بالعروس أو الملكة " شفات هملكا " ﺇذن لابد من استقبال يليق بهذا العظيم القادم.....
تبدأ عشية السبت عند انتهاء غروب شمس الجمعة بإشعال شموع السبت من طرف ربة البيت و قد كانت تعطى اﻹشارة في الحي اليهودي الذي يسمى بالملاح عند المغاربة أو بالحارة عند أهالي مصر وتونس و ليبيا و الجزائر بالنفخ بالأبواق أو بالصفير؛ تقف ربة البيت أمام شمعدان السبت الموضوع فوق طاولة مغطاة بمنديل أبيض و مزينة بأفخر ما تمتلكه الأسرة من أواني و صحون و كل أدوات الزينة و قد ارتدت هي الأخرى أجمل ثيابها و تزينت بأغلى حليها و يضع الحاضرون أياديهم على وجوههم تجنبا لضوء الشمعدان ثم تردد الأم عبارة " مبارك إلاهنا رب العالم الذي قدسنا و صاياه و أمرنا بإشعال شموع السبت ".....
كما أن هناك تقليد دأب عليه اليهود المغاربة هو مباركة أولادهم بعد العودة من المعبد و الدعاء لهم بحرارة.........
تتفنن ربات البيوت في تحضير أشهى و ألذ الأطعمة طيلة الأيام الستة و تبلغ اﻹستعدادات ذروتها صباح يوم الجمعة حتى ﺇذا حل السبت كانت الموائد مزينة و مرتبة و مملوءة بأنواع من الطعام، و أشهر طبق لهذا اليوم هو طبق " الدفينة " و هو يحضر أساسا بكوا رع البقر و لحم الخروف والبطاطس و الحمص و القمح و مختلف البهارات كما تحضر أطباقا شهية و منوعة من الأسماك و كان ليهود طنجة و تطوان و العرائش باع كبير في تحضير أنواع مختلفة من أطباق السمك ....
و كما يستقبل السبت فإنه يودع وفق طقوس و مراسيم تليق بتشييع يوم له مكانة عظيمة في نفوس اليهود و في النفس شئ من الحزن وبعض من لوعة الفراق على هذا العزيز الغالي فبعد أن تترصع السماء بالنجوم و يتأهب السبت للرحيل تغني الأمهات أغاني تفيض رقة و حلاوة ترحيبا بقدوم أسبوع جديد و مادحين الرب على عطاياه و منحه الكثيرة ثم تحضر شمعة " الهفدالاه " و هي مخصصة لهذه المناسبة و هي شمعة ذات فتائل كثيرة مظفورة بشكل جيد و يعطر المكان بطيب ذكي و يسود صمت عميق لفترة و يضع الجميع يده على مقربة من الشعلة ثم ينشد رب الأسرة قائلا " مبارك أنت إلاهنا رب العالم ....ثم يسكب النبيذ على الشمعة فوق صحن " الهفدالاه " المزين بالنقوش و الذي يمسك به أحد الأطفال و حين تنطفئ الشمعة يكون السبت قد انقضى......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انعكاسات مقتل رئيسي على السياسة الخارجية لإيران |#غرفة_الأخب


.. تحقيق للجزيرة يكشف مزيد من التفاصيل حول جرائم ميدانية نفذت ب




.. منير شفيق: وفاة رئيسي لن تؤثر على سياسة إيران الخارجية والدا


.. كتائب القسام تطلق صاروخا طراز -سام-7- تجاه مروحية إسرائيلية




.. خامنئي يكلف محمد مخبر بمهام إبراهيم رئيسي وتعيين علي باقري ك