الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع الاطفال

ليوناردو ماريا
شاعر متمرد وآخر شيوعي لا يملك أي ظل ليمنحه

(Leonardo Maria)

2023 / 5 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن إشكالية الدين والذين يؤمنون به والذين يدافعون عن كل نقد أو سخرية من الهراءات والخرافات التي يحويها هذا المعتقد أو ذاك ليست نابعة من فهم لهذا الدين أو قراءة نقدية لذاك الدين بدون غسيل مخ إنما نابعة من كونهم كثرة – العدد في الليمون -. فتجد كسير وعوير يجلسان يستمعان بكل آذان صاغية لما يهذي به أمير الجماعة أو خطيب الجمعة الذي يشبعهم قصص وأساطير غير منطقية بالمرة أو قس في كنيسة أو حاخام باختصار دجال يقعون تحت وطأة دجله تاركين عقولهم له يتلاعب بها كيفما شاء، يحركهم يمنة ويسرة على مسرح الواقع بكلمات غريبة وأفكار رجعية باتت مهترئة وغير جديرة بمواصلة التطور.

إن الدين يعاني من فقر في التطور، بسبب الجمود الذي يتصف به وعدم المرونة لتلبية مطالب الواقع ومن ثم فإن أي محاولة لجعل هذا الدين يتلائم مع متطلبات كل عصر وبالأخص متطلبات عصرنا فهي مخالفة لنصوص باتت مطلقة الصحة، نصوص مقدسة لا جدال فيها ولا نقاش. والذين يطلقون على أنفسهم إصلاحيين هم في الحقيقة يحاولون رتق ثوب الدين المهترئ من جميع الجهات.

إن الدفاع اليوم هو دفاع من أجل حفظ ماء الوجه في ظل إنتصار العلم والعقل على الدين وفي ظل عدم منطقية الاساطير والخرافات وفي ظل فضح التاريخ لتفاهة المعتقدات التي لا تقدم سوى مخدرات ملهية عن مشاكلنا، إن كل المعتقدات تعمل مع الواقع بنصوص ثابتة ومقولات أولية دون النظر إلى المشكلة وهل الحلول التي تقدمها تلك المعتقدات ستتناسب مع الواقع أم لا، لا تقدم سوى جرعة من المخدرات الماورائية التي يستخدمها الدوغمائيون الذين يتذمرون من أي نقد أو سخرية مع أن التاريخ لا يوضح لنا سوى أن المعتقدات ماهي إلا نتاج شخصي قابل للتفكيك والتشريح في حضرة العلم والفلسفة

إن المناخ الثقافي لا ينبأ عن أي تغيير ولا حتى ثقب في جدار ليتسلل شعاع من نور الحرية ذلك لأن المجتمع كما يحكمه شرذمة من الأفاقين والدجالين وحراس العقائد، فهناك أيضاً شرذمة من الملاحدة أو ما يطلقون على أنفسهم مفكرين هم في الأغلب ( عبيد اللقطة ). والمثقفين النص لبه الذين لا يقرأون الواقع ولا التاريخ ويخيل لهم أن الهراء الذي يكتبونه سوف يغير دون أن يدركوا أنهم يخدرون الناس بهذا الوهم الذي يفرغونه على ورق أو على المواقع الإلكترونية.

وهذه الأوضاع غير مبشرة بأي تقدم لأن الملاحدة الناشئين لم يفكروا في أي شيئ قبل تركهم الدين، فمنهم من ألحد لأن أباه طلب منه كوباية شاي أو لأن أمها طلبت مساعدتها في عمل المنزل وأشياء من هذا القبيل أو من أجل ممارسة الجنس مع صديق لها، يريدون أن يغيروا عادات وتراث بات مطلق الصحة دون أن يدركوا أنهم بذلك يشنون الحرب على أنفسهم ذلك لأن طبيعة المجتمع دينية وأن البؤرة الملعونة المسماه الشرق الأوسط حسب موقعها من أوروبا المنتصرة في الحرب العالمية الثانية هي مهد الديانات الابراهيمية.

إن المجتمع لن يتغير بين عشية وضحاها، بل لابد وأن يكون هناك مفكرين حقيقيين وليس حفنة من المرتزقة الذي يقتاتون هم أيضاً على أدمغة السذج، ناهيك أيضاً عن الأنظمة السياسية القمعية التي لا تترك أي فم إلا وتكبله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو


.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا




.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس


.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت