الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بالمغرب: جمعية الريف لحقوق الإنسان تراسل الملك حول تورط مسؤولين في تجارة المخدرات

شكيب الخياري

2006 / 10 / 27
المجتمع المدني


كشفت جمعية الريف لحقوق الإنسان في رسالة لها موجهة إلى الملك محمد السادس، بتاريخ 9 أكتوبر الماضي، عن مجموعة من التواطؤات بين عناصر أمنية و بارونات المخدرات على مستوى إقليم الناظور. مطالبة بالتدخل الملكي العاجل لأجل وضع الحد للمشاكل العديدة التي تتخبط فيها المنطقة عبر سنين، إثر عجز السلطات الأمنية المحلية في اتخاذ التدابير اللازمة.
و قد اعتبرت الجمعية أن " المتابعات الأخيرة التي قامت بها السلطات الأمنية في إطار محاربة تجارة المخدرات بكل من ولايتي تطوان و طنجة، و التي مست العديد من رجال السلطة من مختلف المستويات حتى العليا منها، ليعد تأكيدا واضحا لما نبهت إليه العديد من الهيئات المدنية و السياسية بالمنطقة منذ آماد بعيدة، من خطورة توغل شبكات تجارة المخدرات في صفوف الأجهزة الأمنية، التي أضحت مجموعة كبيرة من عناصرها تمثل الضمانة الأساسية لتهريب هذه السموم عبر مختلف أرجاء الوطن و إلى خارج ترابه".
مؤكدة أن استهلاك المخدرات القوية قد بلغ قمته خلال السنوات الأخيرة في إقليم الناظور، لدرجة أنها أصبحت تسوق " في كثير من محلات بيع المواد الغذائية و المخادع الهاتفية و إحدى المراقص الليلية التابعة لأحد الفنادق القريبة من مقر عمالة إقليم الناظور، بحماية أمنية ثابتة و مكشوفة و من طرف عناصر أمنية معلومة..أدت في نهاية المطاف إلى أن تنتشر هذه المادة السامة القوية في صفوف المراهقين من الفتيان و الفتيات بشكل لم نعهده من قبل في منطقتنا، خاصة في أوقات الدراسة، مما قد يتسبب في المدى القريب أو المتوسط في إحداث كارثة خطيرة سوف لن تحمد عقباها..ستجرف معها بالتالي ثقة المواطنين في السلطات الأمنية إلى هاوية لا قرار لها".


و عزت جمعية الريف لحقوق الإنسان عبر ذات الرسالة مسؤولية استفحال ظاهرة الاتجار و استهلاك المخدرات، إلى " تمكن بارونات المخدرات من النجاح في التوغل داخل مراكز القرار السياسي، و ذلك عبر ولوجها قبة البرلمان بغرفتيه، ليصبح بذلك مصير مواطني المنطقة في قبضة تجار المخدرات"، مضيفة أن انتشار هذه السموم القاتلة قد وصل حد ترويجها " بشكل كبير داخل المؤسسة السجنية بالناظور، و ذلك تحت نظر و مسمع الجميع، من مساجين و زوار و مسؤولين، ناهيك عن شروط الراحة الخاصة التي توفرها إدارة السجن لبارونات المخدرات و أتباعهم، إضافة إلى أن العديد من صفقاتهم الخبيثة تتم من هناك في ظل توفر الشروط الكاملة لهم بتواطؤ بائن مع المسؤولين".


و ذكرت الرسالة أن دعم عناصر نافذة من السلطات الأمنية على المستوى الإقليمي و الجهوي لبارونات المخدرات بالمنطقة و توفير الحماية لهم قد دفع بهم إلى تجاوز كافة حدودهم، القانونية و الأخلاقية، حيث أضحوا لا يكترثون بالقوانين المعمول بها و لا يهابون عقابا من أية جهة كانت، و من ذلك، أخذوا ينهبون بكميات خيالية رمال الشواطئ ليبنوا بها مركباتهم السياحية و فيلاتهم الفارهة بدون تراخيص من الإدارات المختصة، فيما يهربون جزءا كبيرا منها إلى مدينة مليلية، كما أخذوا ينهبون أراضي المساكين و يخربون الهكتارات المتعددة من الغابات ليستولوا على قطع أرضية إضافية لمشاريعهم، محاولين بذلك تبييض أموالهم، التي تحصلوا عليها على حساب أرواح شباب المنطقة التي تذهب ظلما و هدرا.
و قد تطرقت الجمعية في رسالتها إلى عمليات التهريب التي تنطلق من بحيرة "مارتشيكا" بإقليم الناظور التي تشكل إحدى أبرز قواعد إنطلاق الزوارق المطاطية متعددة المحركات التي تقوم بتهريب المخدرات نحو أوروبا، مرورا بنقطة المراقبة المتواجدة في الممر الوحيد لهذه البحيرة، مؤكدة أن هذه الزوارق التي كانت إلى عهد قريب تنطلق من داخل البحيرة على مقربة من مقر العمالة بالعشرات في اليوم الواحد و في كثير من الأحيان قبيل الزوال، حيث يراها المارة من الناس و البحارة العاملون بتلك البحيرة و الذين لطالما تضررت شباكهم من جراء مرورها عليها.

و في ختام هذه الرسالة ناشدت جمعية الريف لحقوق الإنسان تدخل الملك للحد من الوضع المكشوف المخزي، الذي يحدث في مناطق شاطئية متعددة موزعة عبر النفوذ الترابي لإقليم الناظور،الذي " هز مصداقية المؤسسات الأمنية في المنطقة بشكل قوي جدا، و كان بالنسبة لعامة الناس إعلانا واضحا عن تورطها في عمليات تهريب و ترويج هذه السموم القاتلة، بما لذلك من تأثير سلبي على هيبة مؤسسات الدولة عموما في مخيال المواطن المغربي بالإقليم".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظمة هيومن رايتس ووتش تدين مواقف ألمانيا تجاه المسلمين.. ما


.. الخارجية السودانية: المجاعة تنتشر في أنحاء من السودان بسبب ا




.. ناشطون يتظاهرون أمام مصنع للطائرات المسيرة الإسرائيلية في بر


.. إسرائيل تفرج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين عند حاجز عوفر




.. الأونروا تحذر... المساعدات زادت ولكنها غير كافية| #غرفة_الأخ