الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشروع المفكر محمد عابد الجابري.. توجيه منهجي من أجل تلق معرفي

إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)

2023 / 5 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لدخول إلى المشروع الفكري البرهاني المعاصر الذي أسسه، باقتدار، المفكر محمد عابد الجابري يتطلب دق بابين رئيسيين:
* باب «نحن و التراث» الرئيسي الذي يقود نحو بابين داخليين، باب "تكوين العقل العربي" و باب "بنية العقل العربي".
*باب «مدخل إلى القرآن الكريم» الرئيسي الذي يقود نحو أبواب داخلية، أبواب/أجزاء "فهم القرآن الحكيم: التفسير الواضح حسب ترتيب النزول".
بين الكتابين/المدخلين الرئيسيين، و متعلقاتهما من أبواب فرعية، علاقة امتداد و انسجام. مما يؤكد أن الدخول إلى المجال التداولي الإسلامي يمر، بالضرورة، عبر إدراك تكوين و بنية العقل العربي، باعتماد آليات التحليل الابستملوجي.
ماذا أراد الأستاذ الجابري أن يقول للأمة العربية و الإسلامية بعد هذا العمر الطويل الذي قضاه منكبا على حفرياته المعرفية ؟
الرسالة واضحة لكل حكيم ذي لبّ: تلقي و تداول النص القرآني مجردا من شروط تكوينه و عناصر/علاقات بنيته، هو الذي حكم على منجزنا الفكري الإسلامي المعاصر بالعقم، و حوله من مُنجز معرفي يشرف على بنائه خيرة العقول العلمية إلى منجز إيديولوجي يتاجر به السياسيون في سوق النخاسة.
هل كان الجابري يمارس الإنشاء حينما أطلق وصف "الحكيم" في فهمه للقرآن ؟ لا أظن ذلك ! لقد كان يشير إلى درة ابن رشد (فصل المقال فيما بين الحكمة و الشريعة من الاتصال)، ليؤكد أن الحكمة و الشريعة وجهان لعملة واحدة، و من يروج لانفصالهما يمارس الدجل الإيديولوجي، و يسعى إلى الاستفراد بالنص القرآني ليؤوله على هواه لحاجة في نفسه يريد قضاءها !
هذا درس جابري يستحق أن ينقش على أبواب كل المعاهد الدينية الإسلامية.

عندما يتحدث الأستاذ الجابري عن المكون التراثي، بالجمع، فإنه يتوقف لتوضيح بعض مواطن العتمة، التي قد تكون مفروضة من طرف التلقي الإيديولوجي المغرض، و لعل أبرزها العلاقة المفترضة بين النص القرآني من جهة، و بين تلقي النص القرآني من جهة أخرى.
لذلك، نجد الأستاذ الجابري يميز بين مستويين في موضوع الدراسة :
• من خلال المستوى الأول، يرفض التعامل مع القرآن كجزء من التراث.
• من خلال المستوى الثاني، يعتبر جميع أنواع الفهم، التي شيدها علماء المسلمين لأنفسهم حول القرآن، جزءا من التراث لأنها تنتمي إلى ما هو بشري
هذا التمييز، بين المتن القرآني و بين الخطابات التي أنتجها التلقي القرآني، هو الذي مكن الأستاذ الجابري من الانتقال، من توظيف مفهوم " القرآن" إلى توظيف مفهوم " الظاهرة القرآنية" بما يحمله مكون الظاهرة من حضور للمؤثرات الخارجية التي تؤثر على سيرورة التأويل.
إن المقصود ب" الظاهرة القرآنية"، حسب الأستاذ الجابري، ليس فقط القرآن كما يتحدث عن نفسه، بل أيضا مختلف الموضوعات التي تطرق إليها المسلمون، و أنواع الفهم و التصورات العالمة التي شيدوها لأنفسهم قصد الاقتراب من مضامينه و مقاصده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah