الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يوجد مسيحيون عرب في شرقنا؟!

فريدة رمزي شاكر

2023 / 5 / 17
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


لا يوجد « مسيحيون عرب » في إسرائيل أو في شرقنا ولكن يوجد مسيحيون مستعربون. لهذا نجد مسيحي إسرائيل يتأرجحون بين شدِّهم للهوية العربية وبين سعيهم للإنتماء لآراميتهم.
معني كلمة فلسطينيين وبالعبرية « פִּלְשִׁתּי» أي « عابرين أو مهاجرين» وتلفظ «بلشتي- plshti » وهو الشخص الذي يعبر ويمر حدود بلد ما بدون تصريح، وهذه التسمية هي وصف لهم وليست تسمية لشعب معين، فأي مهاجر مهما كان أصله يهاجر لأرض المهاجرين هذه ففي العبري تعني فلسطيني.
- الفلسطينيون القدامى بالتوراة - وليس الفلسطينيون العرب الحاليين- هم من أبناء « فلشتيم» الذين هم أبناء فتروسيم وكسلوحيم أبناء مصرايم . وموطنهم الأصلي تاريخياً « جزيرة كفتور» وهي « جزيرة كريت»، فجميع من حل بهذه الأرض قديماً هم مهاجرين وليسوا كنعانيين. كان إسمها كلها « أرض كنعان» وكان بها شعوب ليس من بينهم الفلسطينيين القدامى الذين تكلموا الآرامية. إذن إدعاء أن فلسطيني التوراة القدامى أو فلسطيني العرب الوافدين الآن، بأنهم كانوا كنعانيين مجرد أكذوبة باطلة وليس هناك دليل تاريخي عليها !

فالشعوب الكنعانية التي بأرض كنعان كانوا هؤلاء :
في تكوين 15:
18 في ذلك اليوم قطع الرب مع ابرام ميثاقا قائلا لنسلك اعطي هذه الارض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات
19 القينيين و القنزيين و القدمونيين
20 و الحثيين و الفرزيين و الرفائيين
21 و الأموريين و الكنعانيين و الجرجاشيين و اليبوسيين .
- فليس بينهم الفلسطينيين القدامى، الذين كانوا يعيشون في جزيرة كريت. ويذكر سفر التثنية أن هؤلاء «الكفتوريون» ومعهم الفلسطينيين غزوا أرض «العويون» وأبادوا العويين وإحتلوا أرضهم وأخذوها وعرفت الأرض بهذا الاسم فيما بعد وحملت صفتهم« كمهاجرين» وليس «كعرقية».
ففي تثنية 2: 23 { والعويون الساكنون في القرى إلى غزة أبادهم الكفتوريون الذين خرجوا من كفتور و سكنوا مكانهم}
والعويون هم من أقطاب الكنعانيين الذي سكن مكانهم الكفتوريون الكريتيين، إذن الكفتوريون الفلسطينيون القدامي هم غير كنعانيين، أما الفلسطينيين العرب الحاليين فهم قبائل إحتلت أرض «المهاجرين الفلسطيني القدامى» ودخلوا مع المحتل العربي وليس لهم إمتداد تاريخي لأرض المهاجرين التي تُعرف قديما بإسم أرض فلسطين.
- وهنا وجب أن نفرق بين الفلسطينيين العرب الوافدين من جزيرة العرب، وبين الفلسطينيين المسيحيين الذين تكلموا العربية وتعربوا مؤخراً ولكن أصلهم آراميو العرقية من السريان وليسوا عرباً من البدو الرُحَّل.

- المسيحي المشرقي سواء كان ناطق باللغة العربية أو باليابانية فلا يعني أن جذوره عربية أو يابانية!
أما القبائل العربية المسيحية فكانت « داخل الجزيرة العرب» فقط، ولكن بعد الإسلام تمت أسلمتهم ما بين ترغيب أو بطرق قسرية لتشارك مع جيوش المسلمين و تستفيد من المغانم التي كانت تعتمد عليها المجتمعات القبلية مابين سلب ونهب وتوزيع غنائم.

- والسؤال لماذا لاتوجد كنيسة عربية وطنية؟!
في الحقيقة لا يوجد « مسيحي عربي » ولا «كنيسة عربية» واحدة في تاريخ شرقنا. فلن نجد مسيحي يقول على نفسه أنا عربي! سواء من الأقباط، أو السريان، أو الآراميون، أو الأرمن، كلهم لهم كنائسهم الوطنية. ولا إسرائيل و لا أي قوة تنظيمية في العالم تستطيع أن تتلاعب في تاريخ مسيحيين المشرق بما فيهم تاريخ الأقباط، و تخلق لهم هوية قبطية أو آرامية أو سريانية جديدة .
فجميع المسيحيين المشرقيين يتحدرون من السريان الآراميين بما فيهم مسيحيو فلسطين، ومن حقهم الطبيعي أن يحتفظوا بهويتهم وأن يعودوا لجذورهم السريانية والآرامية التاريخية ! فجميع مسيحيي الشرق هويتهم آراميون سريان و ليسوا عرباً، كما أن الأقباط ليسوا عرباً وخصوصا المسيحيين منهم، فعرقياً چيناتهم خالية من العنصر العربي، إلا نسبة طفيفة من المسلمين الذي إختلطوا بالتزاوج من العرب !

- مشكلتنا مع كثير من رجال الكنيسة المسيحيين الآراميين، ممن لبسوا خيمة المستعربين وقبلوا بثقافة التعريب، وهؤلاء الذميين لا علاقة لهم بتاريخ المسيحيين المشرقيين، بل يستغلون منصبهم الديني ويدَّعون بأنهم عرب أقحاح، فقط لأنهم صاروا مؤخراً يتكلمون اللغة العربية و هم يجهلون أو يتجاهلون كلياً جذورهم السريانية الآرامية. رجال الكنيسة القبطية في مصر يقول، أنا مصري، وحتى الأغلبية من المسلمين المصريين يرفضون أن يطلق عليهم عرب، لأن هوية المصري وعرقيته تحددها الأرض والتاريخ وليس اللغة ولا الدين.
- كون الآراميين لا يتكلم اللغة السريانية أو أنهم يتكلمون العربية اليوم لا يعتبر برهاناً تاريخياً على تحدرهم عِرقيا من العرب. وكذلك الأقباط ليس كون اللغة العربية في بعض لهجتهم العامية المختلطة بالمفردات القبطية، فهم لا يتكلمون العربية الفصحى وليس معنى هذا أنهم تاريخياً يُعتبروا عرباً ولا يثبت هذا أن عرقيتهم عربية!.

- يجهل العروبيون والقومجية تاريخ أجدادهم، و يتوهمون أن جميع مسيحي الشرق والأقباط لا يعرفون جذورهم ! ويكفيهم أنهم يعرفون أن أطباء الخلفاء العباسيين - و لمدة 200 سنة - كانوا من السريان المشارقة الآراميين !

السؤال :
هل يوجد مسيحيون عرب في شرقنا؟!
الإجابة طبعاً معروفة، فلن تجد مسيحي يقول على نفسه أنه عربي، ويجب هنا ألا نخلط بين «القبائل العربية المسيحية» التي كانت داخل الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام، وبين المسيحيين في شرقنا اليوم ! القبائل العربية المسيحية قد دخلت الإسلام للإستفادة من الغنائم التي كان المسلمون يحصلون عليها .

- أغلبية ساحقة من مسيحي الشرق يتحدَّرون من الآراميين وإن كانوا اليوم لا يتكلمون اللغة الآرامية أي السريانية سوى بكنايسهم، وتوجد مدينة معلولا السورية يتحدث سكانها بالآرامية لغة السيد المسيح !
نتمنى أن يتخلى العروبيين والمستعربين عن إرتدائهم للخيمة العربية، والتي لم ينتموا إليها يوماً لا تاريخياً ولا عِرقياً، فالهوية تحددها الإنتماء ل ( الأرض) للسكان الأصليين من آراميين وأقباط، وسريان، وأمازيغ، هذه حقيقة تاريخية ينكرها علينا العرب ومواليهم من المستعربين، ولن يستطيع المستعربين أن يقضوا على هذا التاريخ، لأنها ليست « هويِّات مصطنعة » كما يريد العروبيون والقومجية من هواة التعريب!
الآراميون والأقباط هم السكان الأصيلين للشرق القديم، وهم العِرق الغالب على السريان والمصريين، و هذا ما يزعج العروبيين ويشكل محنة حقيقية للموالي من المستعربين !.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رد
Ahmed Mohamed ( 2024 / 1 / 2 - 12:18 )
الفلسطنيين او المتسللين لفظ اطلقوه علي الساميين في منطقة فلسطين وقامت الامبراطوية البيزنطية بتسمية المنطقة كلها بهذا الاسم
ريحي حالك هذه الارض ملك للساميين الحقيقيين وهم الشاميين وليسوا شتات اوروبا الخزر
هل يحلل الاسرائيلي dna ويكتشف تاريخه؟؟ لا يفعلون
الساميين هم الشوام وهاته ارضهم يا صهاينة