الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أما عن اهلنا الإيزيدية…

شفان شيخ علو

2023 / 5 / 19
حقوق الانسان


أما عن أهلنا الإيزيدية...
 شفان شيخ علو
أما عن أهلنا الإيزيدية في روجآفا كوردستان، فهم يتعرضون لأشكال الظلم والاضطهاد والسلب والنهب والإيذاءات المختلفة. العالم كله يرى ما يجري هناك، في قراهم البالغة  خمسين قرية تقريباً، وقد خلت من أغلب أهلها، في في بيوتها التي لم تعد بيوتاً، وقد هجرها أهلها أو هجّروا أو تم طردهم منها، في جهاتهم الدالة على عراقتهم في المكان، حيث إن الذين يمارسون السلب والنهب والقتل باسم الدين، ممن يأتمرون بأمر تركيا، من دواعشيين وأنصاف دواعشيين، وفيهم حقد وكراهية للآخرين، لم يدعوا شيئاً على حاله. إنهم يلاحقون حتى الموتى في قبورهم. نعم، موتانا أنفسهم لم يسلموا منهم، قبورنا هناك في عفرين ومحيطها، بعشرات قراها لم تسلم من جورهم وحقدهم، وهي تتعرض للتخريب، بشاهداتها، معابدنا يجري تخريبها، وبناء مساجد وأماكن لتعليم أصول الدين على طريقتهم محلها، وفي الأرض مساحات واسعة، سوى أن أحقادهم التاريخية، تأبى أن تترك آثارنا الدالة علينا، بسلام .
هؤلاء الأعداء: أعداء الدين والإنسانية وشرعة الأمم، لا يعملون بقرارات من عندهم. هناك من يحرّضهم على ذلك، ومن يكافئهم على عنفهم الدموي، ولصوصيتهم، وبطشهم، وتخريبهم لكل ما هو حي. إنها عداوة مضاعفة: لأننا كورد، ولأننا إيزيدية. وليظهر حرصهم على ما هو ديني، بمعاييرهم الخاصة، نتعرض نحن الإيزيدية الآمنين لأشكال إبادة مختلفة، للجينوسايد الذي يتركز علينا من قبل أعدائنا في الجهات الأربع: للقضاء على ما هو ثقافي، وتاريخي، واجتماعي، وسياسي وديني، ومحاولة محونا..لنكون من بين الأوائل في التاريخ وإلى اليوم، حيث لم نجد الراحة والهدوء، ولا الأمان، بدعوى أننا معادون لأديان ومعتقدات الآخرين.. ونحن أناس مسالمون  لا صلة لنا بكل ما يجري من عنف وقتل وحروب مختلفة، لأن عقيدتنا تعلّمنا كيف نحترم الآخرين، في معتقداتهم، وتكون لنا عقيدتنا بالمقابل .
نعم، في عفرين، في محيط جنديرس، في سري كانيه، في الحسكة، في محيط عامودا.. تناقصت أعداد أهالينا الإيزيدية كثيراً، وأوربا قبل غيرها تشهد على ذلك بسبب الهجرة إليها هرباً من الظلم والتهديد بالقتل والتصفية. إنهم الآن أقل من الربع مقارنة بالفترة السابقة على الأحداث في سوريا..والتقارير التي ترفَع عن الانتهاكات التي يتعرض لها أهلنا هناك، لا تنفصل عن الانتهاكات التي عشناها هنا في سنجار وغير سنجار، وهذه لا تنفصل عن الانتهاكات التي عاشها وعانى منها أهلنا: آباؤنا وأجدادنا في العهود السابقة، وعلى أيدي طغاة العثمانيين ومن كانوا معهم..
أهلنا يستصرخون الضمير العالمي.. وليس من مجيب، يرفعون شكاواهم إلى الجهات المعنية، وليس هناك من يهتم بأمرهم، ينشرون الأخبار  بشكل مستمر عن هذه الخروقات وحالات الاعتداء على أهلنا في مواقع اجتماعية، ومختصة، ويرسلونها إلى من يتابعون مثل هذه الوقائع، وليس من متجاوب مع جراحات أهلنا وآلامهم وغربتهم في ديارهم.
أما عن أهلنا الإيزيدية..عن الذين قتلوا غدراً، عن الذين سلبوا بالعنف، عن الذين تم ويتم طردهم خارج بيوتهم وأرضهم، فهم يشكّلون أكبر إدانة للذين يتحدثون عن حقوق الإنسان في الحياة، في العقيدة، في العيش بسلام، واحرام الكرامة الإنسانية.
ورغم ذلك، رغم كل هذه المعاناة والقهر وهدر القيم، سيبقى أهلنا صامدين، وسنحاول تعرية الذين يمارسون الظلم ضدنا وضد أي كان، من منظور عنصري  وغيره، ولن نتخلى عن مطالبتنا بحقوقنا المشروعة في الحياة، وفي العيش بكرامة، والهزيمة لأعداء الإنسانية أينما كانوا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سباق مع الزمن لتفادي المجاعة في قطاع غزة • فرانس 24


.. اعتقال عنيف لمؤيدين لفلسطين في جامعة -السوربون- الفرنسية #سو




.. اعتقال عشرات الطلاب المؤيدين لفلسطين في جامعة -نورث كارولاين


.. في غياب آخر الشهود.. من سيحكي للطلاب قصص الحرب العالمية الثا




.. الإعلام الإسرائيلي يناقش المخاوف من إمكانية إصدار مذكرات اعت