الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


،تساؤلات حول الأنوثة المقدسة عبر التاريخ الاسلامي

عائشة التاج

2023 / 5 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ابعة العدوية ،اول امرأة تم الاعتراف بها كإحدى رائدات تيار العشق الإلهي ضمن التصوف الإسلامي ....
شخصية تزاوج ما بين رهافة الشاعرة و عمق المفكرة وقوة الرائدة .....
تفوقت في عبادة الله حد الزهد ،ليس خوفا من النار او طمعا في جنات الخلد التي لا تكافيء. النساء بحور العين حسب الاجتهادات الذكورية للنص الديني آنئذ وحتى الآن ،
كيف يعقل الا تكون هناك امرأة مبشرة بالجنة ضمن لائحة العشر المميزين ؟!
ليست ضمنهم لا خديجة اول المؤمنين والمؤمنات بما نزل على الرسول محمد. صلى الله عليه وسلم ولا حتى عائشة ،الزوجة المفضلة لقلب شفيع الأمة وناقلة جزء هام من الاحاديث حسب الرواة ؟!
رابعة العدوية تفانت في عبادة خالقها حبا لذاته وذاك قمة الزهد في الدنياوحتى في الآخرة ولا يمكن ان ينتج ذلك الا عن روح عظييييمة حقا
شخصية رابعة العدوية لم تكن الفريدة في التاريخ الإسلامي بكل تاكيد ،هناك روايات عن العشرات من مثيلاتها استطعن اختراق المجتمع الفكري الذكوري آنئذ واثبات تميزهن في مجال الفكر والشعر والأدب واللاهوت دون ان يخلدهن التاريخ الذي يملك بناصيته ذكور هم في خدمة سلطة السياسة اولا وأخيرا ......
مما لا شك فيه ان عالم الروح لا يمتثل لتقسيمات البشر وتراتبياتهم البئيسة حسب الجنس والطبقات والفئات ......
والعلم الباطني لا مجال فيه لسياجات خلقتها عقول البشر المتكلسة للتواصل مع ما هو خفي ....خارج مسارات محددة
وبالتالي ،فمثلما هناك أنبياء ذكور ،ظهروا داخل المجتمعات لأداء وظائف روحانية ،هناك حتما نبيات إناث أسندت لهن مهام روحانية ،تختلف درجاتها ...
وحده التاريخ الذي وصلنا اصر ولا زال على ذكورية الرسل والأنبياء .....حتى وان كانت بدايات الأديان ذات طابع أنثوي كماتؤكد ذلك الانطروبولوجي ،عندما كان الرب أنثى ،وكانت السماء تعج بالآلهات حسب الكواكب وقدرتها على إبهار العقل البشري أنئذ
كل الأديان والثقافات والحضارات ،نجد فيها كائنات ذوي قوة او سلطة روحانية غير محصورة في جنس محدد
بالنسبة للثقافة الإسلامية والمغربية بالخصوص هناك اعتراف مجتمعي بجيش من الوليات الصالحات ضمن أولياء الله الصالحين ،الذين تملا أضرحتهم ،أضرحتهن كل المناطق ، كدليل على ان المجتمع البسيط ينتصر للفطرة وللحس السليم قبل ان ينبت بيننا الاسلام السياسي ويفرض طقوسه وتراتبياته التي تخدم رهاناته السياسوية
مجال الصالحين والصالحات وجدت فيه الأنوثة المقدسة فرصتها للتموقع ولانتزاع الاعتراف الاجتماعي ...حتى وان كان شفويا في الغالب
رابعة العدوية العراقية و للا شافية المغربية ،نساء ينتمين لحقل المقدس وسلطته الساحرة التي تخترق المكان والزمان حضورا يملا وجدان الناس بالنبض الروحاني ،
ومثلهن أخريات كثيرات لا نعرفهن بعد .....
تساؤلاتي هذه نبتت في دماغي اثر جلسة جد ممتعة لمناقشة كتاب رابعة العدوية للكاتبة في الفكر الإسلامي اسماء لمرابط من تنظيم مركز جمع المؤنث
لحظات للتبادل الفكري ضمن اجواء جد روحانية
ما بين نخبة من النساء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس الاتحاد الإفريقي - -أزمة القمصان-.. -الفاف- يتقدم بشكوى


.. نيكاراغوا تحاكم ألمانيا على خلفية تزويد إسرائيل بأسلحة استخد




.. سيارة -تيسلا- الكهربائية تحصل على ضوء أخضر في الصين


.. بمشاركة دولية.. انطلاق مهرجان ياسمين الحمامات في تونس • فران




.. زيلينسكي يدعو الغرب إلى تسريع إمدادات أوكرانيا بالأسلحة لصد