الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


“رخص التراب”؛ نحن تركنا خلفنا التراب للآخرين

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2023 / 5 / 20
القضية الكردية


قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، خلال لقاء تلفزيوني إن بلاده لا تفكر بالخروج من سوريا في الوقت الحالي لأن “تهديد الإرهاب لازال مستمرا”.
وصرح أردوغان في حديث خاص لقناة “سي إن إن” الأمريكية أن السبب الوحيد لتواجد القوات التركية في سوريا هو “محاربة الإرهاب”، مشيرا لخطته التي بدء تطبيقها لبناء منازل سكنية في مناطق شمال غربي سوريا لإعادة اللاجئين بشكل طوعي، وانتقد في الوقت ذاته أسلوب المعارضة التركية وقال إنها تستغل الملف الإنساني من أجل الانتخابات.
الحدث-سوريا
…………………….

بخصوص الادعاء والقول: بأن (السبب الوحيد لتواجد القوات التركية في سوريا هو “محاربة الإرهاب”)، دعنا نصحح مقولتك، أو بالأحرى نرد على كذبتك ونذكرك ونذكر القارئ؛ بأن تنظيم الدولة “د1عش” ولسنوات كانت جارتكم ولم تطلقوا يومًا رصاصة واحدة تجاهها، بل كان بينكم أفضل العلاقات الأمنية والتجارية وفتحتم معابركم أمام كل أفاق وإرهابي ليدخل سوريا، لكن سنترك تلك فربما يأتي من يقول؛ بأن ذاك ليس صحيحًا أو إنه من الماضي ولو إنه كان ماضيًا بالأمس، لكن ماذا تقول عن رعايتكم واحتضانكم حاليًا لكل هذه الجماعات والميليشيات الخاضعة لوكالة استخباراتكم والتي تحكم في رقاب الناس بمناطق احتلالكم حيث جرائمهم فاقت بفظائعها حتى جرائم د1عش نفسها!

إذًا بقي الهدف والخطة الإستراتيجية المتعلقة بتغيير التركيب والهندسة السكانية للمناطق الكردية وبالأخص عفرين وهو الهدف الذي اعلنته قبل غزو جحافلك على منطقتنا وقرانا وها أنت تلخص ذلك في كلمتك حيث تقول؛ “بناء منازل سكنية في مناطق شمال غربي سوريا لإعادة اللاجئين”، بس الحق مو عليك وإنما على مصالح الدول الحقيرة والتي سمحت لك بغزو واحتلال مناطقنا، كما أن نحن الكرد بأحزابنا وأفرادنا نتحمل قسط كبير من المسؤولية عن هذا التغيير حيث خضوع البعض لسياساتكم العنصرية والتي أوصلتهم لدرجة الخيانة والعمالة لكم ضد قضايا شعبهم وفي الجهة الأخرى غباء والأخطاء السياسية المغامرة بإخراج الناس والأهالي من المنطقة وفي ذهنهم هذه الهجرة سيعيد التاريخ، كما حصل مع الهجرة المليونية لشعبنا في إقليم كردستان إبان الغزو الصدامي العراقي بالغازات السامة بحيث تتدخل الدول لإعادة تركيا خلف الحدود وإعادة هؤلاء الناس لقراهم وحقولهم..!

بل نحن عموم الشعب الكردي؛ بنخبه وعوامه، بأثريائه وفقرائه، بشيوخه وأطفاله، بنسائه ورجاله لم نصدق، بأن أوروبا فتحت أبواب الهجرة حيث تركنا كل شيء ورائنا من ذكريات وآباء وحقول وجيران وهوية وتراث وميراث أو بالأحرى بعنا كل شيء ب”رخص التراب” -بالمناسبة هذه المقولة؛ “رخص التراب” كافية للدلالة على عدم انتمائنا لترابنا ووطننا- نعم بعنا كل شيء لنركب البحر مع الموت كي نلجأ لأوروبا شحادين كراسين وعمال نظافة مع إحترامنا لكل المهن مع العلم ما دفعناه من مصاريف الوصول لأوروبا كانت كافية أن تعمل لنا مشروع صغير نعيش من ورائها بكرامة في مناطقنا!

أرجو أن لا يأتي من يحتج بالقول أن الحرب هي السبب حيث أغلبنا هاجر قبل أن يتم إطلاق طلقة واحدة في مناطقنا، فها هم نصف أهل الجزيرة في أوروبا مع إنها لم تشهد أية حروب، مما يجعلنا نقول بخصوص الكرد وعدم إرتباطهم بالتراب والوطن؛ إننا أقرب للقرباط والغجر حيث الغجري وكلما ضاق به العيش يرفع خيمته ويهاجر لمنطقة أخرى أو لنقل بأننا ما زلنا أقرب لثقافتنا الكوجرية حيث الكوجري هو الآخر مثل القرباطي لا مكان مستقر ودائم له، نعم نحن نفتقر للثقافة والانتماء الوطني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط