الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أم الربيعين .. تاريخ وصور وذكريات ... القسم السادس

حامد خيري الحيدر

2023 / 5 / 20
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


مثل أخيه الذي يَصل "خرسباد" يبدو كذلك الطريق المؤدي الى مدينة "النمرود" الأثرية، لا يُضاهيه في الجمال شيء خاصة خلال أيام الربيع، حيث يكون الجو غاية في الروعة، والهواء عَذب عَليل يُصّفي الصدر من قطران السكَائر كما يقول أهل الموصل، ومعه تغدو الأراضي الخضراء المُنبسطة المُمتدة على جانبيه بأبهى صورها، إذ تبدو بأوراد "البابونج" البيضاء و"الخشخاش" الحمراء المنثورة عليها بعفوية الطبيعة، مثل لوحة بديعة مُطعّمة بالفسيفساء المتناسقة الألوان، ويُمّكن انبساط الأرض هذا من مَد البصر لمسافات طويلة، لتُشاهد من بعيد العديد من التلال الأثرية المُنتشرة بكثرة في هذه المنطقة، والتي تُمثل مُستوطنات نائية كانت تعتمد في اقتصادها على الزراعة الدَيّمية، والتي يستطيع الآثاري الخبير تَمييز عائديتها بيُسّرٍ الى الفترة الآشورية، من خلال ضخامتها وأيضاً بشكل سطوحها المُستوية، حيث أن الآشوريين اعتادوا تسوية قِمم تِلال المُستوطنات القديمة التي تعود طبقاتها الدُنيا في الغالب الى فترة العصر الحجري الحديث، بتربيعات من اللِبن قبل تشييد أبنيتهم فوقها، لذلك كانت قِممها تأخذ هذا الشكل.
تقع "النمرود" الى الجنوب الشرقي من مدينة الموصل بمسافة تُقارب الستة وثلاثين كيلومتراً، ضمن أراضي الناحية التي تحمل نفس الاسم والتابعة لقضاء "الحمدانية"، ويَتم الوصول إليها بداية عبر الطريق الطويل المؤدي من الموصل الى ناحية "الكَوير" الواقعة على نهر الزاب الأعلى، ثم يُسلك الطريق القصير المُمتد جنوباً ليصلها بعد بضعة كيلومترات، بعد أن يَمّر بقرية "السَلامية" المُحاذية لنهر دجلة، وتُعَد هذه القرية واحدة من القرى الكبيرة في محافظة نينوى، حيث تبلغ مساحة السكن فيها لما يُقارب الكيلومتر المربع، وقد انقسمت بيوتها بين تلك المُشيّدة بالطابوق الاسمنتي "البلوك" وهي الغالبة والأخرى المَبنيّة باللِبن والطين، وكان يُطلق عليها سابقاً أسم "حاوي السَلامية"، كما وتُعتبر هذه القرية الجميلة المُتعددة العشائر والقوميات والأديان، أحدى مناطق العراق المتلاحمة التي تَشهد تعايشاً وتآخياً سلمياً مُميّزاً بين سكانها البسطاء الطيبين الذين يعمل أغلبهم بالزراعة المَوسمية، حيث تُحيط بالقرية أراضي واسعة خصبة للغاية تصلح لزراعة مُختلف المحاصيل، لكنها اشتهرت دون غيرها من القرى الأخرى بزراعة أجود أنواع البطيخ الأحمر أي "الرَقيّ" أو "الشَمّزي" كما يُعرف لدى أهل الموصل، والذي كسَب شهرة واسعة لكِبر حَجمه وجودة مذاقه ووفرة إنتاجه، مما جعله يُصدّر الى العديد من المدن الأخرى في وسط وجنوب العراق.
وكان يقوم في موقع القرية مُستوطن أثري آشوري كبير تَمتد فترته الزمنية الى الألف الثالث قبل الميلاد، تَتمثل بقاياه بتل أثري يقع حالياً الى جوارها، أزيلت مُعظم أجزائه عبر الزمن عُرف بين الناس بـ"تل السَلامية" نسبة الى أسم القرية، يبدو أنه هُجر ثم أندثر بعد زوال الدولة الآشورية، ويَعتقد عالم الآثار "هنري رولنسون"(1) بعد اطلاعه على الموقع عند قدومه الى العراق في القرن التاسع عشر، أن هذا المُستوطن يُمثل مدينة "ريسن" الآشورية الواردة في الكتاب المقدس، والتي لم يتم تحديد موقعها بشكل مؤكد، لكن تذكر المصادر التاريخية بأنها تقع بين "نينوى" و"النمرود"، وقد شُيّدت مَحل هذا المُستوطن القديم خلال الفترات الاسلامية الأولى مدينة جديدة عامرة، أطلق عليها حينها أسم "السلاميّة"، لتظل هذه التسمية لصيقة بالموقع حتى ورثته القرية الحديثة القائمة حالياً على أطلالها.
وقد كانت تلك المدينة مُحاطة بسور لاتزال بعض من بقاياه قائمة بشكل تِلال تُرابية تقع الى الجانب الشمالي منها، كما أورد المؤرخ "ياقوت الحموي" المدينة في المجلد الثالث من مُعجمه عن البلدان، حيث يقول عنها.. (قرية كبيرة بنواحي الموصل، على شرقي دجلتها، بينهما ثمانية فراسخ للمنحدر الى بغداد، مُشرفة على شاطئ دجلة، وهي أكبر قرى الموصل وأحسنها وأنزهها، فيها كروم ونخيل وبساتين، وفيها حمّامّات وقيسارية للبّز وجامع ومَنارة، بينها وبين الزاب فرسخان، وبالقرب منها مدينة يُقال لها آثور، خُربت)، ومن الواضح في ذلك أن القصد من مدينة "آثور" يراد به مدينة "النمرود" الأثرية، علماً أن المؤرخين العرب قد أطلقوا تسمية "آثور" على العديد من مدن محافظة نينوى القديمة بما فيها الموصل نفسها، وقد خُرّبت هذه المدينة الإسلامية أيضاً وأعيد تجديدها مع الفترات التاريخية اللاحقة، ومن الجدير بالذكر أيضاً عن قرية "السلامية" هو أن "هنري لايارد" عند إجراء حفرياته بمدينة "النمرود" في القرن التاسع عشر، قد جعل حينها من هذه القرية مَقراً لإقامته واعضاء فريقه خلال عمله.
ويُشابه التجوال في مدينة "النمرود" تماماً السَفر عبر الزمن، حيث يشعر المَرء خلاله مباشرة بأنه قد غدا جزءاً من التاريخ وضمن أحدى صفحاته، فما أن يخترق الطريق أسوارها المنيعة عند جهتها الشمالية الغربية، ثم يَمرُق داخلها من جانب أطلال زقورتها العالية المَهيبة، حتى يَنتاب النفس أدراك غريب يجعلها تَحّس كأنها تدخل عالماً آخر مُحاطاً بالرَهّبة، حيث تبدو الزقورة بكتلتها الضخمة المُشيّدة باللِبن وبارتفاعها الذي يُقارب العشرين متراً، كإله حارس يقف بشُموخٍ ليَحمي المدينة ويَمنحها مَهابة تليق بتاريخها العريق، كما أن أكثر ما يُبهر في هذه المدينة العريقة ويمنحها ذلك الألق الذي عُرفت به، هو منحوتاتها الحجرية الضخمة التي أضفت على أبنيتها روحاً وحياة وهَيبة، لتجعل منها وكأنها تتكلم، خاصة حين يتم الدخول الى قصر الملك "آشورناصربال الثاني" المَعروف لدى الآثاريين بـ"الشمالي الغربي"، من أحدى بواباته الفخمة المُنتصبة على جانبيها الثيران المجنحة التي يُقارب ارتفاعها الأربعة أمتار، عندها تبدأ تفاصيله تحكي صور الماضي العريق من خلال اللوحات الحجرية البانورامية المَنحوتة بشكل بارز، والتي لا تقل ضخامة عن تلك التي تَحرس البوابات، والمُمتدة على طول جدران القاعات الكبيرة وعلى ارتفاع يزيد على المترين، شاغلة القسم الأكبر من مساحة الجدران التي تعلو لأربعة أمتار، ثم كان يتم تزيين المُتبقي منها في الماضي برُسوم جدارية مُلونة، تملأ الفراغ الى السقف وتُحاكي نفس موضوعات اللوحات الحجرية، الذي أعتُمد في تنفيذها أسلوباً واقعياً سَردياً مُتسلسلاً، يصور أحداث ووقائع المَعارك وحَملات الصيد التي قام بها الملوك الآشوريون، كأسلوب دعائي يُشير الى قوتهم وجَبروتهم ومَدى سطوتهم، مُبيّنين فيها تفوقهم في جميع ميادين ومناح الحياة، كوسيلة نفسية للتأثير على كل من يدخل القصر وجَعله يشعر بالرَهبة والذهول.
لقد عُرفت مدينة "النمرود" في المصادر التاريخية بعِدة مُسميّات، ففي الكتابات المسمارية وَرَد أسمها بصيغة "كالخو"، كما ذُكرت في التوراة باسم "كالح"، وأسماها "زينفون"(2) في كتابه الشهير "أناباسيس" باسم "لاريسا" حين مَرّ بأطلالها عام 401ق.م، أي بعد ما يُقارب القرينين من سُقوطها عام 614ق.م على يد التحاف البابلي الميدي، أما المؤرخون العرب فقد ذكروها في كتبهم باسم "آثور"، كما وَردت في كتابات أخرى بهيئة "آقور" كحال "الحموي" الذي ذكرها بهذا الاسم في سياق حديثه عنها في المجلد الأول من معجمه.. (بقرب السلامية، مدينة خَراب يَباب، يقال لها آقور، وكأن الكورة كانت مُسماة باسمها)، رغم أنه أورَدها فيما بعد عند حديثه عن قرية "السلامية" في مجلده الثالث كما سبقت الإشارة بصيغة "آثور"، لكنها عُرفت واشتهرت باسمها هذا "النمرود" دون غيره من الأسماء، بعد أن أطلقه الناس عليها بشكل عفوي في فترة غير مُحددة من التاريخ، لارتباط ذلك بالحكايات الشعبية المتداولة بينهم والذي يأخذ الدين حيّزاً كبيراً من حكمتها، لذلك من المُفيد القول في هذا الجانب أنه لا توجد على الأطلاق أية علاقة تاريخية أو حقيقة مُثبتة تربط هذه المدينة بشخصية "النمرود" الخيالية، الواردة قصتها في الكتب الدينية، وبعض آراء الباحثين تذهب الى أن أسم "النمرود" هو تَحريف لأسم "ننورتا" إله الحرب لدى الآشوريين والإله الحامي لهذه المدينة.
أما تاريخ مدينة "كالخو" التي تُعتبر ثاني العواصم الآشورية بعد العاصمة الأولى "آشور"، فتعود بداياتها الى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، حين شَيّدها لأول مرة الملك الأشوري "شلمنصر الأول" 1274_1245ق.م خلال فترة العصر الآشوري الوسيط، وذلك على بقايا مُستوطن قديم عند الضفة الشرقية لنهر دجلة، تُشير الدلائل الأثرية بعائدية بداياته الى الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد، لتكون بديلاً عن "آشور"، ومُعسكراً لجنده ينطلق منه لتوسيع دولته، في فترة سياسية هامة من التاريخ الآشوري، حيث كان صراع الآشوريين على أشده مع قبائل "الأورارتو"، كما كان موقعها يُمثل بُقعة من الأرض يَنحدر سطحها باتجاه الشمال، لذلك فأنها تَتميّز بخصوبة عالية بسبب وفرة المياه فيها والمتأتية سَيحاً من نهر دجلة ورافده "الزاب الأعلى" أو "زابو أيلو" كما ورد باللغة الأكدية، والذي يقع الى الجنوب من المدينة بمسافة عشرة كيلومترات تقريباً، ويَصّب في دجلة عند الموقع المُسمى "المخّلط".
ومن الجدير بالذكر والإشارة هنا أنه يوجد في موقع "المخّلط" تل أثري كبير يُدعى "تل كشّاف"، تذهب بعض الآراء الى أنه يُمثل مَوقع مدينة "الحديثة" التاريخية، أو "حديثة الموصل" كما تُعرف أحياناً، وهي مدينة عراقية قديمة سَماها المؤرخون العرب بهذا الاسم لتَمييزها عن "حديثة الفرات"، يُعتقد غالباً أن بداية الاستيطان فيها كان خلال الفترة الساسانية عند القرن الثالث أو الرابع الميلادي، كانت المَصادر التاريخية قد ذكرت أنها كانت تقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة، لكن لم يُحدّد موقعها تماماً حتى الآن، حيث اختلف الباحثون في تعيين مكانها، فمنهم من حَدّده عند التقاء نهر الزاب الأعلى بنهر دجلة، بينما ذهب آخرون برأي مُختلف، تم فيه تحديد موقع هذه المدينة بعيداً عن هذا المكان باتجاه الجنوب بالقرب من مدينة تكريت، أما بشأن أسمها "الحديثة" فهو تعريب حرفي للتَسمية الساسانية "نَوكَرد" أي "البلدة الجديدة"، كما أنها وَردت بنفس المَعنى في الكتابات اليونانية وبصيغة "كايني"، وكذلك في الكتابات الآرامية بصيغة "حدثتا" أو "حذذتا"، ويذكر المؤرخون العرب بشأن تاريخها أن "مروان بن محمد" آخر الخلفاء الأمويين قد عَمّرها وأقام فيها خلال السنوات الأخيرة من حكمه.
وبالرغم من قِدم مدينة "كالخو" إلا أن التعمير والتجديد والتوّسعة الكبيرة التي أجراها عليها الملك الآشوري "أشورناصربال الثاني" 883_ 859ق.م، بدا كأنه شَيّد مدينة أخرى تماماً، ليجعل منها هو الآخر قاعدة عسكرية تنطلق منها جيوشه في حملاتها الى الأقاليم المختلفة، أي لنفس غرض سَلفه "شلمنصر الأول"، حيث قام بتسوية أنقاض المدينة القديمة وشَيّد فوقها مدينة جديدة مُتكاملة، وجعلها ذات تخطيط مربع تقريباً مُحيطه بحدود ثمانية كيلومترات، لتصبح مساحة المدينة بحدود ألف وثلاثمئة دونم، ثم شَيّد حولها سوراً سَميكاً مُدَعّم بالأبراج الدفاعية المُحصّنة، وفق ذلك يُعتقد أن المدينة في زمن الملك "آشورناصربال الثاني" كان يسكنها بحدود مئة ألف نسمة، أربعون ألفاً منهم كانوا من الجنود ورجال الجيش، علماً أن "كالخو" كانت عند تشييدها تُحاذي نهر دجلة بمُسناة ضخمة ترتفع بحدود عشرة أمتار، تَم تَشييدها بقطع الحجر المنتظمة الشكل لا تزال آثارها باقية حتى اليوم، لكن النهر غيّر مَجراه فيما بعد ليبتعد عن جانب المدينة باتجاه الغرب لمسافة كيلومترين ونصف تقريباً حيث مَجراه الحالي، لتغدو الارض المنخفضة المَحصورة بين المَجريين القديم والجديد بمَثابة دلتا صغيرة، تُعتبر واحدة من أخصب أراضي محافظة نينوى، لذلك شُيّدت في هذه المنطقة العديد من القرى الصغيرة التي تعتمد على زراعة هذه الأرض، مثل قرى "مْنيرة" و"صَفّ التوث".
ولغرض توفير المياه بشكل دائم وسهل الى المدينة، تم حفر قناة أروائية كبيرة وَردت في الكتابات الملكية باسم "فاتحة الخير" أو "جالبة الخير" وبالأكدية الآشورية "باتي هيكَالي"، كما وردت في كتابات أخرى باسم "تيلتو" وتعني "الراوية" أو "ساقية الوفرة"، حيث تَم نتيجة توفيرها المياه اللازمة زراعة المدينة بحدائق تحوي مختلف اصناف الأشجار التي جُلبت من أماكن مُتعددة، ثم أختار الملك "آشورناصربال الثاني" الركن الجنوبي الغربي منها حيث مُرتفع المستوطن القديم والمدينة السابقة التي كان قد شَيّدها الملك "شلمنصر الأول" ليَبني عليه مدينته الملكية الجديدة الضخمة فوقه، والتي تُعرف أطلالها مَحلياً اليوم باسم "تلول النمرود" أو "حصن النمرود"، وهي ذات شكل مستطيل غير مُنتظم يَمتد من الشمال الى الجنوب بطول ستمائة متر تقريباً وعرض يقارب الأربعمائة متر، أحيطت بسور ضخم مُشيّد باللِبن سُمكه بحدود عشرين متراً وما تبقى من ارتفاعه يقارب العشرين أيضاً، وفي الغالب أن ارتفاعه الأصلي كان بحدود ثلاثين متراً، وكباقي المدن الآشورية مثل "نينوى" كان الغرض من تَشييد الأسوار بهذا السُمك هو لسَيّر عربات الحراسة عليها.
وشَيّد "آشورناصربال الثاني" داخل مدينة حكمه أهم المَباني الرسمية، في مقدمتها قصره الكبير الذي عُرف باسم "الشمالي الغربي"، كما شَيّد معبداً وزقورة عند زاويته الشمالية الغربية كرسّهما لعبادة الإله "نينورتا"، إضافة الى معبد مُزدوّج كرّس لعبادة الإله "نابو" إله الثقافة والعلم وزوجته الإلهة "تشميتو" والذي يُعرف باسم "أيزيدا"، علماً أن ظاهرة بناء المَعابد المُزدوجة أي التي تُخصص لعبادة أثنين من الآلهة في آن واحد، قد انتشرت بشكل ملحوظ خلال التاريخ الآشوري، ومن أبرز أمثلتها المَعبدين المُشيّدين في العاصمة القديمة "آشور"، الأول للإلهين "أنو" و"أدد"، والآخر للإلهين "سين" و"شَمَش"، وهي ظاهرة غريبة على العمارة الرافدينية تُمثل في الغالب إحدى التأثيرات الدينية التي طرأت على تقاليد هذه البلاد، نتيجة اختلاطها مع الأقوام الأخرى في بلاد الشام وأسيا الصغرى عند أواسط الألف الثاني قبل الميلاد، كما بُنيّت في المدينة الملكية أيضاً العديد من القصور والمعابد، من قبل ملوك آشوريين لاحقين تعاقبوا على حكم الدولة الآشورية مع امتداد الزمن، حتى بعد انتقال مَقر السلطة فيما بعد الى العاصمتين اللاحقتين "دورشروكين" ثم "نينوى".
من جانب آخر فقد شَيّد أبن هذا الملك وولي عهده "شلمنصر الثالث" 858_824ق.م حِصنه الكبير ومَقر إقامته عند الزاوية الجنوبية الشرقية من أسوار العاصمة، بعيداً عن المدينة الملكية، وهو ذو تخطيط مستطيل طوله بحدود ثلاثمئة متر وعرضه مئتي متر تقريباً، حيث أتخذ منها ثكنة عسكرية مُتكاملة لإدارة حملاته العسكرية في زمن والده، ضَمّ إضافة للقصر الفخم الذي يقيم فيه، العديد من القاعات الكبيرة والساحات الواسعة، وكذلك مَخازن سلاح ومؤونة للجيش، لذلك تم تًسميته في النصوص الملكية بـ"أيكال ماشرتي" أي "قصر التخزين"، وتُعرف أطلاله مَحلياً باسم "تلول الآزار"، وهو لفظ باللهجة واللكنة التركمانية أو الكردية لتسمية "تلول الآثار".
ويُبيّن تصميم مدينة "كالخو" بوضوح ظهور مدرسة جديدة في تخطيط المُدن في وادي الرافدين، صاحبت التطور المعماري والهندسي اللافت الذي أخذ ينمو بشكل مُطرّد، ليبرز مع بدايات العصر الاشوري الحديث عند مطلع الالف الأول قبل الميلاد، ثم أنتقل تأثيره لاحقاً الى العمارة البابلية الحديثة "الكلدية" 612_539ق.م، ويتمثل في ما يُعرف بـ"المدن الملكية"، حيث يتم تشييّد المَباني الرَسمية الهامة في المدينة ضمن حدود منطقة مُعينة، تكون في أحدى جوانب المدينة وملاصقة لسورها الخارجي، بعد أن كانت في الفترات السابقة تُشيّد في الوسط تقريباً، يُجعل منها مُجمّعاً خاصاً مُتكاملاً له حدوده الفاصلة التي تبعده عن الاختلاط المباشر مع أحياء عامة الناس، ويَرتبط ارتباطاً كاملاً بالمعابد الرئيسية في المدينة، حيث يَضّم قصور العائلة المالكة وبيوت كبار الكهنة وقادة الجيش والموظفين المُهمين العاملين في البلاط الملكي، وتُحاط بسور ضخم له عدة بوابات يَعزله بشكل تام عن باقي أقسام المدينة ومرافقها، من جانب آخر يتم تشييد مُجّمع قصور ثان أصغر حَجماً عند جانب آخر من سور المدينة، يتم عزله هو كذلك بسور مَنيع ليكون مقراً لولي العهد، وتصميم المدن هذا نراه قد تكرر بوضوح في كل من مدينة "نينوى" عند تليّ "قوينجق" و"النبي يونس" وأيضاً في مدينة "دورشروكين".
كما تَجدر الإشارة الى شيء آخر عن تاريخ هذه المدينة، وهو أن الملكة الشهيرة "سميراميس" أو "سامورامات" كما تُذكر في الكتابات الآشورية والذي يعني أسمها "مَحبوبة الحمام"، كانت قد توّلت حكم الامبراطورية الآشورية لمدة خمس سنوات في مدينة "كالخو"، وصّية على أبنها القاصر الملك "أدد نيراري الثالث" 809_782ق.م، ذلك بعد مقتل زوجها الملك "شَمشي أدد الخامس" 824_810ق.م، حتى بلغ أشّده وأصبح صالحاً لتولى مَنصبه، وبالفعل فقد كان واحداً من أقوى الملوك الآشوريين، حيث شهَدت المملكة خلال فترة حكمه استقراراً سياسياً وازدهاراً اقتصادياً واضحاً. وقد أستمرت "كالخو" عاصمة للمُلك الآشوري حتى هَجَرها الملك "سرجون الثاني" 721_705ق.م بعد أن شَيّد عاصمته الجديدة "دورشروكين"، والسبب في ذلك كان يتعلق غالباً بكيفية وصول هذا الملك الى سَدّة الحكم، والذي يُعتقد أنها كانت عن طريق انقلاب عسكري أزاح من خلاله العائلة الحاكمة السابقة وقتل العديد من أمرائها، مما وَلّد له العديد من المناوئين فيها، وبات من الصعب عليه حكم البلاد من هذه المدينة.
أما التنقيبات الأثرية في "كالخو" فقد كانت قد بدأت عند أواسط القرن التاسع عشر، حيث غَدت المدينة أسوة ببقية المدن والحواضر العراقية القديمة هدافاً ومَقصداً للباحثين عن الآثار والساعين للحصول عليها، حيث أفتتح "هنري لايارد" الحفر فيها عام 1845، بعد أن أوقف حفرياته التي كان يُجريها عند تل "قوينجق" في "نينوى"، فنقل العديد من منحوتاتها وثيرانها المُجنحة الى المتحف البريطاني، أعقبه مساعده "هرمز رسام" ثم آخرون، لكن يمكن القول أن التنقيبات العلمية الحقيقية في المدينة قد بدأت فعلاً بعد قرن من زمن تلك الحفريات، حين بدأت مدرسة الآثار البريطانية في العراق تنقيباتها هناك برئاسة عالم الآثار "ماكس مالوان" للفترة 1949_1963، والتي كانت تُشاركه العمل حينها زوجته الكاتبة المعروفة "أجاثا كريستي"، وبمُوازاة هذه التنقيبات أجرت المؤسسة الآثارية العراقية بعد عام 1956 تنقيباتها هي كذلك في جانب آخر من المدينة، مع تنفيذها أعمال صيانة وترميم لبعض الأبنية المُستظهرة فيها، حيث تمكنت البعثتان (البريطانية والعراقية) من اكمال الكشف عن التفاصيل المعمارية للعديد من الأبنية التي كان قد تم استظهارها أول الأمر خلال الفترات السابقة، أهمها القصر الشمالي الغربي الذي شَيّده الملك "آشورناصربال الثاني"، بالإضافة الى الكشف عن العديد من المنحوتات الجدارية والثيران المُجنحة والحيوانات الحارسة التي نُصّبت على جانبي بوابات القصور والمعابد.
وكان من أهم الأثار التي كشفتها التنقيبات الأثرية في مناطق متفرقة من المدينة منذ بداياتها الأولى في القرن التاسع عشر، إضافة الى العديد من الألواح المسمارية المكتوبة وتماثيل الحيوانات الحارسة واللوحات الجدارية البارزة، تلك التُحف والمنحوتات العاجية الرائعة التي تم العثور عليها في عدد من آبار القصور الملكية، حيث اعتبرت إحدى مُميزات الفن الآشوري الحديث وظاهرة فنية انفردت بها فنون وادي الرافدين الخاصة بالطبقات العليا من المجتمع العراقي القديم، وكان "مالوان" خلال تنقيباته قد كشف في أحدى آبار حصن ولي العهد "شلمنصر الثالث" على مجموعات كبيرة منها، وقد شَجعه ذلك ليتخذ قراراً بأجراء تنقيبات في جميع آبار المدينة، لكن حدث حينها انهيار خطير لأحداها كاد أن يؤدي الى كارثة مع مجموعة من عمال التنقيب، مما حدى به الى العُزوف عن فكرته هذه، ليُتابع بعده العالم الراحل الأستاذ "فؤاد سفر" في سبعينات القرن العشرين أي بعد سنين من هذه الحادثة، تنفيذ تلك الفكرة الصعبة ومواصلة التنقيب في الآبار الأخرى، ليَعثر نتيجتها على مجموعة رائعة من تلك التُحف، بعد مُخاطرة كبيرة قام بها الحَفار الأثري الموصلي المعروف "جُنيد الفخري"، هذا بالإضافة طبعاً الى الاكتشاف الهام من قبل الآثاريين العراقيين بين الأعوام 1988_1992، والمتمثل بالكشف عن مدافن الملكات والأميرات الآشوريات في القصر الشمالي الغربي للملك "آشورناصربال الثاني"، بما احتوته من لقى ذهبية نادرة وقطع فنية رائعة، مما زاد من شُهرة مدينة "كالخو" وأهميتها التاريخية والآثارية(3).
ومع سياق الحديث عن منطقة "النمرود" لابد من التطرق كذلك الى مدينة أشورية صغيرة تقع الى الشمال الشرقي من "كالخو" بمسافة تُقارب الخمسة عشر كيلومتراً، عند الطريق المؤدي الى مركز قضاء "القوش"، ألا وهي مدينة "بلاوات"، الواردة في كتابات المؤرخين العرب باسم "بلاباذ" الذي هو في الغالب تحوير للتسمية الفارسية "بل آباد"، أما في النصوص الآرامية فقد وردت بصيغة "باعلواتا" أو "بيت علواتا" وتعني "بيت الأصنام"، أما الاسم الآشوري القديم لها هو "أمكر بيل" أو "أمكر أنليل" وتعني "رضى أنليل"، وقد ذكرها الحموي في المجلد الأول من معجمه، حيث يقول عنها.. (قرية صغيرة في شرق الموصل، من أعمال نينوى، بينها وبين الموصل رحلة خفيفة، تنزلها القفول، وبها خان للسبيل، وهي بين الموصل والزاب).
ولم تكن لهذه المدينة أهمية سياسية واضحة في التاريخ الآشوري، كان قد شَيّدها الملك "آشورناصربال الثاني" لتكون مُنتجعاً ترفيهياً له ولولي عهده "شلمنصر الثالث"، حيث إنها لم تكن تحوي سوى بعض المَرافق البنائية، وهو ما كشفت عنه حفريات "هرمز رسام" فيها وكذلك التنقيبات المُقتضبة التي أجرّاها "ماكس مالوان" في بعض جوانبها على هامش أعماله في "كالخو"، والتي بَيّنت أنها كانت ذات تخطيط مستطيل تقريباً أبعاده 200×250م، تمت أحاطتها بسور سُمكه حوالي عشرين متراً، احتوت على قصر ملكي كبير ومعبد بسيط خُصص لعبادة إله الأحلام الرافديني المُسمى "مامو"، وكان أهم ما كشفت عنه تلك التنقيبات هو الصفائح البرونزية التي كانت تُغلف أبواب ذلك القصر بشكل أشرطة مُتوازية، تم نقل معظمها الى المتحف البريطاني بينما حصل المتحف العراقي على بعضٍ منها، والتي كانت مَعمولة بأسلوب الطرق على المعادن، تحَوي صوراً متسلسلة بعدة حقول تُماثل أسلوب المنحوتات الحجرية التي تَزيّن جدران قاعات القصور الآشورية، لتكون بمَثابة بانوراما توّثق أعمال ونشاطات الملكين "آشورناصربال الثاني" وأبنه "شلمنصر الثالث" الحياتية والدينية، وكذلك انتصاراتهما في الحروب والمعارك التي شَنّوها بمختلف الجَبهات.
وفي سياق مُتصل يقول أهل الموصل لا تكتمل السفرة الى منطقة "النمرود" إلا بعد زيارة دَير القديس "مار بَهنام" وأخته "سارة" أصحاب المَأثرة المشهورة، التي تذكر المصادر التاريخية أنهما قد استشهدا بسبب اعتناقهما المسيحية عام 352م، أي في زمن الملك الساساني "شابور الثاني"، ويذهب بعض الباحثين الى أن أسم "بَهنام" مُحرّف عن الفارسية أصله "به نام" بمعنى "الاسم الحسن"، كما أن كلمة "مار"، التي ترافق عادة أسماء القديسين مثل "مار متي" و"مار جرجس" هي كلمة أكدية واضحة معناها "أبن" التي تقابلها بالسومرية كلمة "دومو"، ويقع هذا الدير الشهير الى الشمال الشرقي من مدينة "النمرود" عند قرية "الخضر"، الواقعة الى الشرق من الطريق الواصل بين الموصل وناحية "الكَوير"، وقد سُميّت القرية بهذا الاسم "الخضر" تيمناً بالقديس الشهيد الذي يُعتقد عامة الناس أنه هو نفسه "خضر الياس" صاحب الكرامات المَعروف، علماً أن هذه التسمية يُعنى بحقيقتها "النبي أيليا" الوارد في "التوراة"، ثم أطلقت مَجازاً على كل من يأتي بمُعجزة، حيث أن لقب "الخضر" يُطلق في اللغة العربية بشكل عام على الأشخاص أصحاب المعجزات والكرامات من القديسين والأولياء. كما تُحاذي "الخضر" قرية أخرى لصيقة بها تُعرف بـ"البساطلية"، وهي تسمية آرامية أصلها "بيت لسطيا" مَعناها "بيت اللصوص"، ولا يُعرف أصل هذه التسمية أو سببها، والزائر لهذا المكان لا يكاد يُميّز بين حدود القريتين، حتى أن القرية الثانية غدت تُعرف بـ"خضر البساطلية".
وقبل الولوج الى داخل الدَير الذي يقع في مقدمة القرية مُباشرة، لابد أن يَشعر الزائر بمَدى جمال هذه القرية ونظافتها، وكذلك الحال مع بيوتها المَبنية أغلبها بالطابوق الاسمنتي "البلوك" والقليل منها مَبني بالطابوق، وشوارعها عريضة نسبياً ومُبلطة بالأسفلت، أما أشجار القرية فمعظمها عالية يزيد ارتفاعها على البيوت، مما يُشير الى قدمها، لتبدو القرية من بعيد وكأنها واحة خضراء وسط السهول الواسعة، أما أهلها فهم ودودون للغاية، يُبادرون الى تحية الغرباء مُباشرة وعلى وجوههم ابتسامات لطيفة تنّم عن الطيبة والمَوَدة، ومن المؤكد أن هذا الشيء مُتأتي من الثقافة الفطرية التي اكتسبوها على امتداد الزمن نتيجة تردد الزوار الدائم من مختلف مناطق العراق وخارجه الى موقع الدير الذي يتكون من قسمين..
القسم الأول هو "الجُب" أي الضريح الذي دُفن فيه القديس وشقيقته، وقد دُعيَّ بهذا الاسم نسبة الى "جُب" قديم مهجور في هذه البقعة يقع على مسافة خمسين أو ستين متراً من الدير، يقال أنه نفس المكان الذي استشهدوا فيه، ويقع عند سفح تل أثري كبير يعود الى الفترات الآشورية، وهو بناء مُثمن الشكل قطره بحدود ستة أمتار مُشيّد بالطابوق، أحد أضلاعه الثمانية يُمثل الجدار المُقدس الذي يُقال أن القديس وشقيقته قد دُفنا عنده، وهو بهيئة لوحة رخامية كبيرة تحوي كوّة غير نافذة يعلوها قوس مُحاط بأشرطة زخرفية تم نَحته بغاية الدقة والاتقان، عند التمعّن بها مَلياً يبدو للناظر كأنها مقطع عمودي للضريح نفسه، كما رُصفت أرضية الجب بالحجر وشُيّدت الأضلاع الثمانية بشكل أواوين عالية تنتهي بعقود مدببة وكوّات غير عميقة بنفس شكل الأواوين، كما وتعلو البناء قُبة نصف كروية ارتفاعها حوالي ثمانية أمتار، تحوي قاعدتها على نوافذ لغرض الإنارة، ويتم الدخول الى هذا الضريح عن طريق قبوين مُتوازيين طويلين تحت الأرض طول كل منهما بحدود عشرة أمتار، ويرتفع سقفيهما بحدود مترين وكذلك كان اتساعهما، يكون مدخلهما عند قاعة تقع الى الجانب الغربي، تُمثل كنيس صغير للدُعاء والتَبرّك والتَمّني.
أما القسم الثاني فهو الدَير، وقد شُيّد في الغالب في أواخر القرن الرابع أو أوائل القرن الخامس الميلادي، ثم أجَريّت عليه عدة تجديدات، كان أهمها عام 1164م، وقد ورَد في كتابات المؤرخين العرب باسم "دير الجُب"، الذي يذكر عنه "الحموي" في المجلد الثاني من معجمه.. (دير الجب في شرق الموصل، بينها وبين أربل، مشهور، يقصده الناس لأجل "الصَرَع" فيبرأ منه بذلك كثير)، كما عُرف أيضاً بـ"دير الخضر" استناداً الى أسم القرية التي يقع بالقرب منها، وهو مُشيّد بطابقين ويتألف من قسمين كبيرين داخلي وخارجي، كان الأول لسُكنى الرُهبان وأنشطتهم الحياتية والكهنوتية، وفيه مكتبة كبيرة غنية بالمخطوطات والكتب القديمة، أما الثاني فقد خُصّصت قاعاته ومَرافقه المُختلفة للزائرين والمُتعبّدين.
كما شُيّدت بجانب الدَير كنيسة قديمة يَرجع بنائها الى أواسط القرن الخامس الميلادي، كانت مُربعة التخطيط تقريباً أبعادها 23×25م، وهي كما الدَير قد جَرى تجديدها مَرّات عِدة، حيث أن مُعظم ما موجود فيها يعود في الغالب الى القرن الثالث عشر الميلادي خلال الفترة "الأتابكية"، حين شهَدت خلالها منطقة الموصل بأسرها نهضة عمرانية كبيرة، لتغدو الكنيسة بمختلف تفاصيلها الفنية تُحفة معمارية تاريخية فريدة من نوعها، تَجّلى فيها الفن العَريق ذو النكهة الموصلية المُميّزة بجمالها وروعتها، ففي كل مكان تنتشر الزَخارف الهندسية والنباتية الرائعة المُنفذة على الحجر، سواء على جوانب المَداخل وأطر الأبواب وأسكفاتها، أو على الجُدران والسُقوف، بالإضافة الى الكتابات التذكارية المُدوّنة بعضها بالعربية والأخرى بالسريانية، وكذلك المنحوتات البارزة التي تُمثل صور القديسين وكراماتهم، لتُضفي كل تلك التُحف على الكنيسة رَهبة وقُدسية من نوع خاص، وقد تَعرّضت هذه الكنيسة للتدنيس والنَهب من قبل المَغول "الإليخانيين" عام 1295م في زمن السلطان "بيدوقآن"(4).

الهوامش:

1_ هنري رولنسون... ضابط وعالم آثار بريطاني، ولد عام 1810 في لندن، عمل مُستشاراً عسكرياً لحاكم كردستان الإيرانية في كرمنشاه، كان خبيراً في شؤون آسيا القديمة، تمكن من حل رموز الكتابة المسمارية من خلال مقارنة النقوش الموجود على قمة جبل "بهستون" في أيران والمدونة باللغات الثلاث العيلامية والفارسية والبابلية، ليُزيل مع اكتشافه هذا الغبار عن تاريخ حضارة وادي الرافدين، تولى منصب وكيل المتحف البريطاني في بلاد وادي الرافدين، توفي عام 1895.
2_ زينفون ... مؤرخ يوناني وأحد طلاب الفيلسوف "سقراط"، ولد عام 430ق.م، كان أحد المرتزقة اليونانيين "العشرة آلاف" الذين شاركوا في حملة "كورش الأصغر" الفاشلة للمُطالبة بعرش الدولة الأخمينية من أخيه "أردشير الثاني"، سَرَد أحداث تلك الحملة في كتابه المُسمى "أناباسيس" الذي يعني باليونانية "الصُعود"، ذاكراً فيه تفاصيل طريق عودته الى بلاده، مع وَصف للأماكن التي مَرّ بها وأسمائها ومنها مناطق شمال وادي الرافدين، مُحدداً بشكل قريب من الدقة المَسافات النسبية بينها. توفيَّ عام 354ق.م.
3_ في عام 2015 دمرت عصابات داعش الإجرامية بالمُتفجرات أجزاء واسعة من مدينة "كالخو" التاريخية وأبنيتها، كما جَرَّفت بالمُجنزرات الثقيلة أجزاء أخرى منها من بينها زقورتها الشهيرة.
4_ قامت عصابات داعش الإجرامية في عام 2015 بتفجير ضريح القديس "مار بهنام"، وكذلك إحداث تخريب كبير جداً في الدير والكنيسة المكرسّان له، وقد تَمّ اعادة بناء الضريح كما تَمّ ترميم الخراب الحاصل في كلٍ من الدير والكنيسة.

المصادر:

_ أفرام عبدال ... اللؤلؤ النضيد في تاريخ دير مار بهنام الشهيد ... الموصل 1951
_ أيفا كانجيك ، كير شباوم ... تاريخ الآشوريين القديم ... ترجمة/ فاروق أسماعيل ... دمشق 2008
_ روستن بابك ... قصة الحضارة الآشورية ... ترجمة/ يوسف حداد ... بغداد 1952
_ طه باقر ... مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة/ الجزء الأول ... بغداد 1973
_ طه باقر ، فؤاد سفر ... المُرشد الى مواطن الأثار والحضارة/ الرحلة الثالثة ... بغداد 1966
_ عامر سليمان ... الآثار الباقية ... موسوعة الموصل الحضارية/ الجزء الأول ... الموصل 1991
_ ياقوت الحموي ... معجم البلدان/ المجلدات الأول والثاني والثالث ... بيروت 1995
_ D. Oates … Stadies in The Ancient History of Northern Iraq … LONDON 1968
_ J. Curtis … Fifty Years of Mesopotamian Discovery … LONDON 1982
_ J. Oates , D. Oates … NIMRUD … LONDON 2001
_ M. Mallowan … Mallown’s Memories … LONDON 1978
_ M. Mallowan … Nimrud and its Remains … VOL. 1 … LONDON 1966
_ M. Mallowan … Twenty Five Years of Mesopotamian Discovery 1932_1956 … LONDON 1959








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -