الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصنيم المجتمع

واثق الحسناوي

2023 / 5 / 22
المجتمع المدني


#تصنيم_المجتمع
هو خطاب السلطة المتعالي المقصود بايديولوجيته الخبيثة، الذي يسعى الى تصنيم الجمع اللاواعي المتلقي؛ بهدف تبليد المجتمع عقليا وجسديا، عبر تمثلات وتجليات ظاهرة وخفية ميثولوجية، يرتكبها شرذمةٌ حقيرةٌ مِن النّاس بحقّ جمعٍ لاواعٍ ،المرسِلُ فيها هو البطل المنتصر المبجّل... والمتلقي هو العبد المهمَّش المقهود المستبعد والمستعبد والمكبَّل برسائل او شفرات ذات حمولات دلالية مثيولوجية او أيديولوجية خبيثة، وبهذا تختّلُ عمليةُ التّواصل ما بين المرسِل والمرسَل اليه، بحسب مبدأ التعاون عند (غرايس) لعدم التكافؤ في الخطاب او مرجعياته او سياقاته .و مثل هكذا خطابات مركزية سلطوية دوغمائية، تدّعي الطوبائية والمثالية ، ماهي الا خطابات تعموية أحادية انوية غيرية أيديولوجية مغالطة قاهرة غالبة متسلطة، مخترقة لجميع النظم والقوانين الطبيعية والبشرية والوضعية والشرائع وغيرها ...هدفها الوحيد هو تصنيم المجتمع عبر توحيده في أنظمة او منظومات عقدية مافوية شوفينية قهرية، صعب الانزياح منها او الانقلاب عليها الا بثورة فكرية شمولية ثقافية تنويرية كما حدث في اوربا من صراع الحداثة ومابعد الحداثة .
ما نأسف له هو ان هناك مَن يتبنى هذه الخطابات السلطوية الشمولية الدوغمائية مؤسساتيا، ممن يحسبون على الساحة الثقافية او التعليمة او الأدبية . لذا نجد صعوبة في عملية التواصل مع هكذا خطابات نسفية هدمية تبليدية مغالطة مناقضة قهرية بنوية ..من حيث المرسل الذي يرسل رسائل أيديولوجية، تهدف الى تصنيم المجتمع ،من جانب ومن متلق غير واع بما يدور حوله من تعتيم وتعويم له غير قادر على الخروج من عنق هكذا زجاجة ضيقة ومعتمة وصارمة من جانب اخر. اذا نحن اليوم امام مشكلة في التواصل الفكري تكمن في مرسل ملفق كاذب مخادع جاهل.. ومتلق جاهل غير واع... ورسالة / شفرة ملغّمة معتّمة مبهمة مدلِّسة مؤسطَرة.. تشوش على المتلقي عبر توظيف عنصر الخيال اللامحدود غير منطقي اسطوري، وفرض سلطة لعدد من التابوهات الدوغمائية القاهرة، التي اصابت كبد الفكر العربي منذ قرون وقرون .
إن مسالة التعاطي مع مثل هكذا خطابات، هو الجهل والانبطاح والاذلال والخزي والعار بعينه، فلا يقبلها الا سخيفُ العقل وعتيمُ الرؤية وبائعُ الضمير ..والمتعاطي معها سيكون أمام نارين : نارُ الجنون والعزلة او نارُ المقاصل والمشانق والمعتقلات كما حدث مع جميع الرسل والانباء والحكماء والوعاظ والعلماء .لانَّ كلَّ جديد يُعد بدعة في مجتمع الخرافة و الخدعة .ورحم اللهُ شاعرنا الرصافي حين قال :(( لا أقيمُ للتأريخ وزنا ،كونه بيتَ الكذب ) . وهنا نستذكر قول الفيلسوف الفرنسي الكبير ( خوستاف لوبون ) حيني قول : ( اذا سقطت القيم والمُثل العُليا ، سقطت الحضارات العظمى) .فسقوط القيم الروحية والمادية في اي حضارة او مجتمع يؤدي الى سقوطها حتما وهذا السقوط لا يأتي الا من خلال سقوط اخلاق المرسل وقيمه الروحية والمعنوية وتحولها الى قيم مادية خبيثة لا تخدم الا نفسه وفكره المتعفن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تفرج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين عند حاجز عوفر


.. الأونروا تحذر... المساعدات زادت ولكنها غير كافية| #غرفة_الأخ




.. الأمم المتحدة.. تدخل الشرطة في الجامعات الأميركية غير مناسب|


.. تهديد جاد.. مخاوف إسرائيلية من إصدار المحكمة الجنائية الدولي




.. سورية تكرس عملها لحماية النازحين واللاجئين من اعتداءات محتمل