الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


*أفكار: الكلمة ، الخيمياء و الفلسفة النقيضة !

لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)

2023 / 5 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


-كتب مُفكّرا: لخضر خلفاوي*
—-


…الكلمة ( الكلمات و المفردات )، تصبح كذلك إذا تعرّضت ( جُثثها) لفعل -التقوِيل- و التأويل و التدوين بفعل قائلها/كاتبها / راوبها ..
كل الكلام في الدّنيا ( بكل معاجمه) من مفردات عبارة عن رسوم حرفية/صوتية ميتة/جامدة /هامدة/ .
الخالق نفسه يحبّ و يفضل ( الكلمة) الطيّبة التي تترك أثرا طيبا ، كلمة تبني لا تُهدّم و يقبّح الخبيث من الكلام من القول و الكلمات :(وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُّسَمًّى).
و لأن سبحانه أعلى متعال حليم ينصح موسى و هارون أن يكونا لبقين مُسالمين في القول و -الكلام - و ليس مجرّحين عندما يتصلا ب فرعون ، و الكل يعرف أن فرعون نفى وجود خالقه بل نشر الفساد في الأرض و أدعى الألوهية و الربوبية مع ذلك الله حرص على رسوليه إلى فرعون بأن يتقيدا باللطف و الجميل من الكلام مع زعيم الكافرين به :(فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ). نصحهما ب ( الليونة ) في -الكلام- لا ( القسوة )… ما غرّك أيها الإنسان المغرور بربّك الكريم !!!
-الكلمات / المفردات / الأقوال : مخترعها هو نفسه القائل/ الناطق/ الكاتب بها و لها يعطي بفعله هذا الحياة لتلك ال( المفردات و التعابير )، هل وجدتم مذ فجر تاريخ الإنسانية و عالم اللسانيات ( مفردات و كلمات) مجسدة و تتحرك للعيان تدركها حواسك السمعية البصرية و الحسية.
"الكلمات" و أكرر رأيي في كل مناسبة هي ( ضمير المتكلّم ) و مسؤوليته و إرادته المرسومة صوتا و حرفا.
كذب -الحداثيون - ما بعد تيار ( الخيمياء) و لو صدقوا بابتداعهم أو تجنّيهم على مصطلح ( الخيمياء/الكيمياء) التي ربطوها بفكرهم و يزعمون أن أفكارهم ترفض أي تأويل من خلال محاكمة للمفردات و التعابير …
هي بالعكس ذريعة اختلقها الحداثيون للتنصّل من مغبة محاكمة أفكارهم و رؤاهم ، هذا الجانب ( المُفترى ) في كل قصة ( خيمياء / كيمياء ) من المسرودات.. هي حيلة بكل بساطة يعتدّ بها كذريعة للتهرّب من محاكمة مقاصد و نوايا المتقوّلين و الكُتّاب للقول و الكلام و التنصّل التضليلي المقصود من تهمة ما قد تحدثه ( الكلمة/ الكتابة بكل تناقضاتها ) من خراب -إذا دُبّرت بغرض الإساءة - على المتلقين لها، إذا ال( خيمياء) تحمل كمّا هائلا من الخبث الفكري و الأخلاقي إذا أُستخدمت كغذاء للوعي الباطن !…
- سبق لي و أن تطرقت إلى مفهوم و تاريخ ( الألشيمي/الخيمياء/ الكمياء ) في الماضي ، فلا بأس أن أذكّر مرة أخرى بذلك في هذا المقام المتجدد :
*(هي اتجاه/سلوك/ و منهج يتكفل بمجموعة محددة من الممارسات و السلوكيات و تلك التأويلات و المُضاربات المتصلة فيما بينها و العملية المنوطة بها في خاصية تحوّل/تحويل المعادن).
-من أهدافها الأساسية الكبرى هو وضع الحجر الأساسي للفلسفة ؛ فلسفة تحويل المعادن.
و أيضا كانت في البدء من أهدافها الأساسية الطبيعية البحث عن الدواء الشافي في مجال (الطب الإنساني العام)
و البحث -حلما - عن ترياق أو - إكسير - لإطالة الحياة أو لديمومتها.

-في الحقيقة يعود في الحقيقة ظهور الألشيميا في القرن الرابع قبل الميلاد منطلقها آسيوي المنشأ ، ثم انتقلت شيئا فشيئا كفكر، كفلسفة و كممارسة مع بداية عصرنا إلى باقي أنحاء العالم بدءً بالخيمياء (المصرو-إغريق-رومانية)، أي في مصر بتأثير تواجد الرومان و الإغريق إلى غاية عصر النهضة. و يسمونها بالخيمياء الغربية. للذكر بالنسبة لمن يستخدم هذه اللفظة جزافا دون معرفة عميقة لها فإن ( الخيمياء /الكمياء) كانتا تُستخدمان كمترادفات تؤديان إلى نفس المعنى حتى القرن السابع عشر .
و في القرن الثامن عشر دون أن تختفي تماما مُنيَ توجه ( الخيمياء ) بأفول و عزوف كبير من حيث الاستخدامات بينما انفصلت منفردة و منتعشة شقيقتها ( الكمياء ) ، أو الكمياء الحديثة بأعمالها التطبيقة .
للذكر فإن (الكمياء/ الخيمياء/ الألشيمي alchimie ) مصدرها عربي.
* في فلسفتي النقيضة التي أسميها ( فلسفة علمانية) : فالحقيقة هو أنّ هؤلاء المتخفون في كل مرة وراء ( خُرْطِي*/هرطقة ) استخدام عذر -الخيمياء- alchemy/ alchemie أنهم لا يتحدثون إلا عن ما هو مُتجلٍّ في ( العقل الباطن أو العواطف الباطنة )، التي قد نحشرها عن قصد أو عن لاوعي في خانة في عقلنا و أنفسنا فتظهر فجأة هكذا رؤى و حقائق و قناعات و يُطلق سراحها لتنتقل من عالم ( الإخفاء): الباطن / الغائب/ المُغيّب / اللاوعي ، إلى عالم الجهر و العلن.
عقليا لا يمكن أن نحتفظ بأغراض مختلفة مهما كانت أشكالها و ألوانها و أنواعها في صندوق مغلق بإحكام ثم يحدث أمر يجعل تلك الأشياء تفتح الصندوق بمفردها و تقفز منه و تنط و تذهب في كل الاتجاهات دون أن يكون لأحد يد في فتح الصندوق و في-آلية - إخراج الأشياء شيئا بعد شيء!… مستحيل ! هناك بالتأكيد إرادة إدراكية مُبيّتة و وعي في إدخال هكذا إثارة / تأثير مسلطة على الأشياء لتحريكها و تفعيلها …
إذن لا يمكن أن نتنصّل من مسؤوليتنا و نتهرّب بعدم ضلوعنا في (إطلاق / تصويب) كلام / كتاب / أفعال و نقول ببساطة:"لا نعرف كيف خرجت هكذا مصطلحات ، مفردات أو صور ، أو معاني ، أو ألفاظ !".
أُدكّر الكلام/القول/الفعل مرتبطان دائما بثنائية فعلية ( التصويب/ الإطلاق). و هما مختلفان حسب السياق في المعاني . التصويب واضح و الإطباق واضح .
كلّ ما يُكتب و يُقال هو لنا كتبناه بكامل قوانا العقلية، أن يقال لي أن تلك الأقوال أو تلك الكتابات كُتِبت في حالات نفسية لها خصوصياتها (الزمكانفسية)*و تأثر القول و الفعل و الكتاب ( سلبا أو إيجابًا ) بتلك الحالات العابرة أتفهم جيدا الأمر و اقتنع به؛ لأن هذا ما يعانيه جيل النخب في كل زمان (الرسام و الفنان و الروائي و الكاتب …) هذه الشريحة المبدعة من المجتمع بحكم فرط مشاعرها و رهافة أحاسيسها .. أنا فقط لا أريد من هؤلاء ( الخلط الجزائي الأحمق فكريا ) و أن يجبنوا وراء مصطلحات ليسوا قدّها و لا يعرفون عمقها ال -إتيمولوجي étymologie أي علم الاشتقاق.
—-

*) خُرْطِي*/تعني بالدارجة ( هراء، و تجنّي ، افتراء غير مبرر ).
**) الزمكانفسية/ المصرو-إغريق-رومانية/ فلسفة علمانية : هي مصطلحات خاصة بالكاتب.
———-
****)كاتب، مُفكّر، إعلامي ، مصوّر فوتوغرافي ، فنّان تشكيلي و مدير نشر -تحرير ( الفيصل) -باريس
باريس الكبرى جنوبا
في 23/5/23








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكوفية توشح أعناق الطلاب خلال حراكهم ضد الحرب في قطاع غزة


.. النبض المغاربي: لماذا تتكرر في إسبانيا الإنذارات بشأن المنتج




.. على خلفية تعيينات الجيش.. بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت | #م


.. ما هي سرايا الأشتر المدرجة على لوائح الإرهاب؟




.. القسام: مقاتلونا يخوضون اشتباكات مع الاحتلال في طولكرم بالضف