الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلاميون يحرمون العلمانية لكن يأكلون منتجاتها المعدلة وراثيا

علي جواد

2023 / 5 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كأنه أصبح عرفا سائدا أن كل من يتناول موضوع العلمانية بالشرح أو التعريف يحصر المسألة بأنها مواجهة وصراع بين العلمانية والأديان ويتم بناء التعاريف على أساس أن العلمانية هي الجهة المقابلة للدين، وفي بعض الأحيان يصور الموضوع أنه صراع بين الكفر والإيمان، ومهما زوقنا الألفاظ ونمقنا العبارات يبقى الإصرار دائما على أنها معركة بين كتلتين من الأيدلوجيات، وكذلك يوجد أشكال كبير في الاتفاق على اتخاذ تعريف لمعنى العلمانية وعلى العكس حصل تشويه وجعل المعنى محصورا في مصادمة الأديان ثم أن تعريفها مختلف عليه بشكل حاد، من تلك التعاريف فصل الدين عن السياسة، وفصله عن الدولة، وفصل المقدس عن الدنيوي، وفصل الحياة عن الدين
بينما العلمانية هي مجموعة أفكار وتبريرات وحلول لمشاكل واسأله تواجهها الأديان ولا تمتلك لها أجوبة مع معضلات وتعقيدات أنظمة إدارة الدول والحكومات الحديثة ومع تقدم وتطور الأنظمة التي تسير بها عجلة الحياة مثل الأنظمة السياسية والاقتصادية والانفجار المعلوماتي في تقنيات التواصل حيث توجد معضلات لا يمتلك الدين أجوبة لها

العلمانية أصبحت ضرورة بعد فشل كل تجارب الإسلاميين وتحول حياة الناس إلى جحيم بسبب الحكم الديني ، بل إن البشرية الآن تأكل وتشرب منتجات علمانية معدلة وراثيا وتم التلاعب في تركيبتها الوراثية الجينية التي خلقها الله- سبحانه وتعالى- ولا يتجرأ أي أحد من الإسلاميين على الخوض في مسألة تحريم هذه المنتجات الهجينة المشوهة من المحاصيل الزراعية المعدلة لإنتاج كميات أكبر بوقت أقل ومقاومة أكثر للأمراض ونوعية جيدة تسويقيا، والمنتجات الحيوانية المتلاعب في صفاتها الوراثية لغرض الإسراع في نموها بوقت أقل وباستهلاك أقل للأعلاف ، عًد الدجاج من أكثر الحيوانات التي تغيرت وتشوهت تماما عن الصنف الأصلي الخالي من التعديلات الوراثية ومن مخاطر الدجاج المعدل وراثياً هي الهرمونات التي تضخ فيها لجعلها أكثر سمنة وأكبر وتنمو بمعدل أسرع وتؤدي زيادة الوزن غير الطبيعية لموت الدجاج بسبب اجهاد الرئة والقلب وبالتالي يموت العديد من الدجاج بسبب قصور القلب، وممكن أن يكون الدجاج الطبيعي قد انقرض تماما عن وجه الأرض.
وبرغم مخاطر هذه المنتجات ومخاطر ما يتم ضخه فيها من هرمونات ألا أن هناك تجاهل وصمت مطبق من قبل الاسلاميين

وللعلم أن العلمانية موجودة وتم تطبيقها قبل أن يتم تعريفها بهذا المصطلح وهي كل تبرير أو جواب يصدر من غير الاستعانة بما يعرف أنه مقدس بل إن العلمانية هي كل إنتاج بشري فكري وهي كل جواب بشري عن كل سؤال طرح عن الأديان، لذا فإن الإسلام والعلمانية في صراع طويل ضارب القدم وتم تقسيم الناس على ضوء الفريق الذي ينحاز له في هذا الصراع وما هو غريب أن من هو محسوب في طرف الأديان استعمل العلمانية وما زال يستعملها لإيجاد تبريرات وتعزيزات لاستمرار ما يتبنى من عقائد دينية حيث نرى المتدين يستعمل نفس الأدوات التي يستعملها العلماني الملحد الكافر على أساس أنها نتاج العلوم الإنسانية مثل السيارة والإنترنت والأجهزة الطبية والعقاقير والمأكولات والمنتجات الغذائية المعدلة وراثيا التي ينادي العلمانيون وأنصار حماية البيئة إلى الرجوع إلى الطبيعة والأصل الأساس في الزراعة وترك وتحريم استعمال وأنتاج هذه المنتجات المشوهة، ولا يوجد أي متدين إسلامي واحد اعترض أو شكك في شرعية تغير الجينات الوراثية لأكثر من 90 % من المحاصيل الزراعية الإنتاجية، وكذلك في الحيوانات، وهنا تغير لخلق الله سبحانه تعالى، كأن الإسلام عندهم مختص بالمواضيع الجنسية فقط، ويتجاهل الإسلاميون استعمال حقن الأنسولين لمعالجة داء السكري وان هذا الأنسولين يأخذ من بنكرياس الخنزير المحرم أكلة وتحرم الشريعة الإسلامية كلما يدخل في تصنيعه تحرمه الشريعة ولكن لم نجد إي فتوى أو رأيا وحتى اعتراض على استعمال الأنسولين الصناعي ومصدره الخنزير بل إن أغلب الشيوخ ومن يتخذ منهم الدين مهنته يستعمل حقن الأنسولين المأخوذة من الخنازير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خلافات ايديولوجيه
على سالم ( 2023 / 5 / 24 - 03:43 )
هذا موضوع شيق بدون شك , عندما نتعاطى مع موضوع الاديان عامه والتى هى فى المجمل تتعارض مع العلمانيه وادواتها نجد انفسنا نضرب اخماس فى اسداس بسبب ان الاديان نفسها تختلف وتتعارض مع بعضها البعض اشد الااعتراض بل وتكفر بعضها البعض واحيانا كثيره تحدث مواجهات دمويه وقاتله , المشكل هنا هو كيف نتوصل الى الدين الحقيقى المجرد ؟ من الصعب بمكان ان نجد حل لهذه الاشكاليه الازليه لسبب بسيط هو ان كل هذه الاديان بشريه ولاعلاقه بها بالسماء او اله السماء , لذلك انا اقول ان اصحاب الاديان فى اشكاليه كبيره بسبب عجزهم عن اظهار حقيقه ايمانهم


2 - تعليق راقي جدا
علي جواد ( 2023 / 5 / 24 - 05:45 )
استاذ علي سالم المحترم
اولا شكرا للمرور والتعليق الراقي جدا ، احيانا التعليقات على مادة المقال ترفع من مستوى المقال نفسة كما هو تعليق حضرتك
بالضبط ان اصحاب الاديان في اشكالية ومعضلة ايجاد حلول ومصارحة الناس بالحقيقة ان الاديان فيها قصور ولا تغطي جوانب الحياة وان استخدام العلمانية في الاديان والشرائع واضح وضوح الشمس ،وفي الاسلام تسمى اجتهادات فقهية وفتاوي وباقي الاديان تسمى فتوحات او تجديدات اشراقات..الخ وفي الحقيقية هي حلول من انتاج بشري وليس لها علاقة بالسماء او الاله


3 - صلاحية اسلام الاسلاميين!!!
سمير أل طوق البحراني ( 2023 / 5 / 24 - 06:05 )
الاسلام ليس صالح لكل زمان ومكان كما يدعي الاسلاميون بل كان صالحا لزمان نشاته وبيئته فقط. الاسلام لا راي له في الزراعات والصناعات وكل ما جاء به هي طقوس عبادية فقط لجمع الناس تحت نظام موحد خاضع لاوامر الزعيم الناطق والحاكم باسم الله.هناك قواعد ياخذها الشطار وسيلة للتحريم والتحليل كـ (الضرورات تبيح المحظورات.درا المفاسد مقدم على نيل المصالح. كل ما يقوم الواجب الا به فهو واجب. وهذا يعني ان حرام الامس هو حلال اليوم وحرام اليوم هو حرام الامس وعلى هذا فقس. هل في زماننا اي معنى للولاء والبراء الذي يتشدق به الاسلاميون ام ان الولاء والبراء هي المصالح لا غير؟؟. السؤآل الذي لا جواب له: لماذا يهاجر المسلمون الى بلدان الكفر والضلال العلمانية ـ كما يعتقدون ـ ولا يهاجرون الى المملكة العربية السعودية او دولة ايران الاسلامية او اي دولة اسلامية اخرى ولو كانت شبه علمانية؟؟؟. اخي الكريم الحقيقة شيء والادعاء شيء آخر.الاسلاميون لا يهمهم الا الحجاب والنقاب وتعدد الوجات واداء الصلاة بدون اي مردود ايجابي ولك في افغانستان اكبر دليل. الخلاصة : ان دوام الحال من المحال وعجلة الزمن لا ترجع للوراء. سلام عليكم.

اخر الافلام

.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟