الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هو إله السماء ومن هو إله الأرض ؟

هيثم طيون
باحث بالشأن التاريخي والديني والميثولوجيا

(Hitham Tayoun)

2023 / 5 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بحث صغير عبر الشبكة العنكبوتية عن الآية التي حيّرت الشيخ الشعراوي ستخرج عليك بقصة من كتاب ألف ليلة وليلة، لكن لن يأتيك السندباد على البساط السحري ولن يخرج لك علي بابا من مغارة الأربعين حرامي ولا خاتم سليمان بل سيأتيك مفسر لآيات القرآن لن يراه إلا الشعراوي ومعلمه!
تقول الرواية؛ من غرائب ما رواه الشيخ الشعراوي، احتار الشيخ الشعراوي في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ﴾ (سورة الزُّخرُف، آية ٨٤)، وقيل أن هناك قاعدة في النحو تقول: إذا تكررت النكرة مرتين كانت اﻷولى غير الثانية)، أي لو قلنا مثلاً: أكرمت رجل في البيت ورجل في الشارع لكان الرجل الذي في البيت، غير الرجل الذي في الشارع. فالنكرة هي "الكلمة من غير ألف ولام" فإذا تكررت اختلف المعنى. والآية تقول: ﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ﴾ جاءت نكرة وتكررت، إذاً بحسب القاعدة النحوية، اﻹله الذي في السماء غير اﻹله الذي في اﻷرض، أي أن هناك إلهين!

وقف الشيخ الشعراوي حزيناً وهو يقول: "ما هذا الذي أقوله، أستغفر الله العظيم، لكن ما الجواب؟ لابد من سؤال أساتذتي وإخواني".
وبالفعل بادر الإمام الشعراوي مُهرولاً إلى شيخه، وكان شيخه يقضي إجازته مع أهله في القرية، فذهب إليه شيخنا الشعراوي وقصَّ عليه الإشكال النحوي والتفسيري الذي وقع فيه.
فقال له شيخه: "تعال أولاً نستعد لصلاة العصر فقد قربت"، وصلّى الشيخ الشعراوي مع شيخه في المسجد وكان مسجداً بسيطاً يقع في آخر القرية، وبعد الصلاة جلسا يتناقشان في المسألة، ولكن للأسف لم يصلا لشيء.

وبينما هما كذلك إذ دخل عليهما رجل قروي (فلاح بسيط) وقال لهما: السلام عليكم، فردا عليه السلام، ثم قال بلغة عربية فصيحة بعد أن تغيّرت لهجته: تسألون في قوله تعالى ﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ﴾ ؟ فتعجّب الشعراوي وشيخه كيف عرف هذا الرجل ما تحدثا فيه، فهو لم يسمع من حديثهما كلمة واحدة! ثم أكمل الرجل الغريب كلامه قائلاً: أنسيتم الإسم الموصول (الذي)؟ لقد نسيتم القاعدة اﻷهم التي تقول أن الإسم الموصول يقلب النكرة معرفة، والله قال: (وهو الذي في السماء) ولم يقل: (هو في السماء) بل قال: (هو الذي)، لماذا نسيتم كلمة (الذي)؟! وأخذ الرجل يشرح السر في وجود الإسم الموصول، ولماذا جاءت الآية على هذا النحو، والشيخ الشعراوي وشيخه في ذهولٍ من الموقف، ثم سكت الرجل الغريب فجأة بعدما أتمَّ المسألة وانصرف بصمت.
فسأل الشعراوي شيخه: من هذا العلّامة؟

فرد شيخه: أنا لا أعرفه فهو ليس من بلدنا!

فقام الشيخ الشعراوي مُسرعاً وخرج من المسجد، فوجد جماعة يجلسون أمام الباب، فسألهم: أين ذهب الرجل الذي خرج الآن، هل تعرفونه؟ وهنا كانت الصدمة، إذ أجابوا: لم يدخل عليكم أحد، ولم يخرج من عندكم أحد!

قال الشعراوي: كيف هذا؟ لعلّه دخل وخرج ولم ترونه؟ فأجابوه: كيف هذا ونحن ننتظر شيخنا الذي يجلس معك لنسأله بعض اﻷسئلة، ونحن منتبهون لكما تماماً، فلم يدخل عليكما أحد!

فقال الشعراوي: "إن الله تعالى ينصر دينه ويحفظ كتابه بجنود لا قِبَل لنا بمعرفتها"!

خلاصة القصة بحسب الراوي أن جنّياً دخل على الشعراوي وشيخه بهيئة فلاح قروي بسيط وعلّمهما تصريف لهذه الآية الغريبة التي حيّرتهما!

الآن أريد أن أسألك عزيزي القارئ هل سبق لك أن التقيت بأي ملائكة أو جن أو كائن فضائي أو شاهدت تنيناً أو غولاً أو أي شيء خرافي؟ إذاً لماذا تصدق أن الجن أو الملاك سيأتي للشيخ الشعراوي أو غيره دون سواه من البشر؟!

وليست هذه الآية الوحيدة التي تحيّرني في القرآن وإنما هناك الكثير وخصوصاً القواعد المُتعلّقة بتنظيم المجتمع كإلغاء الإسلام للتبنّي والسماح بعدها بزواج الرسول من مُطلّقة زيد: { فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا } (سورة الأحزاب، آية ٣٧). وكذلك أمثلة تعدد الآلهة في القرآن كالآية التي تقول: { أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ } (سورة الصّافات، آية ١٢٥)، والآية التي تقول: { فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } (سورة المؤمنون، آية ١٤) وحتى : ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ۚ﴾. (سورة الحجر، آية ٩)، فلو أتيت اليوم وأخبرتك كم هو من المُثير للدهشة معرفة أن معظم قصص آيات القرآن وقصص شخصيات الخلفاء الراشدين وغيرها تتشابه بشكل كبير مع شخصيات من أساطير الحضارة الفرعونية، وأنه من الممكن أن يكون إلهك عبارة عن قصة مُختلقة بشكل أو آخر، أو لو أتيت وأخبرتك بعد أن وجدوا تمثال لبوذا في مصر أن أصل الديانة البوذية هو مصر القديمة، هل تصدقني وأنا طبيب وباحث في علوم التاريخ والميثولوجيا أم تصدق رواية عن شيخ اخترع لك قصة عن الجن المؤمنين رغم أن علاقة المسلمين بالجن الخرافيين هي عبارة عن علاقة سحر وشعوذة وتعويذات توضع في القبور والبيوت؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة