الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافات المتاسلمين 47 - خرافة صحيح مسلم

زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي

(Zuhair Al-maliki)

2023 / 5 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يعتبر (المتأسلمون ) كتاب صحيح مسلم لأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري أحد أهم كتب الحديث النبوي عند أهل السنة والجماعة، وثالث أصح الكتب على الإطلاق بعد القرآن الكريم ثم صحيح البخاري. واسم الكتاب الكامل - المسند الصحيح المختصر من السنن بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويعتبر كتاب صحيح مسلم أحد كتب الجوامع وهي ما تحتوي على جميع أبواب الحديث من عقائد وأحكام وآداب وتفسير وتاريخ ومناقب ورقاق وغيرها. ويدعون ان الكتاب جمعه أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري وتوخّى فيه بزعمهم ألا يروي إلا الأحاديث الصحيحية التي أجمع عليها العلماء والمحدّثون فاقتصر على رواية الأحاديث المرفوعة وتجنّب رواية المعلّقات والموقوفات وأقوال العلماء وآرائهم الفقهية، إلا ما ندر. ويقولون ان مسلم ابن الحجاج أخذ في جمعه وتصنيفه قرابة الخمس عشرة سنة. وجمع فيه أكثر من ثلاثة آلاف حديث بغير المكرر، وانتقاها من ثلاثمائة ألف حديث من محفوظاته . وهناك الكثير من الكتب التي تم تاليفها في شرح الاحاديث التي رواها مسلم في كتابه . واليوم ننظر في هذا الكتاب ومؤلفه ونعرف حقيقة الكتاب والمولف .
بالنسبة للشخص الذي نسب له الكتاب فهو مسلم ابن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ، القشيري النيسابوري، صاحب " الصحيح "، من موالي قشير . ولد في أعلى الزمجار بنيسابور وكان مسكنه بها، مدينة نيسابور وتقع في ايران ، وتقع نيسابورعلى السفح الجنوبي من جبل بينالود، وترتفع هذه المدينة عن سطح البحر ما يقارب 1250م، وعُرفت باللغة الفارسية باسم نيسابور، والتي لمقاطعة خرسان في الشمال الشرفي من إيران، اختلفوا في سنة ولادته على أربعة اقوال 201 و 202 و 204 و 206 أول سماعه في سنة ثمان عشرة وتوفي وهو بعمر 57 سنة . كان مسلم ابن الحجاج من المدلسين ذكره الحافظ ابن حجر في كتاب "تعريف اهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس" ، تاليف ( ابن حجر العسقلاني؛ أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني، أبو الفضل، شهاب الدين، ابن حجر) ، تحقيق عاصم بن عبد الله القريوتي ، منشورات مكتبة المنار ، سنة 1980 ، في الطبقة الأولى من المدلسين في التسلسل الصفحة 26 وبالتسلسل 28 " مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري الامام المشهور قال ابن مندة انه كان يقول فيما لم يسمعه من مشائخه قال لنا فلان وهو تدليس " . قال أبو قريش الحافظ: كنا عند أبي زرعة الرازي، فجاء مسلم ابن الحجاج، فسلم عليه، وجلس ساعة، وتذاكرا. فلما ذهب قلت لأبي زرعة: هذا جمع أربعة آلاف حديث في " الصحيح "! فقال: ولم ترك الباقي؟ ليس لهذا عقل، لو داري محمد بن يحيى لصار رجلا. كان مسلم بن الحجاج يظهر القول باللفظ، ولا يكتمه وبهذا فهو يعتبر جهميا بحسب مقاييس الحنابلة لان ابن حنبل كما يقول الذهبي (أنكر الإِمام أحمد ذلك وعدَّه بدعة ، وقال : من قال : لفظي بالقرآن مخلوق يريد به القرآن ، فهو جهمي ) . 1114 . وقال ابن عبد البر (وقد صح عن ابن معين من طرق عدة انه تكلم في الشافعي) .ذكر الحافظ ابن حجر في كتاب "تعريف اهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس" ، تاليف ( ابن حجر العسقلاني؛ أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني، أبو الفضل، شهاب الدين، ابن حجر) ، تحقيق عاصم بن عبد الله القريوتي ، منشورات مكتبة المنار ، سنة 1980 ، الصفحة 26 عن مسلم ابن الحجاج فيقول في نفس المصدر فيذكره باعتباره من الطبقة الأولى من المدلسين فيقول في التسلسل 28 " مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري الامام المشهور قال ابن مندة انه كان يقول فيما لم يسمعه من مشائخه قال لنا فلان وهو تدليس ورد ذلك شيخنا الحافظ أبو الفضل بن الحسين وهو كما قال" . وابن منده لمن لايعرفه (أبو عبد الله مُحمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي الأصبهاني) الذي وصفه الذهبي بقوله " الإمام الحافظ الجوال، محدث الإسلام ولا أعلم أحدا كان أوسع رحلة منه ولا أكثر حديثا منه مع الحفظ والثقة". توفي مسلم في شهر رجب سنة إحدى وستين ومئتين بنيسابور، عن بضع وخمسين سنة , قال أحمد بن سلمة: وعقد لمسلم مجلس الذاكرة، فذكر له حديث لم يعرفه، فانصرف إلى منزله، وأوقد السراج، وقال لمن في الدار: لا يدخل أحد منكم. فقيل له: أهديت لنا سلة تمر، فقال: قدموها، فقدموها إليه، فكان يطلب الحديث، ويأخذ تمرة تمرة، فأصبح وقد فني التمر، ووجد الحديث. رواها أبو عبد الله الحاكم. ثم قال: زادني الثقة من أصحابنا أنه منها مات تهذيب الكمال في أسماء الرجال للمزي - ج 27 الصفحة 507 تحقيق بشار عواد معروف منشورات مؤسسة الرسالة
واذا نظرنا الى الكتاب الذي بين أيدينا سنجد ان هذا الكتاب يعرف بأسماء مختلفة كالمسند الصحيح، والمسند والجامع الصحيح. وكاتبه مسلم بن الحجاج النيشابوري ت 261 هـ. يحتوي هذا الكتاب على 7275 حديثا انتخبها من بين ثلاث مئة ألف حديث . قال الحسين بن محمد الماسرجسي: سمعت أبي يقول: سمعت مسلما يقول: صنفت هذا " المسند الصحيح " من ثلاث مئة ألف حديث مسموعة . وبحسب الحافظ بن عساكر مسلم لم ينهي كتابه , قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر في أول " الأطراف " (3) له بعد أن ذكر " صحيح البخاري ": ثم سلك سبيله مسلم بن الحجاج، فأخذ في تخريج كتابه وتأليفه، وترتيبه على قسمين، وتصنيفه. وقصد أن يذكر في القسم الأول أحاديث أهل الاتقان، وفي القسم الثاني أحاديث أهل الستر والصدق الذين لم يبلغوا درجة المتثبتين، فحالت المنية بينه وبين هذه الأمنية، فمات قبل استتام كتابه.. غير أن كتابه مع إعوازه اشتهر وانتشر. وقال الحاكم النيسابوري : أراد مسلم أن يخرج " الصحيح " على ثلاثة أقسام، وعلى ثلاث طبقات من الرواة، وقد ذكر هذا في صدر خطبته، فلم يقدر له إلا الفراغ من الطبقة الأولى، ومات. يروي الذهبي في سير اعلام النبلاء الجزء 12 الصفحة 571 عن سعيد البردعي ، قال شهدت أبا زرعة ذكر كتاب صحيح مسلم فقال لي أبو زرعة : " هؤلاء قوم أرادوا التقدم قبل أوانه ، فعملوا شيئا يتسوقون به ، ألفوا كتاباً لم يسبقوا إليه ليقيموا لأنفسهم رياسة قبل وقتها " ، وأتاه ذات يوم وأنا شاهد رجل بكتاب الصحيح من رواية مسلم ، فجعل ينظر فيه ، فإذا حديث عن أسباط بن نصر ، فقال أبو زرعة ، ما أبعد هذا من الصحيح ، يدخل في كتابه أسباط بن نصر ، ثم رأى في كتابه قطن بن نسير ، فقال لي : وهذا أطم ثم نظر، فقال: ويروي عن أحمد ابن عيسى، وأشار إلى لسانه، كأنه يقول الكذب. ثم قال: يحدث عن أمثال هؤلاء، ويترك ابن عجلان، ونظراءه، ويطرق لأهل البدع علينا، فيقولوا: ليس حديثهم من الصحيح؟" .كما ألف إبن حجر العسقلاني كتابا أسماه: (الوقوف على ما في صحيح مسلم من الموقوف) وذكر في هذا الكتاب 192 رواية مقطوعة أو موقوفة واردة في كتاب مسلم.كما استخرج 14 حديثا معلّقا من صحيح مسلم. وفي بعض المواضع يلاحظ التدليس. وهناك بعض الروايات المجهولة في هذا الكتاب
بالإضافة الى ان هذه الاقوال تؤكد ان الكتاب المنسوب لمسلم ابن الحجاج لم يكتمل بسبب موت كاتبه فلا توجد لصحيح مسلم الا مخطوطة واحدة كتبت في 368 هـ أي بعد رحيل مسلم بـ 107 عام ولم يتحدد أيضا كاتب هذه الوثيقة. الراوي الوحيد أيضا لصحيحه شخص يدعى " ابو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان النيسابوري " ومن هنا يصبح [صحيح مسلم] هو صحيح المروزي في الحقيقة، ويشهد على ذلك الشيخ الوهابي السلفي "صالح آل الشيخ " في كتابه "شرح العقيدة الواسطية" قال: "أما مسلم رحمه الله فإن كتابه الصحيح لم يروه عنه إلا شخص واحد وهو ابن سفيان رحمه الله وقد رواه عنه مسموعا في أكثر الكتاب وفاته سماع أو لم يُقرئ مسلم الراوي ثلاثة مواضع ، فلم يسمعها من مسلم أصلا ، ثلاثة مواضع كبيرة بعض المواضع يأتي على عشرين ثلاثين صفحة ، فليس له إلا رواية واحدة لأن مسلما ما تيسر له أن يُقرئ كتابه قبل وفاته بل اخترمته المنية قبل أن يُقرئه وإنما رواه عنه ابن سفيان وحده . أبو إسحاق بن سفيان المروزي روي الصحيح شفاهة ولم يُكتَب أما الذين نسخوا صحيح مسلم هم تلاميذ ابن سفيان المروزي، وبالتالي فالإمام مسلم لم يكتب كتابا ولم يخط قلما ، اعترف آل الشيخ بأن النسخة الوحيدة لصحيح مسلم ناقصة من 20 إلى 30 صفحة، وهذا دليل مباشر على أن الإضافة والحذف دخل في صحيح مسلم أيضا كما دخل على البُخاري، وأن الصحيح الذي بأيدينا ليس هو الذي كتبه أو رواه مصنفه الأول، بل مر بحقبة تعديلات وإضافات في أزمنة لاحقة .القاضي عياض له رأيا آخر فيما يخص عدد روايات مسلم، قال "أما كتاب المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل عن محمد رسول الله للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النسب النيسابوري الدار فإنه وصل إلينا من روايتين أيضا رواية أبي إسحاق إبراهيم بن سفيان المروزي ورواية أبي محمد أحمد بن علي القلانسي إلا أن آخره من باب حديث الإفك لم يسمعه ابن ماهان إلا من ابن سفيان فتفردت الرواية من هنالك عن ابن سفيان لأن إلى هنا انتهت رواية أبي بكر بن الأشقر علي القلانسي ولم يصل إلينا من غير هاتين الروايتين" [مشارق الأنوار على صحاح الآثار 1/ 10]
مما تقدم نصل الى ان هذا الكتاب الذي اعتبروه من اصح الكتب لايوجد له اصل ولا دليل على ان مسلم ابن الحجاج كتبه بيده . بل ان حتى من ذكره قال ان مسلما لم يكمل كتابه وكل الموجود بين أيدينا انما هو اقوال ذكرها شخص واحد اسمه إبراهيم ابم سفيان المروزي وروايه أخرى منسوبة لابي بكر بن الأشقر القلانسي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah