الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


همسة اليوم: نصيحة لكل الإداريين في مصر!!

محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)

2023 / 5 / 28
التربية والتعليم والبحث العلمي



تحياتي لكم جميعا...لا أحد منا يشك لحظة في أننا بحاجة إلى إعادة نظر في طريقة إدارتنا للأمور حتى يمكننا تحسين المؤسسات في مصر (لا سيما الجامعات) و اعادة هيكلتها حتى نتواكب مع واقعنا الجديد وتحديات العصر...وبالرغم من وجود إداريين و قياديين عظام تعلمنا منهم (ولا زلنا نتعلم) الكثير و لمسنا فيهم الإيثار و العطاء المستمر، إلا أنه لا مانع من أن نلفت نظرهم لبعض الأمور حتى نساعدهم على الوصول إلى أفضل صورة نتمناها لهم و لا مانع من أن يستمع المدير إلى التغذية الراجعة feedback من مرءوسيه، فالمدير الناجح هو من يعترف بسلبياته و ينصت باهتمام إلى ما يقوله مرءوسيه...فلولا حبهم له و حرصهم على تاريخه العظيم و إنجازاته و عطاءاته و صورته أمام الآخرين كواجهه مشرفة لهم، ما حرصوا على لفت نظره إلى بعض الأمور حرصا على استمرار رحلة العطاء و حرصا على الصالح العام للمؤسسة و حتى لا تستمر دائرة الشر أو حتى لا ندور في حلقة مفرغة vicious circle يسودها الصراعات و الإنتقامات و ثقافة الفعل و رد الفعل الذي لا نجني من ورائه سوى حياة تعيسة مقلقة ضاغطة anxious life خالية من حب المؤسسة و الإنتماء إليها و الحرص عليها...و إلى حضراتكم بعض هذه النصائح المبنية على خبرات شخصية و كذلك على فترة دراستي في الخارج حيث رأيت أعظم و أرقى نظام إداري في العالم (النظام الإنجليزي) الذي نتهمه خطئاً بالجمود و الروتين و التسلط ولا نعلم أنهم بعد أن علمونا الروتين و الجمود طوروا هم من أنفسهم و أصبح نظامهم الإداري يراعي الظروف الشخصية و الناحية الإنسانية و يسمح بقدر كبير من المرونة (حتى و إن تضمن في طياته بصورة غير مباشرة بعض أشكال التعصب ضد الجنسيات الأخرى)...لقد طوروا من أنفسهم و تركونا نعاني من الكثير من أشكال الجمود و الروتين إلى الآن...و حتى لا أطيل عليكم، إلى حضراتكم أهم هذه النصائح:

- لا تتهم إنسان تعودت منه دائما على الإلتزام و الجدية و الإنضباط بأنه غير ملتزم من مجرد شيء عفوي بسيط صدر منه بدون قصد (و لأول مرة)...فهذا شيء خطير جداً!!! فمعنى ذلك أنك تحوله بالتدريج (و ربما بدون قصد) إلى شخص مهمل و غير ملتزم يقول في نفسه: "أصلي مهما عملت مش حأعجب...و حيتقال علي غير ملتزم ...يبقى ما دام كده كده مش حاعجب، خليني كده زي غيري إللي هو أصلا مش ملتزم بنيكله و ما حدش بيكلمه...هو المؤدب في البلد دي إللي ما يرضاش يشد أو يجادل مع أساتذته إللي أكبر منه يتفهم غلط ولا إيه؟؟؟"

- كن إيجابياً في النقد والنصح والتوجيه، وحاول استخدام عبارات دبلوماسية راقية تتضمن الإطراء والتقدير نحو "أنت جيد ولكن يمكنك أن تكون أفضل من ذلك" You re good, but you can be better!! and so on

- لا تتعمد إهانة مرءوسك أو شده أو تهديده أمام الملأ in public...فهذا شيء غير مقبول تماما ولا يمكن أن ينسى أبدا مهما كانت الأسباب...ما لم تعتذر عنه فوراً دون مكابرة! لقد تعودنا في الخارج على ألا يتلفظ المدير بشيء كهذا أمام الملأ (و ألا يتلفظ به من الأساس)...فعندما يلاحظ شيء يقول لي بكل أدب: Mahmoud! Can I have a word with you? "هل لي أن أكلمك على انفراد" ثم يأخذني إلى حجرة منفصلة و يتناقش معي بكل أدب و كياسة و موضوعية...مع العلم أنه لا يمكن أبدا أبدا أن يلجأ إلى أي شكل قانوني مثل المذكرات أو ما شابه قبل أن يحذرك و يتأكد تماما من أنك تعرف القانون جيدا و كذلك قواعد العمل و لا مانع من أن يطلعك على نص اللائحة و يوضح لك كل الأمور ذات الصلة بالموضوع...وقبل أي شيء فإنه يعتذر بشدة (دون مكابرة) عن أي لبس أو سوء فهم...للأسف أشعر أننا هنا في مصر نتصيد الأخطاء و نتعمد عمل black record للشخص لإذلاله به.

-عندما تحدث مشكلة مع أحد مرءوسيك، ركز في المشكلة الحالية و لا تخلط الأوراق...فإذا اختلطت الأوراق زادت الحساسية و اشتعل الموقف و أخذ الأمر أكثر من حجمه!

-احرص على التواصل مع مرءوسيك من خلال القنوات الشرعية المختلفة و لا تجد حرجا في تذكيرهم بأي تكليف بدلا من لومهم و اتهامهم بالتقصير. و حدد لهم إطارا زمنيا معينا time frame يجب أن ينهوا خلاله التكليف...و يجب أن يكون الموعد النهائي للتسليم deadline محدداً سلفا في وقت حدوث التكليف و يجب مناقشة مدى كفايته و ملاءمته مع المرءوس!

-اجتمع بصفة دورية مع مرءوسيك لمناقشة أي أمور شخصية أو إجتماعية أو نفسية من شأنها التأثير سلبيا على مسار العمل...و احرص على احترام الظروف الخاصة و كتمان الأسرار حتى تكون موضع ثقة و لا تكشف أي من هذه الأسرار أو الظروف الخاصة لأي طرف آخر إلا بعد استئذان المرءوس مع توضيح المبررات!

-عليك بإبراز إيجابيات المرءوس و لا تركز في حديثك معه على السلبيات فقط فهذا محبط للغاية! تذكر قول أحد الأنبياء (نبي الله شعيب) لقومه و هو يدعوهم إلى طريق الرشاد: "إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ" في الآية الكريمة: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ}








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24