الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مطلوب مبادرة للمرأة الفلسطينية لتحريم الاقتتال الداخلي

ريما كتانة نزال

2006 / 10 / 29
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


هل يجوز ان نناقش في هذه المرحلة العصيبة؛ عن دور خاص تقوم به المرأة الفلسطينية لمنع الاقتتال الداخلي..وهل يصح مبدئيا ان تبادر المرأة إلى التقدم بخصوصيتها لمعالجة الأزمة العاصفة بالمجتمع الفلسطيني؛ أم أن من واجبها أن لا توفر جهدا يبذل من أجل رأب الصدع الآخذ بالتعمق باضطراد..
المشاركة النسوية بالاجتماعات الجارية لتطويق الاحتقان والتقدم بحلول ضعيفة الشكل والمضمون، وهي لاتتعدى الحدود الرمزية والشكلية، ومنحصرة في الاطر الفوقية؛ وغير قادرة على ان تشق طريقها نحو القاعدة النسوية العريضة والمعنية رئيسيا بمنع القتال؛ التي ان وظفت باتجاهها الصحيح لكنا أمام واقعية صناعة تيار واسع بحجم المرأة الفلسطينية مناهض للاقتتال؛ يحمل وينشر وعيا ورأيا عاما حول البدائل الديمقراطية لحسم الخلافات السياسية والفكرية، ولعزل ونبذ الافكار المنادية والممارسة لتقاليد الاحتكام غير الديمقراطية لحسم ازدواجية السلطة والموقف؛ فالمرأة تقف في رأس سلم المتضررين من الصراع المسلح ومن نتائجه الكارثية، وتدفع من عواطفها أثمانا باهظة بسبب النزوع نحو حلول جراحية دموية للخلاف الداخلي، ولكون الحوار الدائر أصبح من آليات تأجيل التوصل للاتفاق، ولأن التوصل لاتفاق بين القيادات لا يعني بأي حال من الاحوال انتهاء الخلاف على مستوى القواعد؛ لأن القاعدة المعبأة والمحرضة والجاهزة للاحتراب لا ترتخي أيديها عن الزناد بضغط الزر..لذلك كان للمبادرات المجتمعية الاهمية لمعالجة ما أفسده الدهر والتنظيمات الفئوية، تلك المبادرات ذات الطبيعة البرنامجية والتربوية للتصدي للمظاهر القبلية والعشائرية العمياء، ولاعادة الاعتبار للأولويات الوطنية المنسحبة لصالح الحزبية.
الدعوة لدور خاص بمنع الاقتال وتجنيب المجتمع لمخاطره؛ ليست دعوة لعزل المرأة عن الفعل المشترك مع باقي القطاعات المجتمعية، فالمرأة الفلسطينية التي انخرطت مبكرا في العمل السياسي والوطني تعي أهمية انخراطها في العمل السياسي من خلال المشاركة العامة مع القطاعات الاخرى؛ بقناعة أن لا جنس للعمل السياسي؛ ونجحت في نزعه من الدائرة الذكورية بمناصرة القوى التقدمية والوطنية ؛ باندفاعها لممارسة الفعل النضالي والسياسي دون فرز لاعمال سياسية خاصة بالنساء وأخرى محتكرة للذكور؛ على الرغم من فرز القطاع النسوي لنفسه في جمعيات وأطر ومنظمات شعبية لمنح الخصوصية البرنامجية والتنظيمية لقطاع عريض يعاني من التمييز والتهميش وله مطالب حقوقية وديمقراطية، والمطالبة بدور خاص وفاعل للمرأة في معالجة قضايا الخلاف الفلسطيني؛ لا يصنف كانقلاب مفاهيمي على دمج المرأة في الاطر المختلفة السياسية الوطنية، بل تعبر الدعوة عن عدم الرضى عن الدور المرسوم للمرأة في هذه المرحلة، وعن رغبة وهم تفعيل وتوسيع نطاق المشاركة النسوية بآلياتها الخاصة وابقاء المشترك وتوسيعه، بل تقول الدعوة أن الخطر داهم ويهدد القضية الوطنية الفلسطينية ويعرضها للضياع والتبديد على أيدي أصحابها، مما يستلزم حلولا استثنائية وبمشاركة واسعة لا تقتصر على ايجاد الحلول السريعة السياسية والمؤقتة كما هو قائم، بل يستدعي الخروج باستراتيجيات تجتث بذور اللجوء للعنف كأسلوب لمعالجة الخلاف، ولأن الحلول والمبادرات المطروحة تعمل على ايجاد حلول سياسية تخرج الوضع مؤقتا من المأزق؛ ولا تفعل شيئا ازاء ما تكرس من ثقافة الانقسام الفئوي والقبلي، والمعبرة عن ذاتها باشكال التخندق والكراهية والحقد المنتشرة؛ التي لا توقفه المبادرات ولا الحلول السياسية التي تتم في الطوابق القيادية العليا.
الدعوة الىمبادرة نسوية لتعميق الثقافة الديمقراطية، ثقافة الحوار والاعتراف بمكونات المجتمع الفكرية والاجتماعية والسياسية المختلفة، تقوم على دعوة المؤسسات النسوية بمختلف مسمياتها للدخول بعمق وحيوية للمشاركة بمعالجة الأزمة الاخلاقية العاصفة التي تهب رياحها الكريهة على المجتمع، هي دعوة للمرأة في الاماكن المحتقنة للنزول للشارع في مناطقهن للحجز بين المتقاتلين لحظة الاشتباكات لتقول ما لا تقوله القيادات والبيانات الصنمية، هي دعوة للنساء للوقوف بصلابة أمام الحالة المخجلة، ومواجهتها بشجاعة بتنظيم الاعتصامات والمظاهرات؛ ورفع الرايات السود فوق المنازل؛ ولبس ملابس الحداد والخروج بالجنازات والتعبير عن السخط فليس لهذا ننجب الابناء، وهي أيضا دعوة للأمهات الى اعادة النظر وتصويب تربية الابناء فلطالما تغنينا باننا نصف المجتمع ونربي النصف الآخر، وهي دعوة الى تشكيل لجان طواريء لمتابعة أي شرارة تسبق اندلاع النار لاطفائها ومتابعة مسبباتها ومسؤوليها ونشرها على الملأ لأن بعض الفتن ليست بعيدة عن الاحتلال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديوهات لضحاياه.. تفاصيل جديدة بقضية سفاح النساء بمصر


.. نصائح للرجال للتعامل مع المرأة التوكسيك




.. -الثقل والرد المتأخر-.. علامات تدل على المرأة النرجسية وعليك


.. صباح العربية | المرأة التوكسيك.. علاقة ضارة تؤذي الرجل وتدم




.. مشاهد توثق حجم الدمار الذي لحق بمخيم جباليا