الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إشكالية تدبير الندوات الفكرية ومعيقات تحقيق أهدافها

عائشة التاج

2023 / 5 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الندوات و إشكالية تدبير الوقت ما بين الفرقاء
تعتبر الندوات دون منازع ،فرصة لتداول الافكار و الآراء
ما بين الخبراء والمتخصصين وايضا المهتمين ،
ومثلما هناك للكرة او لمختلف الهوايات الرياضية او الموسيقية او الترفيهية عشاقها ،هناك ايضا عشاق للندوات الفكرية ، ويشكل هؤلاء الجمهور الذي هو مستعد لتلقي رسائل خبراء المنصة والتفاعل معها بإضافات نوعية او تعميقا و حتى أسئلة تتوخى توضيح بعض النقاط
ومن المسلم به ان عملية تنظيم الندوات وضمان تدبيرها مع الحفاظ على سلامة الاجواء يعد من الرهانات المهمة ،
ونعرف ايضا ان الندوة من المفترض ان تحقق الأهداف المتوخاة منها ،الا وهي تداول الافكار بين مختلف الفرقاء ،بطريقة تضمن الحق في التعبير للجميع دون افراط او تفريط
مهمة ليست بالهينة ،يحتل فيها تدبير الوقت دون اي هدر ،رهانا استراتيجيا
الى اي حد ينجح منسق او منسقة الندوة في هذا الرهان بمختلف ابعاده ؟
لا شك ان الامر قمين بخبرته وايضا بطريقة تمثلاته عن الندوة وعن المكانة التي يعطيها للجمهور ،وأيضا يرتبط التوقيت الذي بدأت فيه الندوة وهل تم فعلا احترام الوقت بدقة أم هدر في انتظار المتأخرين ,,,,وعناصر أخرى طبعا
عن تمثلات المنظمين . هل يعتبر الجمهور لدى المنظمين و منسقي ندواتهم شركا ء جاءوا للتفاعل وإبداء آرائهم وإضافة افكار نوعية لما قيل ،اذ قد يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر ،
ام مجرد حشود تؤثت الفضاء ،تصفق عند الضرورة وفي احسن الأحوال تطرح أسئلة على خبراء المنصة ،وتسجل حضورها في اللوائح ضمانا للشفافية لدى الممولين ؟
هذا النوع من المنسقين والمنسقات تفضحه لغته ، فعندما يفتح النقاش. ينبه الى ضرورة احترام الوقت والتركيز علما انه لا يحدد هذا الوقت في الدقائق الممنوحة ،
ويحدد نوعية التدخل في : من لديه أسئلة فليسجل اسمه ،
و كأن الحضور جاء لدرس مدرسي تطغى عليه خاصية التعلم كهدف لا تداول الأفكار والآراء و تلاقحها ,
وعلما ايضا ان هذا المنسق ، قد يستفيد من سلطة المنصة ،فيتجاوز مهمة التنسيق نحو إعطاء رأيه الخاص فيما قيل من طرف المشاركين او القاعة متى شاء ،دون حسيب او رقيب ،
،وقد يتمادى في هذا التصرف ويختار ضمن الأيادي المرفوعة ،من سيتكلم حسب ميوله الخاصة وحساسيته ويحدد العدد ويجامل هذا أو ذاك بالتغاضي عن التجاوزات في الوقت أو نوعية المحتوى أو ,,,,,
وغالبا ما يكون هوس تدبيره للوقت على حساب القاعة ،التي سيخرج بعض الحاضرين منها بشعور من الإحباط ،لانه لم تتح لهم فرصة التعبير عن رأي ربما اعدوا له اكثر من بعض متدخلي المنصة وذنبهم الوحيد أنهم جديون أكثر مما تفرضه الأعراف المتداولة في زمننا المعتوه هذا ,,,,,.
وماذا عن القاعة وعلاقتها بالوقت ؟
ضمن جمهور الندوة هناك دائما افراد يكون محركهم الأساسي هو الكلام لإثبات الذات وسرقة الاهتمام حتى وان لم تكن لديهم اي فكرة عن موضوع النقاش ،هم يملكون من السنطيحة ما يجعلهم ينتزعون فرصة الكلام لانهم اول من يرفع يده دون تردد أو تفكير حتى فغرضه واضح ومعد سلفا في كل ندوة ،لا بد أن يتكلم مهما كان ,
و الغريب ان المنسق لن يوقفهم حتى وان هدروا وقت الندوة اما خوفا او مراعاة لحسابات لا علاقة لها بموضوع النقاش ،كان يكون المتكلم رئيسا لهيئة ما حتى وان كانت صورية او زوجة لسفير سابق او له أية ولاءات غير معروفة لدى الحاضرين او
هناك أيضا خاصية الإطناب في المجاملات عبر الإفراط في جمل الشكر والتبجيل وما يتطلبه ليكسيك المجاملات في دول تعتمد على شخصنة المؤسسات و إبراز آيات الولاء بمناسبة ودون مناسبة تماما كما يحدث مع رأس الهرم السياسي عبر وسائل الإعلام ,,,,يحدث هذا حتى إن لم يكن الرئيس أو الرئيسة تنتظر ذلك وقد يخلقون لديه هذه المتطلبات النفسية ،فكل الناس يرتاحون أمام المدح والتبجيل ,,,إذ يتم أعادة إنتاج هذه اللازمة داخل الهيئات السياسية والمدنية والمؤسسات الأكاديمية وغيرها ،حيث يعتبر أي مسؤول أو مسؤولة ملكا في مملكته تغدق عليه آيات الولاء بنفس الطريقة وتصبح من لوازم التنشئة في الفعل السياسي والمدني والثقافي وحتى الفكري ،في زمننا العجيب هذا
و عودة إلى تدبير الوقت ،فقد لا ينطلق لسان المنسق او المنسقة الا لدى من يعتبرون من عامة الناس ،اي ليس له موقع رسمي هناوالان ،حتى وان كان اكثر جدية و عمقا بالنسبة لموضوع الندوة ،
فالقانون في بلدنا يطبق على الفقراء والضعفاء والعامة اما الخاصة فمن حقهم ان ينهبوا المال العام وايضا ان ينهبوا حتى الوقت العام ويهدرونه في الكلام عن ذواتهم المنفوخة باورام النرجسية والغرور ،ولا من يحاسبهم ،يسردون حيواتهم وأنشطتهم على حضور لا علاقة له بما يحكونه وذنبه الوحيد أنه استجاب لدعوة وجاء ليستفيد ويفيد
هذه بعض الحيثيات التي قد تعيق النجاح الفعلي للندوات في نظري بعيدا عن خطابات المجاملات ,
فمثلما نطالب بحسن ترشيد المال العام ،فلنحرص أيضا على حسن تدبير الوقت العام وربطه بموضوع النقاش ليس إلا
ويبقى تدبير التفاعل المتوازن ما بين القاعة و المنصة رهين بالخبرة والشخصية وايضا مراعاة التركيز على الموضوع .
فبالنسبة للندوات الفكرية والأدبية يغدو الامر اكثر صعوبة اذا كانت تناقش موضوعا محددا أو كتابا ما ،
فمن لم يقرا الكتاب ،يفترض الا يسرق وقت الحاضرين في كلام خارج الموضوع او على الاقل ان تؤجل مشاركته ،بعد ان يتكلم من سيضيف شيىئا للنقاش العام .
لكن الواقع عكس ذلك تماما ،اذ قد يهدر الوقت في أمور اغلبها خارج السياق
وتغلق الندوة دون الوصول للأهداف المتوخاة بشكل كامل ،ولحسن الحظ أن أغلاق الندوة ينتهي دوما بحفل شاي وحلويات ، يكون فيه الكرم جبرا للخواطر ههههه،فالمغاربة،فعلا كرماء في معروضات الأكل بعد النقاش ، أي يركزون على الزردة ،مقارنة بأغلب البلدان التي زرتها ,,,,,حتى وإن كانت أغنى منا ،كفرنسا وأسبانيا وتركيا ,,,,وهذا موضوع آخر ،من الهدر
و كفى المؤمنين شر العراك الفكري ,
عائشة التاج ،الرباط








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جلال عمارة يختبر نارين بيوتي في تحدي الثقة ???? سوشي ولا مصا


.. شرطي إسرائيلي يتعرض لعملية طعن في القدس على يد تركي قُتل إثر




.. بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة


.. تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا




.. أسترازنيكا.. سبب للجلطات الدموية