الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافات المتأسلمين 48 - خرافة موطاء مالك

زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي

(Zuhair Al-maliki)

2023 / 5 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الإمام مالك هو أسبق علماء الحديث في وضع ما عرف بفن الحديث ، فإنه لا يكاد يعرف من سبقه في نقد الرواة والتشدد في الأخذ عن الرواة والعلماء ، وقد جمع الإمام مالك في موطئه ما صح عنده من حديث وتفسير وتاريخ ، وذكر أقوال الصحابة والتابعين والأئمة قبله.تأتي مرتبة الموطأ بعد الصحيحين - صحيح البخاري وصحيح مسلم - في الصحة في رأي جمهور المحدِّثين .‏ ‎‎ وقد انتقاه من مائة ألف حديث كان يرويها. قال الإمام مالك: "عرضت كتابي هذا على سبعين فقيهاً من فقهاء المدينة فكلهم واطأني عليه فسميته الموطأ". قال أبو بكر الأبهري: جملة ما في الموطأ من الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين ألف وسبعمائة حديث وعشرون حديثـًا ، المسند منها ستمائة حديث ، والمرسل مائتان واثنان وعشرون حديثـًا ، والموقوف ستمائة وثلاثة عشر حديثـًا ، ومن قول التابعين مائتان وخمسة وثمانون حديثـًا .وبعض العلماء يعد أحاديث الموطأ أكثر ، وبعضهم يعدها أقل ، والسبب في ذلك أن رواة الموطأ عن الإمام مالك كثيرون ، ويوجد عند بعضهم ما لا يوجد عند الآخر ، وقد تيسر في عصرنا لعلماء الحديث الإطلاع على النسخ التي تمثل الروايات المختلفة .وقد جمع الشيخ الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي ما في النسخ المختلفة ، فبلغت أحاديث الموطأ (1852) حديثـًا ، وأشهر رواة الموطأ هو يحيى بن يحيى الليثي . هذه المقدمة هي مقتطفات مما قاله (المتاسلمون ) عن الكتاب المنسوب (لمالك ابن انس) امام المذهب المالكي احد المذاهب الأربعة الرئيسية عند اهل السنة واليوم ننظر في هذا الكتاب لنعرف مدى صحة هذه الاقوال ومن مصادر من يسمون انفسهم اهل السنة والجماعة .
في البداية نود ان مصادر اهل السنة والجماعة وكعادتهم لم يتفقوا على الشخص الذي اسموه (مالك ابن انس ) فبالرغم من أهميته :امام لاحد المذاهب الأربعة الا انهم اختلفوا في سنة ولادته وفي اصله وفي وفاته ونسبوا اليه فرية لا يمكن ان يصدقها عاقل وهي انه بقي في بطن امه ثلاث سنوات . فقد اختلف المؤرخون في ولادة الإمام مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر، فمنهم قال عام 93 هجرية (وهو الأشهر) وقيل 94 هجرية وقيل 95 هجرية وقيل 96 هجرية في المدينة المنورة.لم يكن أنس والد الإمام مالك معروفاً حيث لم يُذكر عن حياته في كتب التاريخ، بل حتى أن مالك نفسه لم يرو عنه، وجده أبو عامر كان تابعياً يمنياً نزل المدينة. ولم يكن مالك من أسرة علمية. كذلك اختلف الرواة ان كان مالك من العرب ام من الموالي " قال محمد بن عمران لمن سأله عنه: وهو رجل من العرب من حمير من أنفسهم ما بيننا وبينه نسب إلا أن أمه مولاة لعمي عثمان بن عبيد الله " . ذكر ابن إسحاق واخرين ان مالك مولى لبني تميم وقال اخرون "الإمام مالك بن أنس الأَصْبَحي التيمي ، فهو أصبحي صليبة ، تيمي بوَلاء الحِلْف ، وذلك لأن قومه " أَصْبَح " موالي لتيم قريش بالحِلْف" . وأشار محمد زاهذ الكوثري الى ان مالكٍ من الموالي لا من العرب، واستشهد بتسمية الإمام الزهري لعم الإمام مالك بـ"مولى التيميين" . وكما اختلفوا في ولادته اختلفوا في وفاته فقيل أنه توفى سنة تسع وسبعين ومائةواختلفوا في أي وقت منها فالأكثر على أنه في ربيع ألأول قاله إسماعيل ابن أبي أويس وابن أبي زنبر وابن بكير وأبو مصعب الزهري وغيرهم، واختلفوا بعد ذلك فقال ابن أبي أويس والواقدي وابن سعد صبيحة أربع عشرة من الشهر المذكور. وقال أبو مصعب لعشر مصت منه وحكى أبو علي البصري في الكتاب المغرب أن وفاته يوم الأحد لثلاث خلون من هذا الشهر وقال ابن وهب في تاريخ ابن سحنون يوم الأحد لثلاث عشرة خلت منه، وحكى أبو عمر بن عبد البر لعشر خلون منه، وقال ابن سحنون في إحدى عشرة ويقال في اثنتي عشرة من رجب من السنة. وقال مصعب الزبيري وخالف هذا كله حبيب كاتبه ومطرف فيما ذكر عنه قاللا سنة ثمانين. وخالف أيضاً الفزاري فحكى عنه ابن سحنون وأبو العرب التميمي أن، وفاة مالك سنة ثمان وتسعين . واختلفوا في سنه فقال ابن نافع الصائغ وابن أبي أويس ومحمد بن سعيد وحبيب أنه توفى سنة خمس وثمانون وقيل أربع وثمانون وقيل عن ابن نافع سبع وثمانون، وقاله سحنون وقال الواقدي تسعون. وقال الفريابي وأبو مصعب ست وثمانون وذكر عن ابن القاسم سبع وثمانون وقاله ابن سحنون وأبو العرب وعن القعنيني تسع وثمانون. ترتيب المدارك وتقريب المسالك - (ج 1 / ص 28) المكتبة الشاملة. وقال أيوب بن صالح اثنتان وتسعون وقال أبو محمد الضراب وهذا خطأ والصواب ست وثمانون وهو الأشبه مع قول ابن القاسم على الأصح من مولده ووفاته.
اما الفرية الكبرى فهي مدة مكوثه في بطن امه فقد اختلفوا كم مكث في بطن امه "وفيات الأعيان" لأبن خلكان، في ترجمته لمالك ابن أنس، قال: "وكانت ولادته في سنة خمس وتسعين للهجرة، وحمل به ثلاث سنين ...." وروى الذهبي في سير أعلام النبلاء » الطبقة السابعة » مالك الإمام "قال معن ، والواقدي ، ومحمد بن الضحاك : حملت أم مالك بمالك ثلاث سنين . وعن الواقدي قال : حملت به سنتين . والقاضي عياض وهو مالكي المذهب بطبيعة الحال، قال: " واختلف في حمل أمه به فقال ابن نافع الصائغ والواقدي ومعن ومحمد بن الضحاك حملت به أمه ثلاث سنين وقال نحوه بكار بن عبد الله الزبيري، وقال أنضجته والله الرحم. وأنشد الطرماح: تظن بحملنا الأرحام حتى ... تنضجنا بطون الحاملات، قال ابن المنذر وهو المعروف وروي عن الواقدي أيضاً أن حمل أمه به سنتان. قاله عطاف بن خالد". وعن مالك يقول المؤرخ الفقيه المحدث ابن الجوزى فى تاريخه المنتظم ، ( ج 9 / 42 ـ ) : ( الإمام مالك بن أنس بن مالك بن عامر بن الحارث بن غَيْمان بالغين المعجمة بعدها ياء مثناة من تحتها - بن جُثَيل - بالجيم بعدها ثاء مثلثة - بن عمروبن الحارث وهو ذو أصبح . حُمِل بمالك ثلاث سنين، وكان طوالًا عظيم الهامة أصلع شديد البياض إلى الشقرة أبيض الرأس واللحية ‏.

كذلك وصفوا مالكا بانه كان يلحن بالعربية وهذا يرجح انه من الموالي . وقد ذكر ذلك أبو عبد الرحمن النَّسائي،والخطيب البغدادي في الكفاية " حدثني محمد بن علي بن عبد الله يعنى الصوري قال انا أحمد بن محمد بن القاسم بن مرزوق المعدل قال انا الحسن بن رشيق قال ثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي قال لا يعاب اللحن على المحدثين وقد كان إسماعيل بن أبي خالد يلحن وسفيان ومالك بن أنس وغيرهم من المحدثين" بإسناد صحيح. كما أخرج الخطيب في كتاب "اقتضاء العلم العمل" (#157) قصة عن ابن أخت الإمام مالك، يقر فيها الإمام مالك على نفسه باللحن.
طعن ابن حزم بالمحلى في بعض الاحكام الشرعية لمالك الذي أفتى (عن مسألة تزويج المرأة بغير ولي): «أما الدنيئة كالسوداء أو التي أسلمت أو الفقيرة أو النبطية أو المولاة، فإن زَوَّجَها الجار وغيره –ممن ليس هو لها بولي– فهو جائز! وأما المرأة التي لها الموضع (أي الشرف) فإن وليها، فُرِّقَ بينهما. فإن أجاز ذلك الولي أو السلطان، جاز. فإن تقادم أمرها ولم يفسخ وولدت له الأولاد، لم يُفسَخ».فرد عليه ابن حزم في المحلى (9|456): «وأما قول مالك فظاهر الفساد، لأنه فَرَّقَ بين الدَّنِيَّة وغير الدنية. وما عَلِمنا الدناءة، إلا معاصي الله تعالى. وأما السوداء والمولاة، فقد كانت أم أيمن –رضي الله عنها– سوداء ومولاة. و والله ما بعد أزواجه –عليه الصلاة والسلام– في هذه الأُمَّةِ امرأةٌ أعلى قدراً عند الله تعالى وعند أهل الإسلام كلهم، منها. وأما الفقيرة، فما الفقر دناءة. فقد كان في الأنبياء –عليهم الصلاة والسلام– الفقير الذي أهلكه الفقر، وهم أهل الشرف والرفعة حقاً. وقد كان قارون وفرعون وهامان من الغنى بحيث عرف، وهم أهل الدناءة والرذالة حقاً. وأما النبطية، فرُبَّ نبطية لا يطمع فيها كثيرٌ من قريش، ليسارها وعلوِّ حالها في الدنيا. ورب بنت خليفة هلكت فاقةً وجهداً وضياعاً. ثم قوله "يفرق بينهما، فإن طال الأمر وولدت منه الأولاد، لم يفرق بينهما" فهذا عين الخطأ. إنما هو حق أو باطل، ولا سبيل إلى ثالث. فإن كان حقاً، فليس لأحدٍ نقض الحق إثر عقده، ولا بعد ذلك. وإن كان باطلاً، فالباطل مردود أبداً، إلا أن يأتي نص من قرآن أو سنة عن رسول الله r فيوقف عنده. وما نعلم قول مالك هذا، قاله أحدٌ قبله، ولا غيره، إلا من قلده. ولا مُتَعَلَّقٌ له بقرآنٍ ولا وسنةٍ صحيحةٍ ولا بأثرٍ غير ساقطٍ ولا بقول صاحبٍ ولا تابعٍ ولا معقولٍ ولا قياسٍ ولا رأيٍ له وجهٌ يُعرف».
كذلك تعرض مالك لكثير من السخرية لمخالفته من هم أعلم منه. قال سعيد بن أيوب: «لو أن الليث ومالك اجتمعا لكان مالك عند الليث أبكم، ولباع الليث مالكاً فيمن يريد»! (الرحمة الغيثية لابن حجر ص6). ونقل ابن عبد البر المالكي في "جامع بيان العلم وفضله" (2|1109) عن سلمة بن سليمان (ثقة ثبت) قال: قلت لابن المبارك (فقيه خراسان): «وضعتَ من رأي أبي حنيفة، ولم تضع من رأي مالك؟». قال: «لم أره (أي: رأي مالك) عِلْماً».روى الخطيب في تاريخ بغداد (13|445) عن إبراهيم بن إسحاق الحربي (ثقة فقيه) قال: سمعت أحمد بن حنبل أنه سُئل عن مالك، فقال: «حديثٌ صحيح، ورأيٌ ضعيف». قال أحمد بن حنبل: بلغ ابن أبي ذئب أن مالكاً لم يأخذ بحديث "البيعان بالخيار". فقال: «يُستتاب. فإن تاب، وإلا ضربت عنقه». ثم قال أحمد: «هو أورع وأقوَلُ بالحق من مالك». أي أن أحمد موافق لفتوى ابن أبي ذئب في استتابة مالك. والحديث السابق أخرجه الإمام مالك في موطأه وصرح بأنه لا يعمل به! مع أنه حديث صحيح مشهور بين علماء المدينة، حتى قال عنه الإمام أحمد (كما في العلل 1|539) .
كما انهم اختلفوا في حفظه للحديث عن سفيان الثوري يقول (كما في تاريخ بغداد 9|164): «مالك ليس له حفظ»، وقال الإمام يحيى بن معين –كما في تاريخ بغداد (9|164)–: «سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: سفيان الثوري أحب إليّ من مالك في كلّ شيء. يعني في الحديث، وفي الفقه، وفي الزهد». قال الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (1|223): «قد ذكر بعض العلماء أن مالكاً عابه جماعة من أهل العلم في زمانه، بإطلاق لسانه في قوم معروفين بالصلاح والديانة والثقة والأمانة»، ثم ذكر أمثلة على ذلك. ثم ذكر ممن عابه: ابن أبي ذئب، وعبد العزيز الماجشون، وابن أبي حازم، ومحمد بن إسحاق. وقد ناظره عمر بن قيس –في شيء من أمر الحج بحضرة هارون– فقال عمر لمالك: «أنت أحياناً تخطئ، وأحياناً لا تصيب». فقال مالك: «كذاك الناس» وقال أحمد بن محمد سمعت أحمد بن حنبل يقول: «سعدٌ ثقة». فقيل له: «إن مالكاً لا يحدِّث عنه». فقال: «من يلتفت إلى هذا؟! سعد ثقة، رجل صالح».وفي تهذيب التهذيب (8|415): قال أحمد بن عبد الرحمن بن وهب: سمعت الشافعي يقول: «الليث أفقه من مالك، إلاّ أنّ أصحابه لم يقوموا به». وقال أبو زرعة الرازي: سمعت يحيى بن بكير يقول: «الليث أفقه من مالك، ولكن الحظوة لمالك». وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: «الليث أتبع للأثر من مالك». وفي طبقات المحدثين بأصبهان (1|406): عن الربيع عن الشافعي قال: «كان الليث بن سعد أفقه من مالك بن أنس، إلا أنه ضيعه أصحابه».
وبحسب المرويات ندم مالك على ما حدث به قال محمد بن عمر بن لبابة الأندلسي : حدثنا مالك بن علي القرشي ، حدثنا القعنبي ، قال : دخلت على مالك ، فوجدته باكيا ، فقلت : يا أبا عبد الله ، ما الذي يبكيك ؟ قال : يا ابن قعنب على ما فرط مني ، ليتني جلدت بكل كلمة تكلمت بها في هذا الأمر بسوط ، ولم يكن فرط مني ما فرط من هذا الرأي ، وهذه المسائل قد كان لي سعة فيما سبقت إليه . (سير أعلام النبلاء » الطبقة الحادية عشرة » القعنبي ) . مالك يزعم كذبا أنه لقى ابن شهاب الزهرى وروى عنه الحديث : ابن شهاب الزهرى أشهر المصادر المذكورة فى الموطأ .ومالك يزعم فى الموطأ انه روى عنه وأنه كان يسأله ويأخذ عنه الأحكام . وهذا كذب فاضح . لأن الزهرى : مولود عام 58 ، ثم رحل لدمشق فى حدود عام 80 ،ومات عام 124 . بينما ( مالك : مولود عام 93 ) بعد أن غادر ابن شهاب الزهرى المدينة بثلاثة عشر عاما ، ولم يفارق مالك المدينة ومات بها عام 179 ، ولم يأت ابن شهاب الزهرى المدينة مطلقا بعد أن غادرها لأنه تفرغ لتربية أبناء وأحفاد الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان . أى أنه وقت مولد مالك فى المدينة عام 93 كان الزهرى قد ترك المدينة تماما ، وعاش معتكفا فى قصر الخلافة الأموية بدمشق يخدم الخليفة عبد الملك وأولاده وأحفاده ، وإنه أثناء انشغال الزهرى بخدمة الأمويين فى دمشق كانت ولادة مالك فى المدينة عام 93 وحياته فيها بعيدا عن الزهرى الى أن مات الزهرى عام 124 .كما انه كان يزعم أن ابن شهاب الزهرى روى عن النبى ، بما يعنى أن ابن شهاب الزهرى عاش مع النبى وروى عنه ، هذا مع أن ابن شهاب الزهرى مولود فى العصر الأموى فى عام 58 . لم يكن الإمام مالك معروفاً في العهد الأموي الذي عاش فيه ما يقارب الأربعين عاماً، لكنه عُرِفَ أثناء خلافة المنصور الخليفة العباسي حينما اشتد الخلاف بين أهل الرأي في الكوفة (مذهب أبو حنيفة ومذهب الثوري) وبين أهل المدينة (أساتذة مالك). ومن الملاحظ أن الداهية المنصور قد استغل –في أوائل خلافته– النزاع الفكري الذي حدث بين أهل العراق وأهل المدينة، فأخذ يقوي جانب العراقيين ويشد أزر الإمام أبي حنيفة وأصحابه ويستغل الموالي، ليحط بذلك أنفة العرب، وخصوصاً المدنيين منهم الذين كانوا يصرحون بعدم شرعية خلافة بني العباس.
وقد عاش الإمام مالك مستمتعاً بزينة الحياة الدنيا التي أحلها الله لعباده والطيبات من الرزق، ولم يُعرف عنه لا جهاد ولا رباط ولا رحلة في سبيل العلم، بل لم يكن معروفاً بنوافل الصلاة والصيام. حتى أن الإمام ابن المبارك الذي طاف في سائر الأقطار يقول: ما رأيت أحداً ارتفع مثل مالك، ليس له كثير صلاة ولا صيام»، يقصد ليس من المشهورين من ليست له نوافل إلا مالك. وقد وصل به الأمر آخراً إلى قعوده عن مشاهدة الجماعة في مسجد رسول الله r. وحاول أن ينأى بنفسه عن السياسة، راغباً عن مصاولة الحكام وإن كانوا ظالمين، حتى لقد أفتى بوجوب الطاعة للحاكم حتى إن كان ظالماً (بخلاف ما نقل عنه ابن حزم). وعلى هذا سار أيام الأمويين، ثم في دولة العباسيين... يحاول جهده أن يكون على الحياد.

بالنسبة الى الكتاب المنسوب لمالك فقالوا ان مالك جمع الموطأ فى اربعين عاما ، وأنه فى البداية كان يحوى تسعة آلاف حديث ، ثم لم يزل ينتقى منه حتى رجع الى سبعمائة . هذا مع أن أشهر نُسختين للموطا في كل منها يوجد أكثر من ألف حديث وليس 700 . الموطأ رواية يحيى بن يحيى فيها 1861 حديثا ، آخرها الآتى : ( 1861 - حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي وَأَنَا الْعَاقِبُ ‏"‏ ‏.) . أما الموطأ رواية محمد بن الحسن الشيبانى فيحوى 1008 حديثا ، آخرها هو ( أخبرنا مالك ، حدثنا عبد الله بن دينار ، أن عبد الله بن عمر أخبره أن رسول الله (ص ) قال : إنما أجلكم فيما خلا من الأمم كما بين صلاة العصر الى مغرب الشمس ، وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل إستعمل عاملا فقال ..الخ ) : ( موطأ مالك : رواية محمد بن الحسن الشيبانى ( 132 189 ). ط 2 ، تحقيق : د عبد الوهاب عبد اللطيف . المكتبة العلمية )
اشهر نسخ الموطأ رواية محمد بن الحسن الشيبانى تلميذ أبى حنيفة ، وكان يروى أحاديث مالك فى الموطأ ويقول رأيه هو ، وأحيانا ينسب أحاديث لشيخه أبى حنيفة . الموطأ رواية يحيى بن يحيى بن كثير بن وسلاس بن شملل المصمودى ، وقد روى يحيى الموطأ عن بعض الرواة ، ثم إرتحل بنفسه الى المدينة فلقى مالك قبيل موت مالك عام 179 ، فسمع من مالك معظم الموطأ . وإشتهرت رواية يحيى للموطأ لأنه هو الذى نشر مذهب مالك فى الاندلس وشمال أفريقيا . وهناك روايات أخرى للموطأ أقل شهرة ، منها موطأ : ( ابن وهب الفهرى ت 197 ) ( ابن القاسم ت 191 ) ( معن بن عيسى 198 ) ( القعنبى ت 221 ) ( التنيسى ت 218 يحيى بن بكير المصرى ت 231 ) ( سعيد بن عفير ت 226 ) ..الخ ..راوي " الموطأ هو " أبو حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي ، عاش بعد مالك ثمانين عاما ويحيى الليثي لم يلتقِ يحيي مالكاً سوى في عامه الأخير قبل وفاته، فكيف سمع الموطأ ومالك مريض؟..وكيف ضبطه وهو حينذلك كان شاباً في العشرينات ؟..(الديباج المذهب 2/352) يحيي الليثي قال عنه الحافظ في التهذيب هو .." يحيى بن يحيى بن كثير الليثى ، الأندلسى القرطبى ،روى عن مالك الموطأ إلا يسيرا منه فإنه شك فى سماعه فرواه عن زياد بن عبد الله شبطون عن مالك "اهـ...وقال فيه ابن حجر صدوق قليل الحديث وله أوهام وأضيف أنه لم يروي له أصحاب الكتب الستة، يعني أنه غير مشهور، وهو لم ينقل الموطأ سماعاً من مالك(تاريخ الإسلام 5/ 972) رغم معاصرته ولكنه نقل من زياد بن شبطون(ت193هـ)..والنقل كان سماعاً شفهياً
لا تتوفر في خزانات المخطوطات من موطأ مالك ثلاثة مخطوطات 1. الوثيقة رقم 691 والتي كتبت في (277 هـ ) أي بعد رحيل الإمام مالك بـ 98 عام. 2. الوثيقة رقم 692 القرن الرابع هـ بـ 240 عام تقريبا. 3. الوثيقة رقم 693 434 هـ بـ 255 عام. ولم يذكر على أي منها اسم الذي قام بكتابتها، كما لم يذكر أنها منقولة عن الإمام مالك أو مما كتبه بيده. توجد ثلاثة مخطوطات في فقه الإمام مالك تحت أرقام 601 ،603 ،613 وكذا أربعة مخطوطات في شرح كتاب الموطأ بأرقام 454 ، 295 ، 378 ، 622 وكلها كتبت في القرنين الثالث والرابع الهجريين.
مما تقدم يمكن القول ان ما يعتبره المتاسلمين ثالث كتبهم ومصادرهم للحديث انما هو مما لادليل على وجوده أصلا وان ما بين أيدينا من كتاب منسوب لمالك ابن انس انما هو صنيعة مؤسسة كاملة كانت تضيف له وتنقص منه حسب الظروف وحسب الحاجة وحسب طلب المتسلط على الحكم فالرجل المجهول النسب والمجهول سنة الولادة والمجهول كم بقي في بطن امه والضعيف في العربية والذي لاي وثق في حفظه لم يكتب الكتاب المنسوب اليه بل انهم لم يتفقوا على عدد الاحاديث الموجودة في الكتاب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية والإسلامية في الرياض تطالب مجلس الأمن بإلزام إ


.. يهود فرنسا يطالبون ماكرون بمنع سموتريش من دخول البلاد.. ما ا




.. 7 سنوات من العنـ, ف والدمـ ـ ـاء .. جر, ائم الإخوان لح, ـرق


.. هل يدرج ترامب الإخوان كمنظمة إرهابية مجدداً ؟




.. القمة العربية الإسلامية تدعم جهود مصر وقطر لوقف إطلاق النار