الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخريطة الاستراتيجية في المؤسسات التعليمية

وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور

2023 / 6 / 1
التربية والتعليم والبحث العلمي


تعتبر الخريطة الاستراتيجي أو التخطيط الاستراتيجي تصميم للمستقبل المرغوب فيه من خلال تحديد الوسائل الكفيلة بإحداثه وتحقيق أهدافه، وتبدأ بوضع الأهداف للمؤسسات التعليمية والتربوية، ثم تحديد الاستراتيجيات والسياسات والخطط التفصيلية التي تضمن تنفيذ الاستراتيجيات بصورة تؤدي إلى تحقيق الأهداف المطلوبة، ويجب إدارة عملية التخطيط الاستراتيجي بصورة تتسم بالذكاء، لتحسين أداء المستفيدين من النظام التعليمي، وذلك لتطوير قدراتهم وإمكاناتهم من خلال حصولهم على المزيد من المعلومات والمعارف وتنمية قدراتهم التعليمية والتعلمية والثقافية والاقتصادية والسياسية من خلال أ‌- بطاقة الأداء المتوازن بـ- الخريطة الاستراتيجية
يتمثل الهدف الرئيسي في تصميم الخرائط الاستراتيجية لدى المؤسسات التعليمية، بهدف مساعدة المؤسسات التعليمية على تبسيط استراتيجيتها وتوصيلها بطريقة متكاملة ومتناسقة ومنظمة، الأمر الذي يسهل الاتصال المتجه من أعلى إلى أسفل، وهو ما يؤدي إلى تعزيز فهم العاملين ووعيهم بالاستراتيجية، ويسمح بتنفيذها وقياساها بصورة أفضل( ).
كما أن هناك أهداف أخرى للخريطة الاستراتيجية وهى: تحديد المسار ومواجهة المتغيرات البيئية بكافة أشكاله، وتحديد القدرات الحالية والمستقبلية، وتحقيق الأهداف الاستراتيجية في إطار اعتبارات بيئية متغيرة، وتوفير الإطار العام لنشاط وأعمال المؤسسة التعليمية، وتحسين وتطوير الأداء التنظيمي والأداء الكلي للمؤسسة التعليمية، وضمان النمو والتطور في المستقبل، والعمل على تقليل المخاطرة، وتحديد وتوجيه المسارات الاستراتيجية للمؤسسة التعليمية، والتعامل مع المشكلات بأسلوب إدارة الأزمات بدلا من أسلوب رد الفعل، وتدعيم وتطوير قدرات الموارد البشرية في المؤسسة التعليمية( ).
كما أن للخريطة الاستراتيجية دور في تحقيق التكامل للأصول غير الملموسة ومن ثم زيادة القيمة المحققة منها، وذلك من خلال تقديم أساس أو نقطة انطلاق يمكن الاسترشاد بها اعتماداً على المحور الداخلي للخريطة، حيث يتم تحديد العمليات الداخلية الحرجة التي تحقق نتائج مرغوبة للمديرين والعملاء والمجتمع، وربط الأصول غير الملموسة بهذه العمليات، وتوجد ثلاث أساليب رئيسية لربط الأصول غير الملموسة بالعمليات الاستراتيجية وتتضمن:
1- تحديد مجموعة الوظائف الاستراتيجية: حيث يتم تحديد مجموعة أو مجموعتين من الوظائف ذات التأثير الأكبر على استراتيجية المؤسسة التعليمية، وتحديد مدى التأهب الاستراتيجي الخاص بها، أي مدى توافر الكفاءات والمهارات الاستراتيجية اللازمة لدى العاملين بها، والعمل على سد الفجوة بين المطلوب والمتاح من خلال التدريب والتحفيز بما يمكن من تحقيق نتائج استراتيجية.
2- تحديد أنظمة تكنولوجيا المعلومات الاستراتيجية: حيث يتم تحديد أنظمة محددة لتكنولوجيا المعلومات والبنية التكنولوجية التحتية لكل عملية استراتيجية تدعم عملية تطبيق الاستراتيجية وتحديد مستوى الاستعداد الاستراتيجي بالنسبة لها، أي مدى توافقها مع البرامج والبنية التكنولوجية المطلوبة وذلك في ضوء الحكم الشخصي أو تقارير الصيانة أو أراء الخبراء، والعمل على سد الفجوة من خلال الاستثمارات التكنولوجية التي يجب أن تمثل أولوية للتمويل ويجب دعمها بكافة الموارد الأخرى.
3- تحديد برنامج التغيير التنظيمي: وتتطلب الاستراتيجية تغيير في القيم الثقافية سواء داخلياً كفرق العمل أو خارجياً مثل التوجه بالعميل، وهذا البرنامج للتغيير الثقافي الذي يتم لاستراتيجية المؤسسة التعليمية يساعد في تشكيل تطوير مناخ وثقافة تنظيمية جديدة، فضلاً عن أهمية دعم القيادة لعملية تنفيذ الاستراتيجية، وضرورة تشارك المعرفة الخاصة بأفضل الممارسات بين العاملين، وربط برامج التحفيز بتحقيق الأهداف الاستراتيجية وتشكيل فرق العمل الملائمة.
كما يهتم هذا البرنامج أيضاً بالمؤثر الاجتماعي الذي يشمل (توقعات التأثر المستقبلية لنمو الطلاب في ظل انخفاض الدخل القومي - تحسين الاحتمالات اليومية لنمو الطلاب في ظل الدخل القومي ) ويقاس المؤثر الاجتماعي بـ( فترات الدراسة – عدد الطلاب المقبلين على التعليم – عدد الخريجين )؛ ولذلك فالمؤسسات التعليمية يجب أن تقوم بدارسة مناخها التنظيمي، والتعرف على مدى توافقه مع برنامج التغيير التنظيمي المطلوب لتنفيذ الاستراتيجية والعمل على معالجة أي فجوات في عناصر البرنامج المختلفة سواء كانت في ( الثقافة – أو القيادة – أو فرق العمل ) باستخدام وسائل متنوعة كالتحفيز والقدوة بما يساعد في تحقيق أعلى عائد من الأصول غير الملموسة.
مما سبق يتضح أهم دواعي ومبررات استخدام الخريطة الاستراتيجية في المؤسسة التعليمية لتطوير التعليم الثانوي هي: أنها تعمل على زيادة معدل النمو وتحسين معدل العائد لمستوى الخريج على المدى الطويل في المؤسسات التعليمية لطلاب التعليم الثانوي، وتقوم بتوجيه اهتمام الإدارة العليا للموضوعات الاستراتيجية، وتركيز الموارد البشرية والمالية والمادية على الأشياء الهامه بالمؤسسة، وتوجه الإدارة لتطوير الخريجين الجدد (طلاب التعليم الثانوي)، كما توفر المعلومات للإدارة العليا بحيث تتخذ قرارات أفضل، وتحلل نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات، وتحقق تنسيق أفضل بين أنشطة المؤسسة التعليمية، وتُحسن الاتصالات، وتحكم الرقابة على العمليات، وتنمي الإحساس بالأمان لدى المديرين، نظراً لفهمهم للبيئة المتغيرة، كما تعمل على تحديد أهداف أكثر واقعية وملائمة لبيئة المؤسسة التعليمية، ولها دور مهم في تحقيق التكامل للأصول غير الملموسة ومن ثم زيادة القيمة المحققة منها.
تتمثل أهمية الخريطة الاستراتيجية كحلقة ربط مهمة بين الاستراتيجية وبطاقة الأداء المتوازن، حيث تبدو كأداة ذات قيمة تعمل على تبسيط العلاقات السببية المعقدة، والتي تعتمد عليها بطاقة الأداء المتوازن، وذلك من خلال الربط بين الأهداف الاستراتيجية الفرعية بعضها البعض وبين مؤشرات الأداء الأساسية وذلك في صورة مجموعات متتالية من العلاقات الافتراضية السببية( ).
وتؤدي فكرة العلاقات السببية بين أهداف ومقاييس بطاقة الأداء المتوازن إلى بناء الخريطة الاستراتيجية، التي تبدأ بتحديد الأهداف الاستراتيجية أولًا، ثم تتجه بعد ذلك إلى اختيار المقاييس المناسبة لكل هدف استراتيجي، كما تكمن أهمية الخريطة الاستراتيجية في ثلاثة عناصر وهى كما يلي( ): القدرة على توضيح الصورة الاستراتيجية للمؤسسة التعليمية بشكل تخطيطي، وعرض مجموعة من علاقات السبب والنتيجة التي تربط بين مكونات الاستراتيجية، وطرح المفاهيم المعقدة بطريقة واضحة.
ومن هذا يتضح أن المديرين يمكنهم استخدام المعلومات المتضمنة في أهداف الخريطة الاستراتيجية لتقييم فاعلية استراتيجية المؤسسة التعليمية، واستخدام هذه الأهداف في اتخاذ القرارات الاستراتيجية المناسبة، وتُستخدم الخريطة الاستراتيجية كأداة مساعدة في مراجعة أداء المؤسسة التعليمية، فإذا كان الأداء منخفض في أحد المجالات يُمكن تحديد ذلك بسهولة، كما أنها تعمل على حث المديرين للتحقق من مدى قابلية الاستراتيجية للتطبيق؛ وبالتالي تؤدي إلى مراجعة الاستراتيجية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نقل مصابين في صفوف الجيش الإسرائيلي لمستشفى في حيفا


.. الحرب تحول السودان إلى دولة غير صالحة للعيش مع نفاد مقومات ا




.. العربية ترصد انطلاق الطائرة السعودية الثانية للبنان لمساعدة


.. قتيل وعدد من الجرحى في حادث قطار بصعيد مصر




.. مع توسيع إسرائيل عمليتها البرية في لبنان.. هل يمتلك حزب الله