الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافة الديمقراطية العلمانية بالمجتمعات الدينية

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2023 / 6 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قد تبدو الديمقراطية العلمانية* فاشلة ولا معنى لها وقد لا تنفع ولا تصلح أبداً بالمجتمعات الإسلامية المعاصرة، ولا في أي من مستعمرات قريش المحتلة التي تخضع لثقافة المحتل البدوي الصحراوي ونهجه الإقصائي وفكره الفاشي. والدليل ما حصل بالانتخابات التركية وفوز المرشح الإخونجي الظلامي الرجعي الطوراني أردوغان على النصيري العلماني "الكردي" كمال كليتشدار أوغلو ما يعني عمليا استمرارا وامتدادا و"تمديداً"، بشكل ما، لحكم شخصية إشكالية بالكاد وصلت لعتبة الـ 51% في نظام حكم هو، وافتراضياً، تداولي (أي تغيير دوري للحاكم وانتقال السلطة من قوة لقوة سياسية أخرى) وهذا ما يقوّض رسميا أسس ومبدأ الديمقراطية، القائمة أصلاً على التغيير والتداولية والتغيير الدوري للوجوه السياسية، وما حصل يعني، عملياً، التشبث والبقاء بالكرسي للأقوى عسكرياً أو أمنياً أو ثقافياً فلا يهم، ولو ترشّح هنا- أي في أية مستعمرة قرشية- أي شيخ ملتح بدوي مقمل جاهل جربان بعمامة إسلاموية أمام غاندي ومانديلا وبوذا أنفسهم، ما غيرهم، لفاز الجربان المقمل الجاهل على مانديلا وغاندي وبوذا، وهذا يعني أن لا معنى ولا أمل يرتجى من ديمقراطية في مجتمعات تحكمها ثقافة البدو الغزاة المحتلين...
وعلى نفس المنوال، لو تقدّم، اليوم، أي مرشح متزمت وهابي في دولة كالسعودية مثلاً، أمام أمير تنوري كمحمد بن سلمان، أو حتى مارتن لوثر، فسيفوز، وبناء على ذات المعايير والاعتبارات، المرشح الوهابي أبو بول البعير ونكح الصغير، ولو تقدم بدولة كمصر أتفه مرشح "أزهري" ممن يحملون ثقافة قريش أمام الطبيب العلامة والشخصية الدولية المؤثرة الدكتور مجدي يعقوب (القبطي) نفسه، فسيفوز المرشح القرشي حكما، وفي النفس السياق سيفوز الإرهابي الجنجويدي شبه الأمي والجاهل المستعرب "دقلو" (حميدتي) بالسودان على الجنرال سوار الذهب وحتى على زعيم حزب الأمة المرحوم الصادق المهدي، أيضاً، ما غيره، ولو ترشح أي صهيو. ني متطرف في الدولة، "إياها"، أمام العالم العلماني العبقري العظيم إينشتاين فسيفوز ذاك المتطرف المتصهين على العالم العظيم وهذا سر تقدم وفوز الأحزاب اليمينية الدينية ومرشحيها على باقي المرشحين في هذه الدولة الدينية. ولكن، وبالمقابل، وفي الدول اللادينية، فمن الممكن أن يتقدم الهندوسي المهاجر "الملون" ريشي سوناك على المسيحي البروتستانتي الإنكليزي "الأبيض" بوريس جونسون، وأن يترشح مسلم شيعي باطني كأوباما في دولة علمانية دستورية كأمريكا ويفوز على "ميت رومني" وهو من عتاة الجمهوريين والـ GOP (Great Old Party) في بلد يقولون عنه أنه عنصري ومحكوم من قبل الـ WASP أي الـ White Anglo Saxon Protestants)) البروتستانت البيض الأنغلو-ساكسون، أو كذلك الفوز التاريخي الذي حصده المرشح الرئاسي "الكاثوليكي" جون كينيدي على المرشح الرئاسي "البروتستانتي" السناتور هوبير همفري في انتخابات عام 1960 حيث فاز الكاثوليكي "الأقلاوي" كينيدي على بروتستانتي في بلد غالبيته "بروتستانت"، فهل يحدث هذا في بلد ديني، وتحديداً إسلامي كأن يفوز، مثلاً، نصيري أو درزي وشيعي على مرشح "مسلم" في بلد ذي غالبية سنية؟
(كان هذا فحوى وزبدة دراسة مطوّلة بحجم كتاب صغير قدمـتها لمركز دراسات وأبحاث غربي بالتفصيل الممل في العام ٢٠٠٨ وللأسف لم أحتفظ بنسخة منها أو فقدت وضاعت مع تعرض الكومبيوتر لعطل تقني) ...
* الديمقراطية العلمانية: هي انعكاس وتجسيد وتمثيل نيابي وبرلماني لمجمل القوى الطائفية والمذهبية والعرقية في مجتمع، بمعنى ما وجود ممثلين عن كل هذه المكونات...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قراءة واقعية
بارباروسا آكيم ( 2023 / 6 / 5 - 19:42 )
و الله أخي ياما نصحت إخوتنا بل انفسنا الصلاعمة الى اصلاح انفسهم
و لكن لا حياة لمن تنادي
و حاول الأخيار قدر الإمكان التحدث معهم بقلب مفتوح
و لكن مع الأسف ليسوا آوادم

أخي مفردات مثل علمانية او ديموقراطية ستكون في هذه المجتمعات مثل زرع شيطاني

و العالم تقريبا قد وصل الى فهم هذه الحقيقة
انه التعامل مع نظام مستقر اي يكن ذلك النظام افضل من التعامل مع كتائب المكملين و الراسبين

فالإنتخابات هاهنا اذا حصلت.. لا تحصل لأجل برنامج انتخابي بل لأجل دخول الجنة

و بالتأكيد انسان محترم يحمل هموم شعبه على كتفه لن يستطيع إدخال هؤلاء الصلاعمة الى الجنة

فالمسألة منتهية

اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي