الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة نقدية لفكرة التعاون بين المراكز البحثية التابعة للهيئة الليبية للبحث العلمي والجامعات الليبية الحكومية

حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)

2023 / 6 / 8
التربية والتعليم والبحث العلمي


سأحاول في هذه المقالة أن أرسم خطوط العلاقة المقترحة بين المراكز البحثية التابعة للهيئة الليبية للبحث العلمي والجامعات الليبية، لتكون الصورة واضحة لنا جمعيا، وحتى لا تثير هذه المقالة خائنة الأعين وما تخفي النفوس، فأنها محاولة تفكيكية قد تساعدنا على رؤية الفكرة المقترحة لتلك العلاقة، بشكل أفضل، وأعمق من خلال تدوين بعض الملاحظات، ورصد بعض المفارقات.
لقد استمعت يوم الأربعاء الموافق 7 يونيو 2023م إلى لقاء بين السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي بحكومة الوحدة الوطنية مع عدد من مديري المراكز البحثية التابعة للهيئة الليبية للبحث العلمي، حيث طرح أحد مستشاري الوزير لشؤون تصنيف الجامعات الليبية الحكومية، فكرة التعاون بين المراكز البحثية والجامعات الليبية الحكومية، وتتمحور هذه الفكرة في تضمين أسماء البحاث الذين يعملون في المراكز البحثية التابعة إلى الهيئة الليبية للبحث العلمي ضمن البحاث الذين يعملون في الجامعات الليبية، بحيث تكون منشوراتهم وأنشطتهم العلمية تحمل أسماء تلك الجامعات، فضلا عن أسماء المراكز البحثية التابعين لها، وهذا الأمر حسب اعتقاد ذلك المستشار سوف يساعد على تقدم الجامعات الليبية في التصنيفات العالمية.
وحتى نقرب المعنى أكثر يمكن أن نشير بأن هذا التعاون هو نوع من الفزعة البحثية، من خلال تقديم المساعدة البحثية للجامعات الليبية، وهذا يعني ببساطة شديدة بأنه قد لا يكون هناك تعاون فعلي وحقيقي بين تلك الجامعات والمراكز البحثية، إنما هو مجرد تعاون شكلي.
وهنا نسارع إلى القول بأن ثقافة الفزعة قد تكون جميلة وتصلح على الصعيد الاجتماعي، لكنها لا تصلح على الصعيد البحثي، وهذا يعني بأن هذا شكل من التعاون من الممكن أن تكون له فائدة، أو تأثير بعض الوقت، فهي مثل الفقاعات الجميلة لا تكاد ترتفع حتى تنفثئ ، ولكنه لن يكون له تأثير كبير على تقدم الجامعات الليبية في التصنيفات العالمية على المدى الطويل .
وإذا أضفنا إلى كل ما سبق حقيقة أخرى وهي أنه إذا تم تضمين أسماء الباحثين الذين يعملون في المراكز البحثية ضمن البحوث التي يعملون عليها ضمن الجامعات الليبية دون وجود تعاون فعلي وحقيقي بين الجامعات والمراكز البحثية، فإن هذا يعد تلاعباً بمؤشرات التصنيفات العالمية، بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الإجراء يمكن أن يؤدي إلى فقدان الثقة في البحث العلمي، والمؤسسات الأكاديمية، ويمكن أن يؤثر سلباً على مستوى الثقة العالمية في سمعة الجامعات الليبية.
وعلى هذا الأساس يتوجب أن يتم تنفيذ التعاون بين المراكز البحثية والجامعات الليبية بشكل فعال ومنظم، حيث يتم تحديد معايير واضحة للتضمين والاعتراف بالمساهمات العلمية، لكل من يشارك في البحوث، سواء كانوا من الجامعات أو المراكز البحثية، ويتم التعاون بشكل فعلي لتحقيق الأهداف المشتركة، بغية ضمان تحقيق الفوائد العلمية المتبادلة، والمساهمة بالتالي في تطوير وتحسين البحث العلمي في ليبيا.
كما نود أن نصارح القارئ بأن جل التصنيفات العالمية تعتمد على عدد من المعايير والمؤشرات المحددة والمتعددة، التي تشمل عدداً من المجالات مثل جودة التعليم والتعلم، والبحث العلمي، والمساهمة في خدمة المجتمع وغيرها. وإذا لم تكن هذه المجالات متوفرة بشكل فعلي وحقيقي في الجامعة، فأنه يكون من الوهم أن نعتقد بأن مجرد تضمين أسماء الباحثين التابعين للمراكز البحثية إلى الجامعات سيقوم بتحسين تصنيف الجامعات الليبية بشكل كبير.
ومعني هذا ببساطة شديدة إن التعاون بين المراكز البحثية والجامعات الليبية يمكن أن يكون مجدياً وفعالاً إذا تم تنفيذه بشكل صحيح ومنظم وهذه الجزئية الأخيرة غاية في الأهمية.
وحتى لا نتهم بأننا نعرقل أيّ أفكار تؤدي إلى تحسين أوضاع الجامعات الليبية، فأننا نقترح عدد من المسارات المهمة لتحسين الفكرة المقترحة، وهي :
1. تحديد أهداف ومعايير محددة وواضحة للتعاون بين المراكز البحثية والجامعات الليبية، وتوضيح الفوائد المتوقعة لكل من الجانبين.
2. تضمين أسماء الباحثين الذين يعملون في المراكز البحثية ضمن البحوث التي يعملون عليها ضمن الجامعات الليبية بشكل فعال ومنظم، وفقاً للمساهمة الفعلية لكل منهم في البحوث.
3. توفير الدعم اللازم من الجانبين، سواء كان ذلك من خلال توفير الموارد المالية أو العلمية، أو من خلال توفير المساحات اللازمة للعمل البحثي والتعاون.
4. تقييم ومراجعة فعالية التعاون بين المراكز البحثية والجامعات الليبية بشكل دوري، وتحديث الأهداف والمعايير حسب الحاجة.
5. تطوير العلاقات الأكاديمية والثقافية بين المراكز البحثية والجامعات الليبية والمؤسسات الأخرى في العالم، وتبادل الخبرات والمعرفة والتقنيات الحديثة.
6. التحفيز على إجراء بحوث مشتركة بين المراكز البحثية والجامعات الليبية، وتشجيع الباحثين على العمل معاً وتبادل المعرفة والتجارب.
7. تشجيع الطلبة الجامعيين للمشاركة في الأبحاث العلمية التي تنفذها المراكز البحثية، وتقديم الدعم اللازم لهم لتحقيق ذلك.
وهذا يعني بأن التعاون بين المراكز البحثية والجامعات الليبية يمكن أن يكون مفيداً وفعالاً إذا تم تنفيذه بشكل منظم ومحدد، مع التركيز على الأهداف المشتركة وتحديد المعايير الواضحة للتضمين والاعتراف بالمساهمات العلمية للجميع.
وعلى أيّ حال وسواء قبل البعض أو لم يقبل بوجهة النظر هذه فإنه من المؤكد بالنسبة لي بأنه يجب أن يتم التعاون بين المراكز البحثية والجامعات الليبية بشكل فعلي ومنظم، حيث يتم تحديد معايير واضحة للتضمين والاعتراف بالمساهمات العلمية لكل من يشارك في البحوث، سواء كانوا من الجامعات أو المراكز البحثية، ويتم التعاون بشكل فعلي وحقيقي لتحقيق الأهداف المشتركة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس الاتحاد الإفريقي - -أزمة القمصان-.. -الفاف- يتقدم بشكوى


.. نيكاراغوا تحاكم ألمانيا على خلفية تزويد إسرائيل بأسلحة استخد




.. سيارة -تيسلا- الكهربائية تحصل على ضوء أخضر في الصين


.. بمشاركة دولية.. انطلاق مهرجان ياسمين الحمامات في تونس • فران




.. زيلينسكي يدعو الغرب إلى تسريع إمدادات أوكرانيا بالأسلحة لصد