الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنهاج الفكري بين فلسفة العلم وفلسفة الدين -مقدمه لكتابي النطاق الامن..تحت الطبع-

عمر عبد العزيز زهيري
كاتب و باحث و شاعر

(Omar Abdelaziz Zoheiry)

2023 / 6 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


انهم يريدون أن يفتنونكم عن دينكم،،اذا خاضوا في اللغو فاعرض عنهم ، لا تجادلوا الكافرين..اوامر ونواهي ينصاع لها اتباع الاديان الابراهيميه عامة والاسلام خاصة واضحت منهاجا فكريا حاكما لكل ما يقابلونه في حياتهم من معضلات فكريه او حتي ممارسات حياتيه بسيطه حتم هذا المنهاج أن تكون مرجعيتها ليست مجتمعيه او علميه بل فقهيه دينيه ايا ما كانت هذه الممارسات.
في نقاشي مع جميع المستويات الثقافيه من عامل الي زارع الي استاذ جامعي لابد أن تجد ذاك التوجس والفكر التآمري الذي يجعلني دائما في موضع شك. الشك في كوني لي أجنده خفيه هادفه الي زعزعة ايمانه القويم.الغريب أن هذا السلوك متعارف عليه في جميع المجتمعات الشموليه والذي بموجبه يصبح المختلف فكريا اما خائن او عميل. هذا السلوك كان مصاحبا دائما لكافة الايديولوجيات المغلقه التي تخاف علي اصحابها من المعرفه وتري أن استمراريتها إنما بفرض سياج قهري لا يسمح برؤيه مختلفه ايديولوجيا ولكن الاسلام تحديدا نجح في تمرير الرفض المعرفي والاستمرار في غياهب الجهل المقدس طوعيا، يقوم به صاحبه دون أدني غضاضه انسياقا لفكر قام علي المسلمات غير قابل للتدقيق او الشك بل جعل الشك خطيئه وبالتالي ظهر تعبير غايه في الغرابه وإن اعتدناه بمرور القرون الا وهو التشكيك. ووصلت عقوبه من يبحث أو يأتي بما يخالف ما درج عليه فكر القطيع الي القتل اعتمادا علي كونه لا باحث عن الحقيقه بل يشكك لوجه الله دون ادني سبب سوي كونه من هواة التشكيك. يعني عارف الصح وعارف ما سيؤول اليه حاله عند معاداة خالقه ولكنه مش عارف يقاوم..هيموت ويشكك.. يعني بيصحي الصبح يقول استعنا عالشقا بالله ، يا تري هنفتن مين النهارده، علي الله نلاقي حد نشككه.
هناك من المضحكات كالمبكيات وهذا هو حال قوم يعيشون بفكر القرن السادس الميلادي في القرن الواحد والعشرين.
ربما عند نشأة الاسلام شأنه شأن كافة الفاشيات وفي صراع دولة الرسول لفرض هيمنتها علي الجزيره العربيه كان من الممكن أن يكون لهذا الفكر ما يبرره. ولكن بعد انتشار الاسلام وبعد مرور القرون حتي أصبح اتباعه كغثاء السيل ولم يعد هنالك صراع علي فرض السياده ، هل ما زال هذا الفكر مقبولا؟؟ هل من يري ما يخالف ما تراه أنت مقدسا انما لكونه يبغي شيئا من وراء ذلك؟؟؟ هيستفيد ايه من التشكيك في معتقدك؟! انا اتصور انها رؤيه كانت قائمه علي الغلبه العدديه قديما حيث أن من تضمه للمعسكر المختلف انما هو محارب ضد معسكره الفكري وهذا أمر بالغ الاهميه لذا كان من الممكن الدس بمقولات أو أفكار لا تتماشي مع الايديولوجيا الرسميه ومع صعوبة الوصول الي المعلومه الصحيحه شكلت الشائعات والدسائس خطرا كبيرا في مجتمع شفاهي الثقافه أمي فاقد لاليات التدوين. ولكننا الآن نملك من اليات المعرفه ما هو من الممكن أن يجعل الاثم الاكبر في الاعراض عنها وأن نحيا كالانعام استماتة في الدفاع عما نجهله واستكانة للنطاق الآمن الذي نحيا فيه مع دفء القطيع. الفضاء المعرفي أصبح من الرحابه ما يجعل فرض عين علي كل فرد أن يسعي لاثبات أي معلومه والاستيثاق من كل صغيره وكبيره قبل اعتماد صحتها. الانضمام لإي معسكر فكري أصبح قرارا في يد صاحبه استحاله أن يكون نتاج معلومه خاطئه أو كلام مرسل حيث أن سبل اابحث والمعرفه وآليات اتخاذ القرار أصبحت علي بعد طول بنانك.
المدهش أن الثقافه الدينيه "ثقافة المسلمات" نجحت في أن تجعل أتباعها يرفضون الرأي الآخر انحيازا لمنظومتهم الثقافيه التي تشكلت عبر قرون طوال وتحفل بكل ما هو كائن ونقيضه في آن دون أن يملكون من القدره النقديه لاكتشاف ذلك مع دفاع مستميت عن عدم سماع الرأي المخالف مع سهولة الاستيثاق منه. دائما ما اسمع عبارة انا لا إملك المعرفه الدينيه الكافيه لمناقشتك!!! أو أنني غير مؤهل للرد عليك !! اذا كيف تؤمن بما لا تعرف؟؟ كيف تدافع عما تجهل. لهذا كان الجهل مقدسا رغم سهولة الابحار في عالم النور والمعرفه فقط لمن أراد إن يعرف وتوفرت لديه فقط النيه الصادقه لادراك الحقيقه لا حقيقة ما أراده له آخرون.
لكل ما سبق كان كتابي هذا فقط آملا أن يكون معولا هادما لمنهاج فكري سيتداعي علينا إن لم نعتليه وننظر الي ما وراءه من منهج علمي اعتمد الشك سبيلا وحيدا للنهوض والارتقاء.

كلمة أخيره لابد منها قبل إن تبدأ قارئي الكريم في الولوج الي المتن وهي أن في الوقت الذي يصم به مجتمعنا الشك بأنه خطيئه فإن في مجتمعات النور أصبح الشك فريضة واجبه لا مفر منها واعتمد كركنا أساسيا من.دعائم المنهج العلمي في التفكير. فبعد ديكارت وكانت ظهر في النصف الاول من القرن الماضي تقريبا فيلسوف العلم كارل بوبر Karl popper ليضع قانون الفلسفه العلميه الارقي وهو مبدأ التزييف Falsification principle وهو مبدأ جعل الشك اساسا لكل ما نصل اليه من علم قائلا بأن العلم هو صحيح وقتيا ولابد من اخضاعه للاختبار من آن لاخر مهما بلغت درجة قناعاتنا به وعليه فاننا لابد أن نسعي دائما لدحض النظريات العلميه بدلا من التسليم بصحة فرضيتها ومن هنا يأتي تأكيد آخر في مجال العلم يدعم ما صار اليه من قبل فيلسوف المانيا الشهير هيجل في مجال الفكر بمدي حاجة البشريه الي صراع دائم في الافكار والنظريات العلميه وعدم الاستسلام أبدا لما نعتقده صوابا ومع التشكيك المستمر تكون الفرصه متاحه دائما لظهور أفكار أخري ونظريات علميه أخري أقرب بالتأكيد لما نصبو اليه جميعا من الحقيقه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج


.. 101-Al-Baqarah




.. 93- Al-Baqarah


.. 94- Al-Baqarah




.. 95-Al-Baqarah