الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ فرنسا 30 – نابليون بونابرت

محمد زكريا توفيق

2023 / 6 / 12
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الفصل الحادي والأربعون

نابليون بونابارت، 1796-1814


بعد عودة بونابرت من إيطاليا، كانت لديه عدة أسباب لغزو مصر. لم يرغب نابليون في غزو إنجلترا، تلبية لرغبة الحكومة الفرنسية في ذلك الوقت. بدلا من ذلك، قام بغزو مصر، على أمل قطع الطريق بينها وبين مستعمراتها في الهند.

جاء نابليون ومعه في حملته، وهذا شيء غريب، 150 عالما وفنانا، هم خيرة ما أنجبت فرنسا في ذلك الوقت. منهم الفنان "دومينيكي فيفانت دينون"، الذي أصبح فيما بعد، المدير الأول لمتحف اللوفر.

وكذلك "كلود لويس بيرثوليت"، كيميائي الحملة. "جيوفروي سان هيلاريو"، عالم الحيوان الشاب النابغة. "نيكولاس كونتيه"، المهندس الذي يستطيع تصنيع أي شيء. وغيرهم من النوابغ والعباقرة.

أسطول نابليون وعلماؤه، يذكرنا بسفينة الأرجونوت، بقيادة البطل جاسون، الذي كان يبحث عن الفروة الذهبية. هو أيضا، كان يأخذ معه الأبطال المغاوير، كل في تخصصه. من الصدف الغريبة، أن هذه القصة كتبت في مصر أيضا، في مدينة الإسكندرية، أيام مجدها العلمي أثناء حكم البطالمة.

بالرغم من هذا الحشد الكبير من العلماء، كان على نابليون محاربة المماليك، الذين كانوا ينهبون ثروات مصر، ويحكمونها بالحديد والنار. بعد انتصار نابليون على المماليك، وعد المصريين بالتحرير والحكم الذاتي، وحكم أنفسهم بأنفسهم.، عملا بمبادئ الثورة الفرنسة

اجتمع بمشايخ القاهرة، ليجد كل منهم على المائدة، نسخة مطبوعة من المصحف، بجوارها نسخة مطبوعة مترجمة من كتاب "حقوق الإنسان" ل "توماس بين".

في موقعة الأهرامات، تقابل الشرق مع الغرب لأول مرة في العصر الحديث. هجم المماليك على الجنود الفرنسيين، الذين كانوا في شكل مربعات. بعد معركة حاسمة، فاز الفرنسيون على جيش المماليك بسهولة بالغة.

موقعة أبوقير البحرية، كانت أول نكسة لجيش نابليون. كان أسطول نابليون مرابطا في الميناء، فجاء القبطان الإنجليزي، السير هوراشيو نيلسون، ونفذ بأسطوله من ثغرة بين السفن الفرنسية، ثم قام نيلسون، بجرأة، بمحاصرة الفرنسيين من الخلف. نفس قصة الثغرة في حرب 1973، لكن بالسفن، لا بالدبابات.

في عام 1801، استولت بريطانيا على حجر رشيد، بعد هزيمة فرنسا في موقعة أبوقير البحرية. قامت بنقله إلى إنجلترا، لكي يعرض في المتحف البريطاني. منذ عام 1802، حجر رشيد هو الأثر الأكثر مزارا بين كل الآثار المعروضة هناك.

السفينة الفرنسية، "الشرق"، أكبر سفينة في العالم في ذلك الوقت، اشتعلت فيها النيران وانفجرت فجأة. صوت الانفجار، كان يسمع من على بعد 20 ميل.

الكثير من الأجهزة العلمية والمعامل، دمرت بالكامل مع غرق السفينة، هذا الحادث في حد ذاته، يعتبر نكسة كبيرة للحملة الفرنسية. تسبب في عزل جيش نابليون، وقطع خطوط الإمدادات والتموين عن البلد الأم فرنسا.

سلطان تركيا، الذي كانت مصر تابعة له، جهز جيشا ضد الفرنسيين، فسار بونابرت بجيشه لمقابلته في منتصف الطريق، في الأرض المقدسة.

استولى على يافا، ودمر حامية الأتراك هناك. ثم هزم جيش السلطان في تابور. لكن تم الدفاع عن عكا بشكل جيد، بسبب بسالة حاكمها الجزار، وإدارة بحار إنجليزي شجاع، هو السير سيدني سميث.

لكن، اضطر نابليون إلى العودة دون أخذها. ثم تراجعت قواته إلى مصر، بعد أن عانت من الجوع وانشار مرض الطاعون، وفقدها لأعداد كبيرة تحت أسوار عكا. لقد بلغ عدد القتلى الفرنسيين 2200 قتيل. وعدد الجرحى 2500 جريح ومريض.

إلا أنه قد هزم جيش تركي آخر بقيادة سعيد مصطفى باشا، في معركة أبوقير البرية. بعد ذلك، سمع نابليون أخبارا آتية من فرنسا، تفيد بأنه كان مطلوبا هناك.

لسخرية الأقدار، ومكر التاريخ، كما يقول الفيلسوف هيجل، هذه الحملة، تسببت في مولد علم المصريات الحديث. علماء الحملة، نشروا موسوعة "وصف مصر". عشرة مجلدات ضخمة رائعة، مليئة بالرسومات والتوضيحات والخرائط الغنية بالتفاصيل عن مصر والمصريين.

حجر رشيد، هو مفتاح حل لغز اللغة الهيروغلوفية. أحد جنود الحملة، وجد الحجر تحت أنقاض قلعة في مدينة رشيد بالوجه البحري. شكل الحجر يشبه شاهد القبر، أو حجر الستيللا، التي كانت توضع في مداخل المعابد.

منقوش على الحجر، ثلاثة أنواع من الكتابات. اثنان باللغة المصرية القديمة، هما "الهيروغلوفية، والديموطيقية"، والكتابة الثالثة، باللغة اليونانية القديمة.

الفرنسي، "جين فرانسوا شامبليون"، الذي كان يجيد اللغة القبطية والكثير من اللغات الشرقية القديمة، نجح بعد 20 سنة، في فك طلاسم اللغة الهيروغلوفية عام 1822م. وبذلك، أصبحت لغة وتاريخ أجدادنا القدماء معروفة لأحفادهم والعالم أجمع.

لقد حاول الفرنسيون نقل الثورة إلى كل من روما ونابلي. وكان البابا سجينا في فرنسا. كما فر ملك نابلي إلى صقلية. وجاء الروس للمساعدة.

الفرنسيون كانوا على وشك الطرد من لمباردي. الى جانب ذلك، لم يكن في مقدور قادة الثورة الفرنسية السيطرة على الناس وفرض النظام العام.

وجد نابليون هناك سفينتين في الميناء، أقلع في واحدة منهما وعاد إلى فرنسا، تاركا الجنرال الفرنسي كليبر لكي يرأس الحملة الفرنسية في مصر.

تم استقبال نابليون في فرنسا استقبال الفاتحين. وكانت الناس فخورة به جدا، لدرجة أنه استطاع اقناعهم بتكوين حكومة من ثلاث قناصل، كان هو رئيسها.

كانت زوجته جوزفين، سيدة جميلة رشيقة ولطيفة، أحبها الجميع، مما ساعده على كسب ود الكثيرين من الناس. لقد أعطى نابليون الفرنسيين، الأمن في الداخل، والانتصارات في الخارج.

استعاد كل ما ضاع من مقاطعات في إيطاليا، وانتصر انتصارا باهرا في معركة مارينجو، في 14 يونيو1800 ، على النمسا، وأعاد السلام مرة أخرى.

لم يكن هناك أحد في حالة حرب مع فرنسا سوى إنجلترا، عدوتها اللدودة. التي غزت كل مكان عن طريق البحر، كما فعلت فرنسا عن طريق البر.

بعد هزيمة جيش الحملة الفرنسية في الإسكندرية، ونقل أفراده إلى فرنسا في سفن إنجليزية، كان هناك سلام قصير يسمى سلام أميان.

بسبب معاهد السلام هذه، نجد حجر رشيد الآن، في المتحف البريطاني، وليس كما هو المتوقع، في متحف اللوفر بباريس.

لم يدم السلام طويلا، وبعد أن قرر نابليون العودة للحرب، قبض على كل إنجليزي وقع في يده، واحتفظ بهم أسرى حتى نهاية الحرب..

كان نابليون قد اتخذ قراره بأن يكون إمبراطور فرنسا. وقبل أن يعلن ذلك، أراد تنبيه الملكيين القدامى. لذلك أرسل فرقة للقبض على دوق دينجين، وريث أمراء كوندي، الذي كان يعيش في بادن.

ثم قاده إلى فينسين، حيث حوكم في منتصف الليل من قبل محكمة عسكرية صورية. وفي السادسة صباحا، أحضره إلى ساحة المحكمة، وأطلق النار عليه، بجوار القبر الذي أعده له.

بعد هذا، لم يجرؤ أحد على الاعتراض، وكان كل واحد يخاف من مجرد الهمس بعدم أحقية بونابارت في أن يكون إمبراطورا. وعليه، تم تتويجه في الثاني من ديسمبر1804 ، في كنيسة نوتردام، في احتفال رائع، حضره البابا.

ثم قام نابليون بوضع التاج بنفسه على رأسه. وهو عبارة عن إكليل ذهبي من أوراق الغار. ثم أعطى جنوده رمزا على شكل نسر، في ذكرى الإمبراطورية الرومانية القديمة.

لقد وضع قوانين ممتازة تم استخدامها منذ ذلك الحين في فرنسا، معروفة باسمه. كما ساعدته موهبته الفذة على تجميع الأمة التي مزقتها الفوضى والثورة.

إلا أن إنجلترا لم تعترف به، وكانت كراهيته لها شديد. وكان لديه جيش جاهز لغزو إنجلترا، لكن الأسطول الإنجليزي لم يكن يسمح له أبدا بعبور القناة.

لقد دمر الأسطول الإنجليزي، أسطوله بالكامل والأسطول الإسباني المتحالف معه، بقيادة اللورد نيلسون، في معركة الطرف الأغر العظيمة، في 21 أكتوبر 1805.

لكن حقق نابليون انتصارا رائعا في أولم، على النمساويين. ولم يمض وقت طويل قبل أن يتغلب على البروسيين بالكامل في جينا. وكانت كل ألمانيا تركع عند قدميه.

لقد كان مفرطا في القسوة والمعاملة السيئة للملكة الطيبة واللطيفة لويزا، ملكة بروسيا، عندما جاءت مع زوجها لمحاولة الوصول على شروط سلام أفضل لبلدها. ومن ثم، جاءت بذور الاستياء المر التي أتت أكلها بعد فترة طويلة.

تقدم الروس لمساعدة ألمانيا، ولكن معارك إيلان وفريدلاند جعلتهم أيضا حريصين على السلام. في الواقع، لم يكن هناك رجل، في ذلك الوقت، أكثر قوة وكفاءة من نابليون.

لكن لم يكن لديه شرف أو أمانة أو كرم، وكان له قلب صغير يختبئ داخل عظمته الظاهرة. وقام بتنصيب أفراد عائلته ملوكا على البلدان المحتلة. مما جعل المعجبين به كراع لمبادئ الثورة الفرنسية، يتخلون عنه.

أخوه لويس، تم تنصيبه ملكا على هولندا. أخوه الأصغر، جيروم، ملكا على وستفاليا. الأخ الأكبر، جوزيف، ملكا على نابولي.

في عام1808 ، دبر مؤامرة، خدع فيها ملك إسبانيا وابنه، وقام بسجنهما في فرنسا. ثم أرسل أخاه جوزيف لكي يحكم إسبانيا. والجنرال مرات، زوج أخته كارولين، لكي يصبح ملك نابولي.

ثم اضطرت العائلة المالكة البرتغالية إلى الفرار إلى البرازيل. لكن الإسبان والبرتغاليين قرروا ألا يخضعوا للنير الفرنسي، واستنجدوا بالإنجليز لمساعدتهم.

عاما بعد عام، كان دوق ويلينجتون يقوم بهزيمة جنرالات نابليون، ويرهق قوته. وكان نابليون لا يزال مستمرا في حروبه الألمانية. وفي عام1809 ، بعد معركتين رهيبتين في أسبيرن وواجرام، دخل فيينا نفسها. ثم كان هناك سلام مرة أخرى.

نابليون، الذي كان حزينا لعدم وجود طفل يرث إمبراطوريته، ترك جوزفين حبيبته جانبا، وخطب ابنة إمبراطور النمسا فرانسيس، الصغيرة ماري لويز، عام 1810. وقيل إنه من ذلك الوقت، تخلى عنه الحظ، بالرغم من أنه قد أنجب ابن صغير، نصبه ملكا على روما.

عندما عزم نابليون على غزو روسيا عام 1812, زحف بجيش قوامه 600 ألف جندي. تقهقر الجيش الروسي أمامه ولم يشتبك معه في معركة واحدة.

عندما وصل نابليون إلى ليتوانيا، استولى على العاصمة بدون استخدام طلقة واحدة. لكنه قام بدفن ستين ألفا من جنوده بسبب وباء التيفويد.

مع انسحاب الجيش الروسي، وتوغل نابليون في الأراضي الروسية، تمكن وباء التيفويد من جنوده. فكان نابليون يترك مرضاه خلفه، ويستمر في التقدم.

عندما وصل إلى موسكو، وجد المدينة خاوية على عروشها، يحترق ثلثاها. حينئذ، تنبه نابليون إلى ضرورة ترك روسيا قبل مجيء الشتاء، وإلا أبيد جيشه عن آخره، الذي نقص عدده إلى نصف مليون جندي.

أثناء العودة، كان جيشه يعيش على لحوم الخيل والماء المنصهر من الثلوج. وكانت مراكز الإسعاف، التي تركها وراءه، تتكدس في طرقاتها الجثث. وكان الجيش الروسي يهاجمه أثناء انسحابه فيما يشبه حرب العصابات.

كان مضطرا إلى ترك المزيد من المرضى إلى مصيرهم المحتوم. عندما وصل إلى بولندا وبروسيا، كان جيشه قد تحطم بالكامل. ولم يتبق منه سوى شراذم صغيرة، تدافع عن نفسها. وأصبحت هذه الفلول مثل القمل الذي ينشر المرض في القرى التي يمر بها.

الذين نجون من جيش نابليون، ثلاثون ألفا فقط من ست مائة ألف جندي، استطاعوا العودة إلى ديارهم. كل عشرين جندي، مات منهم تسعة عشر، ولم ينج سوى واحد. لم يبرأ نابليون من هزيمته القاتلة تلك، وسرعان ما تقوضت إمبراطوريته بعد ذلك بقليل.

بعد هذه الضربة الموجعة، نهض الألمان، البروسيون على وجه الخصوص، الذين كان قاسيا جدا معهم، نهضوا وتجمعوا ضده.

كانت فرنسا منهكة بسبب الثورة وطول الحروب. وبالرغم من أن نابليون قد أظهر مهارة رائعة، خاصة في معركة ليبزيج، إلا أنه قد تم دفعه إلى الخلف بوصة وراء الأخرى، حتى ترك ألمانيا بالكامل، ورجع إلى فرنسا، من قبل أباطرة النمسا وروسيا وملك بروسيا. في كل معركة، كان يواجه أعدادا لا قبل له بها.

فذهب إلى قصر فونتينبلو، وحاول التخلي عن تاجه، بالتنازل لابنه الصغير، لكن الحلفاء لم يقبلوا هذا. أخيرا، في ربيع عام1814 ، أجبر على الاستسلام تماما، وتسليم نفسه إلى الحلفاء.

فقرروا نفيه إلى جزيرة إلبا، في البحر الأبيض المتوسط، حيث كان لا يزال يعامل كإمبراطور. زوجته جوزفين، التي كانت تحبه كثيرا، ماتت حزنا لسقوطه. أما ماري لويز، فقد عادت إلى أبيها، الذي لم يفعل شيئا لمساعدته، بل انضم إلى أعدائه.



الفصل الثاني والأربعون

لويس الثامن عشر، 1814-1824.

دخل الحلفاء باريس، الروس، النمساويون، والبروسيون. الدوق ويلينجتون، بعد فوزه في معركة تولوز، جاء من الجنوب لمقابلتهم هناك.

ترك الأمر للفرنسيين ليقرروا أي نظام حكم يريدونه. من كانوا يحبون النظام الملكي القديم، أخذوا زمام المبادرة، وطالبوا بدعوة أخوي ملكهم السابق، لويس الثامن عشر، وشارل، كونت أرتوا.

كان لويس الثامن عشر رجلا عجوزا، ذكيا وماكرا. فعل ما في وسعه حتى ينال رضا الفرنسيين، ويحافظ على السلام. لكن كونت أرتوا، كان قاسيا متغطرسا. وكانت دوقة أنجوليم المسكينة حزينة، لدرجة أن لم تستطع أن تنال رضاء الناس. لذلك، وقع الاختيار على لويس الثامن عشر، ملكا على فرنسا.

وكانت هناك حالة عامة من الاستياء، بسبب الاستسلام، ورد كل المكاسب التي حققها نابليون، والأشياء الثمينة التي سرقها من الدول الأخرى.

لقد أخذ أفضل الصور والتماثيل أينما ذهب، ونقلها لمتحف اللوفر. هذه التحف، تم إعادتها إلى أصحابها. الأراضي التي نهبت، تم استعادتها. لذلك، اجتمع وزراء الحلفاء في فيينا لتسوية هذه الأمور.

في هذه الأثناء، جاء خبر مثل الصاعقة، يفيد بهروب نابليون من جزيرة ألبا، القريبة من الساحل الغربي لإيطاليا. وهبوطه في فرنسا في 27 فبراير 1815.

هو يعلم أن أي جندي، كان قد خدم تحت لوائه، لن يكون ضده. وما أن رآه جنوده، حتى ألقوا بالراية البيضاء، وهتفوا باسمه في نشوة بالغة.

فاضطر لويس الثامن عشر إلى الفرار إلى بلجيكا. وفي وقت قصير جدا بدا نابليون قويا مثل اي وقت مضي. لكن الحلفاء كانوا يتربصون به ويجمعون قواتهم ضده. إنجلترا وبروسيا، وهما الدولتان الأقرب موقعا لفرنسا، كانت جيوشهما جاهزة أولا بالقرب من بروكسل.

كان نابليون يأمل في هزيمتهما قبل أن تأتي النمسا وروسيا لمساعدتهما. فسار إلى هناك بكل سرعة في بداية يونيو. بعد أربعة أيام من المعارك مع البروسيين، تركت الأمور دون حسم.

لكن في 18 يونيو1815 ، دوق ويلينجتون، بمساعدة البروسيين، هزم نابليون هزيمة ساحقة في واترلو، وسار متوجها مباشرة إلى باريس.

بينما كان نابليون يبحث عبثا عن مأوى، وصل أخيرا إلى روشيفور على الساحل الغربي لفرنسا. وهناك، وجد أنه من المستحيل الهروب إلى أمريكا، فسلم نفسه لقبطان سفينة إنجليزية، بيليروفون.

لماذا أمريكا؟ لأنه كان قد باع ممتلكات فرنسا، لوزيانا، في أمريكا الشمالية، والبالغ مساحتها ثلاثة أضعاف كل الولايات المتحدة الأمريكي ال13 في ذلك الوقت، إلى الرئيس جيفرسون بمبلغ 15 مليون دولار. فلا يد أنه سيجد من يرحب به ويعطيه الإقامة هناك.

لكن، تم نقله إلى ميناء بليموث، وبقي على ظهر سفينة حتى يتقرر مصيره من قبل الحلفاء، الذين صمموا على نفيه في مكان، لا يستطيع الهرب منه وإزعاج أوربا مرة أخرى.

فتم وضعه في جزيرة صغيرة، طولها 12 ميل وعرضها ستة أميال، وسط المحيط الأطلسي، هي جزيرة سانت هيلانة. تحت وصاية حاكم إنجليزي، يقوم بمراقبته يوميا. الحاكم، هو السير هدسون لوي، الذي كان قلقا باستمرار، وبالتالي بدا قاسيا ومهينا له.

بعد ست سنوات بائسة، توفي نابليون عام1821 ، من سرطان في المعدة، ودفن تحت أشجار الصفصاف في لونجوود، في جزيرة سانت هيلانة.

بالطبع تم إنزال إخوته وأخواته جميعا من عروشهم التي أعطاها لهم دون وجه حق. لكن حاول مورات استعادة نابولي، لكنه هزم وتم إعدامه رميا بالرصاص. الآخرين امتثلوا بهدوء.

ماري لويز، زوجة نابليون الثانية، أعطيت لها دوقية إيطالية صغيرة، وكان لها ابن يسمى دوق الرايخشتات، نشأ في بلاط جده، إمبراطور النمسا. توفي في أوائل الشباب.

بعد ذلك، بقي الجيش الإنجليزي لمدة ثلاث سنوات في فرنسا لمساعدة لويس الثامن عشر، إذا دعت الحاجة وظهرت مفاجآت جديدة. المارشال ناي، أول من انضم إلى نابليون، تمت محاكمته أمام محكمة عسكرية، ورميه بالرصاص. أما الباقين، فقد تم العفو عنهم.

الأمير تاليراند، وهو واحد من أذكى وأكثر الرجال دهاء، والذي ظهر في عهد نابليون، عمل مع لويس الثامن عشر. وكان القول في فرنسا، إن البوربون في منفاهم، لم يتعلموا شيئا، ونسوا كل شيء كانوا يعرفونه.

لكن، لم يكن هذا صحيحا تماما، بالنسبة للويس الثامن عشر، الذي كان ذكيا، وعمل على إرضاء الناس بما يكفي للحفاظ على منصبه حتى وفاته.

لقد أعطاهم ميثاقا جيدا. وأعلن أنه فعل ذلك، كرما ومنة كملك، ولم يفرض عليه من قبل أحد. لكن شقيقه شارل، كونت أرتوا، كان أقوى بكثير، وملتزم بالطرق القديمة قبل الثورة.

عادت للنبلاء الفرنسيين جميع ألقابهم السابقة. لكن فقد العديد منهم جميع ممتلكاتهم أثناء الثورة، وكانوا يحومون حول البلاط، لقضاء حاجة أو طلبا لوظيفة. في حين أن الجيل الذي نشأ أثناء انتصارات نابليون، كان ينظر بازدراء وكراهية لإحياء للملكية والعادات القديمة.

كان لويس الثامن عشر في حالة صحية متدهورة. لكنه أبقى جزء كبير من أسلوب الدولة القديمة في البلاط الفرنسي. وكان حريصا للغاية على عدم إبقاء أي شخص ينتظر.

كان يقول: "الالتزام بالمواعيد هو من شيم الملوك العظام" حتى عندما كان مريضا جدا، لم يتخل أبدا عن أي من مراسم البلاط الفرنسي العريقة. وكان يقول: "ملك فرنسا يجب أن يموت واقفا"

لعدة سنوات، كان غير قادر على المشي، يعذب بشكل مخيف من قبل النقرس، واضطر إلى السماح لأخيه بإدارة شؤونه.

وعندما وجد نفسه يحتضر، وضع يده على رأسه ابن أخيه الصغير البالغ من العمر أربع سنوات، هنري، وقال لأخيه: "دع شارل العاشر يعتني بالتاج لهذا الطفل" ثم توفي في سبتمبر 1824.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة