الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللوبي الإخواني داخل أوروبا:

خيري فرجاني

2023 / 6 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اللوبي الإخواني داخل أوروبا:
ربما لا يعرف الكثير على وجه الدقّة عمق النفوذ الذي تملكه جماعة الإخوان المسلمين في الدول الغربية، بعد مرور ثلاثة أجيال- تقريبا- على هجرة الرعيل الأول من جماعة الإخوان المسلمين إلى البلدان الأوروببة. خاصة، ألمانيا وسويسرا، منذ زهاء سبعة عقود. حيث ان، أبناء هؤلاء وأحفادهم، من البلدان العربية خاصة مصر، وسوريا، والعراق، بالإضافة إلى إسلاميو الأحزاب التركية، منذ أيام الخوجا نجم الدين أربكان إلى أيام السلطان المزعوم رجب طيب إردوغان، حيث صار هؤلاء يمثلون جزء أصيلا من النسيج الألماني بصفة خاصة، حيث انشئ أول وأكبر مجمع إسلامي في ميونخ لمواجهة الشيوعية بدعم من المخابرات الأمريكية، والمخابرات الألمانية وهذه كانت نقطة الإنطلاق في الدول الأوروبية، وقد اختاروا بدقة فائقة وبدعم استخباراتي العمل في مؤسسات تشكيل الرأي العام ومؤسسات الضغط، فصاروا يمثلون أداة ضغط على الدول والأنظمة العربية والإسلامية من داخل الأحشاء الأوروبية نفسها، وخط دفاع متقدم للذبّ عن الجماعة وحلفاء الجماعة وسياساتها التي تدور في فلك مصالح الغرب الأوروبي، تحت رعاية أوروبية وأمريكية.
وبالعودة إلى الهجرة الإخوانية لألمانيا، فإن البعض يعيدها إلى صهر المؤسس حسن البنا، رجل الجماعة الخطير سعيد رمضان، الذي يعتبر السفير الأول للجماعة لدى أوروبا، وقائد الهجرة الإخوانية إلى بلاد الجرمان، حيث أنشأ عام 1958 أقوى المؤسسات الإسلامية بألمانيا "الجمعية الإسلامية في ألمانيا("(IGD، التي تفرع عنها عشرات من المنظمات الأخرى، وصل مجمل هذه المنظمات التابعة لـجماعة الإخوان حاليًا، نحو ثلاثين مؤسسة، تعمل على نشر الأفكار المناهضة للأنظمة والدول العربية والإسلامية، في محاولة جادة لتشويه الدول والأنظمة العربية والإسلامية والنيل منها والتشكيك في ولاء هذه الأنظمة الحاكمة واتهام الأنظمة الحاكمة بالعمالة والولاء للغرب، رغم أن هذه الجمعيات والمؤسسات صناعة غربية استخباراتية بامتياز. بل، وتلقى كل أدوات وآليات الدعم المالية والمادية واللوجستية والدراسات والأبحاث الداعمة لانشطتهم التخريبية، وخططهم لتفكيك الدول العربية والإسلامية واسقاط النظم السياسية بها، واشاعة الفوضى، التي تعرف بالفوضى الخلاقة (على حد تعبير كوند ليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية)، لإعادة تقسيم الشرق الأوسط الجديد، وإحياء دولة الخلافة الإسلامية "العثمانية"، برعاية أمريكية أوروبية من جديد، وفق المخطط الإخواني. على أن يكون المرشد العام للإخوان المسلمين، هو الزعيم الروحي للمسلمين السنة، مثل: مرشد الثورة في إيران. ومن هنا، يتضح لنا فهم مقولة مرشد الإخوان محمد بديع: ان منصب المرشد اكبر بكثير من منصب رئيس الدولة.
صدرت مؤخرا تقارير ألمانية تتحدث عن معضلة الأثر الإخواني العميق والمتجذر داخل المجتمع الألماني، من خلال قيام أجهزة الاستخبارات الألمانية الداخلية (هيئة حماية الدستور)، بتفحص أنشطة جمعية إخوانية تعرف بـ "ملتقى ساكسونيا"، تدير مسجدا يحمل اسم "التقوى"، بمدينة راشتات بولاية بادن فوتمبرغ. حيث نقلت كالة الأنباء الألمانية عن مسؤول بالاستخبارات الألمانية، أن الأنشطة الإخوانية الجديدة تواصل التركيز على أوساط اللاجئين العرب والمسلمين، بغية تجنيد مزيد من الأفراد للتنظيم.
فيما أشارت صحيفة "دي فيلت"، الألمانية إلى أن جماعة الإخوان قد بدأت النزوح بشدة إلى ألمانيا بعد عزل محمد مرسي من حكم مصر، ونقلت تقارير صادرة عن بعض الجهات الأمنية أن "الجمعية الإسلامية" في ألمانيا تضم نحو ثلاثة عشر ألف عضو، وأن أنشطتها تغطي معظم أنحاء البلاد. نقلا عن "دي فيلت"، وذكرت أن الإخوان استغلوا الجمعية الإسلامية بكولونيا للتحريض السياسي، ومحاولة تبييض وجه الجماعة في الغرب، منذ أكثر من ثلاث سنوات. وقد ذكر الدكتور "لورينزو فيديو"، في كتابه المعنون بـ "الإخوان المسلمون الجدد في الغرب: أن كثيرا من كوادر الإخوان احتل مواقع بارزة في ألمانيا، مما وطّد من نفوذهم وجعل من ألمانيا قاعدة انطلاقهم لأوروبا.
ومن ثم، يتضح لنا بعد هذا العرض، لماذا تصدر العديد من التقارير الإعلامية أو الحقوقية لصالح جماعة الإخوان من جهات ألمانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة


.. العراق.. احتفال العائلات المسيحية بعيد القيامة وحنين لعودة ا




.. البابا تواضروس الثاني يستقبل المهنئين بعيد القيامة في الكاتد