الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مختلفات خاصة منها وعامة 10.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2023 / 6 / 13
المجتمع المدني


(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز.)

الجبهة الداخلية المغربية هشة ومهددة بالانهيار. والوضع الاجتماعي في البلاد منهك، وقابل للانفجار في كل لحظة. والمسئولون أداروا ظهورهم لشكاوي الشعب، من شدة الغلاء وتفاقم الأوضاع على جميع الأصعدة. فمتى يستفيق الوعي الوطني عند هؤلاء ؟

ما دام القانون في بعض البلدان المستبدة، وُضِعَ لضبط سلوك الساكنة بالأساس. وحماية مصالح الطبقة السائدة، من تهديد الطبقة الكادحة والمهمشة. في حين قد وُضِعَ أصلا، للحفاظ ولحماية حقوق كل المواطنين عامة، إذ يتساوى الجميع أمامه باعتباره فوق الجميع.

إن تفعيل ربط المسئولية بالمحاسبة، يبقى مسئولية الجميع؛ الدولة بأجهزتها ومؤسساتها، والمجتمع بتنظيماته وجمعياته. وفي حالة التخلي أو الفشل في ذلك، فهذا يعني تمهيد الطريق إلى التسيب والفوضى، وإلى استباحة الفساد والظلم، وكذا الهجرة هروبا من الواقع المر الرديء.

لقد أصبح الغش اليوم هواء يتنفسه الجميع. لا نكاد نجد شخصا لا يمارسه في حياته ومعاشه؛ في البيت، في المدرسة، في العمل، في السوق، في الإدارة.. باعتباره ضرورة طبيعية، تقتضي الاجتهاد والإبداع والذكاء فيه، لتسويقه ونشره والاستفاد منه. بل تم تحويله إلى وسيلة للنجاح في أي شيء كان.

تُقاس نجاحات وتقدم بلدان العالم، بمدى ترقية منظومتي التعليم والصحة فيها. إنهما أساس كل تنمية وازدهار، لأنهما دعامتان لا يمكن الاستغناء عنهما، في بناء العقل والمهارات، والحفاظ على الصحة ورعايتها كأولوية الأولويات. فالدول التي لا تهتم بهاتين المنظومتين، تبقى مجتمعاتها جاهلة ومريضة.

على المؤسسة الملكية، أن تتكلف بتسيير منظومتي التعليم والصحة، باعتبارهما سياديتين أساسيتين، إن أُريد بهما أن يتحسنا والدفع بهما إلى الأمام. لأن إخضاعهما لبرامج الحكومات المتعاقبة، لا يعمل على ثباتهما واستقرارهما، بحكم التحولات السياسية، وتدافعها المصْلَحِ والإيديولوجي.

المغاربة والجزائريون إخوة أحب من أحب وكره من كره. إنهما جيران؛ يتقاسمان التاريخ والثقافة واللغة والدين وكذا العادات والتقاليد والدم والنسب. من الممكن أن تنشب عداوة بينهما لأسباب مختلفة، لكن لا يحتاجان إلى أجنبي ولو كان مسلما، أن يتدخل في شؤونهما وفيما بينهما.

إن الصراع بين المغرب والجزائر، صراع قديم حديث بالطبيعة. تتحكم فيه السياسة والإيديولوجية من جهة، والموروث الثقافي والاستعماري من جهة أخرى. فرغم ذلك هناك تفاعل وتجاذب وتصاهر بينهما، كما أن هناك تنافر وتناقض وخصام أيضا. لكن تبقى الأخوة حاضرة بقوة.

لولا قبضة الاستعمار وتحكمه في شمال إفريقيا، لاستطاعت كل من المغرب والجزائر، من تحقيق مشروع المغرب الكبير في المنطقة. فعلى سبيل المثال، الجزائر لا تستطيع فعل أي شيء دون الضوء الأخضر من فرنسا. لذا فالمشكل الأساس، هو كيفية التخلص من هيمنة الاستعمار المستمرة.

"عبد الناصر" و"بومدين" و"صدام" و"القدافي" و"الأسد" الأب والابن.. زعماء العرب. لقد كانوا سبب الانهزام أمام إسرائيل، وسبب تخلف العالم العربي بأكمله إلى اليوم، وسبب تعثر سير الجامعة العربية منذ 48. لقد حاولوا القضاء على الأنظمة الملكية في المنطقة.

ينقسم الوطن العربي إلى قسمين؛ حوالي 14 جمهورية، أغلبيتها أنظمة عسكرية، التي عرفت اضطرابات الربيع العربي وما ترتب عنها من مشاكل، التي لا زالت مستمرة إلى الآن. و3 ملكيات و2 سلطنات و3 إمارات، هي أنظمة ملكية سلطانية إماراتية وراثية، التي عرفت في جلها، استقرارا سياسيا ونموا اقتصاديا محترما.

لمْ تقُمْ الجامعة العربية، بأي مبادرة سياسية أو اقتصادية، أو حتى ثقافية لصالح الوطن العربي، منذ تأسيسها في 48. لأن الدول العربية تتقاسمه من جهة جمهوريات، أغلبها ذات طابع عسكري دكتاتوري، ومن جهة أخرى، ملكيات وسلطنات وإمارات، وراثية ديكتاتورية أو شبه ديمقراطية.

"الجزيرة" الدرع الإعلامي لدولة قطر، تتخذ قرار تسريح تعسفي متحيز، للصحفي المغربي عبد الصمد ناصر، الذي خدم هذه المؤسسة ل 26 سنة. السبب تغريدة خاصة، دافع فيها عن المرأة المغربية المهاجَمة من قناة رسمية جزائرية. إن كان الأمر كذلك، فهذا جزاء المغرب والمغاربة، من الدولة الصديقة قطر. فشكرا لأمير قطر !

"الجزيرة" القطرية، تسقط أسهمها بالواضح، نتيجة تصرفها بالطرد التعسفي، المتحيز اللامهني وللأخلاقي، في حق إعلامي مغربي عبد الصمد ناصر، الذي خدم القناة 26 سنة، لمجرد تغريدة على حسابه الخاص، للدفاع عن المغربيات، اللواتي تعرضن للإساءة من طرف قناة رسمية جزائرية.

إن الأسئلة المرهقة والمزعجة حقا، التي يجب أن تُطرحَ على الدولتين؛ المغرب والجزائر هي: ماذا استفاد الشعبان من هذا الصراع الذي طال أمده من دون أي نتيجة تذكر؟ وماذا حققت الجزائر منه حتى الآن؟ ومن المستفيد منه على وجه التحديد؟

إن التسابق المحموم في التسلح بين المغرب والجزائر، يكون على حساب شعبيهما، وعلى حساب تنمية البلدين معا. والمستفيد من هذا هو بالأساس عدوهما، الذي هو الاستعمار السابق. فإلى متى يستمر هذا النزاع المفتعل، الذي لا يخدم مصلحة أي منهما.

باستطاعة المغرب والجزائر، أن يصبحا قوة إقليمية في شمال إفريقية، لهما كل المقومات لتحقيق ذلك. يحتاجون فقط إلى نية صادقة وإرادة قوية، وكذا إلى قرار سياسي مسئول رزين، يقوم على التفاهم والرؤية المستقبلية، لصالح شعبيهما وتقدمهما معا.

إن القانون في البلاد له وجهان؛ وجه خاص بالمواطنين عامة، يتم تفعيله بسرعة فائقة، دون انتظار التأكد من الاتهام الممكن، ووجه خاص بخواص البلاد، تحتاج لتفعيله إلى تدخل الجهات العليا، إن لم يكن لهؤلاء حصانة ما تحميهم. فهذا يعني أنه ليس هناك مساواة أمام القانون.

على الدولة المغربية اليوم وقبل الغد، أن تقوي الجبهة الداخلية، للتصدي للتآمر ووضع العصا في العجلة للنمو وتقدم البلاد، من طرف الأعداء في الخارج، وعلى رأسهم الجيران. وهذه التقوية تحتاج فقط إلى تحسين الأوضاع السياسية والاجتماعية، وكذا ربط المسئولية بالمحاسبة.

نقرأ، نشاهد، نسمع، نلاحظ، ننفعل، نتفاعل.. تلك أفعال تتداخل في حياتنا، لتشكل وعينا، وتفكيرنا، وتصوراتنا، وخيالنا وانفعالاتنا، للتعبير عن رأينا، ومواقفنا، إزاء مواضيع بداخلنا وحولنا، تتجاذبنا في كل لحظة وحين، تجعلنا نسعى من خلالها، لممارسة الحوار والتواصل، من أجل التفاهم والتعاون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية