الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مُمَانَعَةُ آلْقَمَر

عبد الله خطوري

2023 / 6 / 15
التربية والتعليم والبحث العلمي


اِ / نزيف :
إنها صَرعة سعار يتكرر لا يفتر أبدا، فمع كل موسم آستحقاق أو آمتحان يكثر اللغط في اليوتيوب والفيسبوك تزداد الدورات الافتراضية عبر منصات وتطبيقات هلم جرا، تتفاقم المُزايدات، تتضاعف ساعات الفلوس دَراهمَ غير معدودات، تتناسل الألوان موزاييك طمس البصيرة في أشباه القنوات، يشتد الضغط على الصغار والكبار من أجل بيع وهم زائف كلما آقتربنا من مشارف بداية آلاستحقاقات ... والمتعلمون السلبيون ينتظرون يترقبون يتحينون، كما العادة، الإجابات الجاهزة وملء الفراغات والفجوات والاختيار من متعدد ووصل ما لا يتصل وصياغة مقدمات عامة ومقاربة جميع النصوص بطريقة مَن يضع جميع بيض آلهشاشة في سَلة واحدة، ليزداد المستهلكُ النشازُ تخمة فجة يُضيف إلى ضعف شخصيته ركاما آخر يعزز به إدمانه آستهلاكات مقيتة لا تنقطع إلى درجة آعتماد الكسل والتهاون والاتكالية والاختلاس والغش وقتل روح المبادرة وتثبيط عزائم الإبداع الفردي الذاتي مما يُعَجل بالمضي في مسار الإجهاز على ما تبقى من مهارات فنية لدى طلابنا، وتفريخ أمخاخ عجائن بلا مخ يتضاعف مسح مؤهلاتها الفطرية لا تفقه ما تحفظه لا تعي ما تُشْحَن به من مسميات ومصطلحات ومفاهيم يختلط فيها الحابل بالنابل حتى غدونا، واأسفاه، إزاء روبوهات اومبالاجات كارطون مبرمجة، هشاشتُها لا وعي لها، لا إدراك لا بصمة ذاتية تميزها عن غيرها .. فإلى متى هذا الاستنزاف لآدمية الآدمي الى متى هذا النزيييف .. إلى متى هذا العبث بالمستقبل الآتي عما قريب ...

مْ / حرق آلعقول:
ما يسترسل في آرتكابه مسؤولو الشأن التربوي التعليمي المغربي في مجال الآداب وآلعلوم الإنسانية في مرحلة التقييم النهائي (على سبيل المثال فقط) يمكن آعتباره في بعض مَناحيه مهزلة مقصودة بإصرار مُلِح، الغاية منها _ في نظري _ إعلاء نسب النجاح في آخر المواسم الدراسية ولو أدى الأمر إلى التضحية بمجهود مواسم تكوينية منذ بداياتها الى سنواتها الإشهادية تحت شعار تبسيط التعامل مع معطيات اللغة واللسان والفهم والتحليل والتركيب وجعلها بطرق غير تربوية في متناول الممتحنين المستهدفين بعملية التقييم، الشيء الذي يضرب أهداف المنظومة البيداغوجية برمتها في مقتل، مما شجع ويشجع تفاقم طفيليات غريبة دخيلة بعيدة عن المجال التعليمي تتحين فرصا سانحة تدلي بدلوها هي الأخرى في الواقعيْن المادي والافتراضي دون مؤهلات أو مهارات أو تجارب، إلى درجة تحولت فيها تدخلات هذه الطفيليات أصولا تُتَبَّعُ من لدن المتعلمين وأوليائهم، ومقطورة جشع تقود تابعيها كما تقود البهائم باقي القطعان .. الأمر غدا أشبه بعملية مسخ حثيثة وتشويه قميء وحرق يبتر مجهود المُدرسين المياومين المرابطين بمعاقل مجاهدة الجهل ومقارعة التجهيل وتعميق قيمة الحَرْف بين محبيه بشغف وولع أمسى للأسف طُرفة تسخر منها بآزدراء أشداق الدخلاء الذين لا علاقة لهم بالمنظومة التربوية التعليمية لا من قريب أو بعيد، ليتحول الأصل هامشا ويعلو شأن مَن هب ودب من الفضوليين يتجرؤون بجسارة يفتون يساعدون يلقنون يقدمون الجاهز من الإجابات في النيت في الحوانيت المغلقة في الغرف الضيقة في آلمآرب في آلمقاهي بأبسط جهد يختزل العملية التعليمية التعلمية من ألفها إلى يائها في مجرد آقتناص أكبر عدد ممكن من النقط ولو على حساب حرق العقول المُكابِدة والقلوب الشغوفة والحلوم الحالمة، وآختزال المراحل والمهارات والكفايات والقدرات والحروف والمتون والكتب والمؤلفات في حصص تَكرار وحفظ وآجترار آلي بليد (١) يُنجزها بصلافة وقلة مروءة مجموعة من الغرباء parasites وصلت بهم درجة الإسفاف والابتذال الى درجة تشدقهم بتسميات مضحكة ك (الأستاذ المعجزة) وما لف لفها من ألقاب عبثية سخيفة تنتشر للأسف في سوق ماركتينغ التعليم السوداء كالنار في الهشيم .. فإلى متى ..؟؟..

تِ / امتحان اللغة العربية ٢٠٢٣ :
يبدو أن حليمة مازالت مستمرة في عاداتها القديمة المتعلقة بنوعية الاستحقاقات الإشهادية لمادة اللغة العربية في سنتها الأخيرة، فمن الملاحظات التي تفرض نفسها في هذا الصدد يمكن الإشارة إلى :
_التكرار النمطي وآلاجترار في الشكل والصيغ والمحتويات وإعادة إنتاج ما سبق إنتاجه في المواسم الخالية، مما يعزز عادة إعادة المُعاد ويضرب عرض الفراغ مهارات الابتكار والإبداع وإثبات شخصية المتعلم في آستحقاقه الموسمي النهائي ...
_استمرار عادة خلو الأسئلة من سلم التنقيط (غياب الشفافية والوضوح)
_حضور أسئلة نمطية جاهزة تكرر ما سبق طرحه من مطالب في آستحقاقات سابقة مما يشجع الكسل والاقتصار على الإجابات الجاهزة المطروحة في النيت وغير النيت، الشيء الذي يجعل مقاربات الممتحنين متشابهة في محتواها وطريقة صياغتها
_اقتصار إجابة الفهم على صياغة أفكار وحدات النص دون ربط المضامين بالاتجاه الشعري الذي وردت فيه من حيث بناء القصيدة وطابعها الذاتي الغنائي الرومانسي (جماعة الديوان)، وتأجيل ذلك الى مرحلة الخاتمة بالاقتصار على ذكرها كنتائج فقط، دون الإشارة الى طبيعة مضامين النص الوجدانية وعلاقتها بتمثل الشاعر (عبدالرحمن شكري) لأفكار الجماعة الشعرية التي كان أحد مُنظريها البارزين برفقة المازني والعقاد ...
_الطريقة التي تمت بها صياغة الأفكار في عناصر الإجابة تحتاج الى مراجعة، إذ لم تقتصر الصيغة الواحدة على فكرة واحدة، بل عددت الأفكار في الوحدة الواحدة عن طريق عطف الجملة على الجملة مما يجعلنا أمام فكرتين أو أكثر عوض فكرة واحدة..
_عناصر الإجابة لم تقارب طبيعة الالفاظ التراثية الذاتية ووظيفة المعجم الشعري في القصيدة وعلاقته باتجاهها، كان يمكن الاشارة في هذا المستوى الى ما تميزت به ألفاظ الشاعر مقارنة بباقي الرومانسيين سواء كانوا ديوانيين أو مهجريين أو أبولليين (نسبة الى مدرسة أبوللو)...
_اختزال مادة العروض كلها ضمن إيقاع خارجي في إطار مطلب عام يخص الايقاع بنقطة واحدة يتيمة يجعل المتعلمين يطرحون علامات استفهام كثيرة بخصوص جدوى وفعالية الاهتمام بهذه المادة وبذل جهد في آكتساب مهاراتها ويدفعهم الى آختصار المسافات لربح تلك النقطة على حساب إهمال مكون لغوي هام جدا في الدراسات الأدبية مما يفوت عليهم فرصا سانحة لتقوية مهارات تؤهلهم لمسايرة دراستهم العليا في تخصص اللغة العربية؛ ألا نسلك بهذا النهج منحى تقصيريا يخل بخصيصة التأهيل التي هي إحدى السمات البارزة في هذا السلك التعليمي الثانوي التأهيلي ...
_الشيء نفسه يقال مع المطلب الخاص بالصور الشعرية (علم البيان) والأساليب (علم المعاني)، إذ اختزلت البلاغة العربية كلها التي درسها التلميذ طيلة مرحلته الثانوية في مطلبين بنقطتين يتيمتين مع خلط وااااضح لمحسنات علم البديع اللفظية (الموظفة عادة ضمن الايقاع الداخلي) واطلاق لفظ المحسنات على مظاهر معنوية من طباق ومقابلة وخلط كل ذلك بمفهوم الأساليب التي تندرج عادة ضمن علم المعاني...
_استمرار تضخيم النقط الممنوحة لأسئلة الفهم والتلخيص والمعجم على حساب أسئلة علوم الآلة يطرح أكثر من سؤال بخصوص ماهية وهوية مادة اللغة العربية بهذا المستوى ...
_التصرف في القصائد المقترحة والنصوص النقدية المطروحة للمقاربات التحليلية يشوش على الممتحنين تعاملهم ومعطيات هذه النصوص، فيختلط النص الأصلي بالنص المتصرف فيه، ولا نعود ندرك أنحن مطالبون بمقاربة نص أصيل كما أبدعه صاحبه ام نص آخر لا علاقة له بصاحبه، مما يجعل الاستحقاق عبارة عن تمرينات تطبيقية ميكانيكية لا مجال فيها للتحليل المتكامل المتماسك بأسلوب تعبيري شخصي كما ينص على ذلك ويؤكد عليه بالحاح المطلب الرئيس في الإجراء ...

_ حَ / إكراهات :
كيف يمكن أن يقارب التلميذ المترشح ظاهرة بلاغية وعروضية ولغوية بالرصد والتحليل ثم التأويل في إطار مقاربة أشمل لنص أدبي، كيف يتسنى له ذلك ومدخلات الموضوع هشة منذ البداية بدروس مستقلة محددة مرتبكة مفككة معزولة في جزر متفرقة، ومخرجات التقييم قاصرة غير فعالة بنقطة يتيمة لكل من المكونَيْنِ، كيف يمكن أن نقنع مترشحينا بما للعروض والبلاغة من قيمة في الدراسات الأدبية ومعايير التقييم البعدية الشاملة تقزم حضورها في سلم شبكة التنقيط، كيف لدارسي علم البيان وعلم المعاني وعلم البديع بخمسة عشر بحرا بملحقاتها ومتغيراتها وصورها وقواعدها وطرق اشتغالها وحضورها وغيابها ووظائفها أن يختزل جهده المبذول طيلة مواسم دسمة من التحصيل في نقطة أو نقطتين، يجب أن لا نغالط أنفسنا بدعوى عدم اختزال التحصيل بالنقط وباش بغيتينا نربطو هاذ العملية برمتها ونحن أعطينا للامتحانات الاشهادية أدوارا قصوى استنفرنا لها ومن أجلها جميع ترسانات وزارة التعليم والاعلام بل وجعلنا المجتمع كله يتحمس إيجابا وسلبا لهذه العملية التقيمية التي يعز فيها المرء أو يهان .. آن الأوان كي نعيد النظر في طريقة مقاربتنا مكونات اللغة العربية بالتعليم الثانوي التأهيلي .. أقترح في هذا الباب، أن لا نقتصر على مكون واحد خاص بتحليل النصوص الأدبية بأنواعها، بل ندعم هذه المادة بمادة أخرى تختص بعلوم اللغة تدرس فيها مكونات اللسان العربي نحوا وصرفا ولغة وعروضا وبلاغة في حصص مستقلة بقواعدها بتوسع أعمق مما هو عليه الأمر حاليا،كي يكون للمدرس وقت كاف يفسر فيه أهم آليات اشتغال الصور البيانية وغيرها واهم ضوابط التفريق الدقيق بين فروعها، و تطبيق المكتسبات في معالجة نصوص شعرية ونثرية بأنواعها بطرق ديداكتيكية مبسطة تدرب المتعلم المهتم على كيفية توظيف هذه العلوم في تحليل تلك النصوص، ولا يمكن ذلك الا اذا وسعنا من منسوب التحصيل لمادة اللغة العربية بأن تكون حصصها سبع حصص عوض خمسة مع لفت انتباه المتمدرسين الى أهميتها بالرفع من معاملها الى ثمانية عوض خمسة بطريقة تجعلنا في نهاية مطاف التقييم أمام امتحانين في المادة،واحد خاص بعلوم اللغة بمعامل أربعة وثان خاص بتحليل نص أدبي بمعامل مماثل، إسوة بما هو معمول به في التعليم الأصيل لحد الآن...
إن معظم نصوص الثانية بكالوريا نصوص حديثة مما يستوجب توسيع مجال دروس البلاغة والعروض والنحو بمواصفات من الدرس اللساني والبلاغي والايقاعي الحديث لتعزيز الدرس التقليدي لنؤهل تلاميذنا لمقارعة انواع النصوص بسلاسة ومرونة ويسر؛ولن يتسنى ذاك وذا الا باعادة النظر في المقاربة الحالية للغة الضاد في التعليم الثانوي التأهيلي كي لا يغدو تعليما منفصلا شاردا عن ما سيليه من أسلاك عليا في الدراسات الأدبية بمختلف فروعها والله من وراء القصد ...

آ / ما يبقى ف الواد غير حجارو :
عن جُوزيف كَاف عن راويهِ غريغوراي الغارق في الزُّعَاف عن كافكا، أن أحدهم دخل يجتازَ آمتحانا فوجد الأسئلةَ تافهة، ولما رام الانصراف مغتاظا أبقوه قائلين: لا تنصرف ..!!.. هذا آمتحان ينجح فيه مَنْ لا يستطيعُ الإجابة عن أسئلة العرام..
.. فعلا، قد يصادفك وسط ركام التبسيط المُخِل حُسنُ طالع ماتع بفلتة من فلتات المقاربات الجادة غير المنتظرة للنصوص المطروحة في الاستحقاق الوطني للغة العربية، تتأكد من خلاله وسط حمأة تشاؤم عارمة أن المدرسة العمومية مازالت بخير تستطيع أن تتحف القارئ الشغوف بمنتوج عربي رصين منظم ممنهج منطقي حصيف سلس منساب مسترسل بتعابير دقيقة خاصة لا تشبه نظيراتها من المقاربات الغارقة في التكرار والاجترار والنقل والإعادة وإعادة الإعادات .. ورقة بسيطة لمترشح بسيط يشاكس الظواهر اللغوية المعروضة يحبر مقدمة لا تشبه غيرها يصيغ فرضيات ملائمة يرصد الافكار بمرونة تختزل المضامين بإحساس مرهف يربط العلاقات بين المعطيات يصف ينظم يحدد يعرض يقارن يحلل يركب يستنتج يناقش يجادل يحاجج ... كل ذلك وغيره بثقة نفس تعكس شخصية واثقة من مهاراتها ومؤهلاتها .. الأمر مفرح فعلا، لكنه، للأسف لا يشكل تراكما كميا بقدر ما هو شذوذ فريد نوعي جميل عما ألفه ويألفه المتهافتون على صفحات النيت واللاهتون من هواة ملء فجوات الفراغات ومحترفو ديباجة دروس الحفظ الموزعة بمآرب الكارجات .. وأن تجد وسط هذا الأتون الحارق الحافل بالطفيليات مثل ذي الفلتة الفارقة لعَمري لشيء يريح القلب يعيد للمُدرس والمدرسة العمومية بصيصا من الأمل في الاستمرار في ممارسة الرسالة المقدسة المنوطة بمكابدي التعلم والتعليم .. رغم كل شيء لم تنقرض تلك الحجارة الصلدة المقاومة فهي أبدا ثابتة وستظل رابضة في قعر أوديتنا بعد أن تنحسر أمواه الطوفان الجارفة وتجف صولات السيول وينضب معين العيون وتيبس الأتربة اللازبة وتتراجع الأنواء والأعاصير وفي نهاية المطاف ما يبقى ف الواد غير حجارو ...

نٌ / أمل :
ومِن مترشحينا مَنْ وظف أساطير إنسانية من قبيل أسطورة "باندورا" اليونانية بصيغة سياقية تلائم مقصد المقام، مكنتْ من إخراج نص متسق منسجم بأبعاد بلاغية رائقة وأسلوب سلس ماتع .. ومن الإنجازات ما آضطر بعض مصححي التعبير والإنشاء لمادة الفرنسية، من أجل تدقيق أكبر ومقاربة موضوعية للمواضيع، إلى مراجعة قواميس خاصة للكشف عن معاني بعض الألفاظ والعبارات المستعملة ... إنها أمثلة من كثير وقفنا على نجاعتها بصفة مباشرة ونحن نباشر تقييم إنتاجات الامتحانات الجهوية تخصص علوم رياضية وفيزيائية، مما يجعلنا نطمئن على مستقبل أجيالنا الصاعدة خريجي المدرسة العمومية رغم آلمطبات وثقافة السلب والتحبيط وبهرجة التمييع وكثرة المتاريس المتنوعة المرصوصة في الطريق ... تقول الأسطورة إن رب آلأرباب زيوس خلق المرأة الأولى من الماء والتراب أسماها "باندورا/Pandore" أعطيتْ من المميزات الجمال والقدرة على الإقناع وعزف الموسيقى الشيء الكثير، ومكنها من صندوق أو ما يشبه جرة مغلقة تضم الشرور كلها ونصحها أن لا تفتحها أبدا،حتى لا تسبب في انتشارها في الأرض،لكن الفضول دفع باندورتنا إلى فتح صندوقها، فخرجت جميع الشرور منه،وسارعت محاولة إغلاقه، لكن الأوان كان قد فات، مما سبب آنتشار مظاهر الشر التي نعرفها ونمارسها في وجه بعضنا البعض؛ ومازال الإنسان عبر تعاقب آلأجيال يحاول التحكم في نفسه ومقاومة نزوعه لجاذبية هذه الشرور في مناورة عنيدة يائسة لإعادة الأمور الى صوابها المفقود دون أمل في آلخلاص، ورغم يقينه من لا جدوى المحاولة، فهو يصر يقاوم يرتكب الأخطاء يقع في قعر جحيم الشرور ينهض يواصل آلمسير...
هذا درس من كثير يلقنه لنا تلاميذتنا الذين لولا آستئناسنا بهم لكنا أقلعنا عن مكابدة مواجهة الحياة ومعاقرة تقلباتها، فشكرا لهم لأنهم علمونا أنه رغم إلحاح الكثيرين على نشر صناعة التخلف والتبعية والتيئيس والسلبية في مدارسنا، مازال هناك أمل في أسراب فنيقات آلانبعاث المنبجسة من أعينهم في مستنقعات صرعة موضات رويبضات السوء الرابضة في علب باندورات الأزمنة الرذيئة، شكرا لإصرارهم على خلق معنى جديد لحيواتهم الطافحة بالآمال، شكرا لهم جزيييلا لتذكيرهم إيانا بآلوجه المشرق من مُمانعة آلقمر ...

☆إشارات :
١_استحقاقات المواد العلمية من قبيل الرياضيات والفيزياء يبدو أنها بدأت تخرق قاعدة التكرار وإعادة إنتاج الذي أنتِج سابقا، مما جعل الكثير من المترشحين لنيل البكالوريا يجدون صعوبة جمة في التعامل مع المعطيات، وفي هذا الصدد يقول أحد التربويين المشتغلين بالقطاع:(ما يحدث في امتحانات البكالوريا هو خلخلة للمنظومة التعليمية برمتها، هو تعرية لواقعها، لمناهجها وطرق تعليمها .. في هذه السنة لسنا أمام امتحانات خارج عن دفتر التحملات وعن الأطر المرجعية للمواد الدراسية، ولسنا أمام امتحانات صعبة، بل نحن ببساطة أمام امتحانات أسئلتها غير معهودة.بمعنى لو أن هذه الأسئلة عرضت على التلاميذ من قبل وتمرنوا عليها مرارا وتكرارا وتكرارا وتكرارا لحفظوها ولصارت في المتناول.كما أن الأسئلة التي كانوا ينتظرونها ويعتبرونها في المتناول، هي في الحقيقة ليست سهلة ولكنها معهودة واعتيادية، والذي جعلها في المتناول هو أنها مكررة مرارا ومرارا وتكرارا.
الإشكال إذن هو أن طرق التعليم لا تنمي لدى المتعلم كفايات التعامل مع وضعيات تعليمية مختلفة، بمعطيات مختلفة، وزوايا علاج مختلفة، حيث لا يكون الثابت إلا المعرفة والمفاهيم، أما توظيف تلك المعرفة والمفاهيم فالأصل فيه التنوع والتغيير الذي يمتحن قدرات المتعلم الحقيقية في التفكير والتحليل والتوظيف والاستدلال وليس التكرار. )
_الاطار التربوي منير الجوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المعارضة الألمانية تطالب بإجراء انتخابات فورية بعد انهيار ال


.. مسيرة في أوتريخت الهولندية تنديدا بحرب الإسرائيلية على غزة و




.. شهادات لسودانيين لما يعيشونه في ظل الحرب


.. حزب الله: استهداف قاعدة حيفا الإسرائيلية بصواريخ -فادي- وصوا




.. شرطة الاحتلال تنزل علم فلسطين بعد رفعه في أحد أحياء مدينة ال