الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاوبرا الالمانية تقدم عرضا تظهر فيها رأس النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - مقطوعا

محمد مليطان

2006 / 10 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نشرت وسائل الإعلام ومواقع الكترونية أن الاوبرا الالمانية سوف تقدم عرضا مثيرا للجدل تعرض فيه أوبرا لموتسارت تظهر فيها رأس النبي محمد صلى الله عليه وسلم مقطوعة بعد أن تراجعت الشرطة عن رأيها بأن عرض الاوبرا يشكل تهديدا أمنيا. وقد أثارت كيرستن هارمس مديرة الأوبرا الالمانية جدلا عندما ألغت عرض الاوبرا التي تحوي مشهدا يظهر رؤوس النبي محمد والسيد المسيح وبوذا بسبب الخوف من أعمال عنف من (متطرفين اسلاميين) كما ورد في الأخبار.
والآن .. وبعد الرسومات الدانماركية ، والتصريحات البابوية ، ها هي أوبرا ألمانية، وها هو ميدان سجال جديد يفتح إعلاميا ليسجل فيه العالم والتاريخ الشواهد على سذاجتنا إلى حد التقزز والفضاعة، فالأنفعاليون والشعاراتيون والمتشيخون والمتفقهيون سوف يغمسون أيديهم إلى الإبط في وحل الجدل واللغط واللا معنى، يطلبون من المسيحي أن يتخلق بأخلاق المسلم، وأن يتحول إلى مسلم بلا إسلام، يطلبون منهم أن يحترموا مشاعرنا في الوقت الذي يصر هؤلاء الطالبون على عدم احترام مشاعر الآخرين من غير المسلمين، بل وحتى من المسلمين غير المتفقين معهم في الرأي والمنهج والسلوك.
أظن - وكل الظن هنا ليس إثما - أن القنوات الفضائية والمواقع الانترنتية سوف تشهد من الآن صخبا وجدلا واسعين، وسوف يغدو الشعارتيون فرسان الميدان لمدة لا يعلم منتهاها إلا الله وحده، وسوف يغدو خطاب العقل -عربيا وإسلاميا - مطويا لأجل غير مسمى، على المستويات الإعلامية والشارعية (أي الشارع العربي والإسلامي) ويغدو بنا المركب نحو بطن المحيط، فلا على اليابسة رسونا، ولا من الأمواج نجونا، وسوف تسخن مطابخ الحكومات العربية في إعداد الطبخات والمقبلات لتأجيج هذه القضية لتصبح قضية المسلمين في أنحاء المعمورة، في ظل حراك عالمي يحاول إيقاظ القضايا الحقيقية التي تؤمن مستقبل الشرق وسلامته واستقراره ورخائه.
التعامل مع الأعمال الفنية بمنظور واقعي وتحليل الخطاب الفني والأدبي بسطحية فجة من شأنه إشعال مزيد من النيران في هشيم ركودنا الثقافي العام، وفي ظل تنويم منهج نقد الذات والإصرار على اغتيال النقد الديني القائم على العقلانية المتزنة والبحث العلمي يبرز الفقهاء النقاد، والمشائخ الفلاسفة والخطباء الفنانون والوعاظ الجدليون، ولتنعم بعدئذ أمتنا المجيدة بمزيد من وبال الجهالة والموات.
قطع رؤوس الأنبياء أو الزعماء الذين يمثلون قومية أو تيارا فكريا مثلا لا يعني - فنيا - التحقير أو التقليل من شأن هذه الشخصية الرمزية الفذة، فإظهارها أصلا يدل على اعتراف بمكانة هذه الشخصية وقيمتها، ولذا فإن قطع الرأس - ربما - هو دلالة شكلية على جهالة المسلمين اليوم وتخلفهم، وأنهم لا يتفكرون في خلق السماوات والأرض، فالنبي (محمد صلى الله عليه وسلم) في الأوبرا هو شخصية رمزية وحسب.. أما إذا رأى الخطباء والوعاظ غير ذلك فلا نملك إلا الضحك إلى درجة الاستلقاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر


.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو




.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر