الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أئمة الجهل و الإستحمار

كوسلا ابشن

2023 / 6 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ولد الدين من تصورات الإنسان المحدودة. إنجلس
عرف أريف في الأسابع الماضية هزات أرضية,و أخرها يوم أمس الجمعة, حسب بيانات المعهد الجيوفزيائي الاسباني فقد بلغت قوة الهزة 3.0 درجة على سلم ريشتر. أعادت معها سيناريوهات تفاهة فقهاء الإسلام, بحيث إنبرى لها خطباء المساجد بتحليلاتهم الميتافيزيقية الهادفة الى نشر الجهل و تنويم الشعب و إبعاده عن التفاسير العلمية القادرة على إعطاء إجابات صحيحة للظواهر الطبيعية. العلم يفسر حوادث الزلازل, بكونها ظاهرة طبيعية تحدث في مواقع معلومة من العالم, و لا تفرق هذه الظاهرة بين الشعوب أو بين الأعراق أو بين المعتقدات التدينية. أما الفكر المثالي, فله رأي مخالف لأطروحة العلم, يستمد شرعيته من التفكير ما وراء الطبيعية, لتكون الكوارث الطبيعية عقاب من "الله" أو تخويفا منه و تحذيرا للبشر من أعمالهم و سلوكهم. الفكر الغيبي عدو العلم, فهما خطان لا يلتقيان, فالكم الضخم من الأساطير المحمدية متناقضة مع العلم و التفكير العقلاني. الإسلام كان و مازال معيق لتقدم و تطور المجتمعات البشرية, بإقحامه محور الحياة المجتمعية.
إستغل الخطباء الدجالون هذه الهزات الأرضية, التي حدثت في اقليم لحسيما لنشر إيديولوجية التخلف و الإستحمار, بربط الهزة بغضب رب العزة و تخويف الأهالي من هذا الغضب, و هو نفس تفسير المواقع الإسلامية للكوارث الطبيعية: "إن لله في وقوعها حكم بالغة, من بيان لقدرة الله وعظمته, وضعف العباد وعجزهم, وإهلاك الظالمين بذنوبهم وعصيانهم, وتخويف المؤمنين وتذكيرهم ليتوبوا وينيبوا إلى ربهم". و هكذا تكون الذات الإنسانية ضحية قدر "الله" و قدرته و عظمته و حكمته. أماكن الزلازل ليست بالضرورة مساكن الظالمين و الفاسدين, فأريف أرض المظلومين و المضطهدين و المقهورين و المؤمنين, و رغم ذالك فهي مكان الزلازل, ما يدل على أن الظاهرة طبيعية, لا علاقة لها بالأفكار الميتافيزيقية, فلو كان صحيح أن الزلزال و الهزات الأرضية عقاب من "الله", لضربت تجمعات الظالمين, الفاسدين في الرباط مثلا, أو بلاد أكثر فساد أخلاقي حسب المفهوم الإسلامي, و ليس ضرب اقليم لحسيما المقهور و المظلوم و المحكوم من طرف الطغاة "أمير المءمنين".
خطباء المساجد في أريف المقهور, وظيفتهم توظيف النصوص العقائدية الأسطورية لتكريس ثقافة الجهل, و من خلال الإيمان بالمقدر و القضاء الغيبي, يصنع الوعي المغلوط بربط الشعب بالخلاص الآلهي, يجعل من الوجود الإنساني بلا معنى في هذه الحياة. إما الإيمان بالقدر و التخالي عن الإستمتاع بالحياة الدنيوية, و التخلي عن الكفاح من أجل المطالبة بحقوق الإنسان, و إما الإختيار الإتجاه المعاكس و إنتظار العقوبة الرب المجهول. سيكولوجية الخوف التي ينشرها أئمة المساجد المستمدة من النصوص الإسلامية تنتج الإنسان السلبي الغير النافع لمجتمعه, فإما هو مستحمر يتخلى عن حقوقه, أو إنه غير منتج, و إما متطرف إرهابي يدمر مجتمعه, و هذا نتاج ثقافة الجهل و الرضوخ للمصير الغيبي و الإيمان بالمكتوب. جوهر توظيف النصوص الإسلامية في دعاية أئمة الشؤم هو محاولة منع و عرقلة النضال التحرري, الإجتماعي و الإقتصادي و السياسي و الثقافي, في خدمة مصالح النظام الإستغلالي و الإستبدادي.
الإسلام إيديولوجية رجعية متخلفة يسعى ناشرها بالترهيب السيكولوجي الى تكريس الثقافة الرجعية السائدة, الحامية لسلطة الطغاة القاهرين و المستبدين, و إبقاء الشعب رهين الخرافات و الإغتراب الذاتي, و رهين واقع إفتراضي يختزل فيه الواقع الإنساني المجسد في الصراع الأبدي بين الكفر و الإيمان. الإسلام إيديولوجية تضليلية تفصل الشعب عن واقعه الملموس, واقع الإنتهاكات الحقوقية و الإستبداد السياسي. إن الواقع المعاش الذي يضطهد فيه الشعب, لا يعرف صراع بين الكفر و الإيمان, بل يعيش صراع بين من يملك ثروات البلد و بين المحرومين المعدومين, الذين يكافحون من أجل قوت يومهم. دعوة أبواق النظام الرجعي, لأهل أريف الى التوبة في سياقها الإسلامي, يتجاهلون عن قصد أن المنطقة إسلامية و أهلها مؤمنين, يصرفون سنويا آلاف من الدولارات لزيارة الأماكن المدنسة في السعودية, و كذا في أريف من المساجد ما يفوق الكثير من المناطق داخل مورك, و أن الفساد الإداري و المالي و الأخلاقي و الإضطهاد القومي و الإجتماعي و الإستبداد السياسي, هي مظاهر مرتبطة بإيديولوجية و سياسة " أمير المؤمنين", و ليس لأهل أريف فيها لا ناقة و لا جمل.
ما يثير التساؤل حول ضرورة إعادة سيناريوهات النزاع بين الإيمان و الكفر أو التوبة و العقاب و إظهارهما كقوة حاسمة في إبقاء "الله" على حياة الشعب أو محوه بواسطة الزلازل, و كأن هذه الظاهرة لا تحدث إلا في أريف, و موجهة من طرف "الله" خاصة ضد شعب غير مؤمن بالعقيدة المحمدية. حقيقة السيناريوهات الترهيب و التخويف لا علاقة لها بالزلازل و لا بالقدر الآلهي المزعوم, و الحقيقة الواضحة لها إرتباط بالصراع الدائر بين المخزن "أمير المؤمنين" الظالم و القاهر و الناهب لخيرات البلد و بين الشعب المضطهد و المظلوم. الفقهاء الدجالون, يستغلون منابر المساجد و سذاجة القطيع, لجعل ما هو باطل حقا, و ما هو حق باطلا, وظيفتهم الإيديولوجية تكمن في صناعة الجهل و الإستحمار لهدف الدفاع على النظام المخزني الإستغلالي و الإستبدادي, وظيفتهم التحريض ضد المناضلين الشرفاء بكل الأشكال القسرية المادية و الخرافية, المستمدة من بقايا التراث الشرق أوسطي المتخلف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج