الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وماذا عن إرواء الرّوح

محمد ماجد ديُوب

2023 / 6 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الكثير من الأحيان تخطر على بالي أسئلةٌ عويصةٌ بعض الشّيء
دائماًّكنت أتساءل لماذا كلّ الدّيانات الإبراهميّة وإن كان بدرجاتٍ متفاوتةٍ عن بعضها البعض لا تلقِ بالاً لمسألة أعمال الرّوح ورغباتها ؟ماذا تريد الرّوح ؟ ما الذي يفرحهها ؟ مالذي يحزنها ؟ ماهو عطشها ؟ ماهو جوعها ؟ ماذاتريد ؟ ماتحبّ ؟ ماذا تكره ماذا تفعل بنا ؟ ماذا نفعل بها ؟ ....وهلمّ جرّا
بعد تدقيقٍ عميقٍ وشاملٍ في الموضوع الخطر هذا وحيث أنّ الدّيانات تعاقب على أفعال الجسد ولاتأبه لأفعال الرّوح كما لا تأبه لرغباتها بل على العكس هناك تجاهلٌ تام لهذه الرّوح من أساسها وعلى مايبدو لجهلٍ ما ببنيتها وآليةّ عملها وربّما بعدم الإيمان بوجودها وهنا بيت القصيد
لو آمن الإبراهيميّون بوجود الروح وهنا دعك مما ورد عنها في القرآن وهوكلامٌ مبهمٌ حوله الكثير من التّساؤلات إذا يقول : قل الرّوح من أمر ربّي يلقي بها على يشاء من عباده ولكاّن الرّوح واحدةٌ فقط هي من إختصاص ربّهم فقط وهم لايعلمون عنها شيئاً ومع ذلك يتكلّمون بكلّ وقاحة علميّةٍ عن خروج الرّوح من الجسد عندما يموت الكائن الحيّ وفي الأدبيّات المتافيزيقيّة والعلميّة هناك الكثير من ذكرٍ للرّوح فالجميع يقولون لك الكائن الحيّ هو جسدٌ وروحٌ وهنا لن أخجل وأقول فاقت وقاحتهم بالحديث عن الرّوح وقاحتهم في الحديث عن صفات إلهٍ لم يرونه ولم يعلموا عنه شيئاً سوى تخرصّات بعض من إدّعوا الوحي أو النبوءة .........
نجد في التّشريعات العقابيّة للإنسان أكانت كما يقولون سماويّةً أو أرضيّةً أنّه لاوجود لأيّة تشريعاتٍ أو نصوص ٍمطلقاً تفيد في أنّه للرّوح عقوبةٌ ما على فعلٍ ما ولاوجود مطلقاً لمثل هكذا تفكيرٍ حتّى في كلً كتب التّشريعات والقوانين
ثبت وبالدّليل القاطع أنّ مايّسمّى اللاشعور( فرويد ) أو الخافية( كارل غوستاف يونغ ) أوكما أسميته أنا القرين هو الذي يتّحكم بحياتنا بكلّ تفاصيلها من ألفها إلى يائها
هذا القرين وسأستخدم هذه المفردة لسهولتها ولقدرة حتى بسطاء القرّاء من فهم معناها
هذا القرين هو ذلك الصّندوق الأسود الذي تمت تعبئته من لحظة تكوين الجنين في رحم أمّه وحتّى بلوغه سن الخامسة من عمره والذي يمكن لنا من خلال فهمنا لبنيته وآليّة عمله بعد بلوغنا سنّ الوعي أو سنّ النّضج ّوبشيءٍ من المعرفة البسيطة له أن نغيّر من محتواه ونملأه بمحتوىً جديدٍ وقد يكون مخالفاً مائةً وثمانين درجةٍ لما هو كائن ٌ فيه سابقاً
أقول لو آمن الإبراهيميّون بوجود الرّوح ( طاقتك الكموميّة التي هي توأم قرينك الكومومي ) لعدلّوا الكثير من تشريعاتهم العقابيّة للإنسان ولنأخذ مثالاً على ذلك : عقوبة الزّاني أو والزّانية
عندما تنشأ في بيئةٍ كلّها محرّماتٍ لاتأبه لرغبات الرّوح وفقط تأبه لرغبات الجسد ستجد أنّ لعفل الجنسي ّ هو فعلٌ جسديٌّ فقط وهنا ستنزل العقوبة كلّها على الجسد رجماّ حتّى الموت للمحصنة أو المُحصن أو جلداّ لغير المحصنة أو المحصن
والسّؤال الذي يتبادر إلى الذهن فوراً في هذا المقام هل الفعل الجنسيّ هو فعلٌ جسديٌّ صرفٌ أم أنّ هناك وراءه روحٌ غير مشبعةٍ ّحبّاً وحناناً من صغرها ؟
لو دخلنا قليلاً في التّحليل النّفسيّ لوجدنا أنّ أغلب الشّبقين جنسيّاً أو اللاهثين وراء الجنس وإن تعبت أجسادهم هم من غير المشبعبن روحيّاً بعاطفة الحبّ والحنان من الأبوين و في سنّ طفولتهم التي ذكرتها سابقاً من .... وحتى السنّ الخامسة
مما يجعل هذه الرّوح وكأنّها حفرةٌ لاقرار لها ولاشيء سيشبعها حتى تفارق جسدها
وهنا كان فرويد مصيباً إذ قال : الليبدو له دورٌ فاعلٌ وخطيرٌ في حياتنا بسبب كبته
عندما تجد نفسك مأسوراً من إمرأة ٍ أو إمرأةٌ تجد نفسها مأسورةً من رجل ٍهل لهما يدٌ في هذا الأسر الواحد منهما للآخر ؟
أعتقد جازماً أن : لا
لأنّ هذا الأسر هو حالةٌ لامسؤولية لغريزة الجنس فيها أبداً بل تقع المسؤوليّة كاملةً على القرين الذي يمتلك صورة لأنثى إن كان قرين رجلٍ أو صورةً لرجلٍ إن كان قرين أنثى يعمل منذ زمان ٍعلى جعلها حقيقةً واقعيّة وعندما يجد الشّخص الأكثر قربا منها تراه يوقعك في حباله كأن تعشقه بلحظةٍ خاطفةٍ ليس لها أيّ تفسيرٍسوى قولك هذا قدري ...........!
إنّ عدم إشباع الرّوح وإرتوائها سيجعل المرءالظمآن وكأنّّه يروي ظمأه من بحرٍ مالحٍ لن يزيده إلا عطشاً أليس هذا مانلمسه في المجتمعات المكبوتة والتي هي إسلاميّة يغالبيّتها . الانلمس أن الجنس هو العامل المحفّز لها حتى على الإيمان بالله : حوريّت الجنّة مثلاً
وهنا أسال السؤال الخطير جدّاً والذي سيلعنني عليه رجال الدّين :
هل علينا في هذه الحالة أن نبارك لهذين العاشقين عشقهما لو كنّا إنسايين أو نحكم بعقوبتهما إن كنّا وحوشاً متديّنةً .
أليست المساكنة هي الحلً الأمثل ليحقق الرّجل والمرأة إنسانيّتيهما بشكلٍ كامل ٍ دون ضغطٍ من عرفٍ أو تقليدٍ أو شريعةٍ لاندري كيف جاءتنا وممّن
أترك الجواب لكم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب