الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جائزة أحمد عكاشة للطب النفسي

فاطمة ناعوت

2023 / 6 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


جائزة "أحمد عكاشة" للطب النفسي

من هدايا الِله لمصرَ، وهدايا مصرَ للعالم، أن يخرجَ من أرضها الطيبة، شقيقان عظيمان من "آل عكاشة" يدشّنان لصالح الإنسان ورغده صروحًا فكرية وثقافية وطبية، لا يتوقف عطاؤها على مرّ الزمن، بل تُثمرُ بالجديد. فمثلما أهدى الشقيقُ الأكبر الدكتور "ثروت عكاشة"، لمصرَ حصونًا ثقافية خالدة، لا يُتصوّر وجهُ مصرَ الحضاري دونها، يُشيّدُ الشقيقُ الأصغرُ البروفيسور "أحمد عكاشة" حصونًا علمية مهمة في الطب النفسي والأعصاب من شأنها أن تضبط إيقاعَ الإنسان على "الكود" القويم الذي يجعله قادرًا على صنع الحضارة، والحفاظ عليها. فلا شيء أصعبُ من دراسة وتشريح وتشخيص ثمّ علاج "النفس الإنسانية"، بكل تعقيداتها وميولها وتراكمات خبراتها وتجذُّر دوافعها وتشعّب سلوكاتها واختلاف ردود أفعالها بين مليارات البشر! البروفيسور "أحمد عكاشة" أستاذ الطب النفسي، ومستشار الرئيس للصحة النفسية والتوافق المجتمعي، ورئيس الجمعية المصرية للطب النفسي، والرئيس السابق للجمعية العالمية للطب النفسي، وعضو المجلس التنفيذي لليونسكو، وعضو لجنة التخطيط في المجلس الأعلى للجامعات، ومؤسس ورئيس تحرير المجلة العالمية للطب النفسي باللغة العربية، ورئيس وعضو تحرير ٢٢ مجلة عالمية ومحلية في الطب النفسي، ألّف عشرات الكتب بالعربية والإنجليزية ومئات الدراسات والأبحاث العلمية في مجالات الطب النفسي والعصبي والعلوم السلوكية والاجتماعية تُزيّن المجلات العلمية العالمية، وأشرف على عدد لا يُحصى من رسائل الدكتوراة والماجستير في الطب والآداب …..، والحق أن سرد منجزات هذا العالم المصري العالمي تُنفدُ مدادات القلم. ومن بين ما دشّن لمصرَ من حصون علمية: “مركز أحمد عكاشة للطب النفسي" في مستشفيات جامعة عين شمس الذي يعمل منذ باكورة تسعينيات القرن الماضي، وهو المركز الوحيد فى العالم العربي الذي يتبع "منظمة الصحة العالمية" فى البحوث والتدريب فى الطب النفسى، ويعالج بالمجان ١٢ ألف مريض سنويًّا على يد كوادر طبية رفيعة المستوى. ومن بين الصروح العلمية التي يقدمها لنا البروفيسور "أحمد عكاشة”: "جائزة أحمد عكاشة السنوية للطب النفسي" التي يقدّم من خلالها جائزة أدبية ومادية للبراعم الناشئة في مجال الطب النفسي ممن يقدّمون دراساتٍ وأبحاثًا مبتكرة وواعدة تمنح البشرية أملا جديدًا في الحياة الصحية المتوازنة. وفي حفل تسليم الجوائز كلّ عام، يحرص د. عكاشة أن يُقدّمَ أحدُ أعلام الفكر والثقافة محاضرةً تضفُر الطبَّ النفسي بالثقافة المجتمعية من شأنها أن تفيد العقلَ الجمعي المصري والعربي. من بين الأعلام الكبار الذين حاضروا في حفل المسابقة، كان الراحل العظيم د. “ثروت عكاشة" الذي حاضر حول "تطهير النفس عن طريق الفنون"، وفي سنوات سابقة قدّم الدكتور "وسيم السيسي" محاضرة بعنوان: “"من أرضنا هلَّ الإيمان والدين منذ الفراعنة وإلى يوم الدين"، وأما مؤتمر هذا العام فقدّم فيه الدكتور "حسام بدراوي" محاضرة شيقة عنوانها: “مستقبلُ مصرَ كما أراها"، طرح خلالها رؤى شديدة الإيجابية والإلهام حول مشروعية "الأحلام" التي يراها البعضُ مستحيلاتٍ، ويراها المبدعون والإصلاحيون يسيرة المنال. وهنا أتذكرُ "برنارد شو" حين قال:
You see things and say Why? But I dream things that never were and I say Why not?
من دواعي الفرح أن حاصدي "جائزة عكاشة للطب النفسي" هذا العام طبيبتان جميلتان. وتحيا تاء التأنيث. الأولى: د. "جيلان أحمد" مدرس الطب النفسي جامعة أسيوط، والأخرى د. “منار نوارة" مدرس الطب النفسي جامعة عين شمس.
ويحملُ مشعلَ د. "أحمد عكاشة" العلمي نجلُه أ. د. “طارق عكاشة" أستاذ الطب النفسي ورئيس تحرير مجلة "الشرق الأوسط للطب النفسي المعاصر"، التي أسسها د.“عكاشة" عام ١٩٩٣ بتمويل شخصي، حتى تحولت منذ أعوام إلى مجلة دولية في خانة Q3 من بين أفضل مجلات العالم ويدعمها اليوم "بنك المعرفة" التابع لوزارة البحث العلمي، وعُقبى أن تغدو مجلتنا المصرية من أهم مجلات العالم العلمية في الطب النفسي، بإذن الله.
كرّمني د. "أحمد عكاشة" مراتٍ عديدة في حياتي. مرّة حين وافق أن يكون ضيف الشرف في صالوني الشهري الثقافي في يوليو ٢٠١٩، وكان شذى الختام لصالوني الذي توقف مع كوفيد١٩. ومرّةً حين كتب تصديرًا عظيمًا لكتابي "عُمر … من الشرنقة إلى الطيران"، الذي أحكي فيه تجربتي كأمٍّ مع ابني المتوحد "عمر"، وكيف خرج من شرنقة العزلة نحو رحابة الحياة. وأما آخر ما قدّم لي من هدايا فكان هذه الدرع العظيمة التي قدمها لي "مركز أ.د. أحمد عكاشة للطب النفسي" في "المؤتمر الدولي الثامن عشر للطب النفسي"، و"المؤتمر الدولي السادس لطب نفسي الأطفال والمراهقين"، بعد ندوة رفيعة المستوى ضمن فعاليات مؤتمر الطب النفسي جامعة عين شمس عُقدت حول كتابي وتجربتي كأمٍّ؛ حاورتني فيها مجموعة رفيعة من أستاذات الطب النفسي هن: أ.د. "مها السيد"، ا.د. “هبة الشهاوي"، أ.د. "مروة المسيري"، أ.د. “دينا الجابري". شكرًا.



***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية


.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا




.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله