الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد الأضحى و المشاعر المتنافرة

عائشة التاج

2023 / 6 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


العيد و المشاعر المتنافرة :
يرتبط العيد في مخيالنا العام بالبهجةوالفرح ، لذلك يسعى الكثيرون وربما الأغلبية لإعداد. شروط البهجة والفرح كما يتصورونها .
عيد الاضحى ، هو في العمق عيد يحتفي بها المسلمون أينما كانوا ببطونهم .
حيث يتوفر لحم الغنم والضأن. والبقر احيانا في كل دار ،وهذا الامر ليس متاحا في الأيام العادية .
تشكل اللحوم حجر الأساس لتهيئة اجمل الأطباق والذها ، حيث تتفانى النساء وحتى الرجال الهاوون للطبخ في إبراز مهاراتهم في الطبخ وإسعاد ذويهم بأطباق دسمة ومميزة .
و متى توفرت الزردة ، تجمع افراد العائلة ،وحضر الأنس العائلي ،
وتبادل الاقارب الاستضافات ،وحضر الود والمجاملات الاجتماعية ومعهم الفرح والبهجة بكل تاكيد .
مبدئيا هذه هي القاعدة العامة ،وهذا ما هو متداول بشكل عام
لكن ،هناك ايضا ما يوازي هذه المشاعر .
وهذا ما يتم إغفاله
يتميز عيد ٢٠٢٣ في المغرب وربما في البلدان الأخرى بغلاء الأسعار ،غلاء الأكباش. نتيجة للجفاف و ارتفاع ثمن المحروقات ،اي النقل ،ارتفاع ثمن الزيوت والكثير من المنتوجات الغذائية كالفواكه الجافة و بعض انواع الخضار والمعدات والأواني ،
ذلك ان عناصر التضخم وثمن المحروقات ألقى بظلاله على كلفة العيش التي لم يوازيها ارتفاع الأجور بالنسبة للعمال والموظفين واغلب المستخدمين ،
وحدهم التجار الكبار او المتوسطون يتدبرون امر هامش الربح ،
اما البقية فهي فلا خيار لها الا تدبير الغلاء وتقليص الاستهلاك
في هكذا شروط ،سيكون هناك حتما شرائح واسعة. لن تستطيع شراء الكبش ،
وسترتفع الخصومات داخل البيوت نتيجة لهذه الضغوط الاستثنائية ،
بالنسبة للاسرالشابة ،فهم يحرصون دوما على اجتياز العيد مع اسرهم الأصلية ،وبالتالي تطرح تحديات اختيار الوجهة بين الزوجين :عائلة الزوج ام عائلة الزوجة وقد يحدث تجاذب يتبعه نقاش حاد قد يتحول لخصومات معلنة ام مسكوت عنها ستتفجر لاحقا دون شك ،
ثم هناك مصاريف التنقل التي تعرف بدورها ا رتفاعا صاروخيا نتيجة للحاجة الملحة ،فهذا العيد كان دوما فرصة السفر بامتياز سواء بالنسبة لمغاربة الخارج او ما بين المدن ،وما بين المدن والبوادي
هذا عيد البوادي بامتياز ،فهي تستعيد ابناءها وبناتها الباحثين عن اللمة العائلية،
وهي ايضا فرصة المدن الكبرى ،التي ترتاح من الضغط البشري المفرط لمدة أسبوع او أسبوعين ،
فتستعيد هدوءها وفرصة التجول في شروط جد مريحة
فئات على الهامش : هناك حتما فئات على هامش المجتمع و بالتالي على هامش العيد :
طبعا تلك الفئات التي لا تستطيع شراء العيد هذه السنة وهي حتما أكبر عددا من الأعياد السابقة وستشعر بالحزن والإحباط ,
هناك فئات ليست لها عائلات ،أي توفي آباؤها أو تفرق أفراد عائلتها أو فرضت عليها ظروف الحياة أن تعيش بعيدة جغرافيا عن جذورها ،
سواء كانت من البلد الأصلي أو من بلد أجنبي ,هذه الفئة ،سيخترق الحزن جدران عزلتها مهما قاومت
هناك أيضا من يجتاز في فترة العيد ظروفا تعيسة كمن فقد أحبة له بالموت أو الاختفاء أو السجن أو المرض أو أي خلل يفكك التوازن النفسي الذي يغدو أكثر هشاشة في ظروف العيد ،حيث تنتشر مظاهر الاحتفال بشكل جد صارخ
كي لا ننسى دور الأيتام ودور العجزة ونزلاء السجون و نزلاء المؤسسات العسكرية المداومين ,,,,هؤلاء مهما قامت إداراتهم ببعض المبادرات فهم مع ذلك يدركون بأن فرحتهم ناقصة إذ تغيب منها توابل الدفء العائلي الذي بفترض ان ينعم به آخرون
عموما ،العيد أعياد ، ومادام كذلك فالمشاعر متباينة بتباين الشروط و ظروف العيش ,
ومع ذلك نتبادل جميعنا كلمات المعايدة بنفس الطريقة ،عيدكم مبارك
وكل عام وأنتم بخير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعش يتغلغل في أوروبا.. والإرهاب يضرب بعد حرب غزة | #ملف_الي


.. القرم... هل تتجرأ أوكرانيا على استعادتها بصواريخ أتاكمز وتست




.. مسن تسعيني يجوب شوارع #أيرلندا للتضامن مع تظاهرات لدعم غزة


.. مسؤول إسرائيلي: تل أبيب تمهل حماس حتى مساء الغد للرد على مقت




.. انفجار أسطوانات غاز بأحد المطاعم في #بيروت #سوشال_سكاي