الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلسلة الدعاية الاسلامية وعظماء الغرب 109 الترجمة العربية لكتاب (المائة - الترتيب للأشخاص الأكثر تأثيرا في التأريخ ) الفصل الاول انموذجا ( دراسة نقدية) تأليف مايكل هارت 16 .

رحيم فرحان صدام

2023 / 6 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



رغم اختيار مايكل هارت النبي محمداً على رأس قائمة الأشخاص المائة الأكثر تأثيراً في العالم، يتضح مما سبق أن هدف الكاتب الأمريكي هو إثبات أن الإسلام هو جهد دنيوي من صنع الانسان وليس من عند الله ، وأن القرآن الكريم هو من تأليف النبي محمد ، وهذا يجيب عن السؤال: ما الرسالة التي سعى مايكل هارت إيصالها للناس؟ ومن المسلم به أن الكاتب قد وضع النبي محمدا في أول قائمة الأشخاص الأكثر تأثيراً أو نفوذاً في العالم على مدار التاريخ؛ لا لأنه نبي ورسول بل نتيجة تأثيره الكبير في حياة البشر، عبر الإسلام الذي هو جهد بشري لمحمد، على حد زعمه . أما أنيس منصور فيقول: " وكان المؤلف يستحق الكثير من حفاوة الدول الإسلامية :" بل إن الحال وصل بأنيس منصور إلى أن يرسل رسالة لمايكل هارت يثني عليه. فيقول: " وسوف تكون مفاجأة للمؤلف أن أبعث إليه بنسخة من هذا الكتاب. وبذلك تكون المفاجأة الثانية ؛ أما الأولى فهي عندما أرسلت له خطاباً أُبدي إعجابي بعلمه وخلقه وأستأذنه في نشر ما استطيع من هذا الكتاب" .
فهل هذا يعني أن أنيس منصور شكره على وصف الرسول بالدكتاتور الافتراضي؟ إن شكره للكاتب الأمريكي وإعجابه بخلقه وعلمه يعني إقراره بصحة كل ما جاء به ، وهذا أمر خطير يمس العقيدة الإسلامية في صلبها.
هل نقل أنيس منصور مضمون كلام المؤلف الأصلي نقلاً أميناً صادقاً؟
الجواب : لم ينقل أنيس منصور المضمون نقلاً صحيحاً أميناً، ولجأ إلى التلخيص وإدخاله في النص العربي ما ليس من مضمون النص الإنجليزي، وهو ما أدى إلى تزوير المضمون تزويراً كبيراً، ووضع على لسان المؤلف الأصلي مالم يقله، وهذا انعكس سلباً على المجتمع الإسلامي الذي استقى المعلومات من كتاب أنيس منصور فأضلهم، فأثنى كثير من المسلمين، دعاة وخطباء ومفكرين، على مايكل هارت وأشادوا بشجاعته رغم تجنيه على الإسلام والرسول محمد .
ومجمل القول إن الفصل الأول من كتاب ( الخالدون مائة أعظمهم محمد رسول الله)
الخاص بالنبي محمد ما هو إلا من تأليف الكاتب أنيس منصور، ويوحي إلى القارئ أنه عبارة عن تلخيص لسيرة الرسول منقولة عن أحد المصادر الإسلامية كالسيرة النبوية لابن هشام لا عن كتاب مايكل هارت الذي أخل منصور بمضمون نصه الأصلي بوسائل متعددة منها:
1- تحريفه معاني عدد من الكلمات وهو ما أدى إلى تحريف الجمل ثم النص.
2- أضاف عبارات من عنده من دون أن يوضح سبب استخدامها مثل "ومعهم حق في ذلك"، "وقد يكون غريب حقاً".
3- حذف عبارة مايكل هارت عن النبي التي وصفه ب: "بمثابة دكتاتور افتراضي".
4. لم يورد أنيس منصور اقوال مايكل هارت أن النبي محمد هو مؤلف القرآن، وأن القرآن هو القرآن الذي ألفه محمد ، لكن ليس تماماً بل هو " إلى حد كبير كلماته بحد ذاتها".
5. استخدامه عبارات مبهمة فيما يخص القرآن الكريم مثل: "نزل.... كاملاً".
6- زور انيس منصور المفردات التي يستخدمها الكاتب مايكل هارت فعلى سبيل المثال عندما يكتب المؤلف " محمد " يكتب انيس منصور في الترجمة " محمد رسول الله " او" الرسول عليه السلام " او " صلى الله عليه وسلم " وغير ذلك من المصطلحات الاسلامية .
وخلاصة القول: لقد أخلّ أنيس منصور بمضمون النص الأصلي إخلالاً كبيراً، ولم ينقله نقلاً أميناً دقيقا، بل يظن القارئ الذي لم يطلع على النص الإنكليزي أن مايكل هارت عالم
" منصف " على الطريقة الإسلامية ، كما رأينا من ثناء بعض الناس عليه. أما تأثيره في الناس والمجتمع العربي تحديداً فلا يحتاج إلى برهان ودليل فهناك العشرات بل المئات من المواقع الإلكترونية التي تصف مايكل هارت بالمنصف، وأن كثيراً من الناس الخاصة منهم والعامة والخطباء في المساجد والدعاة يعتقدون أن كتاب أنيس منصور هو نسخة صحيحة عن النص الأصلي وهناك حشد كبير جدا من الأدلة في شبكة الانترنيت .
أما السؤال: هل يجب ترجمة المضمون دون إخلال مراعاة لمشاعر المسلمين؟ يجب على المترجم أن يكون صادقا أمينا وينقل النصوص من دون تحوير وتبديل ولا يفعل كما فعل أنيس منصور إذ أبقى صورة مشوهة من كتاب مايكل هارت، تعبر عن رأي أنيس منصور نفسه. وعلى المترجم الذي يترجم نصاً من النصوص التي تتعلق بعقيدة الأمة أن لا يترجم ما يراه هو ويحرف المضمون على هواه بل عليه أن يلتزم بمضمون النص التزاماً صادقاً حتى نعرف الحقيقة ، وباستطاعة المترجم، لا سيما المترجم التحريري، أن يعلق على النقاط التي يراها سلبية أو غير صحيحة فيما يخص عقيدته ودينه أو تاريخ أمته وبإمكانه أن يرد عليها إن كانت له المقدرة على ذلك وإلا فليترك الأمر لأصحاب الاختصاص. أما أن يحرّف المضمون كما فعل أنيس منصور، إذ أظهر أن ما طرحه مايكل هارت مطابق للسيرة النبوية والوحي رغم ما يكتنف نص أنيس منصور من غموض وتلاعب بالنص وذلك بعدم ترجمته النص كاملا، بل اختصره اختصاراً كبيراً يخل بمضمون النص وأتاح لنفسه أن يضيف ما يشاء فهذا أمر مرفوض وبعيد عن الأمانة في الترجمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود من الحريديم يتظاهرون في تل أبيب احتجاجا على قانون التجن


.. شاهد: -أموت أو أقتل أفضل لي من التجنيد بجيش التدمير- يهودي م




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تبدأ النظر في تجنيد -اليهود المتش


.. الشرطة الإسرائيلية تعتدي على اليهود الحريديم بعد خروجهم في ت




.. 86-Ali-Imran