الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هدايا عيد الأضحى لابني عُمر… شكرًا للطيبين

فاطمة ناعوت

2023 / 6 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هدايا "عيد الأضحى" لابني "عُمر"… شكرًا للطيبين

مع إشراقة نهار "عيد الأضحى" المبارك ٢٠٢٣، يكون قد مرَّ عامٌ كامل على واحدة من أعظم الهدايا التي منحها اللهُ لي، على كثرتها ووفرتها، تلك التي لا تُعدُّ ولا تُحصى. أحتفلُ بمرور عامٍ على كسر ابني المتوحّد "عمر" لشرنقة العُزلة الاجتماعية، وطيرانه مثل فراشة ملوّنة رشيقة فوق أعناق زهور الحياة، يرتشفُ من شذاها معارفَ وأغانيَ وكلماتٍ وخبراتٍ جديدة. ومع كل جديد يتعلّمُه، يلهجُ لساني بشكر الله، ويخفقُ قلبي فرحًا ورجاءً في وجه الله الأكرم الذي لا تنفدُ هداياه، ولا تجفُّ أنهارُ عطائه. على طول هذا العام كنتُ أركضُ مع "عمر" أسابقُ الزمنَ حتى نُعوَِّضَ ما فاتنا، وهو كثيرٌ. وكان مَن حولي ينصحوني بالتمهُّل حتى لا تتقطّع أنفاسي. فأردُّ عليهم بالمزيد من الركض؛ لأن الطمعَ في كرم الله فرعٌ من الإيمان به. كلما سمعتهم يقولون: "رويدًا- حنانيك- كفاية كده! كنّا فين وبقينا فين؟!” وغيرها من عبارات تهدئة السرعة، كنت أتذكّر الأديبَ الروسي "دوستويفسكي" حين قال: “المشكلةُ أنك ركضتَ مسرعًا بمجرد أن سمعتَ النداء، بينما كل ما كان عليك فعله هو أن تلتفتَ فقط!". أختلفُ معه. فبمجرد سماعي "نداء عمر" يطلبُ الحياةَ، كان عليّ الركضُ بأقصى سرعة، وليس مجرد الالتفات. هذا واجبي، أولا: "كأمٍّ"، وأولا كذلك "كإنسان" منحه اللهُ نعمةَ مساعدة "إنسان" على الحياة.
أشكرُ اللهَ على نعمه التي لا تُعدُّ ولا تُحصى. أشكره على نعمة وجود "عمر" في الحياة ليمنحني منتهى الفرح والتعلّم. ثم أشكره على أن سمح أخيرًا بخروجه من شرنقة العزلة. أشكرك ربي كما ينبغي لجلال وجهك، ووافر عطائك. وأشكر كلّ من ساعدني في رحلتي مع "عمر" لنكسر الشرنقة ونتحرّر. أشكر "الكيميائي الحيوي د. رامز سعد" الذي اكتشف ما في جسد ابني من "معادن ثقيلة"، شأن المتوحدين، ثم وضع لي بروتوكولا غذائيًّا متجددًا ومحكمًا لتحسين بصمته المعدنية، مما أفاد في بناء التواصل المجتمعي. وأشكر جميع الأطباء الكبار الذين سخّروا علمَهم لمساعدة "عمر": أستاذ الجهاز الهضمي: د. "هشام الخياط"، أستاذ طبّ الأسنان د. "أيمن فايز فرح"، أستاذ طبّ العيون: د. "فتحي فوزي". أشكر أ. د. “أحمد عكاشة" أستاذ الطب النفسي على توجيهه الدائم لي، وكتابته مقدمة كتابي عن التوّحد: “عمر من الشرنقة إلى الطيران". وأشكر الأديبة الصديقة: “نوال مصطفى" التي شجعتني على كتابة تجربة "عمر" ليكون إلهامًا لأمهات غيري. أشكر المهندس: “صلاح دياب" على دعمه لابني "عمر" ومتابعته الدائمة لتطور حالته. أشكر جميع المدارس التي استضافت "عمر" لتكريمه، وكان آخرها مدرسة "رمسيس الدولية بالشروق". أشكر الإعلاميين: "خيري رمضان"، “كريمة عوض" لاستضافة "عمر" في برنامجهما وتسليط الضوء على موهبته الفائقة في الرسم. أشكر السفيرة الجميلة: د. “نبيلة مكرم" على دعمها لموهبة "عمر" في الرسم. أشكر أ. "مروة الطوبجي" لاختياري "سوبر ماما" على صفحات مجلة نصف الدنيا"، لتشجيعي على المضيّ. أشكر صديقتي د. "هالة كامل" التي عاشت معي رحلة تحرر "عمر" من الشرنقة بكل صعوباتها وعسرها وشقائها، وتساعدني على الحصول على الخبز الخالي من الجلوتين الذي يتناوله "عمر" لأن جسده لا يُفرز الأنزيم الهاضم للطحين العادي. أشكر "دادا عفاف" مربية "عمر" التي تشاركني رحلة "عمر" نحو الحياة. أشكر جميع مدربي عمر الرياضيين الذين يبذلون الجهد معه في السباحة والفروسية وكرة السلة. أشكر كابتن: “شوبير" لسؤاله الدائم عن حال "عمر"، وعلى "تيشيرت الأهلي" الذي أهداه له وفرح به "عمر" كثيرًا. أشكر الروائية الكويتية الشهيرة د. “فاطمة العلي" على علبة الألوان الفخمة التي أهدتها لـ"عمر" ويرسم بها لوحاته، بعدما رفض كل الألوان التي جلبناها له. أشكر صديقتي الجميلة: “مريم رياض" التي تُرسل لي من أمريكا ما يحتاج إليه "عمر" من أدوية، وأدعو اللهَ بأن يقف معها في رحلتها مع ابنها الوسيم: “دانيال"، فهي كذلك "أمٌّ بدرجة مقاتل". أشكر جميع من يدعون لـ"عمر" كل يوم في الطريق وعلى صفحات التواصل سًّرا وجهرًا. وليت مقالي من مليون كلمة حتى أشكر جميع من ساندوني في رحلتي الشائقة الممتعة.
اللهم في هذه الأيام الطيبة املأ قلوبَنا بالرحمة وعقولنا بالنور. اللهم اشفِ كلَّ مريض، وانصر كلَّ مظلوم، وكُفّ كلَّ ظالم، وارحم موتى العالمين. اللهم احمِ أولادنا من كل سوء، واكتب لبلادنا الأمن والسلام والرغد، واحفظ وطننا العظيم، وظلّلِ البشريةَ بمظلة التراحم، واملأ صدور البشر بالمحبة والتآخي والتحضر. اللهم املأ قلوبنا بحبك واسبل علينا مرضاتك واعفُ عنا ولا تردّ سؤالنا، ولك الشكر والحمد عددَ خفقات قلوبنا، وكما يليق بجلال وجهك العظيم. وكل عيد أضحى وأنتم طيبون.
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كل عام وانتما -الاستاذه فاطمه والعزيز عمربكل الخير
الدكتور صادق الكحلاوي- ( 2023 / 6 / 29 - 20:01 )
مع جميع افراد الاسرة الكريمه وعيد مبارك على كل البشريه-ولكن اين تعليقي رقم 1 وقد بعثته قبل اكثر من 24ساعه

اخر الافلام

.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا


.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو




.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط