الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ڤاگنر وناقوس الخطر..

حسن خالد

2023 / 6 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إنّ ما حدث فيما يتعلق بملف "مجموعة ڤاگنر" وتمردها على السلطة/الدولة الروسية، أو على بعضٍ من قيادات مؤسستها العسكرية الرسمية ك"وزير الدفاع" و "رئيس هيئة الأركان العامة" كما ذهبت تحليلات بعض المحللين المقربة من الصراع الروسي - الاوكراني..
المؤكد في كل ذلك، سواءا أكانت الأحداث مفتعلة "لغاية في نفس الدب الروسي" أم مع وجود نية لدى قائد الميليشيا المتمردة "طباخ الأمس للرئيس" للإطاحة برأس كبار القادة في مؤسسة الجيش النظامي الروسي، إن لم تكن نيته أساسا القيام بعملية الإنقلاب والاستيلاء على كرسي الرئاسة في الكرملن، مستغلا تعاطف الكثير من الناس المتذمرين معهم في الشارع الروسي العريض، نتيجة "قتالهم البطولي" في عديد الجبهات في الجغرافيا الاوكرانية وغيرها..
تنطلي عملية التسوية التي حدثت بتدخل طرف ثالث (رئيس جمهورية بلاروسيا) على استفهامات كبيرة وكثيرة، مع نية رأس الدولة/ النظام في روسيا [پوتین] التعامل بحزم مع ارتدادات ما حدث التي يُشتم منها أن القضية أكبر وأعمق بكثير من مجرد إختلاف في وجهات النظر بين متحالفين في جبهة واحدة ضد عدوٍ مشترك لروسيا الدولة/ الشعب، يبدي حتى الآن شراسة في الجبهة الواسعة في أوكرانيا؟
لقد بيّنت الأحداث أن رأس الدولة - سيد الكرملن- تعامل مع مجريات الحدث بخبرة وحنكة وبرودة أعصاب، متحاشيا الصِدام المسلح إلا في حدودها الدنيا مع المجموعة الزاحفة من الجنوب إلى موسكو بسرعة جنونية وهي المتمرسة في حرب المدن وقتال الشوارع والقصبات، ولا يمكن الاستهانة بعددها وعتادها وخبراتها.
(ڤاگنر) بمثابة أخطبوط ذو أذرع طويلة، يتواجد ويتحكم في عديد الجبهات والساحات العالمية والتي تمثل قوات هي أكثر من مجرد قوات رديفة للدولة الروسية أو السلطة الروسية الحاكمة.
هي تمثل مصالح وأذرع ونفوذ الدولة الروسية في جبهات عديدة في دول القارة الإفريقية والآسيوية في العلن، وربما غيرها في الخفاء، فلا ينبغي تناسي أو القفز فوق حقيقة العلاقة التي تربط بين "الرئيس وطباخه" هنا!
إنّ ما حدث في روسيا الإتحادية وما قد يحدث من حصرا في خيارات محددة ك صهر المجموعة العسكرية ک "ميليشيا" في المؤسسة العسكرية الروسية وتدجينها أو التخوف من ملاحقات قضائية لأفراد المجموعة ممن لايمتثل للأوامر، أو نفيٌ غير معلن إلى بلاد عراب التسوية، إنما هو بمثابة ناقوس خطر يُدق بقوة في الكثير من الدول التي أوجدت ميليشيات عسكرية رديفة للجيش النظامي لتقوم بمهمات قذرة تحمي "مصالح وسمعة" السلطة من المساءلة القانونية لاحقا، أمام محاكم قد تُنشأ لاحقاً، محليةً كانت أو دولية، في عديد الدول التي تعاني تعقيدات الصراع طائفيا وعرقيا وحتى في جانبٍ منه غواية لشهوة السلطة..
لأن ما حدث في روسيا الإتحادية - وهي قوة عظمى و وريثة الاتحاد السوڤیتي، يمكن حدوثه/إحداثه (لمّحت الاستخبارات الروسية إلى ذلك دون أن تذكر الجهة - الجهات بصريح العبارة). في عديد الدول كالعراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان وإلى حدٍ بعيد تركيا وإيران وهي دول تقع على (شفا حفرة من النار) نتيجة صراعات مرئية حينا وكامنة أحيانا أخرى تنتظر الشرارة؟!!
المؤكد أن النظم السياسية الحاكمة في تلك الدول، بدأت تتحسس مؤخراتها وتعيد حساباتها/ أو ينبغي أن تعيد حساباتها في علاقاتها مع ميليشياتها (ڤاگنراتها) هي التي أوجدتها ورعتها وغولتها و[حمتها قانونيا] عن طيب خاطر، لتكون يدها الضاربة في حسم صراعاتها مع خصومها في صراع (الأخوة الاعداء).
[ كالحشد والشبيحة وحماة القرى والقوى المشكلة طائفيا ومذهبيا وعرقيا ].
والتي باتت "دويلة في دولة" تتمتع بامتيازاتها في غالبية تلك الدول...
وتبحث حثيثا عن الطرق الأنسب لإعادة المارد إلى قمقمه، قبل أن يتحول إلى وحش يفتك بصاحبه في نهاية المطاف، لأن العلاقة التي تربطهم ترقى إلى علاقة عضوية في وحدة المسار والمصير، إن لم يكن الأوان قد فات؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية