الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نتقن الدخول في الفلسفة؟

الصادق عبدلي

2023 / 7 / 3
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يبدو رفع السؤال الفلسفي حول ماهية الفلسفة أو ما تكون الفلسفة؟ إلاّ ضربا من تفكيك حُبيْبات الرّمل وإعادتها إلى مكانها الأوّل وتلك لعَمْري مَهمّة مُعتاصة. لذلك علينا الدخول في الفلسفة وترك سؤال الماهية معلقا "لساعة الكلام الليليّ"[1] كما يقول دُلوز في تمطيطه للسؤال بعيدا تاريخانيته واستنباته في المفهوم الذي نبت من رحم الفلسفة ذاتها. وعليه يجب أن ننظر للفلسفة بكونها "خلقا وإبداعا للمفاهيم"[2] ونتخذ طريقا فلسفيا يسير ألهوينا نحو الهداية إلى فهمها ومعاشرتها واختبارها والتمرّن على تمارينها التي لا تنتهي إلاّ بانتهاء كميّة الأسئلة التي يصرّفها الفيلسوف بين الفَيْنَة والأخرى بما هي حقًّا فلسفةُ الفَرْقِ تتصادى مع العُموميّة (التَّكرار). أجل، هي "فلسفةٌ للفَرْقِ"[3]. أليست "الأسئلة في الفلسفة أهمّ من الأجوبة وكلّ جواب ينتهي إلى سؤال من جديد"[4] كما خطتها يراعة كارل ياسبرز الفيلسوف الوجودي؟
أليس علينا "أن نتعلّم التّفلسف وليس الفلسفة"[5] كما ناشدنا الفيلسوف إمانويل كَنْت (Immanuel Kant) منذ ثلاثة قرون مضت على قضاء نحْبه؟ ألم يقل هيدغر يجب علينا الدخول في الفلسفة بدل الدوران خارجها[6]؟ ألم يقل مرلوبونتي: "ذلك أنّ التّفلسف بحث وهو يقتضي أن تكون ثمّة أشياء تُرى وتُقالُ"[7]؟ ولكن علينا البحث كيف يشتعل الحطب ويؤول إلى نار نستأنس بقبس منها ونبدّد الوهم المغيّم على عقولنا؟ أليست الفلسفة "سحبا لوسادة الكسل"[8] بتعبير برتراند راسّل؟ فهل علينا أن نكفّ عن التّفلسف أم علينا أن نتمرّن عليه بالممكن الفلسفي الذي بحوزتنا؟ أم علينا أن نستجيب "للوعي الحانوتي"[9] بتعبير نيتشه ونتحوّل إلى قطعانا وحملانا نرتع في منخفضات الوجود بلا دليل وعقلنا وهجير الجهل بلا لثام يحمينا من لفْحِه؟ فماذا علينا أن نفعل؟ أو بالأحرى بتعبير إمانويل كَنْت "ماذا يجب عليّ أن أفعل؟"[10] بتعبير الجمع ماذا علينا أن نفعل؟
علّنا ههنا نهتدي بقول بيار هادو "الفلسفة تمرين"[11] فكري وروحي يقفز على كل الأسوار ويخترق كلّ "الطابُواتْ" ويكسر كل الألواح الرمادية التي تحجب عنّا الحقيقة أو "الأليثيا"[12] (ἀλήθεια) بمعنى "اللاتحجب" بتعبير هيدغر ونمزّق الشّغاف اللائطة بها وفي التّمزيق متعة الكشف عن ما لا ينْقال والذي بقي تحت قبضة الصمت صمت الوجود وتخرسه عن الكلام وما انطوى تحت همس الأشياء وبات نسيّا منسيّا مثلما هو الشأن في الكينونة عند هيدغر فلاّح المعاني وحارثها في أرض لم تلدها (بدء الفلسفة يونانية وعوْدها ألمانية) وحسبه غير ذلك "ثرثرة تحت النيل" بتعبير مجازي للأديب نجيب محفوظ العارف بالفلسفة وتسريحها من لدنه أدبا كونيا لا معاندة فيه.
وههنا علينا التوقف هنيهة وتسريح النظر الفلسفي في استشكالات فلسفية لم تحسم بعد من لدن الفلاسفة والمتفلسفين على أديم التاريخ البشري مثلما هو الشأن في "ماهية" أو "مائيّة" الموجود الذي هو "الإنسان" وعلاقته بالوجود أو بتعبير آخر "المُؤيّسُ" (الموجود=الإنسان="المَوْجِدُ[13]") الذي هو نحن كلّ مرّة وعلاقته بـ"الأَيْسُ" (الوجود). ونمتشق السؤال على هذا النحو: أً "مَائِيّتُه" العقل "اللّوغُوسْ" (λογοσ)، الإنيّة المشتقة من حروف الفلسفة ذاتها (الكلام λεγειν=) والتي نحتها الفارابي من تجاور حرفين اثنين لا ثالث لهما "إنّ وأنّ" ليستوي نطقا فلسفيا بلغة الضاد في قاموسه الفلسفي "كتاب الحروف"[14] أو بالأحرى "الآنية"[15] والوعي والذات بتعبير الفلاسفة الحداثيّين خصوصا ديكارت في "تأملاته"[16] وباسكال في "خواطره"[17] ولايبنيتز في "مُناديه (الجوهر الفرد)"[18] وسبينوزا في "هندسته"[19] وكَنْت في "نقديته"[20] وفيشته في "نسقه"[21] وشلينغ في "رومنسيته"[22] وهيغل في "حدائقه الفلسفيّة"[23] ولا مُشاحّة عندئذ في الأسماء أم مائيته لا تستقيم إلاّ بمجاورة وملاصقة غيريته (الجسد-العالم- التاريخ- الزمان- المكان)؟
هل يستوي القول في الوحدة بينهما أنطولوجيا "أنتُولوجيا"[24] ميتافيزيقة تماهي بين علم الهندسة والفلسفة وتهندس القول الفلسفي في شأن (وحدة الإنيّة "النفس" والغيريّة "الجسد") كما هو الشأن مع سبينوزا في "علم الأخلاق"[25]؟ أم هي وحدة أنتولوجية ملفّعة بمنطق رياضي يجعل من مبدأ الكافي سببا مقنعا للإنسجام بين النفس والجسد كما هو الحال مع لايبنيتز في "مقالة في الميتافيزيقا"[26]؟ أم هي وحدة من منظور آخر تقوم على التعاطف والمحبّة كما لدى شيلّر[27]؟ أم أنّ ما قيل عنها في متون الفلاسفة من أفلاطون ومحاوراته الفلسفية وأرسطو وأفانين القول الفلسفي لديه أتت على جميعها من طبيعيات وما وراء الطبيعة وأفلوطين الإسكندري وتساعيّاته[28] وفيلون اليهودي الإسكندري وشطحاته الفلسفية[29] وتهويده لها مرورا بفلاسفة القرون الوسطى من فلاسفة قرطاج "المدينة الجديدة" (قَرْطْ حدشت: قرطاج)"[30] مثل تُرتليانُوس في "تواقعيه الفلسفية"[31] والقديس أوغسطينُس في "محاورة الذات"[32] والرومان سينيكا وماركوس أوراليوس في كتابه "المكتوب لنفسه"[33] (Pensées pour moi-même) وبوئثيوس آخر فلاسفة الروم في عزائه الفلسفي[34] والعرب الكندي في "رسائله"[35] والفارابي في "حروفه"[36] وابن سينا في "شفائه"[37] وأبو سليمان المنطقي السّجستاني في "صوان الحكمة"[38] وابن عديّ في "تهذيب الأخلاق"[39] ومسكويه في "الفوز الأصغر"[40] وابن باجة في "تدبير المتوحّد"[41] وابن رشد "الشّارح الأكبر لفلسفة أرسطو" في "شرح ما وراء الطبيعة لأرسطو"[42] إلى فلاسفة الحداثة الذين وقع ذكرهم آنفا.
أَ جميع هؤلاء الفلاسفة والمتفلسفين علينا كنسهم باعتبار أنّ التفلسف هو بمثابة "الكنْس" ولذلك يتوجب على الفيلسوف أن يكون "كنّاسا"[43] يكنس تاريخ الفلسفة بتعبير جيل دُلوز. لذلك فليقل القائل أنّه علينا كنس تاريخ الفلسفة منذ بدأت تلهج الفلسفة بلسان الفيلسوف شعرا ينبت فكرا وفكرا ينبت شعرا المشار إليه "قصيد بارمنيدس"[44] الذي سرّح "طائر العنقاء" أو "الفِينيكسْ" الذي يرجع للحياة بعد أن يحترق ويصير رمادا"[45] أو "بومة منيرفا" التي مدحها هيغل وشبه الفلسفة بها لتحلق في سديم الوجود وتبحث عن مستقر لها والتي خرجت من معطف هيراقليطس المتدثر به في غار تحت سفح الجبل[46] متوحدا في تأمله الفلسفي يسترق السمع لما تقوله الفلسفة في جولاتها وترحالها معه في الوجود إلى حدود "هيغل بما هو أرسطو الأزمان الحديثة"[47] بتعبير روني سرّو؟ عندئذ سيبدأ كنس تاريخ الفلسفة.
ألم يخضع نيتشه الفلاسفة قديما وحديثا لجلْدهم وصلبهم بلا هوادة على خشبة مسرح الوجود أمام المارّة على تصفح كتاباته الفلسفية بتدبّر؟ وحالتئذ ستتفجر أنهار الفلسفة متخذة سبيلا عجبا وثنايا فلسفية قد لا تلتقي أبدا وسيتفرّق الفلاسفة شيّعًا كلّ فرقة ترمي الأخرى بحجارة من سجيل وتحوّلها إلى مضاحيك وسخريات هزلية كما هو الشأن مع فريدريش نيتشه الفيلسوف "الإنسيّ” أو “إنسانيّ مفرط في إنسانيته"[48] فِعَالاته الغرائبية التي تشبه عمل الإسكافي يدق بمطرقته "الفلسفيّة" المسامير المعوجة في نِعال الفلاسفة الميتافيزيقيين ويصنع أحذية فلسفية صالحة للباس لـ"فلاسفة المستقبل"[49] لا تتماشى مع نغمية "موسيقى فاغنار" رمز عصر "الحداثة الأوروبية العدمية"[50]، بل تتلاقى مع الداعي إلى "قلب القيم"[51] نيتشه المستنبت استنباتا لفلسفة وقحة "فلسفة كلبيّة"[52] على غرار الفيلسوف الساخر ديوجينس السينوبي لا تعترف بدعة الفيلسوف وراحته ولا بسكنى الوجود غير سكنى "البراميل"[53] والتّشرد في متاهاته بلا دليل واسترقاق السّمع لما يقوله "الحيوان" "الإيروس" ربّة الفوضى "فوضى الحواس" وشواشيتها والتّوسل بالإله "باخُوسْ" إله يسكب الخمر مفَدّمة تحدث في الرأس تدويما "صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها إذا مسّها عبد مسّته سَرّاءٌ"[54] بتعبير أبي نُواس.
فليس ثمّة في الوجود إلاّ ما يغايرنا وما يجري تحت منطق الصيرورة، فالكلّ صائر إلى نهايته والكلّ عائد على بدئه "العود الأبدي" للأشياء. وكما يشدنا السمع إلى "الانفجار الكوني" وحدوثه مثلما هو الشأن في فلسفة نيتشه "الديناميت"[55] المتفجر ما إن مسّه شيء إلاّ ومسّته ضراء شظية من شظايا ديناميته الفلسفي. فلقد استعاض "إمبراطورية الجسد" مكان "إمبراطورية العقل" وأوغل مهْمَازه في الفلسفة فأخرجها "نسرًا وأُفْعُوانًا" تنطق بحكمة الحبّ وليس بحبّ الحكمة على لسان حكيم الفلاسفة ونبيّهم المجهول "زَرَادُشْتْ"[56] ليقلب صفحة من صفحات تاريخ البشرية ويكتب "تاريخ الحيوان" الذي نسيه أرسطو عند اصطحابه الإسكندر المقدوني في فتوحاته الملحمية وقد أتى على ذكر كلّ شيء في "كتاب الحيوان"[57] بلسان عربي مُبين للجاحظ إلاّ "الحَيَوَانَ" "لهُوَ الحَيَاةُ"[58].
ومن الآت المُمْعن في المضي تتساقط "شجرة المعرفة" الديكارتية وتتهاوى "الرّوح"[59] (Geist) الهيغلية وتتخذ الماركسية مكانا فلسفيّا بعيدا عن الديار الهيغلية وتأتي في نقدها للفلسفة المثالية الألمانية على الأخضر واليابس ومع ماركس كبيرهم الذي علّمهم كيف مجاوزة "بؤس الفلسفة"[60]؟ ليجعل "الفلسفة الهيغلية تمشي على رأسها" ومن ثمّة سترسم خريطة جديدة للتفكير الفلسفي متمثلا في "الفلسفة بما هي "براكسيس"(Praxis)" تتكلّم بلسان الطين -المادة بما هي أصل الواقع وتفكّر "بلحمه وعظمه" بتعبير فيورباخ في وضعية الإنسان في الوجود وفق جدلية مادية تاريخية لا تعترف بغير الواقع حقلا فلسفيا تحترثه بمحراث الفيلسوف التقدمي الثوري وعلى غرار ذلك ستقدم المادة على الرّوح وتعتبر أنّ الواقع المادي هو الذي يحدّد كينونة البشر وليس الكينونة هي التي تحدّد الواقع المادي. فتميل الكفة كلّ الميل إلى المادة على الفكر.
وعندئذ ليس ثمّة بعد قولها هذا ما يبرّر القول بأنّ الإنسان (الإنيّة) يصنع التاريخ (الغيريّة)، بل التاريخ (الغيريّة) في تطوره الجدلي هو الذي يصنع البشر (الإنيّة). لذلك يدعونا ماركس مع صديقه إنقلز إلى إدّكار ذلك العمل على تغيّير الواقع وليس النظر إليه عن كثب لتأويله وتحويله إلى "انمساخ"[61] كما في تعبير فرانز كافكا لا يزيد إلاّ انمساخه في الوجود إلاّ "غربة الغريب في غربته"[62] بتعبير أبي حيّان التوحيدي في إشاراته سبق كلّ هاته الفلسفات الثورية رغم توشحها بوشاح صوفي.





________________________________________
[1]-Gilles Deleuze, Qu’est-ce que la philosophie ?, éditions de Minuit, 1991, p.7: « Peut-être ne peut-on poser la question Qu’est-ce que la philosophie ? que tard, quand vient la vieillesse, et l’heure de parler concrètement. »
[2] -Ibid., p.8: « la philosophie est l’art de former, d’inventer, de fabriquer des concepts.»
[3] - جيل دُلوز، الفَرْق والمعاودة، ترجمة وتقديم وتعليق د. عبد العزيز العيادي، دار النشر طوى للثقافة والنشر والإعلام- لندن، الطبعة الأولى، 2015، ص.39.
[4]- كارل يسبرز، مدخل إلى الفلسفة، ترجمة جورج صدقني، مكتبة الأطلس، دون تاريخ، ص.15: "أن تتفلسف يعني أن تكون في الطريق... إن الأسئلة في الفلسفة أكثر أهميّة من الأجوبة، وكلّ جواب يغدو سؤالا جديدا."
[5]- إمانويل كنْت، نقد العقل المحض، ترجمه عن الألمانية غانم هنا وراجعه فتحي المسكيني، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، الطبعة الأولى، 2013، ص.806: "فمن كلّ العلوم العقلية (قَبْليا) يمكن إذن أن نتعلَّم الرياضيات فقط، إنّما ليس أبدًا الفلسفة (ما عدا تاريخيا)، بل، وفيما يخصُّ العقل. إنّ أقصى ما يمكن تعلُّمه هو التّفلسفُ."
[6] - مارتن هيدجر، ما الفلسفة؟ ما الميتافيزيقا؟ هيلدرلين وماهية الشعر، ترجمة فؤاد كامل عبد العزيز ومحمود رجب السيّد وراجعها على الأصل الألماني وقدم لها عبد الرحمان بدوي، دار النهضة العربية، 1964، صص.32-33: "أنّنا عندما نسأل: ما هذا-الفلسفة؟ فنحن نتكلم عن الفلسفة. وتساؤلنا بهذه الطريقة يضعنا- بشكل واضح- في موقف عال على الفلسفة، أي بمعزل عنها، فيما الهدف من سؤالنا هو أن ندخل في الفلسفة، وأن نتلبث فيها فنسلك وفق طريقها أي أن "نتفلسف"...بأنّنا نتحرك داخل الفلسفة، لا أن ندور من الخارج حولها".
[7] - موريس مرلوبونتي، تقريظ الحكمة، ترجمة محمّد محجوب، دار أميّة تونس، الطبعة الأولى، 1995، الفقرة.49، ص.79: "ثمّة ما يدعو إلى التخوّف من أن ينكر زماننا هو أيضا الفيلسوف في حدّ ذاته وأن لا تكون الفلسفة مرّة أخرى إلاّ دخانًا في هذا الزّمان. ذلك أنّ التّفلسف بحث وهو يقتضي أن تكون ثمّة أشياء ترى وتقالُ ".
[8] - سليم دولة، ما الفلسفة. ما الثقافة؟، دار بيرم للنشر، تونس، الطبعة الثّالثة، 1989، ص.77.
[9] - مصطفى كمال فرحات، لماذا الفلسفة اليوم؟ من ممكنات التفلسف آخريّاً، منشورات الجمل، الطبعة الأولى، 2016، ص.74: "17. العقل الحانوتي والمَرْدَدة المعمّمة."
[10] - إمانويل كنْت، تأسيس ميتافيزيقا الأخلاق، ترجمة (عن الألمانية) وتقديم الدكتور عبد الغفّار مكّاوي، مراجعة الدكتور عبد الرّحمان بدوي، منشورات الجمل، كولونيا-ألمانيا، 2002، ص.45.
[11] - بيير هادو، الفلسفة طريقة حياة، التدريبات الروحية من سقراط إلى فوكو، ترجمة د. عادل مصطفى، رؤية للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2019 صص.385: "الفلسفة إذن طريقةَ حياة، سواء في ممارستِها وسعيِها لتحقيق الحكمة، أو في هدفِها-أي الحكمة نفسها. ذلك أن الحكمةَ الحقيقية لا تؤدِّي بنا إلى أن نعرفَ فحسب، بل إلى أن "نكون" أو "نوجد" بطريقةٍ أخرى."
[12]- مارتن هيدجر، نداء الحقيقة، (ماهية الحقيقة-نظرية أفلاطون عن الحقيقة- أليثيا: هراقليطس، الشذرة السادسة عشرة)، ترجمة وتقديم ودراسة د. عبد الغفار مكاوي، دار الثقافة للطباعة والنشر بالقاهرة، الطبعة الأولى، 1977، ص.37.
[13]- عبارة نحتها صاحبها الفيلسوف محمّد محجوب مرادفة لعبارة "الدّازين" (Dasein) ("الكينونة-الهُناك" ترجمة فتحي المسكيني) بعبارة "المَوْجِدُ" وهو ضرب من التأثيل الفلسفي. را: محمّد محجوب، هيدغر ومشكل الميتافيزيقا، دار الجنوب للنشر- تونس، الطبعة الثانية، 1996، ص.80.
[14]- أبو نصر الفارابي، كتاب الحروف، تحقيق محسن مهدي، دار المشرق، الطبعة الثانية، 1990، ص.61: ">الفصل الأوّل: حرف انّ< (1) أمّا بعد فإنّ معنى انّ الثبات والدوام والكمال والوثاقة في الوجود وفي العلم بالشيء. وموضع إنَّ وأنَّ في جميع الألسنة بيّن. وهو في الفارسيّة كاف مكسورة حينا وكاف مفتوحة حينا. وأظهر من ذلك في اليونانيّة "اُنْ" و"اُوْن"، وكلاهما تأكيد، إلاّ أنّ "اُوْن" الثانية أشدّ تأكيدا، فإنّه دليل على الأكمل والأثبت والأدوم. فلذلك يسمّون الله بـ"اُوْن"، ممدود الواو، وهم يخصّون به الله، فإذا جعلوه لغير الله قالوها بـ"اُنْ"، مقصورة. لذلك تسمّي الفلاسفة الوجود الكامل "إنّيّة" الشيء –وهو بعينه ماهيّته- ويقولون "وما إنّيّة الشيء" يعنون ما وجوده الأكمل، وهو ماهيّته. إلاّ أنّ حرف إنَّ وأنَّ لا يستعمَل إلاّ في الإخبار دون السؤال.". يشار في اللغة اليونانية إلى لفظتين متجاورتين من حيث النطق ومختلفتان من حيث المعنى كما ألمح إليها الفارابي في "الحروف" بـ"اُوْنْ" الممدودة الواو في اليونانية (ὄν) وتعني اسم "الله" وبـ"اُنْ" (ον) المقصورة وتعني "الإنّيّة" أي الماهيّة.
[15]- عبد الرحمان بدوي، الزمان الوجودي، دار الثقافة بيروت-لبنان، الطبعة الثالثة، 1973، ص.5. را: عبد الرحمان بدوي، الإنسانية والوجودية في الفكر العربي، سلسلة "دراسات إسلامية"-4-، مكتبة النهضة المصرية، 1947، ص.73: "تحقق الوجود العيني من حيث رتبته الذاتية". را: رجيس جوليفيه، المذاهب الوجودية، من كيركجورد إلى سارتر، ترجمة فؤاد كامل، مراجعة د. محمد عبد الهادي أبو ريده، دار مصر للطباعة، 1966، ص.72: "التحليل الأساسي للآنية".
[16]- رينيه ديكارت، التأملات في الفلسفة الأولى، ترجمة عثمان أمين، مكتبة الأنجلو المصرية، 1974.
[17]-Blaise Pascal, Pensées, édition L. Brunschvig, classique Hachette, 1968, section VI, paragr.347.
را: الترجمة العربية: بليز بسكال، خواطر، ترجمه إلى العربيّة إدوار البُستاني، اللجنة اللبنانية لترجمة الرّوائع، بيروت، 1972، ص.117:"فصل الفلاسفة"، الشذرة.348. ما الإنسان إلا يَراعٌ، أوهى ما في الطبيعة، ولكنه يَراعٌ يفكر".
[18]-ليبنتز (غونفريد فيلهلم)، المونادولوجيا، أو مبادئ الفلسفة ويذيله المبادئ العقلية للطبيعة والنعمة، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، الطبعة الأولى، 2015، ص.43: "إنّ المونادة التي سنتحدث عنها ما هي إلاّ جوهر بسيط يدخل في المركبات بسيط بمعنى أنه بدون أجزاء." را: الهامش، ص.44 للتّوسع في مفهوم المونادة.
[19]- سبينوزا، علم الأخلاق، ترجمة جلال الدين سعيد، دار الجنوب للنشر، تونس، "سلسلة لزوميات المقال"، الطبعة الأولى، دون تاريخ.
[20] - إمانويل كنْت، نقد العقل المحض، مرجع سابق.
[21] - د. حسن حنفي، فيشته فيلسوف المقاومة، المجلس الأعلى للثقافة، 2002، ص.48: "الباب الأول: الدين والثورة". يبيّن فيه صاحبه تتلمذ فيشته على يد كانط وكتابة أول كتاب له نشره بدون إسم بعنوان "نقد الوحي" وأهداه إلى كانط. وهو ما سيدفعه بجرأة فلسفية محمودة لكتابة نسق فلسفي خاص به رغم تأثره بالفيلسوف كانط ومن قبله لسينج وسبينوزا.
[22] - هيغل (غيورغ فلهلم فردريش)، في الفرق بين نسق فيتشه ونسق شلّنغ في الفلسفة، ترجمة وتقديم وتعليق د. ناجي العونلّي، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، الطبعة الأولى، 2007، ص.103: "في الفرق بين نسق فيتشه ونسق شلّنغ في الفلسفة: توطئة".
[23] - هيغل (غيورغ فلهلم فردريش)، فينومينولوجيا الرّوح، ترجمة وتقديم د. ناجي العونلّي، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، الطبعة الأولى، 2006. انظر مقدمة المترجم ص.11 وما بعدها.
[24] - مارتن هيدغر، الأنتولوجيا، (تأويلية الحدثية)، نقله من الألمانية إلى العربية الدكتور محمّد محجوب، مؤسسة مؤمنون بلا حدود، الطبعة الأولى، 2019، ص.22: "الهامش" عن سبب الفرق بين الطاء والتاء. را: ص.73: "الأنتولوجيا (تأويلات الحدثية) [1] مدخل."
[25]- سبينوزا، علم الأخلاق، مرجع سابق.
[26]- لايبنتز (غوتفريد فيلهلم)، مقالة في الميتافيزيقا، ترجمة وتقديم وتعليق د. الطاهر بن قيزة، مراجعة د. جورج زيناتي، المنظمة العربية للترجمة، الطبعة الأولى بيروت 2006.
[27] - فريدريش شيللر، مقالات فلسفيّة في المسرح والشعر ورسائل تتعلق بالإستطيقا، ترجمة علي مصباح، منشورات الجمل، ألمانيا-بغداد، الطبعة الأولى، 2017، ص.20: "إن المنبع العالم لكل متعة، بما في ذلك المتعة الحسيّة، هو التلاؤم الغائي. وتكون المتعة الحسيّة عندما يتجلى لنا هذا التلاؤم عن طريق ملكة التمثيل، بل فقط عن طريق قانون ضرورة طبيعية يكون إحساس المتعة نتيجة فيزيائية له. هكذا تنجم عن الحركة الغائية للدم والقوى الحيوانية المتعة الجسدية بكل أنواعها ومختلف تشكلاتها داخل بعض الأعضاء أو في الآلة بكليتها؛ تشعر بهذا التلاؤم الغائي من خلال الإحساس الممتع، إلا أننا لا نتوصل إلى أي تصوّر، واضحا كان أم غامضا، عنه."
[28]- أفلوطين، التّساعيّة الرّابعة في النّفس، دراسة وترجمة الدكتور فؤاد زكريا، مراجعة الدكتور محمد سليم، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، 1970.
[29]- عبد الرحمان بدوي، خريف الفكر اليوناني، مكتب النهضة المصرية، الطبعة الخامسة، 1979، ص.89: "شتاء الفكر اليوناني: فيلون."
[30]- مصطفى كمال فرحات، لماذا الفلسفة اليوم؟ من ممكنات التفلسف آخريّاً، منشورات الجمل، الطبعة الأولى، 2016، ص.26: "أليسار والعوالم الممكنة".
[31]-العلاّمة ترتليانوس، نصوص مختارة، تقديم نيافة الحبر الجليل الأنبايسطس، ترجمة راهب من دير أنبا أنطونيوس، مراجعة القمص ثادرس يعقوب ملطي، الناشر مكتبة كنيسة الشهيد مارجرجس سبورتنج، الطبعة الأولى، 2014.
[32] - القديس أُوْغُسطينُسْ، محاورة الذّات، ترجمة الخور أسقف يوحنّا الحلو، دار المشرق-بيروت، الطبعة الأولى، 2005.
[33]- ماركوس أوريليوس، التأملات، ترجمة عادل مصطفى، رؤية للنشر والتوزيع-القاهرة، الطبعة الأولى، 2010.
[34] - بوئثيوس، عزاء الفلسفة، ترجمة د. عادل مصطفى، رؤية للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2008.
[35]- الكندي، رسائل فلسفية [22.ب] "رسالة في العقل" و[23.أ] "رسالة في الحيلة لدفع الأحزان" ضمن: رسائل فلسفية للكندي والفارابي وابن باجة وابن عديّ، حققها وقدّم لها الدّكتور عبد الرحمان بدوي، بنغازي، 1973. را: الكندي، رسالة إلى المعتصم بالله في الفلسفة الأولى، حقّقه وقدّم له وعلّق عليه الدكتور أحمد فؤاد الأهواني، القاهرة، الطبعة الأولى، 1948.
[36]- أبو نصر الفارابي، كتاب الحروف، مرجع سابق.
[37]- ابن سينا (الشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن عبد الله)، كتاب الشّفاء، القسم الأول، الفنّ السّادس من الطبيعيّات (علم النفس)، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، لبنان-بيرت، 1988، صص.18-19.
[38]- أبو سليمان المنطقي السّجستاني، صوان الحكمة وثلاث رسائل، حققّه وقدّم له الدكتور عبد الرحمان بدوي، طهران، 1974.
[39] - يحي بن عديّ (الحكيم العراقي)، تهذيب الأخلاق، تقديم سليم دولة، دار المعرفة للنّشر، تونس، 2004.
[40] - مسكويه، الفوز الأصغر، منشورات مكتبة الحياة، بيروت، 1983.
[41] - ابن باجّة، تدبير المتوحّد، تحقيق وتقديم الدكتور معن زيادة، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى، 1978.
[42] - ابن رشد، تفسير ما-بعد الطبيعة، دار النشر المطبعة الكاثوليكية، 1939، دون تاريخ.
[43]-Gilles Deleuze et Claire Parnet, Dialogues, édition Flammarion, 1996, p.15 : « Plutôt être balayeur que juge. »
[44] - قصيدة بارمينيدس، إلى ينابيع الفلسفة، نقله عن الإغريقية القديمة وقدّم له يوسف الصّدّيق، مع دراسة جان بوفريه في الفكر البارمينيدي، دار الجنوب للنشر-تونس، "سلسلة لزوميات المقال"، دون تاريخ.
[45] - مصطفى كمال فرحات، لماذا الفلسفة اليوم؟ من مُمكنات التّفلسف آخريّا، مرجع سابق، ص.191
[46]- مارتن هيدجر، ما الفلسفة؟ ما الميتافيزيقا؟ هيلدرلين وماهية الشعر، مرجع سابق، صص.26-27: "ولقد تراجع الزوار الغرباء كما يفسر هيدجر هذه الأقصوصة عندما رأوا المفكّر الكبير ... إنسانا عاديا وفيلسوفا يتدفأ... يريد أن يقول لنا هيدجر: إنّنا مثل زوّار هراقليطس. (الهامش)".
[47]-René Serreau, Hegel et l’Hégélianisme, «Que sais-je ? », Presses Universitaires de France, Paris, 1968, p.5 : « On a dit de Hegel qu’il est l’Aristote des temps modernes. »
[48]- فريدريش نيتشه، إنسانيّ مفرط في إنسانيته، الكتاب الأول، ترجمة علي مصباح، منشورات الجمل، بيروت- بغداد، الطبعة الأولى، 2014.
[49] - فريدريش نيتشه، ما وراء الخير والشر، ترجمة جيزيلا فالور حجّار، مراجعة موسى وهبه، دار الفارابي-بيروت-لبنان، الطبعة الأولى، 2003، فقرة.42، ص.72: "فلاسفة للمستقبل: يلوح في الأفق جنس جديد من الفلاسفة: وأجرؤ على أن أعمّدهم باسم لا يخلو من الخطر. وكما أحرزهم، وكما يسمحون لي بأن أحرزهم- إذ من طبعهم أن يريدوا البقاء لغزاً في موضع ما- فإن فلاسفة المستقبل هؤلاء يودّون، عن حقّ أو عن لا حقّ أيضا، أن يسمّوا مجرّبين. وفي آخر الأمر، ليس هذا الاسم نفسه سوى تجريب، سوى "التجربة" إن شئتم."
[50] -Friedrich Nietzsche, La volonté de puissance, Essai d’une transmutation de toutes les valeurs, Traduction D’Henri Albert, édition, Librairie Générale Française, Le Livre de poche, 1991, p.33 : « Nihilisme. »
[51]- فريدريش نيتشه، في جينيالوجيا الأخلاق، ترجمة عن الألمانية، د. فتحي المسكيني، دار سيناترا، المركز الوطني للترجمة، 2010، الفقرة. 13، ص.67 وما بعدها.
[52]- Friedrich Nietzsche, Le gai savoir, éditions Gallimard, 1982, §.368, p.275 : « le cynisme parle.»
[53]- فريدريش نيتشه، هكذا تكلّم زرادشت، ترجمة علي مصباح عن الألمانية، منشورات الجمل، الطبعة الأولى 2007، ص.315: "وإنّه لأحب إليّ أن أجلس داخل برميل في قاع لا تطل عليه سماء على أن أراك أيها الضياء السماوي ملطخا بالسحب المنتقلة."
[54]- أبو نواس، الديوان، برواية الصّولي، تحقيق بهجت عبد الغفور الحديثي، هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، دار الكتب الوطنية، الطبعة الأولى، 2010.
[55] -Friedrich Nietzsche, Ecce Homo, (langue allemande), édition numérique, §.1, S,44 : „Ich bin Kein Mensch, ich bin Dynamit.“
[56] - فريدريش نيتشه، هكذا تكلّم زرادشت، مرجع سابق.
[57] - أبو عثمان بن عمر بن بحر الجاحظ، الحيوان، الجزء الأوّل، تحقيق وشرح عبد السّلام محمّد هارون، القاهرة، الطبعة الثانية، 1965.
[58] - فريدريش نيتشه، هكذا تكلّم زرادشت، مرجع سابق، ص.75: "جسد أنا بكلّي وكلّيتي ولا شيء غير ذلك؛ وليست الروح سوى كلمة لتسمية شيء ما في الجسد." نلاحظ التقارب بين اللفظتين "الجسد" (leib) و"الحياة" (leben) لدى نيتشه في اللغة الألمانية وقد كان نيتشه "الفيلولوجي" (فقيه اللغة) قبل "الفيلسوف" على إحاطة علم بهما ممّا جعل فلسفته من ألفها إلى يائها استجابة لنداء الحياة بما هي استجابة لغرائز الجسد كما جعل من بعده هيدغر الوجود استجابة لنداء الكينونة. را:
-Friedrich Nietzsche, Also sprach Zarathustra, Fischer Taschenbuch Verlag, Frankfurt, August 2008, S,39 : „Von den Verächtern des Leibs“: „Leib bin ich ganz und gar, und Nichts ausserdem und Seele ist nur ein Wort für ein Etwas am Leibe. (…) Der Leib ist eine grosse Vernunft (…)“
[59] - هيغل (غيورغ فلهلم فردريش)، فينومينولوجيا الرّوح، مرجع سابق، ص.473: "إنّ العقل روحٌ ما ارْتفع الإيقانُ من كونه كلَّ واقع إلى الحقيقة وظلَّ واعياً بنفسه كأنْ بعالمه وبالعالم كأنْ بنفسه."
[60] - كارل ماركس، بؤس الفلسفة، رد على فلسفة البؤس لبرودون، نقله إلى العربية محمد مستجير مصطفى، الفارابي-التنوير، بيروت-لبنان، الطبعة الرابعة، 2010، ص.208.
[61]- كافكا، الانمساخ، ترجمة عن الألمانية ابراهيم وطيفي، دار الكلمة-دار الحصاد، سورية، الطبعة الأولى، 2014، ص.11: "حين أفاق غريغور سامسا ذات صباح من أحلام مزعجة، وجد نفسه وقد تحول في فراشه إلى حشرة ضخمة...". انظر أيضا الصفحة 94 وما بعدها دراسة عن "الشكل الحيواني-قبل البشري".
[62]- أبو حيان التوحيدي، الإشارات الإلهيّة، تحقيق عبد الرحمان بدوي، دار القلم-بيروت، الطبعة الأولى، 1981، ص.115: "وأغرب الغُرباء من صار غريباً في وطنه، وأبْعَدُ البُعَداء من صار بعيداً في محل قُرْبه، لأن غاية المجهود أن يسلو عن الموجود".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات