الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جريمة حرق القران

وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من

(Waleed)

2023 / 7 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نعم انها جريمة وفقا لجميع الشرائع و العهود والمواثيق الموضوعية والمنصفة فحريتك تقف عند حرية الاخرين وليس هناك من منطق سليم يبيح لك الاساءة تحت يافطة الحرية والديمقراطية ، وحيث ان العالم منشغل هذه الايام بجريمة حرق القران في السويد من قبل شخص غير معروف انتماءه و دوافعه وغاياته و تعددت المواقف تجاه هذا الفعل المنحرف عن التعاليم الدينية و المواثيق الدولية و القوانين ، وقدر تعلق الامر بالمواقف القانونية بادرت في صفحة مسارات قانونية الى نشر المواقف القانونية العراقية تجاه ذلك ، وكان مجلس القضاء الاعلى متمثل برئيسه القاضي فائق زيدان من المبادرين منذ الساعات الاولى لردود هذه الاساءة بالإيعاز الى الجهات المختصة باتخاذ الاجراءات القانونية ضد هذا الشخص المسئ ، و اضاف لنا اضاءة تاريخية مهمة فضيلة الاستاذ " امين صليبا " من لبنان حينما كتب لنا رسالة جاء فيها " قلة من الباحثين تدرك مدى علاقة ملوك السويد بمشرقنا ومع السلطنة العثمانية. فكلمة "الامبودشمان" السويدية تعني "المدافع عن الحق" وهي وظيفة رقابية انتشرت من السويد الى كل العالم الديمقراطي حيث عرفت بأسماء متعددة في كل دولة على سبيل المثال فرنسا ولبنان اعتمدا ذات الوظيفة تحت مسمى مختلف وهو "وسيط الجمهورية" وكذلك المانيا وايطاليا واسبانيا وفق تسميات خاصة بهم وحتى انكلترا ، و خلاصة هذا الشرح ان احد ملوك السويد عندما خلع عن عرشه هرب الى القسطنطينية وعاش فيها حوالى ١٨ سنة حيث اندهش بما كان يعرف بديوان المظالم المطبق في السلطنة يوم ذاك وفق الشريعة الاسلامية.و لاحظ كيف يتقاطر الناس للشكوى امام هذا الديوان ورفع الظلم عن الناس. وعندما عاد الى السويد بداية القرن التاسع عشر اصدر تعليماته بان تستحدث وظيفة الامبودشمان تطبيقًا لأسلوب ديوان المظالم وتحديدًا عام ١٨٠٩ هذا يعني ان الملك الذي منح الوسام للعلامة الالوسي كان قد سمع من جده الملك العائد من منفاه حول اهمية النظام وفق الشريعة الاسلامية. لذلك نقول رحم الله ملوك السويد الذين اقتبسوا من الاسلام ما يساعد نظامهم في منع ظلم الناس. اما اليوم فبئس مفهوم حرية التعبير الذي وضعته في الصدارة في كل من ميثاق الامم المتحدة وشرعة حقوق الانسان اللذين اكدا على هذه الحرية لكن شرط عدم انتهاك حريات وحقوق الآخرين لذلك نحن قوم نؤمن بانه لا اله الا الله ولكل وفق كتابه السماوي. لكن موجة اليمين المتطرف في العالم تريد قلب مفاهيم حرية التعبير وفق ما يخدم خططها الجهنمية كونها تشكل مع التطرف الداعشي وجهان لعملة واحدة هي زعزعة التواصل الانساني" وبالفعل هذا ما يحصل مع الاسف غير اننا ونحن نتابع الاحداث و نشير اليها في موقعنا القانوني " مسارات قانونية " الذي يتابعه الاف المتابعين من داخل وخارج العراق ، استذكرنا مقولة القاضي الفرنسي رانسون في كتابه القيم ( فن القضاء ) الذي اشرنا اليه مرارا في الصفحة من ان القاضي يجب ان يكون فيلسوف اجتماعي فيكون واسع الاطلاع وبالتالي عدم انحصار كتاباته و ادواره في المسائل القانونية البحتة وانما لا بد له من لي عنق قلمه الى شتى المسائل ذات العلاقة بحياة المجتمع وافراده ، فقد تبين ان القضاء العراقي بقراراته بقضاته سباق منذ البداية في معالجة جريمة الالحاد بوصفها تهدد امن وسلم الاسرة قبل المجتمع ، خاصة ان الالحاد المتطرف الان ما عاد مجرد افكار يقتنع بها افراد ، وانما منهج يحاول معتنقوه ممارسته و فرضه على الاخرين وما فعل الشخص المستقر في السويد الا مثالا بسيطا عن ذلك ، لذا قبل اشهر بادر القاضي الفاضل ( قيس الحسناوي ) من بابل الى تأليف كتاب قيم ناقش فيه تأثير الالحاد على عرى الحياة الزوجية و فسخ عقد الزواج نتيجة ذلك ، وتضمن الكتاب موضوعات مهمة تناولها المؤلف بالبحث القضائي الرائع ، معرجا الى قرارات قضائية بهذا الخصوص ، وصراحة هكذا كتابات قانونية مهمة جدا كون ان الجهل بالمشكلة واسبابها ونتائجها مدعاة لتكرارها في مجتمعاتنا وان تناولها بأسلوب موضوعي وقانوني كفيل بإيجاد حالة من الردع و اعادة المجتمع الى نصاب الامور ، لذا استثمر هذا الموقف لأشير الى كتاب سيادة القاضي الذي يستحق الاطلاع والقراءة وايضا هو دعوة لمزيد من الكتابات في هذا الجانب كون ان هناك فهم مغلوط و التباس ممجوج في فهم حرية التعبير والاعتقاد والعقيدة حينما يستغلها بعض اصحاب العقد النفسية في بث امراضهم وممارسة اساءاتهم ، كما ان هناك محاولة من البعض لخلط الاوراق بين هكذا اساءات وبين انحرافات بعض مدعين الاسلامية والظاهر هذا هدف من يدفعون هؤلاء المرضى في تمرير الاساءات تحت يافطة ان هكذا سلوكيات سببها مدعوا التدين والاسلام وواضح لأصحاب العقول النيرة ان لا علاقة للدين والقران بانحراف مدعيه فلكل نظرية او فكرة او منهج معتنقون قد يخطئون و قد يصيبون فما ذنب العنوان بجريرة من يحمله ، شكرا لسيادة القاضي قيس الحسناوي على تجشمه عناء البحث في هكذا موضوع حساس ومهم و اتمنى من السادة المتابعين مطالعة كتابه المشار اليه خاصة وانه متوفر في اغلب المكتبات القانونية في بغداد والمحافظات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عار أن تكون محامي الشيطان
ألتغلبي ألعراقي ( 2023 / 7 / 4 - 22:22 )

تم أغتصاب ألأيزيديات العفيفات بشريعة الشيطان.

هل الله يشّرع بألأغتصاب

متى يصحى ألضمير.

تحياتي

اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال