الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشخصية السياسية العراقية _ موميكا نموذجا _

بارباروسا آكيم

2023 / 7 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد الاحداث الاخيرة في السويد و ما تبعها من تداعيات و التي تسبب بها بعض المشاغبين أحببت أن أوجه رسالة الى القاريء العربي الذي قد يجهل تفاصيل معينة و بالتالي يعجز عن فهم الأحداث الجارية رغم التداول الإعلامي الواسع النطاق لها


و نبدأ أولاً بظاهرة موميكا  ..
كون من اشعل نيران غيرة اصحاب المشاعر المرهفة للصلاعمة حول العالم هذه مرة ليس شخص امهق بعيون زرقاء كما جرت العادة بل أسمر ذو عيون سوداء جريئة من بلاد ما بين النهرين و تحديدا من الموصل الحدباء  الذي ينحدر من عائلة مسيحية وهو المدعو ( سلوان موميكا )

و مالفت انتباهي وسط كل هذا الصخب و الضجيج 
ليس ردة الفعل الإسلامية الغوغائية فهذه لا تستحق مني الا التجاهل التام
و لكن موقف حكومة العراق و النظام الإيراني
على تصرف سلوان موميكا !!

فمن الاحتجاج و الشجب و الإستنكار
الى إصدار اوامر القاء القبض و ارسال التهديدات عبر الأثير
في تصرف يعكس درجة وعي الطبقة السياسية التي تدير شؤون هذه البلاد

و هنا يتوقف الكلام و يطلق العنان لأصوات الرياح الخارجة من جحر جدي !!

لأنني لم اشهد في حياتي هذا الكم من السفاهة و السفالة عند مجموعة سياسية معينة مثل هذه الطبقة السياسية 

الإخوة في مختلف الوان الطيف السياسي العراقي ..
هذه المرة سأنتقدكم حكام و محكومين
و سأغض الطرف عن المشغلين من خارج الحدود لأن العلة الأساسية فيكم

و إنني اتوجه لكم بالسؤال التالي ؛

من الذي جاء بهذا الحطام البشري و الأخلاقي كريان الكلداني و سلوان موميكا الى واجهة الأحداث في المنطقة و العراق على وجه التحديد ؟
من الذي سلط هؤلاء على رقاب الناس و و صدرهم إعلاميا وفرضهم على المجتمع و على مناطق سهل نينوى ؟

بالله عليكم من كان يعرف سلوان و ريان قبل أن تجمعوهم انتم في لفيف من اولاد الشوارع المتسكعين العاطلين عن العمل و مدمني الخمور الذين كنتم تطلقون عليهم مسميات غريبة عجيبة ؟ اليس انتم يا سقط المتاع ؟
لقد جمعتم كل ابن شارع و منبوذ و سوابق و كل من هو مشخص بألف علامة استفهام
بل لقد حاولتم تسخير المكونات الدينية في مناطق الأقليات ليس لصالح الدولة بل لصالح احلام و طموحات نضرب عنها صفحا الآن 
الستم انتم من حاولتم بشتى الطرق حصر التمثيل للمكونات و الأقليات ب هؤلاء ؟
و لهذا السبب بالتحديد قد جمعتموهم حولكم ليكونوا خنجر مسموم في المنطقة تستخدموهم وقتما تشاؤون كونهم لا يراعون حرمة و لا ذمة

الم تشتكي لكم جهات عديدة  في مناطق سهل نينوى منهم و من افعالهم و خرج أحدهم قبل فترة ليقول فلان ( رحمه الله ) كان يسمع اما فلان فلا يسمع !

https://youtu.be/tnjWrUNhaoE

و انا هنا ابهم الأسماء حتى لا يحمل كلامي على محمل المديح لفلان او فلان او انه انحياز لشخص او فئة لكن المعنيين بالأمر يفهمون بدقة الى ما أشير  اليه ،  اذا من يجلب الوسخ لداره يتحمل الذباب على وجهه

إخواني ..
سلوان موميكا يتصرف تماما كما تعلم منكم
إن الغاية تبرر الوسيلة
و هو محق (( وفق تبريراتكم اللااخلاقية ))

سلوان ببساطة اراد منصب و حينما لم يحصل على شيء و ريان اخذ منه كل شيء  تصرف وفق الحكمة المصرية ( اطلع اسبلهم الدين )
و هو كحال كل الطبقة السياسية لن يبالي بأن يحرق اهله في سبيل هذا الهدف

و ربما سيجد الآن طريقة جديدة للتكسب من خلالكم
و هي طريقة _ ادفع لي _ عن طريق ال PayPal و سأحرق لكم مصحف جديد !
و بالمناسبة هذه هي الطريقة المفضلة لكل الدعاة الى النار من العراقيين و من يسير خلفهم من حطب جهنم ..
بسنتهم و شيعتهم و مسيحييهم ( تحديدا من اولئك الذين لمسهم الرب و لا أعرف اين لمسهم بالضبط ) اي الذين كانوا صلاعمة و بعصهم الشيطان فأصبحوا مسيحيين بروتستانت و دعاة باتريون و PayPal

و ريان نفسه الآن لو حرمتموه منصابه سيخرج للخارج و يحرق المصحف و يردح لدينكم على طريقة  السيد موميكا
لأنه في النهاية انسان لا يجيد صنعة او مهنة وهو بحاجة الى الفلوس الى المرياش
و انتم قد علمتموه طريقة طفيلية في العيش

اذا هي مصالح سياسية و مادية صرفة يتم التعبير عنها بهذا الشكل و الدين بالرغم من كونه آفة المجتمعات الا انه في العراق ضحية المجتمع

يعني في العراق مثلا لن يجد السياسي بأسا في ان يشعل حرب طائفية او عرقية لغرض بقائه في المنصب بضعة أيام اضافية و تلك النفسية المخربة التي لا تعرف اي نوع من المسؤولية الأخلاقية  لن تتوانى عن اي منكر او محرم للوصول إلى غاياتها المريضة المشبوهة

بالمناسبة إخواني يامن تقرأون  (( انتم غير العراقيين )) حتى تعوا خطورة المشهد في هذا البلد  ..

في العراق لا يوجد تدين بمعنى التزام اخلاقي او عقائدي
لذلك اياك ثم اياك ايها المغفل المتخلف العربي أو المسلم سواء كنت شيعيا ام سنيا ان تقع في حبائل و الاعيب هذا المجتمع
فهؤلاء لو تمكنوا لجروك انت و بلدك الى آتون نار لا تنطفيء من الفوضى و الدمار

و طبعا هناك من يحاول أن يخفف العبارة او الصورة القاتمة اعلاه فيقول : في العراق هناك إختلاف في ترتيب اولوية الدين ..

و الحقيقة إن الإنسان العراقي ابعد ما يكون عن طريق الدين و العقائد
ليس لأن الدين بحد ذاته شيء سيء او جيد
بل لأن الدين بالنسبة له هو نوع من الحماية او الوقاية العشائرية او بمعنى (حماية القطيع) وفق تعبير قناة ناشيونال جيوغرافيك و لذلك تجد الإنسان العراقي على رأس هرم الطائفية رغم كونه من الداخل لا ديني حد النخاع و لا يجد غضاضة بالتبرير لأي مخالفة صريحة للدين تصدر منه شخصياً ، بل له قدرة عجيبة لتطويع حتى (( الله )) لإرضاء ميوله السلطوية .
و له رغبة و اندفاع عجيب في اضفاء القداسة على اشياء و اشخاص بشكل تعجز عنه اساطير و ميثولوجيات الوثنية على مر العصور

لكن في المقابل كان هناك نوع من التدين الشعبي الليتوروجي و الذي بدأ ايضا ينتهي او يختفي لصالح السلطة أو لدين السلطة

عجيبة هي السياسة و النمط المعيشي الإجتماعي في هذا البلد كيف تخرب الأخلاق و كيف تربي حب الظهور و الأنانية و الريبة و الشك و عدم الإنتماء و تعزز ميكانزمات البقاء التطورية بكل ما تتطلبه من قسوة و جسارة و شطارة
و حينما أقول شطارة فأنا لا أعني المعنى الإيجابي
بل هي المكر و الفهلوة من حيث التلون و الإنتقال بين الأفكار
و هناك من يبرر لهذا بقوله : انما التقلبات الفكرية هي نزعة صحية
و الحقيقة انها نزعة مصلحية على الأكثر و في الأقل تكون على شكل ثورية فوضوية.
عجيبة هي روح الإنتقام هذه التي ليس فيها اخلاق فرسان و لا شرف خصومة !

عجيب هذا الميل لغريزة الافتراس في هذا الإنسان و إظهار  الجوانب الوحشية في شخصيته التي تظهر مع مشاعر جياشه و عاطفية قل نظيرها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق محذوف
بارباروسا آكيم ( 2023 / 7 / 4 - 10:57 )
العربان والعالم
Tuesday, July 4, 2023 - على سالم

استاذ باربارو , اننى اتعجب واستغرب من عقليه اولاد عربان واسلام وكيف يتفاعلوا مع الاحداث , من الواضح ان اولاد العربان ليس لهم مثيل فى مكونات البشر ابدا , انهم يتميزوا بعقليه تافهه سطحيه تثير الضحك , دعنى اقول ان الشاب الذى حرق المصحف فى السويد لم يكن هو اول من حرق المصحف , لقد سبقه قبل ذلك الخليفه الثالث عثمان ابن العفان عندما احرق مايقرب من عشرين مصحف بسبب التضارب والتناقض بين الايات والاحكام , هل عثمان كافر ؟ اكيد الاسلاميين كفروا ابن العفان وطرقوا بابه وضربوه علقه ساخنه وبعد ذلك طعنوه بالسيوف والخناجر ورموا جثته فى العراء ؟ حرق المصحف شكل من اشكال الاحتجاج السلمى ولايجب ابدا ان نهيج ونثور ونطلق اللعنات والصراخ ونشحذ السكاكين قائلين بأبى وأمى يارسول الله ؟ هذا سلوك شائن ومعيب يخرج من ناس تحجر العقل فيها ولاتفكير منطقى لديهم وهذا مؤسف جدا


2 - تعليق محذوف
بارباروسا آكيم ( 2023 / 7 / 4 - 11:00 )
التوحش و الاجرام و سفك الدماء مرض معدي
Tuesday, July 4, 2023 - شيخ صفوك

اعتقد ان تاريخ العراق كان مليئاً بالدسائس و الخيانات و القتل و السحل و الاجرام و والمؤمرات و الغوغاء و التعذيب و الحروب و الانتفاضات المخربطة و الثورات الغريبة التي لا تشبه ثورات العالم و التدين الغريب في المحتوي و التطبيق و الشكل و لا تنسي ذكري مقتل الحسين كمثال ..كل هذا الكوكتيل و الارث الدموي الممزوج بالسطحية و النفاق والدين منعول الوالدين و رب البلاوي
انتج لنا هذا المواطن و الانسان الغريب بصفاته المتناقضة
انت انت شايف شعب لحد هذه اللحظة ولهان و سكران وببطولات السلف الصالح و يتغني بها لليل نهار ..والله يذكروني بحلقات چاي و چذب
واجا مقتدي و كملت السبحة و يعني احنا چنا ناقصين مخابيل


3 - الأخ علي سالم المحترم
بارباروسا آكيم ( 2023 / 7 / 4 - 11:26 )
تحية طيبة أخي علي سالم
بالنسبة لردة الفعل الإسلامية فهي لا تستحق التحليل ، لأن الناس قد خبرت كيف يتصرف هؤلاء

و جميل ربطك التاريخ بحادث حرق عثمان للمصاحف بأنه اول من احرق المصحف

بالمناسبة اخي علي سالم الأشخاص الذين تظاهروا امام السفارة السويدية في بغداد يؤمنون تماما بأن هذا القرآن ليس القرآن الحقيقي

و ان القرآن الحقيقي سيظهر مع المهدي
وهناك محاظرات للسيد محمد صادق الصدر الذي هو والد السيد مقتدى
كان يقول فيها :لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد على العرب شديد

بما معناه ان كتاب القرآن الحقيقي ليس هذا الذي بين ايدينا ، فكل الشيعة و السنة يتفقون على ان هذا القرآن الموجود حاليا هو قرآن حفصة
يعني حينما يقول هؤلاء بأنهم ينتفضون حمية على القرآن فهم يكذبون ، و هذا هو النفاق الديني السياسي

بأختصار شديد بعض الجماعات ارادت ان تنتقم من منافسيها لكون الشخص الذي احرق القرآن كان ينتمي الى الجماعة الأخرى

انها الاعيب السياسة اخي علي سالم

اما بالنسبة لي شخصيا ، فرغم كوني لست مع حرق الكتب و لكنني اعتبر وجهة نظر اي انسان في اي كتاب هي مسألة حرية شخصية


4 - الشيخ العزيز صفوك
بارباروسا آكيم ( 2023 / 7 / 4 - 12:46 )
تحية طيبة عزيزي الشيخ صفوك

و لذلك كنا نقول دائما ، دعونا من الأفكار لنبني هذا الإنسان ذو النفسية العجيبة
فأكثر ما يحتاجه هذا البلد هو الراحة و السلم الإجتماعي و الانفتاح على العالم
اما التاريخ
فهو قصص و حكاوي لا تهش و لا تنش
و لكن إعادة النفخ في تلك القصص البائسة لربطها بالحاضر فهو استحضار مصالح لا اكثر
و ربما بعد ٥-;-٠-;- سنة من الهدوء مثلا ، يمكن ان نقول هذا الإنسان سيدخل العصر و يتجاوز تاريخه المعاصر بكل مآسيه

تحياتي و تقديري


5 - حلقة مهمة يجب متابعتها
بارباروسا آكيم ( 2023 / 7 / 4 - 14:53 )


https://youtu.be/ai-HMdQmuVI


6 - كل شيء عشوائي
حميد فكري ( 2023 / 7 / 4 - 21:51 )
تحية للسيد بارباروسا
(انها الاعيب السياسة اخي علي سالم)

أجل خصوصا إذا كانت في ملعب الطائفية .
فاللعبة ،تجري في حلقة مفرغة ،ولا أفق واضح لها .
لذلك أنت لا تعرف أين الكرة ،ولا نوع القواعد .فكل شيء عشوائي.


7 - الأخ حميد فكري
بارباروسا آكيم ( 2023 / 7 / 5 - 01:38 )
تحية طيبة أخي حميد فكري
و الواقع يقول انه مشهد سوريالي يعكس ضحالة الحال بمجمله
و إنني اخشى ان يأتي يوم نقول فيه : دعوا الموتى يدفنون موتاهم
مع التقدير