الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في نقد رهان باسكال

محسن السراج

2023 / 7 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليست حيادا ً بل هي كما قلنا من قبل أفكار وحقائق ونحن نستبعد الأفكار ونفكر في الحقائق والحقائق نسبية ولكن لدينا أدوات ناتجة عن تراكم المعرفة البشرية والعلم التجريبي فننتقل من الدقيق إلى الأكثر دقة , الرب , الملائكة , الآخرة , الشيطان , الغولة , إبريق الشاي الذي يدور حول كوكب , هذه كلها وسائط خيالية , إنك كمن يقول لشخص انظر أن لديك إصبعاً سادساً ولكنك جاحد به وكافر به دون أن يقدم لك أدنى دليل , المقارنة زائفة , القاتل شخص له وجود جسدي ذاتي والقاتل السيكوباثي مثلا يتم تدارك خطرة باعتقاله وحماية المجتمع من شروره , الاحتمالات لامتناهية كأن يتوافق رقم تلفظه مع قائمة الحساب التي سيقدمها لك البائع ولايوجد أي رابطة بين الاثنين , عندما تضع احتمال أن الطعام الذي سيقدم لعائلتك مسموم هذه تشبه أعراض البارانويا الاضطهادية حيث يتوهم المريض بالفصام أن الجميع يتآمر عليه وأنهم سيضعون له السم في فنجان القهوة أو أن نشرة الأخبار هي مؤامرة كونية ضده , كذلك لاتنس السم هو مادة كيميائية موجودة في الواقع فلاتقارنه مع الوهم الافتراضي المسمى الرب أو الله أو يهوة أو يسوع , العقل مقولة متلبسة ولايعول عليه كثيرا ً بل لدينا الوعي واللاوعي ويمارس اللاوعي أواليات التبرير والاسقاط والإزاحة إلخ بل مايعول عليه هو العلم التجريبي والحس النقدي , لدينا أدوات للمعرفة مثل الأكريولوجيا ( علم الآثار ) والجينالوجيا ( العودة إلى جذور المفاهيم من أجل قلبها ) ونظرية التطور والتحليل النفسي والتخصص في التأريخ واللغات القديمة و والجيولوجيا والطب وعلم النفس إلخ , عندما تراهن على وهم إنك كمن يمشي في حقل ألغام ويتوهم أنه آمن وبدل من مواجهة الخطر ومحاولة التغلب عليه تقوم بتجاهله , الشيء الثاني إنك ستصاب بالإتكالية ولاتبحث عن حلول جذرية للمشاكل التي تواجهك , ربما ستتعامل مع حياتك على أنها دنيا وأن الآخرة الافتراضية خير لك من الأولى وبهذا تضيع وقتك في الطقوس وتدير ظهرك للعالم وأيضا ً أي دين سوف تتبع من بين عشرات الأديان بل في الدين الواحد هناك المذاهب التي يكفر بعضها بعضا ً ولو كنت ربوبيا ً كافتراض كيف ترهن حياتك بفكرة طرأت في ذهنك لا أثر لها في الواقع حيث الفوضوية في الكون والعشوائية في الحياة والعبثية في التفاصيل اليومية , أنت هنا تفتقد إلى الوضوح والحقيقة حتى لو كانت نسبية , النجاة ليست في التفكير الراغب ولا في الوهم بل في المعرفة كخلاص , ماذا تقول ياجعفر الصادق ! : الكون معطى كوانتمي ولايحتاج إلى مبدأ السبيبة والطاقة أزلية وحتى الفراغ ليس خاليا ً من الطاقة وهي لاتفنى ولاتستحدث ولاتتكون من العدم , المتعة الإيمانية هي تشبه متعة المخدرات أو الأفيون هي نفسها سيكون لها أثر جانبي مدمر للدماغ حيث الإيمان يضعك في دائرة مغلقة هي جماعة المؤمنين وسيكون الآخر ملعونا ً أو نجسا ً أو يتم توجيه صوبه نزعة العداوة والبغضاء والغلظة , أنت تقول أنك ستجد بعد موتك ؟ وهذه العبارة زائفة , نحن نعلم بالتجارب والقياس العلمي أن الميت دماغه لاينتج ذبذبات والجسد كله يتفكك ويتعفن فيفقد الدماغ قدرة تلقي أي إشارة خارجية أو داخلية وتعود كما كنت قبل أن تولد مجرد مادة , أما فرضية الروح فهي مجرد اشتقاق لغوي وهذا ماأخبرنا به علم النيورولوجي والدماغ , قد يلعب الإيمان دورا ً فوق الأنا العليا فيجعل الشخص مصابا ً بالشعور بالذنب والكبت بدلا ً من مرونة الأنا العليا والهو ومابينهما الأنا , كأن الله هو كيس اسمنت ثقيل في منطاد لايستطيع أن يحلق عاليا ً , طريق الوهم لايحقق الغاية بل يجعلك تعيش في فقاعة تفصلك عن الواقع ومايحصل بالفعل , الغاية هي ليست اللذة فحسب بل ينبغي أن تكون الفكرة في سبيل الحياة والسعادة وأن تخلق أنت لنفسك معنى وتبدع ذاتك كمشروع مفتوح على العالم , قيم حقوق الإنسان أرقى من القيم الدينية المغلقة وكذلك قيم الحريات الفردية والحقوق المدنية , الفكر التجريدي هو نتاج المادية التجريبية وليس العكس ولاتفكير بلا دماغ حيث الوجود يسبق الماهية , المنطق يتبع الواقع ويتغير بتغيره , حقيقة أي فرضية هي الواقع وليس الذهن أو المنفعة .
2_ ابن الراوندي :
أبطل فيه ما يؤثر ولا في الفعل دلالة على فاعل وأنً العالم بما فيه أرضه وشمسه وقمره وجميع نجومه قديم لم يزل لاصانع له ولامدبر ولامحدث له ولاخالق وأن من أثبت أن للعالم خالقا ً قديما ً ليس كمثله شيء فقد أمال وناقض .
الخيام :
إن كان قد راق بناؤها ففيم خرابها وإن لم ترق مبنى فممن أتى العيب ُ .
أبو العلاء المعري :
قُلْتُمْ لَنَا صانعٌ حكيم قلنا: صَدَقْتُم، كذا نقول
زَعَمْتُمُوهُ بلا مكان ولا زمانٍ ألا فقولوا
هذا كلامٌ له خَبِيٌّ معناه ليست لنا عُقول .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa