الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللا ديني والأخلاق ...!!

رمضان عيسى

2023 / 7 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هناك اشكالية يقع فيها الكثير من الناس ، وهي ربط الأخلاق بالدين . وهذا خطأ !! لماذا ؟ لأن الأخلاق ووجوب احترام الآخر ووجود أعراف لعلاقات اجتماعية كان لها أسباب تختلف عن الأسباب التي على أساسها وُجد التفكير في الغيب وملحقاته . لقد ارتبطت الأعراف الاجتماعية بظروف كل شعب الحياتية ومتطلباته للمحافظة على حياته أمام أهوال الطبيعة ، في حين كان الدين نتيجة للخوف من أهوال الطبيعة .
هناك ربطاً تعسفياً بين الدين والأخلاق .. لدرجة أن الناس صاروا يؤمنون أن : لا أخلاق دون دين .. وهنا المشكلة ..
ان الأخلاق موجودة بأشكالها الانسانية بمعزل عن الأديان وايماناتها .. فالأديان تربط الأخلاق بالتخوييف من عقاب ..
بينما الأخلاق هي مصلحة فردية وضبط سلوكي ضمن المجموعة الاجتماعية ...
من هنا فالأخلاق وُجدت منعزلة عن الدين ، ولكن نظرا لأصولها المعنوية والعاداتية ، فقد أصبح هناك تداخلا بينها لدرجة أن الناس وجدوا صعوبة في التفريق بينهما أو أيهما أسبق ؟
= وللتأكيد على هذا ، فإن الأخلاق ممكن أن تتغير ، بينما الدين يبقى على حاله لارتباطه بالمقدس .
هل هناك أخلاق عند الانسان الذي يقول أنه لا ديني ؟
الجواب : نعم ، فكل انسان لديه قيَم تمنعه أن يفعل الفعل الشائن ، وتجعله يفعل الفعل الحميد والحسن . والإتهام بأن اللاديني هو بلا أخلاق سببه يعود إما لأسباب تبني الآخر لوجهة نظر دينية أو لأسباب تعود الى الاختلاف في الثقافة ، وطريقة تقييم الفعل بأنه ضمن الأخلاق الانسانية أو الأخلاق اللاانسانية ، المتوحشة .
هناك من يعتقد أن اللاديني -- الذي لا تعجبه الأديان الكتابية - ليس لديه أخلاق ، خطأ فإن اللاديني لديه أخلاق انسانية غير مقيده بدين أو فرقة أو قومية أو بجغرافيا أو بلون أو بجنس ، انها أخلاق مبنية على " قيَم ومثل عليا " مثل الحق والخير والجمال والعدل والحرية والمساواة والاحترام بوصفه كائن جدير بأن يحيا حياة تليق بكائن عاقل ، اجتماعي متجدد ومتطور باستمرار . -- وللحقيقة نرى أن الأديان قد قزمت وحجمت هذه القيَمْ حيث قسمت المجتمع الى مسيحي ومسلم وبوذي ولاديني ، ويهودي ، وكافر ومؤمن واشتعلت صراعات بمبررات وفتاوي دينية ، وكانت هي الأشد تدميرا واشعالا للفرقة بين بني الانسان . –
= لو سألنا هل ممكن أن تكون هناك قواسم مشتركة بين أُناس مختلفون في الدين ، .... الجواب : نعم ... وهذا موجود في العديد من الدول ، وهناك تزاوج بين المذاهب والمختلفون في الأديان ، ولكن اذا اشتعلت المذهبية ، فإن هذا ينهار ، وتسيطر مشاعر التفرقة والسؤال : من أنا ومن أنت .
= بالنسبة للفرد ، الشخص ، الانسان في داخله "وحش " تضبطه الضوابط الاجتماعية ، فالذئب لا يأكل الذئب ، والانسان لا يأكل الانسان ، بل يتآلف مع الانسان ويُنمي القواسم المشتركة للحفاظ على الحياة ... فالمجموع يكون ضابط للفرد لكي لا تنمو الأنانية وتتضخم ، بل تنمو الجماعية وتتعظم . فتتكون أخلاق جماعية انسانية راقية ..
أما الأديان فقد اختزلت الأخلاق ضمن نصوصها فزرعت فوارق بين البشر ... حينما قررت امكانية الاستعباد ، وسمحت ب " ملك اليمين " ...
= وخلاصة القول : لا انسان بدون ضوابط ...وشخصياً أرفض أن يكون الانسان بلا ضوابط وأن يكون ذا " خلق همجي وعيش عشوائي وحرية فاحشة تسمح بالانفلات الجنسي والنهش من الآخرين .. بل أن يكون ذا خُلق انساني ضمن ضوابط متوازنة تحافظ على المُركب الأسري ، وضوابط لا تسمح بظلم الانسان لأخيه الانسان ، فان الظلم والقهر أساس كل المظالم . .
فعلى مدى التاريخ لم يردع الدين أتباعه ويمنعهم من ارتكاب أفظع الأعمال الوحشية واللاانسانية حتى ضد الأطفال و ضد الآخر ، وضد أناس من نفس الدين .. فالأخلاق أكثر تنظيما للمجموعات البشرية من الأديان .. لقد أثبتت الأديان أنها أكبر عامل تفرقة بين المجموعات البشرية ، فهي تبرر أفظع الأعمال وحشية بين بني الانسان . فالمتدين يرتكب أفظع الأعمال وحشية بارتياح ودون تأنيب ضمير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدين والأخلاق
عامر سليم ( 2023 / 7 / 6 - 07:53 )
في الواقع هناك رابط بين الدين والأخلاق , فلتبرير الاعمال الشريرة واللا أخلاقية انت تحتاج هنا الى الدين!

يقول ستيفن واينبرغ :بوجود الاديان من عدمها ,الاخيار يفعلون الخير والاشرار يفعلون الشر, ولكن لتجعل الاخيار يفعلون الشر, هنا ستحتاج الى الدين!.

“With´-or-without religion, good people can behave well and bad people can do evil-;- but for good people to do evil - that takes religion.”
―-;- Steven Weinberg

اذن الدين نشأ لتبريرالجرائم والأعمال اللا أخلاقية!.....أنتهى.

اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج