الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من ملف الإخوان النسائي

فاطمة ناعوت

2023 / 7 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بالأمس اتصلت بي إذاعة "دوتش فيله" الألمانية Deutsche Welle تسألني: "ما الفارقُ بين ثورة يناير ٢٠١١، وثورة يونيو ٢٠١٣؟" فأجبتُها بأن الأولى كانت محاولةً لتحريك المياة الراكدة في وطن لا يتقدم ولا يُسعى لحلّ المشاكل التي راحت تتراكمُ على كاهله وتتفاقم عامًا بعد عام؛ حتى بات المواطنُ المصري يشعرُ بأن تلك المُعثرات من طبائع الأمور ولا مجال لإصلاحها، أما الثانية فكانت ثورة حياة أو موت من أجل استعادة وطن مسروق وهُوية تتهاوى ومجتمع يتحلّل، وشتان بين الحالين. ثورة يناير كانت محاولة للعيش بشكل أفضل، أما ثورة يونيو فكانت محاولة للحياة أصلا، ونحن نرى بأعيننا مصرَ تحتضرُ والوطنَ يغيب.
بمناسبة تزامن "ثورة يونيو الخالدة" مع "عيد الأضحى المبارك" دعوني أحدثكم عن سيدتين تحملان نفس اللقب: “أم أيمن"، الأولى من الصحابيات المقرّبات من النبي (ص)، والثانية من جماعة الإخوان التي حاولت هدم مصر. الأولى هي الصحابية "بركة بنت ثعلبة" الحبشية، حاضنة الرسول ومُربيّته في طفولته، والتي ظلّت ملازمة له طيلة حياته حتى توفاه الله. وكان يقول عنها: “أم أيمن أمي، بعد أمي”.
أما الثانية فهي القيادية الإخوانية "عزة الجرف" ولقبها: “أم أيمن". كانت عضوًا في البرلمان الإخواني واشتهرت بتشفّيها العلني في استشهاد سبعة عشر جنديًّا شريفًا من أبناء قواتنا المسلحة على يد الإرهابيين في شمال سيناء، وأعلنت كذلك فرحتها بتصفية النائب العام بيد الإخوان الآثمة. ولمن نسى فقد كان اغتيالُ المستشار "هشام بركات" النائب العام، يوم ٢٩ يونيو ٢٠١٥، واحدة من جرائم تصفية الحساب التي ارتكبها الإخوانُ بعد إسقاطهم عن حكم مصر في يونيو ٢٠١٣، وانتقاما إرهابيًّا إثر تنفيذ حكم الإعدام في ستة من العناصر الإرهابية من أذرع "داعش" بعد دعوة "ولاية سيناء". فما كان من "أم أيمن" إلا أن كتبت تغريدةً أبدت فيها فرحتها باغتيال النائب العام وتشفيّها في استشهاد جنودنا الأبرار! "أيخونُ إنسانٌ بلادَه؟! إن خانَ معنى أن يكونْ، فكيف يمكنُ أن يكونْ؟!" 
أتذكّرُ حلقة تلفزيونية جمعتني بالسيدة "أم أيمن" في ضيافة الإعلامي "طوني خليفة"، في برنامج "أجرأ كلام"، وكانت من أجرأ وأطرف حلقات هذا البرنامج وأكثرها كوميدية ومرحًا. سألها "طوني خليفة" هل تقبل أن يتزوج "أبو أيمن" عليها بامرأة ثانية؟ فقالت بحسم: “ميقدرش. مش هيلاقي واحدة زيي!” وحين أخبرتُها برأي عرّابها وعرّاب الإخوان "حسن البنا" في تعدد الزوجات، فوجئتُ بأنها لا تعرفُ شيئًا عن آراء هذا الرجل الذي يتبعونه حذوَ الحافر! 
في مجلة "الإخوان المسلمون" العدد ١٣ سنة ١٩٤٤، كتب "حسن البنا": "إن خيرًا للمرأة وأقرب إلى العدالة الاجتماعية والإنصاف في المجتمع أن تستمتع كلُّ زوجة بربع رجل أو ثلثه أو نصفه من أن تستمتع زوجةٌ واحدة برجل كامل وإلى جانبها واحدة أو اثنتان أو ثلاث لا يجدن شيئًا"! تصوروا نظرته للزواج بأنه "استمتاع"!، وليس حياةً وشراكةً ومودة ورحمة! بُهتَتْ "أم أيمن" حين قرأتُ عليها ما سبق، ثم قالت من فورها: “ربنا محلل ده، هاتعترضي على كلام ربنا؟" ونسيتْ أنها مَن اعترض قبل دقيقة؛ بحجة أن "أبا أيمن" لن يجد مثلها!!
واكتشفتُ أيضًا أنها لا تعرف رأي "حسن البنا" في خروج المرأة من بيتها للانتخاب! أخبرتُها أن "حسن البنا" كتب في مجلة "الإخوان المسلمون" عدد يوليو ١٩٤٧: "منحُ المرأة حقَّ المرأة الانتخاب إنما هو ثورةٌ على الإسلام وثورة على الإنسانية.”! وسألتُها : تُرى ماذا كان سيقول "حسن البنا" إن علم أن "أم أيمن" دخلت البرلمان وتجادل في البرامج التليفزيونية ولها صفحة على تويتر تشمتُ عليها في الموتى! بُهتت "أم أيمن" من جديد، ثم بررت تويترها وبرلمانيتها قائلة: "أنا نموذج المرأة المصرية، ونموذج المرأة العربية، ونموذج المرأة المسلمة.” ياللتواضع!
لم أقل لها: "تواضعي يا "أم أيمن"؛ لأن مَن تواضعَ لله رفعَه.” ولم أسألها كيف لنموذج المرأة المصرية المسلمة أن تتشفى في مقتل جنود وطنها؟! ولم أسألها كيف تكون إخوانية وتجهل آراء مولاها "حسن البنا"؟! إنما أسألها سؤالا واحدًا لا غير:  
هل سمعتْ "أم أيمن" عن المصرية كابتن طيار "لطيفة نادي"، أو العالمة النابغة "سميرة موسى"، أو "التربوية "نبوية موسى"، أو الحقوقية "هدى شعراوي"، أو القاضية "تهاني الجبالي"، أو المستشارة السفيرة "فايزة أبو النجا"، أو عالمة الفلك السورية "مريم الإسطرلابية"، أو عالمة الجبر والهندسة العراقية "ستيتة البغدادية"، أو الفيلسوفة السكندرية "هيباتيا" عالمة الفيزياء، وغيرهن الكثيرات الكثيرات؟! أغلبُ الظن لو سمعت عنهن ما تجاسرت وقالت عن نفسها إنها "النموذج المُحتذَى للمرأة المصرية والعربية والمسلمة؟ كل ٣٠ يونيو وأنتم بخير، كل عام ومصرُّ حرّة. وتحيا مصر.
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah