الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن ( عمل الكافر / عمل الفاسد / الفضيل )

أحمد صبحى منصور

2023 / 7 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


السؤال الأول
فى سورة فاطر سيقول الكافرون وهم فى النار ( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً ) لماذا لن يقولوا ( أخرجنا نؤمن ) ؟ كانوا كافرين فالمفروض أن يقولوا أخرجنا نؤمن ؟
الاجابة
قال جل وعلا عن عذاب الكافرين : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37) فاطر )
أقول :
أولا :
1 ـ أنت لم تفهم معنى الكفر . الكفر لا يعنى إنكار الخالق جل وعلا ، بل الايمان بالخالق والايمان بأولياء مقدسين وبآلهة معه جل وعلا يشاركونه فى مُلكه وفى حكمه. لذا فالكفر بالله جل وعلا هو الشّرك بالله جل وعلا ، أى هما مترادفان وبمعنى واحد . قال جل وعلا : ( بَرَاءَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) وَأَذَانٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرْ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) التوبة ). ترى هنا المشركين هم الكافرون .
ولهذا ففى الكفر والشرك إيمان ، ولكنه إيمان قليل . قال جل وعلا عن المشركين ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106) يوسف ) . ويقول عن إيمان الكافرين إنه قليل يستحق أصحابه اللعنة . قال جل وعلا :
1 ـ ( بَلْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ (88) البقرة )
2 ـ ( وَلَكِنْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (46) النساء )
3 ـ ( وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (155) النساء ).
وهذا الايمان القليل لا ينفع يوم القيامة . قال جل وعلا : ( قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (29) السجدة ). بالتالى فالكافرون أصحاب النار لأن إيمانهم قليل .
2 ـ بهذا الايمان القليل كان عملهم غير صالح لذا سيقولون وهم فى النار : ( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ) .
ثانيا :
1 ـ ـ العمل الذى كانوا يعملونه فى الدنيا كان يصدر عن عقيدة فاسدة ، لذا لم يكن صالحا ، ولم يجعلهم ( صالحين / مؤهلين لدخول الجنة ). وسيحبط الله جل وعلا عملهم . قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (147) الاعراف )حتى لو أقاموا مساجد . قال جل وعلا عن المشركين الكافرين : ( مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) التوبة )
2 ـ العمل الصالح المقبول الذى يدخل به صاحبه الجنة هو الذى يكون عبادة ودينا خالصا لوجه الله جل وعلا وحده . قال جل وعلا :
2 / 1 ـ ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2) أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3) الزمر )
2 / 2 : ( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (14) الزمر )

السؤال الثانى
واحد مليونير مقاول وفاسد جدا قال لنا صدق المثل اللى قال إن سعيد الدنيا هو سعيد الآخرة ، وأنه بفلوسه يشترى الجنة ، يعنى يكسب مليون فى صفقة واحدة ويقوم يحج ويرجع كيوم ولدته أمه صاغ سليم . ويتبرع بكام ألف جنيه ويعمل موايد الرحمن وخلصت الحدوتة . كان فيه شيخ موجود معانا ولكنه سكت وما ردش عليه يعنى موافق على كلامه . ما رأيك فى هذا ؟
الاجابة
1 ـ كل العبادات هدفها زرع التقوى فى القلب . إن كانت العبادة بلا تقوى فستتحول الى تشجيع الفسوق والعصيان والفساد كما فى حالة هذا الرجل ومعظم المتدينين تدينا سطحيا .
1 / 1 :عن عموم العبادات قال جل وعلا عن الهدف منها : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) البقرة ).
1 / 2 : وعن الهدف من الصيام . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) البقرة )
1 / 3 : وعن الصلاة ليس المراد مجرد تأديتها فى أوقاتها وحركاتها ولكن المراد هو التقوى ، أى إقامتها فى القلب بحيث تنهاك صلاتك عن الفحشاء والمنكر . قال جل وعلا : ( وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) العنكبوت )
1 / 4 : وفريضة الحج فرصة للتزود بالتقوى ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ (197) البقرة )
2 ـ الله جل وعلا لا يقبل الصدقة إلا من المال الطيب ، وهو جل وعلا غنى عن العالمين . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) البقرة )
3 ـ الذى يريد ـ مجرد إرادة ـ العصيان فى الحج يعاقبه الله جل وعلا على هذه الإرادة ، فما بالك بالفعل . إقرأ قوله جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِي وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25) الحج )
4 ـ أحد الأثرياء فى مكة قال نفس المعنى ، إنه أوتى مالا وأولادا فى الدنيا ، وسيُعطى مثل ذلك فى الآخرة . هى مجرد كلمة قالها ، وجاء الردّ عليه وعلى أمثاله فى قوله جل وعلا : ( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً (77) أَاطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمْ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً (78) كَلاَّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنْ الْعَذَابِ مَدّاً (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً (80) مريم ).

السؤال الثالث
هل الفضيل من أسماء الله الحسنى لأن هناك من اسمه ( عبد الفضيل )؟
الاجابة
( الفضيل ) ليس من أسماء الله الحسنى جل وعلا .
هو جل وعلا ذو الفضل العظيم ، وهو جل وعلا وحده مصدر الفضل والتفضيل . وليس لنا أن نصف الله جل وعلا خارجا عمّا وصف به ذاته . هذا إلحاد فى أسمائه الحسنى . قال جل وعلا : ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) الأعراف ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية.. الكلمة الفصل للميدان | 202


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مدينة صفد ال


.. تغطية خاصة | عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال مستمرة |




.. 80-Al-Aanaam