الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المُتَصَيِّدون

حسام محمود فهمي

2023 / 7 / 6
المجتمع المدني


يُقَدَرُ عددُ مُستخدمي مواقعِ التواصلِ بحوالي 58.4٪ من سكان العالم، وهو ما يُعادِلُ 4.26 مليار شخصٍ. وقد عانى كثيرون، من أنه بعد فترةٍ من الاِستخدامِ، يتعرضون لأغرابٍ يتركون تعليقاتٍ سيئةٍ على ما يَنشرونَه على صفحاتِهم. أصبحَت كلمة Troll تَوصيفًا مُستحدثًا لهذه النوعيةِ من الأشخاصِ، "فهو المُتَصَيِّد الذي يقوم عمدًا بنشرٍ أو بتعليقٍ مُسئٍ أو اِستفزازي عبر الإنترنت على صفحةِ آخرٍ". وقد دَعى التَصَيُّدُ كثيرًا من المواقعِ ، والإخباريةِ منها بالذاتِ، لاِستخدامِ أنظمةٍ لمكافحةِ التَصَيُّدِ على أقسامِ التَعليقاتِ. في المُقابلِ، فإن التَنَمر Bullying، لا يُشتَرَطُ أن يكون على مواقعِ التواصلِ، وهو شكلٌ من أشكالِ الإساءةِ والإيذاءِ مُوجهٌ من قِبلِ فردٍ أو مجموعة ٍنحو فردٍ أخر ٍأو مجموعةٍ أخرى قد تكونُ أضعفَ جسديًا أو بعيدةً على مواقعِ التواصل.

لكن ما هو دافعُ المُتَصَيِّدُ من نَشرَ هذه التعليقاتِ البَغيضةِ؟ أظهرَت أبحاثُ عِلمِ النفسِ السُلوكي أن المُتَصَيِّدين يَفتقِدون القدرةَ على بناءِ عِلاقاتٍ صِحيةٍ بعيدًا عن عالمِ الإنترنت الاِفتراضي. المُتَصَيِّدون، رجالًا ونساءً، ليسوا بالضرورةِ وحيدين أو حَزَانى لكن علاقاتِهم الاِجتماعيةِ ينقُصُها التوازنُ، وقد يَشعرون بعدمِ الاِحترامِ أو التقديرِ في بيئتِهم، سواء كانت الأسرةُ أو العملُ أو المَعارِفُ.

كثيرًا ما يَفتَقِدُ المُتَصَيِّدون الشعورَ بالمسؤوليةِ والوعي الذاتي، وهو ما يُعرَفُ بإزالةِ التَفَرُد أو بالذوبانِ في الجُموعِ، لأن عَدمَ الكشفِ عن هويتِهم يَعني لهم بأنهم مُختبئين وبالتالي ما من حاجةٍ لتنظيمِ سلوكياتِهم عبر الإنترنت. وهو يُشابهُ التَصَرُفَ الجَماعي الساخرِ والمُشاغبِ في مبارياتِ كرةِ القدمِ حيث يَشعرُ الفردُ بالحمايةِ في الزحامِ وتضيعُ قَواعدُ السلوكياتِ الاِجتماعيةِ.

من علماءِ النفسِ من يرون أن التَصَيُّد يُعتَبَرُ شَكلًا من السلوكِ وهو غايةٌ في حدِ ذاتِه، باِعتبارِه ترفيهٌ أو تعبيرٌ عن سِماتٍ شخصيةٍ مثل التَذاكي، الاِستظرافِ، الرَفضِ، التلَذُذِ بإيلامِ الآخرين، برودِ المَشاعرِ وعدمِ الاِحساسِ بالذنبِ. المُتَصَيِّدون شَغوفون بجَذبِ الاِنتباهِ وليس فقط بإيذاءِ الناسِ أو إزعاجِهم، وبالذات المشاهيرِ. هَمُهُم الدائمُ الحصولُ على الدعمِ من تعليقاتِ مُتَصَيِّدين آخرين، وهو ما يَمنحَهُم شُعورًا بقيمةِ الذاتِ والأهميةِ التي من المُرَجَحِ أن تَفتقرَ إليها حياتُهم اليوميةُ غَيرُ المُتَصِلةِ بالإنترنت.

قدَمَت مواقعُ التواصلِ إعلامًا لا يعرفُ قيودَ الإعلامِ التقليدي ونشرَت على الملأِ أخبارًا وآراءً مصدرُها الشَخصُ العادي المَنسي غَيرُ المُقَيَّدِ، وأصبحَ الترند مقياسًا للرأي الغالبِ. لكن في مقابلِ تلك المزايا الكبيرةِ فإن المُعاناةَ من التَنَمُرِ والتَصَيُّدِ لها ضحاياها ممن لا يَقوون على تَحَمُلِها، وما أكثرُهم.

وإذا كانت الجامعاتُ مناراتٍ للعلمِ، كيف يُقبلُ أن تُجرِي جودةُ اللاجودةِ اِستبياناتٍ هي محاكاةٌ لسلوكياتِ التَنَمُرِ والتَصَيُّد على مواقعِ التواصلِ؟؟ بلا مُكابرةٍ وبمراجعةٍ واجبةٍ للذاتِ هل اِرتفعَ في أي تصنيفٍ ترتيبُ أي جامعةٍ، إذا لم ينزل؟؟ ألا تُقرأُ هذه التصنيفاتُ بطريقةٍ اِنتقائيةٍ، فما تراه الإداراتُ في صالحِها هو ما يُعرَضُ وعن ما عداها يُغَضُ البَصرُ؟؟

اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن: لمّ الشمل مع الأسرى في صميم ما نحاول القيام به


.. البيت الأبيض يدرس استقبال أهالي غزة كلاجئين| #الظهيرة




.. إسرائيل تعد منطقة آمنة في وسط غزة وتطالب اللاجئين في رفح بال


.. منظمة هيومن رايتس ووتش تدين مواقف ألمانيا تجاه المسلمين.. ما




.. الخارجية السودانية: المجاعة تنتشر في أنحاء من السودان بسبب ا