الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعليم والروتين اليومي

حسن خالد

2023 / 7 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


#التعليم_والروتين_اليومي
نادرا ما تجد ثنائية ارتبطتا ولم تزالا ترتبطان معا في حياتنا اليومية، كما هي في ثنائية [التربية و التعليم] لدرجة أن الكثير من المجتمعات والدول كانت تسمي الوزارة التي تتخصص في التعليم المنهجي ب (وزارة التربية والتعليم) قبل أن تفصلهما، نتيجة التخصص وتعقد العملية التربوية، ورغم ذلك بقيت الأولوية ل (التربية) على (التعليم) والتي تضم الأطفال من الصف الأول إلى مرحلة الثانوية العامة (البكلوريا)، وبعض الدول أرفقت مرحلة الروضات بهذه الوزارة، ومن ثم استحدثت (وزارة التعليم العالي) التي تضم الطلبة في مرحلة المعاهد والجامعات وما تليها..
فقد قيل الكثير فيما يتعلق بموضوع (التربية/التعليم) بمفهومه الأعم، حتى لا يكاد يُفصل بينهما، والذي لا يقتصر هنا على مسألة التعليم فحسب، إنما يشمل الجانب المعنوي "السلوكي" أيضا.
لأن الطفل يتشرب السلوكيات والعادات تقليدا أعمى في بداياته،
والتقليد أسلوب ناجح ومتّبع في العملية التعليمية، أي التعليم عن طريق التقليد، هي عملية بمثابة الاسفنجة التي تشرب الماء دون أن يلاحظها أحد!
وينبغي على الآباء أن يُدركوا [[أنهم المعلم الأول و الأفضل لأطفالهم]].
ولا نناقش هنا المؤسسات التربوية التي لا تقتصر على [الأسرة] فحسب، إنما مؤسسة الأقران، وأصدقاء الشارع بمفهومه الايجابي، وأصدقاء المدرسة...إلخ.
فكلما كبر الطفل، تتوسع دائرة الشخصيات وكذلك المؤسسات التي سينتمي إليها ويحتك بها ويتشرب سلوكياتها..
ما أودُ قوله هنا، أن التربية لا تقاس بمقولة دارجة اجتماعيا (تربية صالحة) أو (غير صالحة) لستُ هنا مع هذا التصنيف، إنما ينبغي الحكم عليها من خلال النتائج المتوقعة والتي من الممكن أن تحدث أو التي يمكن تصورها في النهاية؟!!
إنّ عملية "التربية" اسلوب في المقام الأول، يختلف باختلاف اعتبارات الأسرة "الأم" كلٌ بحسب ظروفها وإمكاناتها ودرجة وعيها وايمانها بالعملية التربوية/ التعليمية..
يمكن أن يتعلم الطفل من خلال روتين الحياة اليومية في مواقف كثيرة ومتعددة ومختلفة، كالعدّ والحساب والأشكال ومعرفة الحروف و الكلمات والألوان والأشياء التي يزداد حاجته لها كلما كبر و وصل لمرحلة الفطام الأُسري، ويبدأ في شق طريقه لبناء شخصيته عن طريق الاستكشاف والذي يتناس طردا مع كبر سنه، ينميها اجتماعيا ومعرفيا!
لأن تراكم المفردات والكلمات ومعرفته الأشياء (على بساطتها) في مرحلة الطفولة المبكرة وكذلك أساسيات العدّ والحساب والأشكال الأساسية، يساعد الطفل لاحقا أثناء انخراطه في التعليم الرسمي"الإلزامي" في إتساع مداركه المعرفية والعاطفية
إن تركيز الأسرة وخاصة "الأم" كمحتك مباشر وفاعل (ولا ننتقص هنا من دور الأب - إنما من خلال الدور المتوقع) على أسس التعلم العاطفي/الاجتماعي، هي البداية الأنجح لبناء شخصية سوية لاحقا، لأن سني عمر الإنسان الأولى، تحدد وإلى حدٍّ بعيد مستقبله.
وعلى الأم ان تعي أن اهتمامها بطفلها/ أطفالها، جزء لا يتجزأ من عملها لا ينبغي أن تُفضل أي عملٍ منزلي آخر عليه، فالجانب العاطفي الانفعالي للطفل والذي يعتمد في المقام الأول على معرفة المشاعر وفرزها وتوجيهها الوجهة المناسبة، لأن الطفل سيشعر بأهميته من عدمها في الوسط الذي يعيش فيه، والحنان والاهتمام حاجة أساسية للطفل، وليست عبارة عن ممارسة للترف، لا ينبغي أن يُحرم منه وتحت أيّ ظرف!!
وقد حدد فرويد* هذه الفترة بالسنين الخمس الأولى من حياة الإنسان...
* سيغموند فرويد، عالم نفس ورائد مدرسة التحليل النفسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية