الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجهة نظر: التغير والثبات!!

محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)

2023 / 7 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


من الناحية الشخصية، أرى التغير في هذه الأيام هو القاعدة، والاستقرار (الثبات) هو الاستثناء! المشكلة تكمن في أن إيقاع التغيير يتسارع بشكل جنوني غير مسبوق.. ففي مجال التكنولوجيا والأجهزة الحديثة - على سبيل المثال - تصبح الأشياء قديمة ومهجورة obsolete في غضون بضعة أشهر (أحيانًا أسابيع!). ومع ذلك، فإن الطبيعة البشرية - في تقديري - تميل إلى الاستمرار في القيام بالأشياء التي تعودت عليها منذ وقت طويل..

ومن الصعب علينا قبول التغييرات الجديدة دون أن نمر بحالة نفسية تسمى "الرفض الداخلي أو التردد" internal resistance/refusal لأننا نحتاج إلى بعض الوقت حتى نتعود على شيء جديد أو نتقبله من الأساس! ربما نحتاج إلى معلومات كافية أكثر حوله، أو إلى بعض التدريب على كيفية استخدامه.. بمجرد أن نتخطى هذه المرحلة "المترددة"، نبدأ في استيعاب هذا التغيير تدريجيًا في هيكلنا الإدراكي الداخلي وبنيتنا المعرفية cognitive structure، وفي النهاية يصبح جزءًا من ممارساتنا اليومية!

ومع ذلك، يكافح بعض الأشخاص الذين ينتمون إلى الأجيال الأكبر سنًا ضد التغيير! أتذكر أحد الموظفين القدامى في الجامعة الذي استمر في استخدام الآلة الكاتبة حتى وقت قريب جدًا.. وعندما تناقشت معه وجادلته في الأمر، اكتشفت أنه كان مقتنعًا بأنها أفضل بكثير من الكمبيوتر. قال لي إن الآلة الكاتبة typewriter هي الأصل، ويجب أن نعود إليها! أعلم أنه يبدو مضحكًا جدًا، ولكن هيكله الإدراكي المتصلب وفكره المتحجر لا يستطيع قبول الكمبيوتر كابتكار جديد يجعل عمله أسهل بكثير من ذي قبل. لكنه لم يكن قادرًا على معرفة أن تطبيق معالجة النصوص (على سبيل المثال MS Word) قد أتاح إمكانيات وخيارات غير محدودة للكتابة وإدارة النصوص التي لم يتخيلها مستخدمو الكاتبات الآلية القديمة يومًا ما!

أعرف أيضًا شخصًا آخر (عضو هيئة تدريس جامعي) لم يستخدم أبدًا المصعد في حياته.. وكان على استعداد لصعود الدرج إلى الطابق العاشر على الأقدام بدلاً من تعريض نفسه لمخاطر استخدام المصاعد! وبالمثل، في حين أن الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية أصبحت أكثر تداولاً وشيوعًا وأرخص بكثير، ويمكن للشخص استخدامها لأغراض كثيرة مثل قراءة الكتب رقميًا، فإن العديد من الناس يفضلون (ولا زالوا يستمتعون) بقراءة الكتب الورقية والاستمتاع بصحبة الصحف.. لهذا السبب بدأ المربون يتحدثون (ويجرون بحوثًا) عن "فجوات الثقافة القرائية" literacy gaps. بالإضافة إلى ذلك، قد يشعر الناس براحة أكبر ويكونوا أقل عصبية مع الأشياء التي اعتادوا عليها.. وفي النهاية، يفضل الكثير منا البقاء في الأراضي المعروفة (المألوفة) وعدم المغامرة في أراضٍ جديدة ومجهولة!
تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24