الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 101 المستشرق جولد تسيهر والحركة الوهابية

رحيم فرحان صدام

2023 / 7 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 101
المستشرق جولد تسيهر والحركة الوهابية :
امتلأت ساحة الثقافة في العالم العربي والإسلامي بأشباه المثقفين و مروجي " الدّين العنيف" كبديل واضح عن " الدّين الحنيف" ، ومن ضمن الكتاب في الفكر الإسلامي ، لفت انتباهنا كاتبٌ لهُ جمهور في العراق والخليج العربي هو الدّكتور عماد الدين خليل، وسبق لنا أن قرأنا بعض أبحاثه حول التّاريخ العربي الإسلامي و جهود الكاتب خلال أعماله الكتابية و لقاءاته الإعلامية في القنوات الفضائية تتمحور حول "أزمة الهُوية الإسلامية"، "فلسفة التاريخ من وجهة نظر إسلاميّة"!! النظرة الاغترابية إلى الآخر المذهبي والدّيني وحتى القومي ، هذا النهج الذي تبرز من خلاله نمطية "بدوية" قائمة على العزلة وعصر ما قبل ثورة الاتصالات الحديثة من الطبيعي أن تنتج فكرا قائما على العزلة أولا وعداء الآخر ثانيا ، وكل هذا يتم خلال أُسلوب خطابي منمق يُركّز على الكلمات والعبارات التي تهدف إلى التعبئة و الحشد في "معركة" أزلية ليس لها نتيجة إلا تدمير الذات أو القضاء على الآخر.
يعد الكاتب عماد الدين خليل من ابرز ابواق الدعاية الوهابية المضللة التي تخدع المسلمين وتضحك على عقولهم بكتبه المضللة التي لا تعتمد المنهج العلمي والتوثيق من المصادر الاصلية للمؤلفين انما ينقل الاقوال والآراء والعقائد لا من كتب مؤلفيها بل من مصادر خصومها وغالبا ما ينقله غير صحيح ولا دقيق ان لم اقل كذبا ، وسنتناول في هذه السلسلة احد كتبه وهو كتاب (قالوا عن الاسلام) ، الذي الفه في المملكة السعودية لتكون مادة الدعوة للإسلام الوهابي داخل المملكة وخارجها ، وهذا الكتاب يقدم مجموعة من الشهادات " المنصفة " في حق الإسلام، وقرآنه الكريم ونبيه ، وتاريخه وحضارته ورجاله، على حد زعم المؤلف.
يؤخذ على الكتاب انه اقتصر على الرجوع للترجمات العربية بينما ينبغي الرجوع إلى مختلف اللغات ليكون البحث أكثر شمولاً، وأصدق تمثيلاً .
اما الهدف من الكتاب فهو الدعاية للإسلام بالصيغة الوهابية الارهابية من خلال شهادات الغربيين – طبعا المنصفين - له لتأكيد قناعة المسلمين وتحفيز المتشككين بدينهم عن طريق شهادة أساطين الحضارة الغربية على تعبير مقدم الكتاب .
وكل ما نقله الأستاذ عماد الدين خليل هو مجرد هراء لا قيمة علمية له لأنه نقل من كتب اسلامية غير امينة في النقل وبعضها تنسب اقوالا كاذبة للغربيين .

والطامة الكبرى ان الأستاذ عماد الدين في كتابه يروج للوهابية التي طبعت كتابه في الرياض عاصمة المملكة السعودية وطبعا لكل شيء ثمن لا سيما اذا كان الريال السعودي او الدولار الامريكي .
ادعى عماد الدين خليل في كتابه (قالوا عن الإسلام ) ان جولد تسيهر من المستشرقين المنصفين وقد اثنى على الحركة الوهابية فقال : " أن المسلمين.. ممن ناصروا الإمام محمد بن عبد الوهاب في دعوته ممن تدفعهم الغيرة الدينية لتطهير الإسلام مما علق به من الشوائب، ليجدون في الإسلام ميدانًا رحيبًا للعمل والإنتاج.. وقد شاهد الإسلام في الهند منذ قرن حركات دينية من هذا القبيل. فدعوة الشيخ محمد الإصلاحية انتشرت تعاليمها وانبعثت من بلاد العرب حتى بلغت هذا القطر الإسلامي ".
حذف عماد الدين خليل من النص جملة " أن المسلمين المتعصبين للسنة ممن تأثروا بآراء الوهابية " واقحم جملة بدلا عنها: " ممن ناصروا الإمام محمد بن عبد الوهاب في دعوته " وهي جملة لم يقلها جولد تسيهر بل هي تزوير لكلامه من قبل عماد الدين الذي لا يخجل من الكذب والتلفيق والتزوير من اجل الترويج للوهابية الارهابية ما دامت السعودية تدفع الدولار .
ولم يكتفي عميد الدعاية المضللة بذلك بل زور كلمة اخرى في النص اذ حذف قول جولد تسيهر :" فالحركة الوهابية انتشرت " الى " فدعوة الشيخ محمد الإصلاحية انتشرت "
هذا ما تروجه الدعاية المضللة ممثلة بالدكتور عماد الدين الذي تفتقر كتاباته الى الدقة العلمية ، والطرح الموضوعي ، وانعدام التوثيق من مصادر المؤلفين انفسهم وباللغات الاصلية التي كتبوا بها ؛ لسبب بسيط انها كتب دعائية غير علمية، مغرقة بالنصوص من غير تحليل علمي او استنباط فكري او موضوعي .
اما موقف المستشرق جولد تسيهر الحقيقي من الحركة الوهابية فقد اوضحه بقوله :
" واذا أردنا البحث عن علاقة الاسلام السني بالحركة الوهابية ، نجد أن مما يسترعي انتباهنا خاصة ، من وجهة النظر الخاصة بالتاريخ الديني ، الحقيقة التالية :... فلا بد ان يحكم عليهم اهل السنة بأنهم من الخوارج المنشقين ... فالوهابيون قوم قد خرجوا عن نطاق الاسلام السني ؛ وصنعوا ما صنعه الخوارج في العصور الإسلامية الاولى ... فالوهابيون فعلى الرغم من سنيتهم المنطقية ونزعتهم الإسلامية البحتة ؛ ينبغي اعتبارهم من الخارجين المارقين ، كما يجب ان يوصموا بهاتين الرذيلتين ... ببنما الحركة الوهابية لا تريد ان تعترف بالإسلام الا على هيئة حفريات متحجرة من حفريات القرن السابع الميلادي " .
نلاحظ ان جولد تسيهر يعد الوهابيين قوم قد خرجوا عن نطاق الاسلام السني وهم من الخوارج المارقين ويجب ان يوصموا بهاتين الرذيلتين ، وهي حركة متحجرة ، فهنيئا للأستاذ عماد الدين خليل هذا التقييم " المنصف " من قبل المستشرق جولد تسيهر ان يصفه واصحابه الوهابيين بالخوارج المارقين !!!.
ينظر : بالألمانية Vorlesungen Über Den Islam
جولد تسيهر ، العقيدة والشريعة في الإسلام، ترجمة: محمد يوسف موسى، دار الكتب الحديثة، القاهرة، ط2. ، ص 269، ص 283 - ص 284 .
عماد الدين خليل : قالوا عن الإسلام (ص: 486). 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تبدأ النظر في تجنيد -اليهود المتش


.. الشرطة الإسرائيلية تعتدي على اليهود الحريديم بعد خروجهم في ت




.. 86-Ali-Imran


.. 87-Ali-Imran




.. 93-Ali-Imran