الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعترافات امرأة عارية (2) one woman show

روزا سيناترا

2023 / 7 / 10
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


آتي دوماً بعد الإنهيارات الكبيرة كي أرمم كل ما هدمه الغزاة والأشرار في الطريق، أجمّل كل الوجوه المشوهة بعد حريق الأزهار في الضحكات الحزينة وأمسح بخبزي المبلول بالماء والخزامى على تلك الجبهات المقفرة كي لا تضلّ في طريق الشيطان بين أنياب وقرون الشيطان وريق الشيطان الباحث عن كل نفسٍ وحيدة وكل قطرة دمٍ بريئة وخائفة !

حياتي دوماً واقعة بين مفاتيح البيانو وحدّ السكين، بين رقة اللحن وقسوة الأصابع ومنذ سنين لا أرتاح، كلي نغمٌ فايقاعٌ فصمت يوحي بخط القلب المستقيم..
قلبي ؟ قلبي دوما مشكلة ، لم اقابل في حياتي ابداً أرق وأشجع منه..
مجنونٌ ومغامر، روبن هود ثم فارس نبيل، نبضة أميرة ثم امرأة شرسة وهكذا وفي كل يوم يتسلل الشوك الى شراييني ثم يأتي من يشرب دمي هكذا صافياً ورقيقاً ومهذباً لأنه يعشق الجموح في الروح التي لا تستلم ابداً !

بدأت دراستي الأكاديمية بشكل فعلي في السادسة عشرة من عمري عبر بعض الدورات التحضيرية حيث اعتبروني من ملة العباقرة والمتميزين حيث كنت عاشقة للعلوم والفلك والأدب والشعر كلها مجتمعةً معاً وفضولي للمعرفة لم يتوقف من يومها، مازلتُ اتذكر كيف فهمتُ كل منهاج علم النفس للسنة الجامعية الاولى كاملاً وأنا لا أزال في الصف العاشر حيث كان كل شيء بالنسبة لي يشبه تحضير كعكة جبنة بالتوت البري اللذيذ، من جهة دورات السنة الأكاديمية الأولى ومن جهة أكتبُ ما سموه قصائد في عدة مواقع شرق اوسطية ومن جهة جامحة ومجنونة كفرس أصيلة ومتمردة كأميرة تخلع تاجها كي تصير مرسالاً للغرام بين الطلاب .

غريبة هي العلاقات في حياتي كلها بدأت من فرق عمري لا يقلّ عن عشر سنوات فيما بيننا وحتى علاقتي مع الأكاديمية كانت غريبة جداً ففي الوقت الذي كان كل من هم في عمري يعيش مساره التقليدي كنت قد قطعت اشواطاً في الإدراك والإحساس ودوما احاول انجاز ثلاثة اشياء معاً لأنني احس انني قي سباقٍ دائم مع الوقت .


لم أحلم ولم أخطط ابداً لامتلاك شيء، لا شققاً ولا بنايات، لا شركات ولا عقارات ، ولا يهمني ان امتلك شيئا ويكون لي وحدي حتى في علاقاتي مع الرجال لم ولن يهمني ابداً ان امارس عقد الغيرة والتملك مع من أحب،لأنني اؤمن اننا حين نحب احداً سنتمنى لتوأم روحنا ان يكون سعيداً وحراً كفراشة لا كعصفورٍ من وراء قضبان .

يهمني اكثر من المال كل تلك الأرواح التي استطعت لمسها وكل تلك القلوب الصادقة في حبها لأنني لم احصل على الفرص يوما بل انا التي قمت بصنعها ولذا تراني دوماً أضمد كل تلك الجروح كي احظى بزاويةٍ معقمة بعيداً عن الطمع والمنافسة والسلبية.

وجودي في هذه التجربة الأرضية خلق نتيجة خطأ في الزمان والمكان او نتيجة مهمةٍ لم اتممها من حياتي السابقة بعد لذا ابحث عني وكي لا يضيع الشغف أحمل تحت ضلوعي شعلة نار وكثير من الأغنيات.

أخرج مني كي أسلّم على كل الذين غابوا وكل الذين يرافقون دمي وهم لا يعلمون وأجرب في كل مرة ان لا اجرحني، ان امسح دموعي دون ان احس انني احمل فوق وجنتي ريحاً متعبة من ملح وكي لا اوقظ كل تلك الظباء التي كانت تأن طويلاً تحت جلدي.

مهمة صعبة ان تكون من آلهة الجمال والحكمة في زمنٍ شوهوا فيه كل شيء حتى براءة الأطفال، ألعابهم ، حركاتهم وحتى خيالاتهم الملونة .
مهمة صعبة صعبة ولكنها ممكنة وان كانت تذبح !

حلوة ونقية أكثر من اللزوم لدرجةٍ لا تطاق ولا تحتمل فحين تكون حلواً من داخلك تحدث معك كل تلك الأحداث الغير متوقعة من وله الكثيرين بك او كرههم لك لدرجة لا تصدق لأنهم يرون فيك ماء عذباً بعد عطش او لعنة تذكرهم بكل تلك الأفعال القذرة التي يرتكبونها كل يوم عن سبق اصرارٍ وترصد !


حتى اليوم نجحتُ بكل تلك الامتحانات التي كانت تبدأ بالإغراء ووصولاً الى اعلى درجات التحدي والضغط النفسي والتهديد والوعيد ، تلك الضغوطات التي لا يعرف احد شيئاً عنها سواي ولكنني فشلت في فهم العلاقة بين الجنة والناس..

الجنة جميلة ونحن من يصنعها بوجود الناس او عدمه وأزعم ان الحب هو أساس كل شيء حتى في التجارة فالناس لا يشترون الا من الذين أحبوا فيه صفة ما او وثقوا بشفافيته والحب قد يستمر لأجيال وبكثيرٍ من الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة.

اهتمامنا بمن نحب هو حب عظيم ولكن حمايتنا له أهم..
وجودنا مع من نحب هو حب مهم ولكن فن الشوق والمسافة أهم..
دعمنا لمن نحب هو حب نبيل واحترامنا لاختياراته أنبل بكثير بكثير..

الجنة جميلة جميلة وأنا وبحسب معايير هذا العصر فاشلة اجتماعياً ولا بأس لأنني أدركت ان هذا ما سيحصل منذ بلغت السادسة عشرة ايضاً.

أغار على خصوصيتي كثيراً وأكره نفاق الشهرة والشللية والأضواء ولا أريد ان اكون الرقم واحد..
أستطيع ان اكون أخيراً
one woman show
فوق تلك الخشبة في ذاك المسرح البعيد
الإضاءة الخافتة
والهدوء الناعم
والنزل القريب الذي تفوح منه رائحة الحساء الشهي عبر النوافذ وموقدة الحطب الرقيقة..
سأعود ..ريشة في هوا وسأفكر في الدنيا من جديد ..وليتنا نلتقي قبل الخراب الأخير كي نغني..الدنيا ريشة في هوا..طايرة بغير جناحين..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسرحية المرأة بين الماضي والحاضر


.. جامعة الشرق تساهم في النهوض بالواقع التعليمي للمنطقة




.. واقع الأمازيغيات يصطدم بالموروث الثقافي والأعراف البالية


.. في يومهن العالمي عاملات تؤكدن أن ثورة 19 تموز رسمت لهن طر




.. حملات تنـ مر إلكترونية علي ملكة جمال ألمانيا...-قالوا عليها